واشنطن دفعت لفرنسا أموالا لتسليمها المعتقلين الجزائريين بغوانتنامو
2010.11.30 لخضر رزاوي
باريس طلبت التعاون الأمريكي لاستنطاق الجزائريين قبل وبعد الإفراج عنهم
كشف الموقع الأمريكي الشهير ويكيليكس في آخر وثائقه المسربة من أرشيف المخابرات الأمريكية تخص المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو، إن الإليزيه فاوض البيت الأبيض حول صفقة استلام الجزائريين المعتقلين في غوانتانامو مقابل مبالغ مالية. وأورد التقرير المصنف ضمن خانة سري للغاية أنه في شهر ماي 2009 عندما استلمت فرنسا الجزائري الأخضر بومدين المعتقل في غوانتانامو والذي تمت تبرئته من طرف العدالة الأمريكية من جميع التهم المنسوبة إليه بعد ثماني سنوات من المعاناة خلف قضبان معتقل غوانتانامو، بالجزيرة الكوبية، حيث كشف مسؤولون في قصر الإليزيه لدبلوماسي أمريكي في باريس، في جانفي 2009، بأن الأمريكيين مقتنعون تماما بترقية العلاقات الثنائية الفرنسية الأمريكية، بعد أن عرفت فتورا .
وذكرت الوثيقة المسربة من إدارة البيت الأبيض أن الدبلوماسي الفرنسي "جان ديفيد"، المستشار في السياسة الخارجية للرئيس نيكولا ساركوزي، أكد في جوان 2009، بأن تسليم الإدارة الأمريكية الجزائري الأخضر بومدين لمصالح المخابرات الفرنسية هو بمثابة بداية انفراج الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وباريس، معربا حسب الوثيقة عن رغبة إدارة ساركوزي استقبال الجزائريين المعتقلين في غوانتانامو .
كما أسفرت وثيقة أمريكية أخرى مؤرخة بتاريخ 9 جويلية 2009، بأن "إيريك شوفالييه" المستشار الخاص لوزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير، أعلن للمبعوث الأمريكي الخاص المكلف بملف معتقلي غوانتانامو، بأن الحكومة الفرنسية مستعدة لدراسة ملفات استقبال 6 معتقلين جزائريين بغوانتانامو على الأراضي الفرنسية، عوض تحويله إلى الوطن الأم "الجزائر"، وذلك بغرض استنطاقهم واستغلال المعلومات التي قد يتحصل عليها جهاز المخابرات الفرنسية في أغراض أمنية ودبلوماسية، خاصة في تسيير ملف الساحل، كما استقبلت في ديسمبر 2009 ثاني معتقل جزائري في خليج غوانتانامو صابر لحمر الذي كان مقررا ترحيله إلى البوسنة بطلب من الصليب الأحمر، إلا أن تدخل مصالح الكيدورسييه والمخابرات الفرنسية غيّر وجهة لحمر من البوسنة إلى فرنسا .
واستعلم الدبلوماسي الفرنسي "إيريك شوفالييه"، في عمل استخباراتي محكم، شمل عددا من المسؤولين بالإدارة الأمريكية، حول القيمة المالية التي دفعتها واشنطن للحكومات التي استقبلت معتقلين في غوانتانامو من جنسيات مختلفة، على غرار جزيرة بالو، وأرخبييل بيرمودس، وهي الفرصة التي انتهزتها باريس لضرب عصفورين بحجر واحد، لتحقيق صفقة مالية مربحة والظفر بخزان معلومات أمنية حساسة .
وأفصح الدبلوماسي الفرنسي لنظيره الأمريكي، حسب ذات الوثيقة بأن السلطات الفرنسية شرعت في إجراء استطلاعات للرأي العام الفرنسي حول استقبال باريس للاخضر بومدين المعتقل الجزائري في خليج غوانتانامو، مشددا على أن العائدات المالية من صفقة استلام الإدارة الفرنسية للمعتقلين الجزائريين من أهم الدوافع والمحفزات التي حركت إدارة ساركوزي للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية .
وخصص الموقع الأمريكي الشهير ويكيليكس المتخصص في تسريب الوثائق الاستخباراتية من الأرشيف الأمريكي، قرابة 1000 وثيقة دبلوماسية عن الجزائر، تعلق معظمها بمراسلات وتقارير سرية من قبل السفارة الأمريكية في الجزائر ومكتب المصالح الخارجية بالبيت الأبيض.
وتبلغ عدد الوثائق حسب الجدول المنشور على موقع "ويكيليكس" 1099 وثيقة، منها 523 وثيقة صنفت على أنها سرية، و44 وثيقة أخرى مصنفة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في خانة "سرية" و16 وثيقة أخرى في خانة "فائق السرية"، من قبل مكتب المصالح الخارجية بواشنطن.
وتفيد بعض الوثائق السرية التي سربها موقع ويكيليكس أن الولايات المتحدة تطلب من دبلوماسييها أن يلعبوا دور الجواسيس بسعيهم على سبيل المثال إلى الحصول على رقم بطاقات مصرفية لمسؤولين أجانب، كما طلبت الخارجية الأمريكية بوضع أجهزة تنصت في جميع مكاتب مسؤولي هيئة الأمم المتحدة .