آمال نور عضو مبدع
الرواحل : عدد الرسائل : 479 العمر : 76 الموقع : الجزائر المزاج : احمد الله واشكره على كل حال أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 26114 الأوســــمة : التميّز : 14
| موضوع: الانحراف في خطوات العمل الاسلامي ووسائله الأحد 29 أبريل 2012, 16:39 | |
| الانحراف في خطوات العمل الاسلامي ووسائله
الإخلال بمبدأ الشورى والنصح:
سورة الشورى احدى سور القرآن , حوت تكريما وتأكيدا لمبدأ الشورى في الاسلام . وقد وجه الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ” وأمرهم شورى بينهم … الآية 38 “. كما أمره بها في سورة آل عمران بقوله : ” وشاورهم في الأمر .. الآية : 159 ” . ولقد مارسها الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته , رغم اتصاله بالوحي وعدم حاجته اليها , ولكنه مارسها امتثالا لأمر الله وتشريعا للمسلمين, ولقد كان هذا بارزا في حياته اليومية صلى الله عليه وسلم . فقد أخذ برأي الحباب بن المنذر يوم بدر, وبرأي سلمان الفارسي يوم الخندق , تاكيدا على التزامه بهذا الخُلُق وهذا التشريع.
ولعل من انفع والزم الخطوات والاخلاقيات في العمل الاسلامي عامة وفي حياة الجماعات والعمل الجماعي خاصة , هي الشورى , التي بها يتوصل الى الرأي الأنصح والأسلم , وبها يشعر جميع الأفراد بالمشاركة في المسؤولية واتخاذ القرار . وبالتالي فان من ثمار العمل بها ان يسود جو من الثقة والتعاون المثمر بين الجميع, بخلاف ما اذا عطلت الشورى او أُخل بها فانه لا يتحقق شيء من ذلك بل يحدث عكسه.
والمطلوب من كل فرد في الصف ان يكون مشغولا بدعوته ويفكر فيها ويشير لما يراه نفعا او يدرأ ضررا , معاونا لقيادته بالرأي والنصح بأدب الاسلام .
هذا من طرف , ومن الطرف الآخر فان على المسؤول في أي موقع وفي أية لجنة ان يستشير اخوانه ويستفيد من عقولهم وافكارهم فيما يعرض له من أمور وتبعات ولا يضيق بالنصح الذي يقدم له من اخوانه , حتى ولو كان اسلوب هذا الأخ غير كريم . وهنا لا بد من الاستفادة من هذه الفقرة التي وردت في كتاب آخر للأستاذ مصطفى مشهور – رحمه الله – وهو يتحدث فيها عن الشورى والنصيحة فيقول:” نحن بشر وكلنا فيه نقص أو عيوب . فالمؤمن مرآة اخيه, ومن صفات المؤمنين انهم يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر, فالواجب ألا تحول مواقع المسؤولية, مهما تدرجت, دون تبادل هذه النصائح والتواصي , بهدف تسديد العمل وتلافي السلبيات والأخطاء, فلا يتحرج الفرد من نصيحة مسؤولة, وعلى الأخير ان يتقبل النصيحة بكل رحابة صدر وحرصا على الاستفادة مما تحمله النصيحة من خير له وللدعوة . ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن النصيحة معروف . فعن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:” الدين نصيحة, قلنا لمن؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”, رواه مسلم.
وهنا لا بد من التأكيد على وجوب مراعاة آداب أداء النصيحة وحسن اختيار الظرف والأسلوب ونذكر في هذا المجال حكمتين جديرتين بالاتباع, الاولى تقول:” أدّ النصيحة على اكمل وجه واقبلها على أي وجه”. والثانية تقول:” من وعظ اخاه سرا فقد نصحه وزانه ومن وعظه علانية فقد نصحه وشانه”.
ومن الملاحظ في المؤسسات الرسمية ان المرؤوس يتحرج كثيرا من نصيحته لرئيسه او تنبيهه الى خطأ يلاحظه , خشية ان يتغير قلبه نحوه , وبالتالي فانه قد يحاربه في رزق عياله او يتعرض بسبب ذلك للأذى.
