غزة – فضائية الأقصى-
حذر عاطف عدوان، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "حماس"، من أن عدم سماح السعودية لحجاج قطاع غزة المسجلين لدى أوقاف غزة من السفر لأداء فريضة الحج، "سيكون له تداعيات سلبية على السعودية والمنطقة بأسرها"، مشيراً إلى أن هناك "قوى في داخل السعودية ستستغل هذه الحادثة لصالحها" في إشارة منه على ما يبدو، من استغلال المعارضة السعودية لذلك.
ويشار إلى إن السعودية لم تسمح حتى الآن، ومع اقتراب الوقوف بعرفة، حجاج قطاع غزة المسجلين لدى وزارة الأوقاف في غزة، تأشيرات دخولهم إلى الأراضي الحجازية لتأدية مناسك الحج، بينما منحت القائمة التي تقدمت بها حكومة رام الله تلك التأشيرات، مع العلم أن قائمة رام الله لم يتم اختيارها عبر القرعة كما هو متعارف عليه في كل عام.
وقال عدوان في تصريح صحفي له إنه "إذا قامت المملكة العربية السعودية بإغفال حجاج قطاع غزة المسجلين لدى أوقاف غزة هذا العام سيكون خطوة غير محسوبة سياسياً وسيكون لها نتائجها السلبية على النظام السعودي وعلى المنطقة ككل".
وأضاف عدوان "هناك قوى عديدة في السعودية تنتظر أي شيء للأسرة الحاكمة في المملكة وهذا سيكون القشة التي قسمت ظهر البعير" وفق تعبيره.
من جهة أخرى؛ رحب عدوان بالتحركات الشعبية والرسمية العربية لكسر الحصار على غزة "على الرغم من تأخرها"، واعتبرها في الوقت ذاته "ليست بالمستوى المطلوب"، داعياً إلى المزيد منها والضغط على المصالح الأوروبية والأمريكية في المنطقة، و"عدم الالتفات إلى موقف السلطة في رام الله".
وقال الدكتور عدوان، ووزير شؤون اللاجئين السابق، إنّ التململ العربي من الحصار جاء بعد أن قام الأوروبيون، سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي أو البرلماني، بقيادة العمل الحقيقي على أرض الواقع لفك الحصار.
وأضاف: "عندما حضرت السفن إلى غزة لفك الحصار كانت عملاً إبداعياً ورائداً لإدخال البعد الشعبي في قضية فك الحصار، وبالتالي سبّب ذلك حرجاً كبيراً للأنظمة والشعوب العربية، كما أنّ قيام الأمم المتحدة نفسها بالدعوة لفك الحصار وذلك على لسان أمينها العام بان كي مون ونداءات مفوض "الأونروا" في غزة كارين أبو زيد، ومؤسسات حقوق الإنسان أكثر من مرة؛ كلّ هذا أعطى مبرر للنائمين في البلاد العربية أن يتحركوا، خاصة وأنّ إسرائيل في هذا الحصار عطلت كل القوانين الإنسانية والقرارات الدولية وضربت عرض الحائط بكل اتفاقيات حقوق الإنسان".
وأشار النائب عدوان إلى أنّ "التحرك العربي كان بحاجة إلى ضوء اخضر من جهات عالمية للتحرك، وقد جاء الضوء الأخضر من خلال الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان"، معتبراً أنّ بعض الأنظمة العربية "استغل أنّ هناك إدارة أمريكية جديدة فحاول أن يقوم بشيء، ولكن هذا الشيء لم يرتق حتى هذه اللحظة إلى المستوى المطلوب"، حسب قوله.
واعتبر عضو المجلس التشريعي أنّ مدى التجاوب العربي الرسمي أو الشعبي مع حصار غزة "أقل بكثير من المستوى المطلوب لفك الحصار، خاصة وأنّ إسرائيل حتى هذه اللحظة غير معنية بأي تحرك سياسي"، كما قال.
ومضى الدكتور عاطف عدوان إلى القول "المستوى المطلوب يجب أن يكون هناك مظاهرات حقيقة وعنيفة في مختلف أنحاء العالم العربي، هذه المظاهرات تتوقف عند سفارات الدول الأوربية والولايات المتحدة، لأنهم هم الذين يدعمون السياسية الإسرائيلية ويقفون وراءها، ثم إذا لم تتجاوب الدول الأوروبية الحريصة على مصالحها في المنطقة يجب أن تكون هناك خطوات أخرى متقدمة للضغط على الدول الأوربية من خلال مصالحها"، حسب مطالباته.
ودعا عدوان الشعوب العربية إلى "عدم النظر موقف السلطة في رام الله السلبي من الحصار وعدم تحركها لرفعه بل مشاركتها فيه"، وفق تعبيره.
وشدّد الوزير السابق على أنّ الشعوب العربية أصبح لديها وعي عالٍ، وقال "إنهم (الشعوب العربية) أصبحوا يدركون أنّ هناك فريقاً تعاون مع الطروحات الصهيونية والأمريكية وهو الآن جزء من منظومة الحصار، وبالتالي أنا لا أتصوّر أنهم ينظرون لهؤلاء الناس على أنهم معيار للعمل الوطني القومي والعروبي، هؤلاء الناس باعوا أنفسهم للشيطان ولأمريكا و(إسرائيل)، ولا أحد ينظر إليهم كقيادة وطنية، وقد وُضعوا في خانة الخونة"، على حد وصفه.