الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هوالبدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثوابالمرجو منهافاحتسب أعمالك اليومية كفعل الطاعات والصبرعلى المكروهات والحركات والسكنات ليحسب ذلك من عملك الصالح
إن الاحتساب عمل قلبي، لامحل له في اللسان ، لأن النبي أخبرنا بأن النية محلها القلب وأنت عندما تحتسب الأجرمن الله ذلك يعني أنك تطلبينه منه تعالى ، والله عز وجل لايخفى عليه شىء قال قل إن تخفواما في صدوركم أوتبدوه يعلمه الله
والعمل لابد فيه من النية فالذي يحتسب وينوي بعمله وجه الله فهو لله ، والذي ينوي بعمله الدنيا فهو للدنيا فالأمر خطير جدا جدا ،،فإن نويت الله والدار الآخرة في أعمالك الشرعية حصل لك ذلك ، وإن نويت الدنيا فقد تحصل وقد لا تحصل قال تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها مانشاء لمن نريد ،، ما قال عجلنا له مايريد !! بل قال مانشاء أي لاما يشاء هو لمن نريد لا لكل إنسان فقيد المعجل والمعجل له
فــوائــــــد الأحتســاب:
1- دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام
2-الفوز بالجنة والنجاة من النار
3-حصول السعادة في الدارين
4-الاحتساب في الطاعات يجعلهاخالصة لوجه الله تعالى وليس لها جزاء إلا الجنة
5-الاحتساب في المكاره يضاعف أجرالصبرعليها
6-الاحتساب يبعد صاحبه عن شبة الرياء ويزيد في ثقته بربه
7-الاحتساب في المكاره يدفع الحزن ويجلب السرور ويحول ما يظنه الإنسان نقمة إلى نعمة
8-الاحتساب في الطاعات يجعل صاحبه قرير العين مسرور الفؤاد بما يدخره عند ربه
فيتضاعف رصيدة الإيماني وتقوى روحه المعنويه
9-الاحتساب دليل الرضا بقضاء الله وقدره ودليل على حسن الظن بالله تعالى
10-علامة على صلاح العبد واستقامته
11-إتباع للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
12-أراك دائما تحرصين أن تكوني محبوبة من الناس وهذا شيء طيب ولكن ليكن طموحك أعلى فحب أهل الأرض وحده لايكفيكِ! كما أنه غاية صعبة المنال إلا إذا أحبك أهل السماء!!
تقولين: كيف ؟ عليك بالاحتساب فهوعمل صالح والمداومة عليه تجعل حياتك كلها طاعات والطاعة طريق موصل إلى محبة الله وإذا أحبك الله ، أحبك أهل السماء ووضع لك القبول في الأرض
13-بالاحتساب تؤدين شكر النعم لأن الاحتساب طاعة ومن شكر النعم العمل بالطاعات والله يجازيك على شكرك للنعم بأن يزيدك من الطاعات فيعينك عليها وييسرها لك ويحببها إلى قلبك فتجدين الأنس والمتعة في عملها فيسهل عليك أمر الأحتساب وغيره
14-إن التي تحتسب الأجر من الله في أعمالها لا تتأذى ولا تتأثر من عدم شكر الناس لجهودها الطيبة معهم وعدم تقديرهم لما تقوم به من أجلهم ، لأنها لا ترجو من الناس جزاءا ولا شكورا إنما تبتغي وجه الله فهي هادئة البال مطمئنة النفس حتى وإن قوبل إحسانها بالإساءة فما دام أن مبتغاها قد تحقق فلا يضيرها ما وراء ذلك لأن لا مطلب لها فيه أصلا
15-الاحتساب في التروك- ترك المعاصي والمحرمات - طاعة تثبت قلبك وتقوي عزيمتك لأن المعصية- مع قدرتك عليها لوجه الله يجعلك تتلذذين وتسعدين بتركها لأنك ترجين امتثالك لأمر الله ووقوفك عند حدوده تبتغين بذلك ثواب التقوى والخوف من الله ولمن خاف مقام ربه جنتان
16-إن المحيط الصغير الذي تعيشين فيه سيكتسب منك هذا الخلق الحسن الاحتساب لأنهم سيشعرون به ويعايشونه واقعا حيا أمامهم مما يجعل له أثرا عميقا في أنفسهم
17-من فوائد الاحتساب التي تجنينها في الدنيا مع ما يدخر لك من الثواب في الآخرة ، أنك إذا جعلت همك رضا الله والتقرب إليه باحتساب العبادات المختلفه فإن الجزاء من جنس العمل ، وعن أنس قال: قال رسول الله من كانت الآخرة همه، جعل الله عناه في قلبه، وجمع عله شمله، ثم أتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته من الدنيا إلا ما قُدر له }
18-الاحتساب يزيدك رفعة عند خالقك ، فقد قال رسول الله لسعد بن أبي وقاص
إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة
19-عندما تعتادين المداومة على احتساب العمل الصالح فستربحين مثل أجور أعمالك عندما لا يمكنك القيام بها لعذر شرعي لاتتعجبي ! فإن فضل الله واسع قال إذامرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما
هـــل تحمسـت لذلك ؟
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أيها الناس ، احتسبوا أعمالكم،
فإن من احتسب عمله، كتب له أجر عمله وأجر حسبتـــــــه
ماذا تحتسبين في الدعوة إلى الله ?
