مهري ومساعدية وباقي أمروا بحجز سهام الإسلام
ايت علجت: الشيخ سلطاني امتاز بمواقفه الجريئة ضد الاشتراكية
كرمت جريدة الشروق الشيخ عبد اللطيف سلطاني ـ رحمه الله ـ وألبست ابنه فيصل برنوس الشروق عرفانا بالدور الذي لعبه خلال الاستعمار وفي فترة الاستقلال في الدفاع عن الجزائر أرضا وعروبة وإسلاما، بحضور كوكبة من شيوخ وعلماء ومثقفي وشباب الجزائر، اجتمعوا في حفل تكريمي هو الأول من نوعه للشيخ سلطاني في مماته وحتى في حياته على حد قول أحد أبنائه.
"قلوبنا قبل أبوابنا مفتوحة لعلمائنا ولرموز الوطن"
رحب رشيد فضيل بالمشاركين والحضور، الذين لبوا الدعوة لإثراء حلقة جديدة من سلسلة التكريمات التي دأبت تخصيصها منذ سنوات لجهابذة الأمة وعلمائها: "استطاعت الشروق ـ بتوفيق من الله ـ أن تكرم قائمة طويلة من العلماء، على شاكلة أحمد سحنون وأحمد حماني رحمهما الله، والشيخ الطاهر آيت علجت أطال الله في عمره، ومحمد فارح شفاه الله، وكثير من الأسماء التي بذلت حياتها في خدمة العلم والدين. وإن تخصيص هذه الوقفة لتكريم الشيخ عبد اللطيف سلطاني ـ رحمه الله ـ الهدف منها إماطة اللثام عن شخصيته المميزة وخصاله الحميدة، وهو من كافح خلال الثورة، وقال كلمة الحق بعد الاستقلال".
واستغرب الأستاذ رشيد في ختام كلمته الترحيبية نيابة عن المدير العام، علي فضيل، الذي سافر في مهمة إعلامية خارج الوطن، عن سر وجود هذا الفرق الشاسع في عدد العلماء قبل وبعد الثورة، قائلا: "من المفارقات أن نرى هذه الكوكبة من العلماء تنشط وتجتهد، وتكون الأجيال وتشحذ الهمم خلال الثورة، ثم لا نجد في جيل الاستقلال كوكبة في نفس المستوى، وهو ما يدعونا إلى كشف النقاب عن حياتهم ومسارهم وتتبع خطاهم، وأمنياتنا أن يوفقنا الله في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من هذه القامات الشامخة، وقلوب أبناء الشروق ستبقى مفتوحة قبل الأبواب للاقتراحات والمبادرات".
آسيا شلابي
نبيه سلطاني(نجل الشيخ)
"والدي مات تحت الإقامة الجبرية في جزائر الاستقلال"
شكر نجل الشيخ عبد اللطيف سلطاني التفاتة الشروق اليومي قائلا: "من لم يشكر فضل عباد الله لم يشكر الله" فلا يسعني باسمي وباسم عائلتي في هذا المقام الكريم، إلا أن أنصف ـ من باب "انزلوا الناس منازلهم" ـ جريدةَ الشروق اليومي على عطائها اللامتناهي، حفاظا على ذاكرة الجزائر بمختلف أطيافها وأعلامها وتنوع ثقافتها، فالجريدة تعتبر الآن من المراجع التي توثق للماضي لبناء مستقبل لمجتمع متماسك". وقال المتدخل: "التكريم يعتبر الأول للشيخ طوال مسيرة وبعد وفاته" كما رحب بالشيوخ الأفاضل والأساتذة الكرام الذين لبوا الدعوة في هذه الالتفاتة الطيبة. وأكد نجل الشيخ أنه لم تتح له الفرصة من قبل للتعريف بالوالد لأسباب خاصة، إلا الآن ومن هذا المنبر الإعلامي المحترم، ويعلم الجميع ما تبذله الشروق لنفض الغبار عن أعلام الجزائر، موضحا بشأن والده، أنه لم يكن طالب جاه بقدر ما كان طالب علم وصاحب كلمة حق، كما كان آمرا بلمعروف وناهيا عن المنكر، وكان الشيخ جريئا في التحدي ولا يطأطئ رأسه ولا يطيع مخلوقا في معصية الخالق، وما يجهله البعض في حياة الوالد، أنه دافع عن مواقفه ودفع ثمنا لها، فمنذ الاستقلال وهو محاصر جراء خطاباته ودروسه، فوضع تحت الإقامة الجبرية بعد العديد من إصداراته.
