نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 59 العمر : 40 الموقع : www.islamway.net العمل/الترفيه : عامل يومي المزاج : دائما حزين - ...الله اعلم لماذا ....؟ أقطن في : الجزائر نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 28001 التميّز : 7
موضوع: القاعدة -2- من قصة يوسف - جنبهم الغيرة و الحسد الأحد 04 أكتوبر 2009, 13:29
جنبهم الغيرة و الحسد
تعد الغيرة حالة انفعالية تظهر في صورة غيظ قد يكون من الشخص لنفسها من المحيطين حوله، وهي انفعال مزدوج من الغضب وحب التملك، الغضب من عائق يتخيل انه حائل دون تحقيق رغبة ما.
و هي في رأي الشربيني: ذلك الشعور الكريه الذي ينتج عن جملة الاعتراضات و ضروب الإحباط ضد ما نبذله جهود قصد الحصول على ما نحب.
أما الحسد: فهي الرغبة في امتلاك ما للغير من امتيازات مع تمني زوالها عنهم، ومن الأهمية بمكان توضيح الفرق بين الغيرة والحسد، فالحسد يكون في أمور لا يملكها الحاسد، بينما يتنعم بها الآخرون، أما الغيرة فهي شعور المرء بحقه في شان ما، و يخشى أن يفقده جراء تعدي شخص آخر على هذا الحق. كما أن الحسد يكون بين طرفين(حاسد ومحسود)بينما في الغيرة يوجد ثلاثة عناصر (الشخص الغيور) و الشخص (الذي نغار منه) و الشخص (الذي عليه)، ويعد الحسد خواطر شيطانية تنمو و تتجذر في نفس الإنسان حتى توصله إلى طريق موصد، طريق تمني زوال النعمة عن الآخرين، وقد تكون تلك النعمة جمالا، علما، ثروة...الخ.
وما فعله إخوة يوسف عليه السلام به من إبعاده عن والده السلام وإلقاءه في الجب إلا دليل حقد و غيرة، فقد غاظهم وساءهم ما كانوا يلاحظونه من حب الصغير ومداعبته من أب محب عطوف، فتحرك الشيطان فيهم ليزرع بذور الحقد، حتى نمى و ترترع و أغواهم للتخلص من الصغير عليه السلام، وهذا ما أشار إليه قطب: فالأحقاد الصغيرة في قلوبهم تكبر و تتضخم حتى تحجب عن ضمائرهم هول الجريمة و بشاعتها و نكادتها و ضخمتها! ثم تزين لهم ((المحلل الشرعي))! الذي يخرجون به من تلك الجريمة.
و ما كان رفض إبليس للسجود لآدم، إلا حسدا منه، عندما قال:§أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين¦ ، ولقد كان الحسد سببا لوقوع أول جريمة على هذه الأرض، حيث أقدم قابيل على قتل هابيل حسدا، حيث قال سبحانه و تعالى:§فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين¦ .
بينما الغيرة الحاصلة بين الإخوة فأساسها الخوف من فقدان محبة والدهم، أو احدهما، وقد يحاول الأبناء التصدي للأخ الذي يغارون منه، بالضرب أو التحقير أو المشاجرات، وقد يفرغ الطفل غيرته بصورة أخرى فتراه يعتدي على العاب أخيه فيكسرها أو يخفيها و يستولي عليها.
نعم... فالغيرة السائدة بين الإخوة بركان راكد، و يكفي نظرة واحدة لتفجيره. و الغيرة لا تقتصر على الأخ الأكبر الذي جاء من يشاركه في حبه والديه واهتمامهما،بل قد تجد الصغير يحسد الكبير على ما لديه من مكانة خاصة لدى والديه. و الجدير بالذكر أن الغيرة على أشدها تقع بين الإخوة من جنس واحد، مع الإشارة أن الإناث أكثر غيرة من الذكور.
