التأثيرات السلبية لإدمان الإنترنت وعلاجهاأولا: المشكلات الصحية: يسبب الإدمان الشبكي الأرق واضطرابات النوم وخلل دورة النوم الطبيعية،لأن السائد هو الاتصال والدخول إلى الشبكة ليلاً، وهذا يؤدي إلى النوم فترات قليلةقد لا تتجاوز الساعتين مما يسبب الإرهاق الجسدي والنفسي، وينعكس ذلك على الأداءالوظيفي والمهني والدراسي. ضعف الجهاز المناعي والوظيفي مما يجعله عرضة للإصابة بالكثير منالأمراض فالجلوس الطويل يسبب آلام الظهر والعمود الفقري والتهاب العينين نتيجةالتعرض للإشعاعات الكثيرة مما يسبب ضعف النظر. الجلوس الطويل لساعات عدة يؤدي إلى ركود بالدورة الدموية، مما يسببحدوث جلطات دماغية وقلبية، وضعفًا في أداء الأجهزة الحيوية بالجسم. التأثيرات على الجملة العصبية إذ ينتج عن إدمان الإنترنت عدم الاتزانالنفسي الانفعالي فيؤدي إلى ذلك ضعف ردود الأفعال الاستجابية، مما قد يتسبب فيحوادث سير، وقد تحدث توترات عصبية بالإفراز المفرط والمتزايد لهرمون الكورتيسول (هرمون الإجهاد والتعب) وهرمون الأدرينالين والنورادرينالين يولد عند المتصفح سرعةالغضب والعدوانية وظهور اضطرابات نفسية وعقلية، لدرجة أن بعض علماء النفس أطلقعليها اسم «الهوس النفسي». الإصابة بما يعرف بتناذر النفق الرسغي الذي يصيب الأشخاص الذين يمضونأوقاتًا طويلة في استخدام أصابعهم بالضغط على لوحة مفاتيح الكمبيوتر والآلاتالحاسبة والكاتبة، ويحدث هذا التناذر نتيجة انضغاط العصب الرسغي الأوسط المتحكم فيعضلات الإبهام والمسئول عن الحس فيتسبب ذلك في مجموعة من الأعراض منها: تنميلالأصابع وشعور بوخز يشبه وخز الإبر، وضمور معرقل لعضلات الإبهام، وإحساس بحرقة فيالإبهام والأصابع الثلاثة الأولى، وضعف تدريجي في الإبهام، وتيبس صباحي بسبب بطءالدورة الدموية. وقد ينتشر الألم إلى ساعد اليد وقد يصل إلى الكتف في الحالاتالشديدة. ثانيا: المشكلات الأسرية والاجتماعية لقد أصبح الإنترنت رعبًا حقيقيًا للأسر العربية وخصوصًا ما يعرف بغرفالدردشة والتي يكون زوارها في الغالب من المراهقين والمراهقات، والذين هم أكثرتعرضًا للإدمان الإنترنيتي.
إن التصفح الطويل للإنترنت يؤذي نسيج العلاقات الاجتماعية ويسببالكثير من المشكلات الاجتماعية كاعتزال الناس، والانطواء، وفقدان التواصل معالآخرين، وخسارة الأصدقاء وضعف الرقابة الأسرية على الأبناء. لقد لعب الإدمانالشبكي دورًا مهمًا في التفكك والتصدع الأسري بين الآباء والأبناء حيث زادت حالاتالطلاق لدرجة أنه بدأ يقال: إن الإنترنت تفرق ما بين المرء وزوجه، كما لعب دورًا فيتحطيم المنظومة القيمية في المجتمع، وانفلات زمام الأمور، وضعف الرقابة الأسرية،وفقدان العلاقات الاجتماعية، بما يشيعه من انطواء، وعزلة، وبدأت تنتشر صور الناس فيالأجهزة الإلكترونية، وظهور ظاهرة الابتزاز الأخلاقي والمالي وانتشار الإباحيةالجنسية بشكل لا مثيل له.
إن مجمل الاستراتيجيات العلاجية يجب أن تنطلق من الإرشادات والنصائح التي تخفف منوطأة هذه المشكلة، وتساعد المدمنين على الوصول إلى شاطئ السلامة.