وذكر أيضا "في سنة 1983 سافرت والدته المرحومة رفقة نجله فيصل في رحلة عمرة، فودعهما والده هامسا لهما بوصية قال فيها: "بلغي سلامي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقولوا إني مظلوم" فكانت عبارته توحي بانتزاع حريته أكثر مما منح رغم عطائه.
حورية.ب
الشيخ الطاهر آيت علجت
"الشيخ سلطاني امتاز بمواقفه الجريئة ضد الاشتراكية"
آسيا شلابي
بارك الشيخ الطاهر ايت علجت مبادرة الشروق واهتمامها بعلماء الأمة وأفاضل الناس، ممن يستحقون التكريم فاستهل حديثه قائلا: "جازاكم الله كل خير على هذه السنة المباركة، وانتم مشكورون كثيرا، وهي خير دليل على أن الكريم يجيد الكرام".
وركز الشيخ في معرض شهادته حول رفيقه، عبد اللطيف سلطاني، أحد أبرز أعضاء جمعية العلماء المسلمين، على جانب الجرأة والشجاعة في إبداء الرأي مهما كلف الأمر: "امتاز الشيخ سلطاني عن غيره من العلماء بمواقفه الجريئة تجاه الاشتراكية، التي قال عنها (الاشتراكية ـ المزدكية) وهي مذهب من مذاهب الفرس الهدامة، مواقفه كانت صارمة جدا و جريئة لا يشوبها أي تردد. كما كان فقيها مالكيا مقتدرا، ومتمسكا به متمكنا منه. عرفته في جمعية العلماء المسلمين، وكان من أبرز أعضائها، وشغل منصب أمين المال في عهد رئاسة البشير الإبراهيمي إلى أن اندلعت الثورة التحريرية".
ووثق الشيخ آيت علجت شهادته ببعض المواقف التي مايزال يذكرها عن الشيخ سلطاني رحمه الله، فأضاف قائلا: "قال لي يوسف بن خدة في أحد الأيام من سنة 1945 إنه ذهب إلى مركز جمعية العلماء المسلمين، وكان مرتديا قبعة لتمويه الاستعمار، فوجد عبد اللطيف هناك، وما إن شاهده حتى خاطبه: "مبروك عليك العمامة". ثم استطرد موضحا "الكلام عن عبد اللطيف يحتاج إلى كتب ومؤلفات لتظهر مكانته الاجتماعية والسياسية، وتبرز دوره في العمل الدعوي وصبره وجلده قبل وبعد الاستقلال".
وأشاد الشيخ الطاهر آيت علجت إلى أن أبناء وتلاميذ الشيخ سلطاني حافظوا على طيب ذكره، وكانوا خير خلف لخير سلف: "لم يمت، فقد ترك أولادا صالحين وتلاميذ ينشرون علمه وأخلاقه. أدعو الله أن يحفظ شبابنا وبلادنا من أعداء الإسلام، الذين ينظرون بعين الخبث والمكيدة، وأن يبقى أهل الشروق مشرقين ينيرون الأمة الإسلامية بمثل هاته المبادرات الطيبة".
الدكتور أمين الزاوي
الجزائر اليوم بحاجة لأمثال عبد اللطيف سلطاني
على هامش عرض شريط مصور، جمع شهادات عدد من الشخصيات التي شاركت في حفل تسليم مكتبة الشيخ عبد اللطيف سلطاني للمكتبة الوطنية، قال المدير السابق للمكتبة، الدكتور أمين الزاوي، إن مكتبة الشيخ سلطاني تعكس شخصيته الموسوعية والمتبحرة في العلم، بحيث لم تكن مكتبة دينية وفقهية فقط، بل جمعت بين التاريخ والأدب والفلسفة وعلوم اللغة، وهي تدل على حرص الشيخ رحمه الله على الجمع من كل مشارب العلم.
وأضاف أمين الزاوي أن البلاد اليوم بحاجة لأمثال سلطاني، الذي كان محاورا يفرض الاحترام والاستماع والإنصات: "في اختلافه كان الشيخ سلطاني محاورا مسكونا بحب الجزائر، التي دافع عنها مستعمرة ضد فرنسا، ودافع عنها مستقلة عبر الأنظمة المتعاقبة". ودعا الزاوي إلى طبع مذكرات الشيخ سلطاني"، مضيفا: "إن شخصيته تميزت بصبر العلماء تجاه الشدائد والمحن والخصوم، وكان فيه وصاية وحرص الآباء على الجيل الجديد".