و على المربين أن ينظروا للغيرة بأنها أمر جد طبيعي في حياة كل طفل، فيتقبلوها برحابة صدر، هذا مع العلم أن الغيرة لا تؤذي الطفل، الذي يغارون منه بل قد تطال براثنها الوالدين أنفسهما، وكيف لا هما سبب هذا الوضع؟! لكن ليس بالقدر نفسه، وهذا ما أوضحه قنطار ((إن التفاعل السلبي في علاقة الإخوة و الأخوات يفوق التفاعل السلبي في علاقة الطفل بالوالدين)). وقد يلجأ البعض إلى أفاء عنصر الغيرة المتواجد فيه لأنه يشعره بالمهانة. ويعد حب الآخرين صمام الأمان ضد ما يسمى بالغيرة و التحاسد، و بالتأكيد عندما ستحبهم ستتمنى لهم كل خير وسعادة.
يرى علماء النفس أن أهم مكونات الغيرة خوف الفرد على فقدان من يحب و كرهه لمنافسه، ورغبته في إيذائه، وشعوره بالنقص، وفقدان للذات الذي قد يتحول إلى شعور بالذنب.
و على الإنسان دائما أن يقضي حوائجه بكتمان و صمت، دون مباهاة و فخر، على ما يحققه من انجازات في حياته. وقيل في الحديث ((استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فان كل ذي نعمة محسود))، وهذا المعنى الذي ذكره الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام:§قال يا بني لا تقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين.¦
وقد أشار المحلي و السيوطي إلى تفسيرها: أي يحتالون في هلاكك حسدا لعلمهم بتأويلها من أنهم الكواكب و الشمس أمك و القمر أبوك.
وذكر النسفي: أن يعقوب عليه السلام عرف إن الله يصطفي يوسف عليه السلام للنبوة و ينعم عليه بشرف الدارين، فخاف عليه من حسد الإخوة.
وورد في تفسير القران العظيم: معناها: انه حين قص يوسف عليه السلام ما رأى على والده من هذه الرؤيا التي تعبيرها خضوع إخوته له و تعظيمهم إياه تعظيما زائدا بحيث يخرون له ساجدين إجلالا و احتراما و إكراما، فخشي يعقوب على ذلك فيبغون له الغوائل حسدا منهم له.
وقد أشار ابن عاشور أن إخوة يوسف عليه السلام العشرة كانوا يغارون منه لفرط فضله عليهم خَلقا وخُلقا، علم أنهم يعبرون الرؤيا إجمالا و تفصيلا، وعلم أن تلك الرؤيا تؤذن برفعة ينالها عليه السلام... فخشي إن قصها عليهم أن تشتد بهم الغيرة إلى حد الحسد... فينشأ فيهم شر الحاسد إذا حسد... وليعلم انه ما حذره إلا من نزع الشيطان في نفوس إخوته. وهذا كاعتذار النبي صلى الله عليه وسلم لرجلين من الأنصار اللذين لقيأه ليلا وهو يشيع زوجته أم المؤمنين إلى بيتها، فلما رأياه دليا، فقال: على رسلكما أنها صفية، فقالا: سبحان الله يا رسول الله و اكبر من ذلك! فقال لهما(إن الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم و إني خشيت أن يقذف في نفوسكما).هذه أية عبرة يتوسم يعقوب عليه السلام أحوال أبنائه و ارتيائه أن يكف كيد بعضهم .
و لعل تحذير يعقوب عليه السلام ليوسف عليه السلام في شان إخبار إخوته في رأياه. أمر يدل على بعد نظر و حكمة عظيمين، فلعله كان يعلم افتقار أبناءه للعلم و التفهم اللازمين لإخبارهم بشان هذا، و في ذات الوقت كان يعلم أن يوسف لن بثنيه هذا التحذير عن محبة إخوته لما له من كمال العقل وصفاء السريرة و مكارم الأخلاق.
وتعد الغيرة ذات آثار سلبية عديدة و أخطرها على الإطلاق، تلك التي توصل الفرد إلى كره غريمه، و بالتالي إيذائه، إذن قد تحولت بدورها إلى سلوك عدواني، وقد يكون مدمرا، فها هم إخوة يوسف يجمعوا على المكيدة و الأذية لفرط غيرتهم حيث قالوا: §اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم... .¦
يقولون هذا الذي يزاحمكم في محبة أبيكم لكم أعدموه من وجه أبيكم ليخلوا لكم وحدكم أما بان تقتلوه أو تلقوه في ارض من الأراضي لتستريحوا منه و تخلوا بابيكم .
