أحد التفجيرات التي وقعت قرب محكمة في مدينة غواهاتي قالت الشرطة الهندية إن جماعة إسلامية مغمورة تبنت مسؤوليتها عن التفجيرات التي هزت ولاية آسام شمال شرق الهند وارتفع عدد ضحاياها إلى 77 قتيل وأكثر من 320 جريحا، في حين كانت السلطات أكدت أن التحقيقات الأولية تتجه للاشتباه بضلوع جماعات إسلامية بهذه التفجيرات. فقد قالت الشرطة اليوم إن جماعة إسلامية تطلق على نفسها اسم "قوة الأمن الإسلامية-المجاهدون الهنود" حذرت بأنها ستواصل مثل هذه الهجمات في ولاية آسام.
وبحسب الشرطة فإن الرسالة التي استلمتها شبكة تلفزيون نيوز لايف في آسام قالت: إن "قوة الأمن الإسلامية-المجاهدون الهنود تتبنى مسؤولية تفجيرات الأمس" وأضافت "نحذر الكل في آسام والهند من أوضاع مشابهة لهذه في المستقبل" وأردفت "نحن نشكر كافة أعضائنا وشركائنا المبجلين".
وتعتقد الشرطة أن هذه الحركة ظهرت للوجود عام 2000 غرب آسام حيث تحشد قبائل بودو مسلحيها ضد المستوطنين المسلمين من بنغلادش المجاورة.
وكان المفتش العام في شرطة آسام ورئيس مخابراتها خاجن شارما قال في وقت سابق إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن "حركات جهادية تقف وراء هذه الهجمات بمساعدة من جماعات محلية مسلحة" بينما أكدت الشرطة أنها ما تزال تستجوب أكثر من عشرة أشخاص على خلفية الهجمات.
|
عدد ضحايا التفجيرات ارتفع إلى 77 شخصا ](الفرنسية]
|
مشتبه بهم آخرون وكانت الشرطة اشتبهت بضلوع "حركة الجهاد الإسلامي" ومقرها بنغلادش في هذه التفجيرات، حيث تقول الشرطة إن الحركة قد تكون سعت للانتقام من الهجمات على المستوطنين المسلمين -الذين وفدوا إلى المنطقة من بنغلاديش المجاورة- من جانب قبائل السكان الأصليين والتي أدت إلى مقتل العشرات الشهر الماضي.
كما كانت أصابع الاتهام تتجه نحو "الجبهة المتحدة لتحرير آسام" الانفصالية التي تقاتل من أجل الاستقلال منذ عام 1979، إلا أن الشرطة تقول إنها ربما لعبت دوراً في تقديم دعم لوجستي فقط، بينما تنفي الجبهة أي صلة لها بتلك الهجمات.
وارتفع عدد ضحايا التفجيرات إلى 77 شخصا بعد وفاة 15 متأثرين بجراحهم، منهم 43 شخصاً في مدينة غواهاتي عاصمة الولاية التي تركزت فيها معظم التفجيرات، وضرب ستة منها مناطق مزدحمة في المدينة، كما استهدف أحدها منطقة تخضع لإجراءات أمنية مشددة حيث تضم محكمة ومكاتب ومنازل مسؤولين كبار في الشرطة.
واقع مضطرب ويذكر أن الولاية تشهد منذ فترة طويلة صراعات عرقية وقبلية بين السكان المحليين والمهاجرين الوافدين إليها من بنغلاديش، فهي تقع بين الصين وميانمار وبنغلاديش وبوتان وتعتبرا مستوطنا لمائتي قبيلة، ولا ترتبط بالهند سوى بممر صغير.
كما أن الولاية تعتبر مسرحاً للعديد من المحاولات الانفصالية منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1949، وقد شهدت صراعات مسلحة مع الحكومة الهندية أودت بحياة ما يزيد عن عشرين ألف شخص منذ عام 1979.
إلا أن آسام شهدت أيضا في الآونة الأخيرة موجة من الهجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 125 شخصا وجهت فيها أصابع الاتهام إلى مسلحين من دولة بنغلاديش المجاورة، على الرغم من الاشتباه بضلوع متشددين هندوس في عدة هجمات. المصدر وكالات
|