ويلاحظ ايضا ان الرئيس او المسؤول حينما ينصح من هم تحت سلطته ومسؤوليته او ينبهه الى خطأ فان ذلك يتم بصورة غير لائقة وامام الغير مما يثير الشعور بالغيظ والتبرم, اما في مجال العمل في دعوة الله وخدمة دينه فالحال غير الحال , اذ يجب ان يراعى ادب الاسلام في اداء النصيحة , وكذلك في قبولها وتقديم مصلحة الدعوة على أي اعتبار شخصي . ويدخل في هذا النقد ويتقبله المسؤول ويشجع عليه , طالما انه يتم في قنواته المشروعة. ورحم الله ابا بكر وعمر رضي الله عنهما حينما طلبا من المسلمين عند توليهما الخلافة تقويم أي اعوجاج, ولم يضق عمر بمن قال: لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا, وكان جواب الفاروق رضي الله عنه بما يظل لؤلؤة في جبين التاريخ:” لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها”.
فالاخلال بمبدأ الشورى والذي يعتبر انحرافا عن الأصل هو تعطيل للشورى , وعدم ممارستها من قبل المسؤول , مهما كان قدره وعلمه وكفاءته , وبغض النظر عن المكانة التي يتبوأها والموقع الذي يديره, كذلك فان هذه السلبية تعادلها سلبية الأفراد الذين لا يبدون نصيحتهم لمسؤوليهم ولا يشعرون بضرورة مشاركتهم في الرأي والشورى.
ثم لا بد من التنبيه الى ان الشورى حينما نتحدث عنها فاننا لا نقصد بذلك شورى رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة لوزرائه ومساعديه, فالشورى اخلاقية من اخلاقيات وضروريات العمل الاسلامي . وبالتالي فعلى الإخوة العاملين للاسلام ان يسلكوا هذا السلوك سواء كانوا في جمعيات او لجان او أي شكل من اشكال العمل الاسلامي .
ومن أخطر صور الانحراف عن مبدأ الشورى ان يكون لها شكل ومظهر ولكنه مفرغ من مضمونه . بمعنى أن يكون هناك جهاز للشورى لكنه مفرغ من جوهره , وبالتالي فانه يصبح مظهرا دون مخبر واسما دون مسمى, يوافق المسؤولين على كل ما يقولونه ويرونه كما يحدث في بلادنا العربية والاسلامية حينما نسمع عن مسميات فارغة مثل مجلس الشعب ومجلس الشورى, واذا بالنتيجة ان الشعب هذا يستعمل خاتما مطاطيا بيد الرئيس , من خلاله يتم سن القوانين التي تقيد الحريات وتكمم الأفواه وتساعد على التسلط والاستبداد.
ومن الجدير ذكره ان الأخ المسؤول , وكما انه لا يجوز له ان ينفرد بالرأي دون مشورة , كذلك فانه لا يعقل ان توضع له القيود الكثيرة التي تكبله او تسلبه صلاحياته بحيث يصبح رمزا ليس الا, فهذا انحراف عن مفهوم الشورى.
ومن الانحراف ايضا انك تجد الأخ المسؤول ينفذ أ مرا , فاذا سئل قال : انني قد استشرت, هنا لا بد من التأكيد ان استشارة فرد معين او افراد ليس صحيحا او قل ليس كافيا , اذا كان هناك جهاز للشورى او لجنة يعمل من خلالها هذا الأخ المسؤول, فيجب ان يعود بالشورى الى اهلها وبالتالي لا يصبح الأمر مسلما به.
كذلك لا بد من التنبيه للإخوة ابناء الحركة الاسلامية واقصد بذلك القطاع العريض والعام ان الاستشارة قد لا تكون في كل صغيرة وكبيرة, او قل انها تكون حسب موقعها وظرفها وبالتالي فمن الخطا ان يتصور هذا القطاع العام من ابناء الحركة الاسلامية او القواعد انهم ملزمون بالطاعة فيما استشيروا به واما ما لم يستشاروا به فانهم غير ملزمين بالطاعة فيه. فهذا خطا وانحراف في مفهوم الشورى.
