مقاتلات فرنسية تقنبل معاقله..و أنظار العالم نحو " العزيزية"
القذافي تحت القصف
مبعوث الشروق إلى بنغازي : هاني جريشة
أطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أولى العمليات العسكرية ضد نظام العقيد القذافي، بعد أن وضعت القمة الحاسمة التي جمعت أمس الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالعاصمة الفرنسية باريس، آليات التدخل العسكري.
وتزامن الاجتماع مع إعلان دخول طائرات استطلاع فرنسية "رافال" الأجواء الليبية، حسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول فرنسي، أكد أن مهمة هذه الطائرات تتمثل في تحديد الأهداف العسكرية التي ستتم مهاجمتها من طرف الطائرات التي ستقوم بمهمة حظر الطيران فوق الأجواء الليبية، كما جاء في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973.
وفي أعقاب الاجتماع الدولي الذي احتضنته باريس، ألقى ساركوزي كلمة مقتضبة، أكد من خلالها أن القوات الجوية "سوف تعارض أي أعمال عنف قد يقوم بها العقيد القذافي ضد سكان بنغازي"، وتابع قائلاً: "من الآن، تقوم طائراتنا بمنع أي طائرات من قصف المدينة"، كما لم يخف الرئيس الفرنسي إمكانية قصف أهداف متحركة مثل الدبابات في حال مهاجمتها للمدنيين.
وجاء تحليق الطائرات الفرنسية مع إعلان الثوار عن دخول دبابات موالية للعقيد الليبي، معمر القذافي، إلى كبرى معاقل الثوار ممثلة في مدينة بنغازي، وهي المدينة الوحيدة التي مازالت خاضعة لسيطرة المعارضة، بعد تراجع الثوار أمام كتائب القذافي في عدد من المدن والمداشر.
ميدانيا، تمكن الثوار من التصدي لآليات كتائب القذافي التي حاولت التوغل في مدينة بنغازي قبل بدء العمليات العسكرية الغربية، في خطوة اعتبرتها المعارضة محاولة من نظام القذافي لاستعمال المدنيين كدروع بشرية. وقال الثوار في تصريحات أوردتها قناة الجزيرة "إنهم تصدوا بقوة لقوات القذافي وأجبروها على التراجع بالرغم من شدة القصف الذي طال المدينة بالطائرات وراجمات الصواريخ والدبابات".
ومع تيقن القذافي بأن الضربات العسكرية ضد معاقله باتت اكيدة، باشر جملة من الاتصالات الدبلوماسية مع الدول الغربية، وقام في هذا الصدد بتوجيه عدة رسائل إلى كل من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ونظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، انتقد من خلالها التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.
وفي موقف لا يعكس حقيقة ما يجري على الأرض، قال القذافي إن حكومته "لن تطلق الرصاص على مواطنيها"، ملقيا باللائمة على "فزاعة" القاعدة، وهو اتهام لم يعد له أية مصداقية بعد ما وقفت المجموعة الدولية على جرائم القذافي وكتائبه في حق شعبه من المدنيين.