و بذلك يقبل عليكم (أي أبيكم) اقبالة واحدة لا يلتفت عندكم إلى غيركم، و المراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها فكان ذكر الوجه لتصوير معنى إقباله عليهم.
وقال السعدي فيها: أي غيبوه عن أبيه، في ارض بعيدة لا يتمكن من رؤيته فيها ... و بهذا يتفرغ لكم (أبوكم) و يقبل لكم بالشفقة و المحبة فانه قد اشتغل قلبه بيوسف شغلا لا يتفرغ لكم.
أنها أية من عبر الأخلاق السيئة وهي التخلص من مزاحمة الفاضل بفضله لمن هو دونه فيه أو مساوية بإعدام صاحب الفضل وهي اكبر جريمة لاشتمالها على الحسد، و الإضرار بالغير، و انتهاك ما أمر الله بحفظه، وهم كانوا أهل دين ومن بيت نبوة، وقد أصلح الله حالهم من بعيد و أثنى عليهم وسماهم الأسباط.
هكذا ينزغ الشيطان، وهكذا يسول للنفوس عندما تغضب و تفقد زمامها، وتفقد صحة تقديرها للأشياء و الإحداث. وهكذا لما غلا في صدورهم الحقد بزغ الشيطان ليقول لهم: اقتلوا... و التوبة بعد ذلك تصلح ما فات! و ليست التوبة هكذا إنما تكون التوبة من الخطيئة التي يندفع إليها المرء غافلا جاهلا غير ذاكر.
ويعد الحسد أمرا شائعا في مجتمعاتنا، وقلنا انه خواطر شيطانية، وانه يدفع صاحبه لتمني زوال النعم عن المحسود، ولذا كانت نصيحة نبي الله يعقوب عليه السلام لأبنائه في قوله تعالى:§وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد و ادخلوا من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من الله من شيء...¦
لما تجهز أولاد للمسير إلى مصر خاف عليهم أبوهم أن تصيبهم العين لكونهم كانوا ذوي جمال ظاهر وثياب حسنة مع كونهم أولاد رجل واحد... ولم يكتف بقوله:§لا تدخلوا من باب واحد¦عن قوله :§وادخلوا من أبواب متفرقة ¦ لأنهم لو دخلوا من بابين مثلا ... لا متثلوا النهي عن الدخول من باب واحد، ولكنه لما كان في الدخول من بابين مثلا نوع اجتماع يخشى معه أن تصيبهم العين... وقد وردت الأحاديث الصحيحة بان العين حق، و أصيبت بها جماعة من عصر النبوة ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فكم من شخص من هذا النوع الانساني وغيره من أنواع الحيوان هلك بهذا السبب... و الحذر لا يدفع القدر ... إلا أنها حاجة في نفس يعقوب قضاها ... وقيل انه خطر ببال يعقوب أن الملك إذا رآهم مجتمعين مع ما يظهر فيهم من كمال الخلقة وسيما الشجاعة أوقع لهم حسدا وحقدا أو خوفا منهم.
و الجدر بنا أباء و أمهات ... أن نتقي الله في أولادنا، وان نحقق العدل في تربيتهم ومحبتهم، لكي نحول بينهم وبين الغيرة و إعراضها. و لعل ما يدفع أبناءنا أحيانا إليها ما يلمسونه من تمييز حقيقي بينهم في المعاملة، فتجد البعض يفضل الابن الأكبر لذكائه و سلوكه القويم، وتجد آخرون يفضلون الصغير لنعومته و جماله، و من هنا تظهر العدوانية و الغيرة بين الإخوة، و السبب الآباء أنفسهم. ومن الضروري بمكان أن ننته للأطفال شديدي الحساسية ونتقن التعامل معهم، إذ أن كلمة إطراء صغيرة على طفل صغير أمامهم توقعهم في أحبال الغيرة. إذن فالحب و العدل المتوازن في المعاملة معهم تقيهم شرور الغيرة وقيل في الأمثال: درهم وقاية خير من قنطار علاج.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن بنت رواحة سالت أباه بعض الموهبة من ماله لابنها، فالتوى بها سنة، ثم بدا له، فقالت: لا ارض حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني. فاخذ أبي بيدي، وأنا يومئذ غلام، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ فقال نعم، قال: فلا تشهدني إذا، فانا لا اشهد على جور.