كذلك لا بد من التنبيه والتذكير لكل اخ مسؤول في موقعه ان يقرب منه المخلصين الذين يصدقونه النصح والراي وان يبعد عنه اصحاب الهوى والزيغ.
واخيرا ما اجمل ما قاله الامام علي رضي الله عنه وهو يقول:” الرجال ثلاثة: رجل رجل, ورجل نصف رجل, ورجل لا رجل, اما الرجل الرجل فهو الرجل الذي له راي ويستشير غيره, واما الرجل نصف الرجل فهو الرجل له راي ولا يستشير غيره, واما الرجل لا رجل فهو الرجل الذي لا راي له ولا يستشير غيره.
الاهتمام بالمظهر دون الجوهر وتغليب الجدال على العمل:
من الخصائص الاساسية التي يجب ان نحرص على استمراريتها في الحركة الاسلامية ايثار الناحية العملية على الشعارات والمظاهر, فهذا ما جاء به الاسلام وحث عليه ونهى عن ضده وهو اعتماد المظاهر والرياء وبالتالي فانه سرعان ما ينتشر في جو الجماعة التلف والفساد.
فليست قوة الجماعة بكثرة واجهاتها او بكثرة من يدعون الانتماء والتاييد لها, انما تكمن قوة الحركة الاسلامية بمقدار اتباعها وابنائها الذين يفهمون اسلامهم فهما جيدا وعلى مستوى من التربية الجيدة ومن الفهم الدقيق والايمان العميق وبمقدار استعدادهم للبذل والتضحية في سبيل مبادئها واهدافها التي هي في الاصل مبادئ الاسلام واهداف الاسلام.
نعم ان قوة أي تيار او حركة لا يكمن في كثرة الاحتفالات ولا الانوار الساطعة ولا الهتافات الهادرة لان هذه كطلها مظاهر جوفاء سرعان ما تبدد وتتلاشى ولا يبقى الا الاصل والحقيقة.
من هنا فلو عدنا الى الوراء قليلا وعلى صعيد الحركة الاسلامية نفسها في اواخر سنوات السبعين وفي بعض القرى التي كثر فيها الشباب التائب والذي رجع الى دين الله تعالى حتى انها يومها كانت مضرب المثل في قوة التيار الاسلامي فيها, هذه القرى او المواقع وهؤلاء الشباب كان انتمائهم عاطفيا وحماسيا لم يواكبه تربية واعداد وبالتالي فان هذا الحماس قد انطفأ حتى ان نفرا منهم ليس بقليل قد ضل بعد اذ هداه الله.
وكذلك وعلى صعيد اخر مع فارق التمثيل والتشبيه فان مهرجانات اول ايار ويوم الارض على صعيد الحزب الشيوعي والجبهة ما زالت في الذاكرة, مهرجان عشرات الالوف اصبحت اثرا بعد حين.
من هنا فاننا نؤكد على ان المظاهر والاعداد والتجمعات الكبيرة لا تسمن ولا تغني من جوع وهي ليست عماد الدعوات وبالتالي فان علينا الاهتمام بالجوهر وليس بالمظهر, بالكيف وليس بالكم.
ومن مظاهر الانحراف عن الاصل ايضا ان يغلب على ابناء الحركة الاسلامية جو الجدال النقاش والمراء الذي يستمر الساعات الطوال, ويدخل فيه الشيطان ويوقع الخلاف والبغضاء بين الاخوة ويضيع الوقت ويكون كل ذلك على حساب العمل والانتاج والدعوة.
ولعل البعض يقول بان الاسلام اباح الجدال لما قال :” وجادلهم بالتي هي احسن”, نقول ان الجدال في اصله وذاته قد نهى عنه الاسلام حتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن المراء والجدال وانه لا ياتي بخير وما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل, ورغبنا الرسول صلى الله عليه وسلم بترك الماء ولو كنا محقين, وما اجمل ما قاله الامام الشهيد رحمه الله حين قال:” الوقت هو الحياة والواجبات اكثر من الاوقات, فلا يشغلنا المظهر عن الجوهر ولا القول والجدال عن العمل”.