زهية منصر
بوجمعة أوراري (من تلاميذ الشيخ)
يجب أن نتوقف على نعت الشيخ سلطانى بالمسيء للشهداء
قال الأستاذ جمعة أوراري، وهو أحد تلامذة الشيخ سلطاني، إن واجب الوفاء للعلماء يدعوه إلى استعادة خصال الشيخ سلطاني، الذي تتلمذ على يده، وانطلاقا من هذا الواجب يقول المتحدث: "يجب أن نعيد الاعتبار للشيخ، ونتوقف عن نعته بالمسيء للشهداء، لأن الفتوى التي جاءت في كتاب الشيخ عبد اللطيف سلطانى في كتابه "سهام الإسلام" عامة، ولا يجوز تخصيصها أو انتزاعها من سياقها.
زهية/م
يحيى صاري (من تلاميذ الشيخ)
"شيخي كان مهابا وصاحب حجة وبرهان"
قال الشيخ يحيى صاري، في شهادته عن الشيخ المرحوم عبد اللطيف سلطاني، "إنه كان أسدا هصورا، ظل مرابطا على أرض الجزائر يحرسها من الذئاب المفترسة، التي كانت تستهدف الوطنية واللغة و الدين"، مضيفا أنه "عرف بعزمه وحزمه في عمله ودعوته، وهو الرجل الذي اختار العلم والدعوة والحجة والبرهان وسيلةً للدفاع عن ثوابت الأمة، مشيرا إلى أن الشيخ سلطاني رحمه الله، اتخذ من المسجد الميدانَ الذي يلتقي فيه بأبنائه وأحبابه وأصدقائه، ومن الكلمة سبيلا للوصول إلى هدفه الدعوي.
وأضاف الشيخ صاري أن "دار الأرقم ومسجد القبة يشهدان على دروس الشيخ رحمه الله سواء التربوية والقرآنية والحديث، أو حتى معالجة الأمراض الاجتماعية والنفسية، وانتقاده للسلطة"، وأكد صاري أنه يذكر جيدا خطبته الأخيرة، والتي كانت حول تفسير سورة الحاقة، و"بقيت عباراته المؤثرة حية تتحرك في قلوب من سمعها".
الشيخ صاري تحدث أيضا في شهادته عن هيبة المرحوم، وكيف كان تلامذته لا يجرأون على الوقوف أمامه في الصف الأول، بسبب صرامته وحزمه، غير أن "أسلوبه هذا كان مزينا بالحكمة والكلمة الهادئة، صرامة لم تقف ضد قوله للحق، وعدم خوفه في الله من لومة لائم".
فريدة لكحل
الدكتور عبد الحليم قابة
"كونوا كالشيخ سلطاني حتى ترحمكم الأجيال"
قال الدكتور عبد الحليم قابة في كلمته إنه يرفض أن تسمى شهادة، كونه لم يعرف الشيخ سلطاني رحمه الله "إن للتاريخ صفحة بيضاء وأخرى سوداء" ودعا الحضور أن يختاروا تسجيل أسماءهم في القائمة البيضاء التي تشمل الشيخ سلطاني وأمثاله، أو في القائمة السوداء التي تشمل أعداء الشيخ سلطاني وأمثاله".
فريدة.ل
عبد العالي رزاڤي
أنا من تسبب في مصادرة كتابه "سهام الإسلام"
لعل من بين أبرز الشهادات التي قدمت في ندوة تكريم الشيخ سلطاني، كانت للدكتور عبد العالي رزاڤي، الذي كشف ولأول مرة عن قضية تسببه في مصادرة كتاب الشيخ عبد اللطيف سلطاني رحمه الله، الموسوم بـ"سهام الإسلام"، حيث أكد أنه لما قرأ ملخصا عن هذا الكتاب، كتب مقالا وطلب فيه بمعاقبة مؤلف الكتاب لأنه ـ حسبه ـ يسيء للشهداء، خاصة وأنه ابن شهيد، مضيفا أنه مباشرة بعد نشر هذا المقال، قام عدد من المجاهدين بإصدار بيان يطالب بمصادرة الكتاب، فصودرت فعلا طبعته الثانية، وكان رزاڤي سببا في سحب الكتاب من المكتبات، وأضاف المتحدث أن المرحوم ومن خلال إطلاعه على مؤلفاته يشبه كثيرا محمد الخضر حسين في كتابه "نقد أصول الحكم في الإسلام"، كما يشبه في كتاباته كتابات الشيخ العربي التبسي.
فريدة.ل