هل فكرت يوما ًأن تكوني دليل خير للأخـريات ؟ أعتقـد أن هذا العمل سيدخل السرور إلى قلبك ، وستشعرين خلال قيامك به بانشراح كبير صدرك يدفع ذلك المل والضيق الذي تحسين به أحياناً فدليل الخير وقتها عامر وزاخر وقلبها سعيد ،لأنها تشعر بأنها تعمل من أجل أمتها الإسلامية فهي ترشف دفقات من السعادة يعكسها حب الدلالة إلى الخيرعلى قلبها
كيف تصبحين دليل خير ؟
الأمر سهل جداً ، إنك ياإختي ستسارعين في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلاً: تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة أو الأشرطة والكتب النافعة ، وتحاولين توفيرها للأخريات حسب قدرتك ، توزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة، تناصرين أهل الخير بأقوالك وأفعالك وتدلين على اماكن الخير كدور تحفيظ القران الكريم النسائية والمراكز الصيفية الجيدة وماتقدمه من أنشطة ، وتبلغين المعلومة النافعة بقلمك ، بلسانك، بـ الخ هنا ستجدين نفسك دليل الخير وداعية إلى الله !
ولكن هل تعلمين ماذا يعني أن تكوني داعية إلى الله ؟ هذا يعني أنني لن أستطيع أن أحصي الأعمال التي ستحتسبين ثوابها!! فهي كثيرة جدا ولكن حسبي أن أقول لك
إن ما تقومين به أكثر من رائع
فما أجمل أن تحتسبي هذه العبادات :
1-أجر الدلالة على الخير ، فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله من دل على خير فله مثل أجر فاعله
2-أجر الدعوة الى الهدى ،عن أبي هريرة أن رسول الله قال من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبه لاينقص من أجورهم شيئا وهكذا يتضاعف أجرك بعدد الذين يستجيبون لك
3-ثواب تعليم الناس الخير ، ألاتحبين أن يصلي الله وملائكتة عليك ؟
ليس هذا فحسب فقد قال رسول الله إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير
4- ثواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تنطق به كلمات الداعيه وأفعالها
ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون
5- ثواب الكلمة الطيبة ، ولعل الكلمة الطيبة هي من أنواع ما عناه رسول الله بقوله فيما رواه البخاري إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات
6-أجر هداية الناس، فعن سهل بن سعدرضي الله عنه أن رسول الله
قال فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرلك من حمر النعم
7-أحتسبي أن العبادة كلما كان نفعها متعديا كان ثوابها أعظم فما ظنك بالدعوة إلى الله !
8-أن يعطيك الله علم مالم تعلميه ، لأن طبيعة العمل الدعوي تستلزم الاستزادة من العلم الشرعي والمطالعة المكثفة للكتب إضافة إلى سماع الأشرطة العلمية المساندة وتستلزم أيضا الاحتكاك المباشربالناس وقد تردعليك منهم الأسئلة والاستفسارات التي تدفعك للبحث عن إجابات لها ومن ثم يزداد علمك ويتسع وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
9-زكاة للعلم الشرعي الذي تحملينه، وحفظا له من النسيان
لأن بذل العلم يعين على ثباته بإذن الله
10-بركة دعاء النبي عندما قال نضر الله إمرءاسمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فبلغي
11- واحتسبي أن تحصل لك التزكية من الله تعالى ومن أحسن قولا ممن دعاإلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ، والنفس يعجبها الثناء من الناس ،
فكيف إذا أتاك الثناء من رب العالمين!
12-أجرالصبرعلى مشقة طريق الدعوة وطوله، وما تلاقيه من جهل العامة وأذى المخالفين، قال تعالى وجزاهم بما صبرواجنة وحريرا
13-ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة الدعوة إلى الله تؤجرين عليها،وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسألين يوم القيامة عن عمرك فيما أفنيته؟ وعن جسمك فيما أبليته؟ وعن مالك فيم أنفقته؟
14-احتسبي أنك تسدين ثغرة للمسلمين بارك الله فيك
15-احتسب جميع حركات جوارحك التي تخدم بها الدعوة إلى الله، عينيك ، أذنيك ، لسانك ، يديك ، قدميك واحتسبي أن تسخيرعقلك وجوارحك لخدمة دينك من باب شكر الله على تلك النعم