الانتفاضة الثالثة‘‘ تزداد اشتعالا في القدس.. وشرطة الاحتلال في حالة تأهب قصوى
القدس المحتلة - السبيل
شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأحد إجراءاتها العسكرية في محيط وقلب مدينة القدس المحتلة، وأغلقت كافة مداخلها، وفرضت قيودًا على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى المبارك، حيث نشرت قوات الاحتلال أكثر من عشرة آلاف جندي إسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، ورفعت حالة التأهب لدى الجيش الإسرائيلي لأعلى درجة لمواجهة التحركات الفلسطينية بإحياء ذكرى نكبتهم الثالثة والستين.
وقالت مصادر محلية في المدنية: «إنّ المئات من شرطة الاحتلال وجنود الاحتلال وما يسمى بحرس الحدود انتشروا في المدينة، وعلى مداخل أحياء البلدة القديمة، ونصبوا الحواجز والمتاريس العسكرية والشرطية فيها، وسيّرت الدوريات العسكرية الراجلة والمحمولة والخيَّالة، ونشرت المئات من عناصر شرطتها ووحداتها الخاصة في معظم شوارع المدينة وداخل أسوار المدينة المقدسة».
كما أغلقت سلطات الاحتلال أيضًا كافة مداخل بلدات العيسوية وسلوان ومخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين بالكامل، ومنعت المقدسيين من الدخول والخروج منها، وعطلت كافة نشاطهم الصباحي، معيقة حركة الطلاب إلى مدارسهم، ومعززة إجراءات تفتيشها للمركبات والمواطنين على المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية للمدينة.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت مساء السبت عن فرض الإغلاق الشامل لمدة 24 ساعة على الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب فرضها قيودًا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك، حيث حددت عمر من يسمح لهم بالدخول إليه للصلاة بـ45 عامًا.
وأصيب خلال هذه المظاهرات عشرات الشبان المقدسيين بحالات اختناق على مدخل بلدة العيسوية ومخيم شعفاط بالقدس المحتلة، وقال شهود عيان لـ»السبيل» إن مئات الشبان رشقوا عناصر شرطة الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة والفارغة، في حين رد الجنود بإمطارهم بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، مما أدى إلى عشرات حالات الاختناق، كما اعتقلت الشرطة أحد الشبان من مدخل البلدة أثناء مشاركته في المواجهات.
كما استعانت قوات الاحتلال بالخيالة لاقتحام مخيم شعفاط، مما أدّى لاحتدام المواجهات.
وفي العيسوية نادت مساجد القرية عبر مكبرات الصوت لنجدة أهالي القرية من الهجمة الشرسة لقوات الاحتلال، اشتعلت أثناءها المواجهات بين شبان فلسطينيين وشرطة الاحتلال في العيسوية وقلندية وشعفاط، حيث قام الشبان الفلسطينييون برشق قوات الاحتلال بالحجارة قرب محطة الوقود، كما علم أنّ ما يسمى بـ»قوات حرس الحدود» وبمساعدة مروحية قاموا باعتقال أحد الشبان.
وكانت قوة معززة مشتركة من مخابرات وشرطة وحرس حدود الاحتلال قد اقتحمت ليلة السبت البلدة القديمة، وداهمت عشرات المنازل في أحيائها، واعتقلت عددا من الفتيان والشبان والأطفال على خلفية المشاركة في مواجهات السبت، خاصة في تلك التي اندلعت في حي باب حطة الموصول بالمسجد الأقصى المبارك.
وتقوم منذ ساعات صباح الأحد طائرة مروحية بالتحليق في سماء القدس المحتلة، وبجانبها منطاد راداري استخباري لمراقبة حركة المواطنين.
الاحتلال يقف في طريق مسيرة البيارق
في بيان لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث تحدثت عن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحق حافلات مسيرة البيارق وطلاب مشروع إحياء مصاطب العلم في المسجد الأقصى، ومنع عدد من حافلات البيارق من الوصول إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، وتحديد الأجيال المسموح لها بمواصلة سفرها إلى الأقصى صباح الأحد، ويوم الجمعة الأخير، مشيرة إلى أنّها إجراءات باطلة، تندرج ضمن ممارسة الاضطهاد الديني من قبل المؤسسة الإسرئيلية، فيما أكدت مؤسسة الأقصى أنّ مثل هذه الإجراءات الاحتلالية البغيضة لن تحول دون تواصل الرباط وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، موضحين أنّ «هذا ما فعله المئات من أهلنا اليوم من كبار السنّ الذين أصروا على شدّ رحالهم والوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، رغم إعاقات الاحتلال وأذرعه».
وقالت مؤسسة الأقصى إنّ قوات من الشرطة الإسرائيلية نصبت منذ ساعات الصباح الباكرة الحواجز على الشارع السريع «شارع 6» وعلى مفارق الطرق الموصلة إلى القدس في عدة نقاط، وأوقفت حافلات مسيرة البيارق المتجهة نحو المسجد الأقصى، وكذلك حافلات طلاب مشروع إحياء مساطب العلم في المسجد الأقصى، وقامت بتفتيش الحافلات، ثم منعت كل من هو دون جيل الأربعين من مواصلة سفره إلى القدس والمسجد الأقصى، وفي محصلة الأمر فقد تم إرجاع حافلتين من مسيرة البيارق، فيما واصلت عشر حافلات سيرها نحو القدس والأقصى، أما بخصوص طلاب العلم في المسجد الأقصى، فقد تمّ إرجاع حافلة من حافلات طلاب العلم في الأقصى، وتعذّر عليهم مواصلة سفرهم نحو المسجد الأقصى.
إلى ذلك قال مدير مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الأقصى المبارك وفيق درويش ومدير مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات حكمت نعامنة: «إنّ مسيرة البيارق التي تنقل المصلين من جميع قرى ومدن الداخل الفلسطيني إلى المسجد الأقصى، هي مسيرة يومية وعلى مدار السنة، وليست تخصّ يوماً دون آخر، أو مناسبة دون أخرى، وهي غير مرتبطة بهذا الحدث أو غيره، وكذلك مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى، وهذه المشاريع هي جزء من مشاريعنا للتواصل ونصرة المسجد الأقصى، وبالتالي فإن إجراءات الشرطة المذكورة لن تحول دون مواصلة رباطنا وتواجدنا الدائم والباكر في المسجد الأقصى المبارك».
وكانت سلطات الاحتلال قد حذرت من تحركات فلسطينية، وإمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في هذا اليوم، خاصة مع دعوات فلسطينية للثورة؛ لتطبيق حق العودة في هذا اليوم، وقد نشرت أكثر من عشرة آلاف جندي في الضفة الغربية والقدس المحتلة.