إن لم تقرح أدمعي أجفـانـــي 000 من بعد بُعدكم فما أجفانــي
إنسان عيني مذ تناءت داركــم 000 مـا راقــه نظر إلى إنسـان
ياليتني قد مت يوم فراقـكـم 000 ولسـاعة التوديـع لا أحيانــي
مالي وللأيام شتت شملهـــا 000 شمـلي، وخَلاني بلا خِـلانــي
ما للمنازل أصبحــت لا أهلهـا 000 أهلـي ولا جيرانها جيرانـي
وحياتكم ما حلها من بعد رحيلكم 000 غير البلـى والهدم والنيـران
ولقد قصدت الدار بعد رحيلكم 000 ووقفت فيها وقفة الحـــيران
وسألتها لكن بغير تكـلـــم 000 فتكلمت لكن بغير لســـان
ناديتها: يا دار ما فعـل الألـى 000 كانوا هم الأوطار في الأوطــان
أين الذين عهدتهـم ولعزهــم 000 ذلاً تـخر معاقد التيجــان
كانوا نجوم من اقتدى فعليهــم 000 يبكي الهدى وشعائـر الايمـان
أفنتهم غِـير الحوادث مثلما 000 أفنت قديمـا صاحب الإيـــوانِ
لما رأيت الدار بعد فراقهم 000 أضحت معطلة من الســكــان ِ
مازلت أبكيهم وألثم وحشة 000 لجمالهم مُـتهدم الأركـــــانِ
حتى رثى لي كل من لا وجدُهُ 000 وجدي ولا أشجانهُ أشــجاني
وسألتها لكن بغير تكلم ٍ000 وتكلمت لكن بغير لســــــانِ