أولا:العلاج الذي يرتكز على أسلوب تعويد المدمن علىأسلوب الضبط الذاتي، فإذا اعتاد فتح بريده الإلكتروني في الصباح عندما يستيقظ فإنهيجب أن يتعود كبح جماح نفسه ويفتحه بعد تناول طعام الفطور.
ثانيًا:استبدال الوقت المخصص لتصفح الإنترنتبممارسة بعض التمارين الرياضية والتواصل مع الأهل والأصدقاء.
ثالثًا:العمل على إيجاد ضوابط خارجية عن طريق تعويدالذات على تحديد وقت الدخول إلى الشبكة بساعة أو أكثر وربط ساعة منبهة تنبه المتصفحعلى أن الوقت قد انتهى والتعود على ذلك.
رابعًا:الرقابة الأسرية التي تحدد ساعات معينةلمشاهدة الإنترنت لمدة ساعة أو ساعتين يوميًا والإقلال التدريجي لساعات الدخول،فإذا كانت ساعات التصفح ثلاثين ساعة أسبوعيًا نجعلها عشرين ساعة مثلاً.
خامسًا:العلاج التبصري الذي يرتكز على اعتراف الشخصبأنه مدمن، وهذه خطوة مهمة على طريق العلاج، وبالتالي عليه أن يتحمل جزءًا منمسئولية علاجه، كما يجب أن نبين له فوائد الإنترنت ومساوئه.
سادسًا:العلاج الأسري.. إن وجود الإنترنت في المنزللا يعني نهاية العالم، بل الكارثة الحقيقية تتمثل في ضعف الرقابة وعدم عقلنةاستخدام هذه الوسيلة المهمة بما يعود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع.
لقد أكدت دراسات في العالم العربي أن 90 % من متصفحي الإنترنت يلعبونويتسلون، وهذا يرجع إلى كون غالبيتهم من الأطفال والمراهقين والشباب لأن لديهموقتًا للعب والتسلية أكثر من شرائح المجتمع الأخرى وخصوصًا في ظل غياب البرامجوالاستراتيجيات المتميزة التي تحفز وتنمي قدراتهم العقلية وتفجر طاقاتهم الإبداعيةالخلاقة، وفي ظل الغث من الصحف والمجلات والقنوات التلفازية الهابطة.
لذلك، لابد لنا من أن نغرس في نفوس أبنائنا أن الإنترنت مرفق خدمينستخدمه ليقدم لنا المساعدة في حل مشكلاتنا وأن نعمل على تكوين وعي إنترنيتي عندفلذات أكبادنا، واستخدامها للاستكشاف والبحث العلمي الذي يفيد الذات والمجتمع،وكذلك لابد من تقارب الآباء من أبنائهم للتعرف على مشكلاتهم وزيادة مساحة الحوار فيإطار من الاحترام المتبادل.
سابعًا:علاج متلازمة النفق الرسغي. عادة ما تعالجبإعطاء المريض بعض الفيتامينات وخصوصًا فيتامين Bالمركب بمختلف أنواعه وكذلكاستخدام حقن الكورتيزون التي غالبًا ما تسبب بعض التأثيرات الجانبية وينصح المريضبإضافة المكملات الغذائية وتجنب تناول الأغذية الغنية بالحديد، وكذلك عدم تناولالمأكولات التي تحوي حمض الأوكساليك، لأنه قد يسبب مشاكل في المفاصل, لذلك يجب عدمالإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على (البيض والسمك والسبانخ، والقرنبيط،والهيلون، والبقدونس...)، مع التركيز على الأطعمة التي تشمل فيتامين Bالمركبوالإكثار من تناول ثمار الأناناس الطازجة كونها تحوي أنزيم البروميلين المضادللالتهابات والوذمات، كما أن فيتامين Cإذا ما اقترن بفيتامين B 6فإنه يجلب الراحةلكثير من المصابين بتناذر النفق الرسغي الناتج عن الإفراط في استخدام لوحةالمفاتيح. في النهاية لابد من تضافر كل الجهود الشعبية والحكومية من أجل سنالقوانين التي تحمي الطفل العربي وتقديم برامج ثقافية وترفيهية تعكس بيئتنا العربيةوتحترم عاداتنا وتقاليدنا، ونشدد على ضرورة حجب المواقع الإباحية ومنعها من دخولبيوتنا وتهديم أسرنا
تحياتي الخالصة.........