القاعدة-3- ادعوهم باسمائهم

ادعوهم بأسمائهم

يحب الناس مناداتهم بأسمائهم و استخدام ألقاب و كنى محببة إليهم، ويكون ذلك ادعى للشعور بالأهمية و الاحترام ويزيد الألفة و المودة بينهم.

لا غرابة أن نجد اسم الإنسان عنوانه، وصاحبه طوال حياته، فبه يشعر بالاحترام و التقدير، لذا فقد حرص الإسلام أن يسمى المولود بأحسن الأسماء، وان تكون كنيته لطيفة و محببة إليه و لها وقعها على نفسه حين يسمعها من الآخرين.

قال صلى الله عليه وسلم ((إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم فأحسنوا أسمائكم)) .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك بحكمته أهمية الاسم في تكوين مفهوم الذات، فالاسم الحسن الجميل من احد عوامل تكوين المفهوم الحسن عن الذات، وكان عليه الصلاة و السلام يكره الأسماء القبيحة و يغيرها بأسماء حسنة.

فعن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده، انه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما اسمك))؟ قال: حزن، قال ((أنت سهل)) قال لا أغير اسما سمانيه أبي. قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد.

وعن ابن عمر، قال: إن ابنة كانت تسمى عاصية، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة .

و عن أسامة بن أخدري أن رجلا يسمى أصرم كان من النفر الذين أتوا رسول صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله (( ما اسمك )) قال: أنا أصرم، قال: ((بل أنت زرعة )) صلى الله عليه وسلم.

لقد بحث علماء النفس الأمريكيون حالة (لي هارفي اوزوالد) قاتل الرئيس الأمريكي ((جون كيندي)) واتضح أن رفاقه يطلقون عليه اسم ((اوزي رابيت)) أي الأرنب العفن ، نظرا لطول أذنيه و رائحته الكريهة .

إن سورة يوسف حافلة بهذه المعاني السامية و أللفتات التربوية التي ترسخ هذا المفهوم الذي يتجلى في مواقف عدة و منها طبيعة حوار سيدنا يعقوب عليه السلام مع يوسف و إخوته حينما قال: ((قال يا بني لا تقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا))، ((وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد و ادخلوا من أبواب متفرقة))، (( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف و أخيه و لا تايئسوا من روح الله))، فها هو يعقوب عليه السلام في مواقف عصيبة و حالة محزونة، بقي في تعامله مع أبنائه بروح الأب الحاني الذي يشملهم بأبوته العظيمة.

إن كثير من مهارات وفنون التعامل مع الأبناء أو الآخرين يتطلب الاستخدام المتميز لاسم الشخص أو لقبه أو كنية محببة إلى نفسه، حيث الشعور بالأهمية و الاحترام والقبول من الشخص الأخر، انك حين تلفظ اسم من تحاوره بطريقة سليمة أو تستخدم عبارة لطيفة كمدخل لبناء الثقة معه، فان هذا يدعم العلاقة و يوثقها جيدا.

و لا نستغرب أن تهميش الأخر وعدم استخدام مثل هذا الأسلوب أو نعته بألقاب أو أوصاف غير محببة فان هذا مرده إلى الشعور بالنقص و الخجل وسوء العلاقة معه.

فقد لاحظ كريستوفر و لويس (في الكاشف، 1994) إن اغلب الطلاب الذين يترددون على العيادة النفسية من ذوي الأسماء الغريبة، مما دفعهما إلى إجراء دراسة حول موضوع الأسماء الشاذة وأثرها في حياة أصحابها و أسفرت الدراسة عن أن اغلبهم يتعرضون في طفولتهم لمتاعب و مضايقات لا يتحملها بعضهم، فيصابون بإمراض نفسية و اضطرابات عقلية، و تخلف دراسي، و السبب الغالب هو تعرضهم لسخرية أقرانهم ومعاملتهم بجفاء ونفور.

بدا البحث بعمل قائمة تحتوي على (80) اسما شاذا و(80) اسما عاديا، وتم خلط الأسماء عشوائيا و عرضت على مجموعة من تلاميذ في سن الحادية عشر، و طلب منهم اختيار 80 اسما من بين المائة و الستين ليشتركوا مع أصحابها في رحلة تستغرق أسبوعين، فاختاروا جميعا الثمانين اسما العادية و تجنبوا اختيار أي اسم من الأسماء الشاذة رغم أنهم كانوا على جهل تام بالأشخاص أصحاب الأسماء العادية والشاذة.

ينبغي على المرء أن يستخدم بعض الكلمات التي تضعه في مرتبة متساوية مع الآخرين، حيث أن كلمتي ((سيدي)) و ((سيدتي)) تضعانه في مرتبة اقل من الآخرين، فهاتان الكلمتان تشيران إلى الخضوع أو الإذعان، ويمكن أن يكونا لبقا دون أن يكونا خاضعا، ولهذا إذا سال الرئيس موظفه عما إذا كان قد أنجز إحدى المهام، فلا يجبه قائلا: نعم يا سيدي، بل يقل له: نعم يا سيد منصور، ولقد أنجزت المهمة.

ولو تأملنا حوار يوسف عليه السلام مع فتيان السجن لوجدنا هذا الأمر قد تجلى في حديثه إليهم، حيث قال لهم (( يا صاحبي السجن ءارباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار))، وقال أيضا: (( يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمرا وأما الأخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ))، انه يتخذ منهما صاحبين، و يتحبب إليهما بهذه الصفة المؤنسة ليدخل من هذا المدخل إلى صلب الدعوة و جسم العقيدة، وهو لا يدعوهما إليها دعوة مباشرة، و إنما يعرفهما بقضية موضوعية .

| | |

بارك الله فيك أخي مبروك

والله العظيم كنت بأمس الحاجة لهدا الموضوع

فعلا موضوع في القمة وجزاك الله كل الجزاء

القاعدة-3- ادعوهم باسمائهم 95932

» القاعدة -4- فكل قرين بالمقارن يقتدي
» القاعدة -2- من قصة يوسف - جنبهم الغيرة و الحسد