لا شك ان التداول والبحث, ثم محاولة الوصول الى الحقيقة في فرعيات الامور, وذلك من خلال اقناع كل فرد او طرف للطرف الاخر وفق اداب الحوار والحديث هو امر طبيعي بديهي بل طبيعي ومشروع ولكن حينما تصبح هذه الظاهرة, ظاهرة عامة وهذا السلوك هو سلوك مباح, فان الاضرار ستكون بالغة وبالتالي فان التمادي ثم الفرقة والتشتت ستحل محل الالفة والاخوة والتواضع والثقة وحسن الظن والعمل الجماعي, ثم هو الضلال الذي سياتي بعد الهدى وما سببه الا الجدال.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:” ما ضل قوم بعد هدى اتاهم الا اوتوا الجدال”.
ثم نختم بهذه الفقرة للاستاذ مصطفى مشهور قالها في مكان اخر من كتاب “بين القيادة والجندية” وهو يتحدث عن ادب الحديث والحوار”, الحديث والحوار حول امور الدعوة امر متكرر ولا مناص منه فالواجب على كل من طرفي الحديث والحوار مراعاة اداب الحديث كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم فالمتحدث يقبل بوجهه الى من يحدثه ويوضح الالفاظ بصوت مناسب لا هو بالخافت الذي لا يكاد يسمع ولا بالمرتفع المؤذن مع تجنب العبارات او الالفاظ المؤذية او غير اللائقة فضلا عن الغيبة او النميمة, وعلى السامع ان يقبل بوجهه لمحدثه ويوليه انتباهه وانصاته والا يقاطعه حتى يتم حديثه, وان يحرص كل منهما الا يتطور الحديث الى الجدال والمراء, بل يكون حرص كل منهما على الوصول الى الحق والخير مع افتراض كل منهما الخطا في رايه كما يفترض فيه الصواب”.
وهذه بعض وصايا الامام الشهيد رحمه الله:
لا تكثر الجدل في أي شان من الشؤون ايا كان فان المراء لا يات بخير. لا ترفع صوتك اكثر مما يحتاج اليه السامع فانه رعونة وإيذاء. تجنب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات ولا تتكلم الا بخير. الواجبات اكثر من الاوقات فعاون غيرك على الانتفاع بوقته وان كان من مهمة فأوجز في قضائها.
| |
|
عزالدين وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 4853 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 36740 الأوســــمة : التميّز : 82
| موضوع: رد: الانحراف في خطوات العمل الاسلامي ووسائله الأربعاء 23 مايو 2012, 17:33 | |
| | |
|
آمال نور عضو مبدع
الرواحل : عدد الرسائل : 479 العمر : 76 الموقع : الجزائر المزاج : احمد الله واشكره على كل حال أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 26114 الأوســــمة : التميّز : 14
| موضوع: رد: الانحراف في خطوات العمل الاسلامي ووسائله الأحد 27 مايو 2012, 16:43 | |
| شكرا لك ابنى الغالى لمرورك .
انه موضوع يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار للاستاذ مصطفى مشهور.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه
دمت لنا دائما متالقا فى كل مشاويرك اللهم امين | |
|
المحبة لله
الرواحل : عدد الرسائل : 19 العمر : 33 أقطن في : الجزائر علم بلدي : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 18685 التميّز : 5
| موضوع: رد: الانحراف في خطوات العمل الاسلامي ووسائله الخميس 18 سبتمبر 2014, 21:07 | |
| سلام الله عليكم ورحمته وبركاته فقط لم يعجبني حد الإسلام في حركة او جماعة بل الإسلام هو دين الحق و الله له حافض : انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافضون " لكن يعجبني من يدعو لدينه باخلاقه ، ويترك محاسبت الناس لرب الناس ولا يكون متعسفا في اضهاره و لا يحس بنفسه انه متميز لمجرد انه صلى لأن كبر المؤمن اكبر ضرر له من الذي لا يعرف لأنه سوف يحس انه اكثر طاعة من غيره وله السبقية للجنة فقط احيطه علما اننا كلنا ندخل الجنة برحمة الرحمان لا بافعالنا وارجو ان ندعو لديننا بالموعضة الحسنة كما امرنا و الله هو والي والقادر على ان يهدي الناس جميعا وحكمته كبيرة في هذا المجال | |
|