ثم يقول صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الله واعدلوا في أولادكم )) ومن بمكان تأكيد الفوارق بينهم لا التفرقة، ونعني بذلك عدم الانجرار وراء لعبة المساواة التي تعد سرابا، وعاملا يوقد الغيرة و يؤججها، ويوجد الحساسية بينهم، نعم فمساواتك المطلقة بين الكبير و الصغير لا تجوز، و الأصح أن تقدم لكل منهما الحب و الاهتمام بالصورة و الطريقة التي تناسب عمره،و بالكيفية المناسبة، ولا نعطي الصغير ما نعطيه للكبير بحجة العدل، فلكل منهما شخصية يجب تشجيعها، ولعلنا نتعرف إلى أسباب الغيرة ... فهي كالآتي:-
1- ولادة مولود جديد في الأسرة .
2-المقارنة بين الأخوة .
3-التفرقة في المعاملة و التمييز الجائر.
4-وجود خلافات بين الزوجين، مما يؤدي إلى كراهية طفل و تقريب آخر.
5-العناية باخ له مريض.
6-الزواج الثاني الذي ينشب الخلافات و الغيرة بين أولاد الأولى والثانية.
7-العقاب، الذي يلجأ إليه بعض الآباء في علاج الغيرة قد يولد الشعور بالإحباط و يزيد الكراهية و البغضاء للمربي و يرفع من درجة السلوك العدواني و بالتالي اشتغال حدة الغيرة أكثر فأكثر.
واليك عوامل الوقاية اللازم التسلح بها لتجنب أبناءك الغيرة:
1- إعداد الصغير لقدوم المولود الجديد بصورة واقعية.
2-التركيز على السلوك الايجابي في كل فرد داخل الأسرة وتقديره لهذا.
3-تجنب المقارنة بين أولادك، واعلم أن لكل منهم صفات وميول حباه الله بها.
4-اعدل و لا تحقق المساواة المطلقة بينهم، فشعور احدهم بالظلم يفسد كيانه و يدمر قاعدة القيم و المبادئ لديه.
5-تنمية روح الجماعة .
و يجدر بنا الإشارة إلى أهمية دور الآباء و الأسرة في التعامل مع هذه المشكلة المستعصية بين الأبناء، وهذا الأمر يتطلب مزيدا من الحكمة و التحلي بالأناة والصبر و عدم اللجوء بتاتا إلى التحيز لطرف دون أخر.
و كما أشار دويري: أن مشاعر ورغبات الأطفال و الأولاد مثل الأنهار التي تتدفق بشكل متواصل،لا نستطيع وقف جريانها أو حبسه، بل إن كل ما نستطيعه هو تحويل جريانها بالاتجاهات الأخرى الممكنة. أن علينا أن نتقبل التمايز بين أولادنا و التعامل معهم على أنهم أشخاص ذوو شخصيات مختلفة و متمايزة، كما تتمايز الزهرات في الحديقة دون أن يغير ذلك من تقبلنا لكل منهم.
حور العين مشرف
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 1414 العمر : 39 المزاج : في نعمة ورحمة من الله أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 30302 الأوســــمة : التميّز : 41
موضوع: رد: القاعدة -2- من قصة يوسف - جنبهم الغيرة و الحسد الأحد 04 أكتوبر 2009, 17:35
السلام عليكم ....بارك الله فيك أخي
لكن عندي تدخل صغير ومعدرة منك أخي
لما المزاج السيء نحن نتمنى ان يكون أخونا في الله
مزاجه طيب مفرح فالنضع الحزن جانبا بما ان الله موجود