|
| طفل فلسطينى خلف الاسلاك الشائكة | | |
فلسطينيو غزة يواجهون الموت وسط صمت عربي وإسلامي
محيط: في تحد سافر لكل المواثيق الإخلاقية والانسانية التي تحكم العلاقات بين بني الانسان، رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي كل النداءات والتوسلات العربية والدولية لرفع حصارها الخانق والمميت لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة وأحكمت إغلاقها لكافة معابر القطاع وتركتهم يواجهون وحدهم الهلاك البطئ في ظل صمت عربي وإسلامي.
ولم تتحرك أي حكومة عربية أو إسلامية وتمارس ضغوطا ولو إعلامية على حكومة الاحتلال لرفع حصارها عن الفلسطينيين في غزة مما يعد تأييدا لجرائم الحرب التي ترتكبها دولة الارهاب الصهيوني في حق أبناء الشعب الفلسطيني، بل اننا رأينا الحفاوة التي قوبل بها رئيس الكيان شيمون بيريز من بعض المسئولين العرب خلال مشاركته في حوار الاديان والحضارات والذي عقد مؤخرا في نيويورك.
ورفض الإرهابي ايهود باراك وزير حرب الكيان الإسرائيلي مطلب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون السماح بدخول المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة من المعابر التجارية التي أغلقتها اسرائيل لليوم السابع عشر على التوالي. ونقلت اذاعة جيش الاحتلال عن باراك قوله "يجب ان يسود الهدوء حتى يعاد فتح المعابر."
في هذه الأثناء، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من هلاك العشرات من المرضى الفلسطينيين خلال نصف ساعة في حال انقطاع التيار الكهربائي عن مراكز العناية المركزة والقلب والاطفال في مستفيات غزة، مشيرة الى تعطل مولد الكهرباء الرئيسي في مجمع الشفاء الطبي بغزة بات يشكل خرا كببيرا على المرضى.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي الطبيب حسين عاشور في تصريحات للصحفيين في غزة إن محطة الأكسجين التي تغذي قسم الباطنية ووحدة القلب في المجمع، توقفت إلى جانب توقف قسم العلاج الطبيعي وتشريح الأمراض.
كما اشتكى عاشور من توقف المولد الرئيسي للمجمع جراء نقص المعدات اللازمة بسبب الحصار والإغلاق الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 18 شهرا.
ودعا إلى تدخل عاجل من المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي لإنقاذ المرضى في غزة "الذين باتوا يعانون ويلات لا توصف من الحصار الإسرائيلي الجائر".
وأضاف ، هناك مائة واربعين مريضا في العناية المركزة، ومراكز عناية القلب غرف الاطفال، هؤلاء ممكن ان يموتوا خلال نصف ساعة لو انطع التيار الكهربي عن الاماكن التي يرقدون فيها.
من جانبها ، أعلنت اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار أن شركة المطاحن الفلسطينية ، كبرى شركات إنتاج الدقيق في القطاع ، توقفت أمس الأربعاء عن العمل.
وفي المقابل يعاني سكان القطاع نقصا في مياه الشرب ، خاصة سكان الأبنية المتعددة الطبقات ، بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي ، والناجم عن وقف إمداد محطة توليد الكهرباء بغزة بالوقود الصناعي اللازم لتشغيلها ، والتي توفر نحو %34 من احتياجاته من الكهرباء.
وذكر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ان المرافق الصحية ، تواجه من ناحية أخرى ، أزمة خطيرة فيما يعاني القطاع من أزمة النقص الشديد للعشرات من الأدوية والعلاجات في المرافق الطبية ، ويتزامن ذلك مع وصول رصيد نحو 45 صنفا منها إلى الصفر.
|
| |
| أطفال غزة بين الحياة والموت | | |
وقالت وكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا": إنها أصبحت غير قادرة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بسبب إغلاق المعابر.
وأكد المتحدث باسم "الأونروا" كريستوفر جانس، أن هذا الإغلاق سيزيد الوضع صعوبة الحياة بالنسبة لمليون ونصف المليون نسمة يسكنون في غزة، التي بدأ سكانها في نزع أسفلت شوارعها من أجل استخدامه في القبور بدلا من استخدام الأسمنت غير المتوفر.
من جانبه، أكد النائب الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أنّ ما تقوم به سلطات الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة هو "جريمة حرب، وانتهاك فاضح لقواعد القانون الدولي واتفاقية جنيف".
وأوضح البرغوثي أنّ "الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة تنذر بكارثة إنسانية في ظل منع إسرائيل دخول الإمدادات الإنسانية الطارئة والمواد الغذائية والوقود إلى القطاع، الذي حولته إسرائيل إلى سجن كبير وتمارس ضده سياسة العقاب الجماعي، مما يتنافى مع أبسط قواعد القانون الدولي".
يذكر أن سلطات الاحتلال أغلقت كافة المعابر الحدودية المحيطة بقطاع غزة متذرعة بان المقاومة الفلسطينية تنوي تنفيذ سلسلة هجمات تفجيرية تستهدف المعابر لاختطاف جنود إسرائيليين, وكذلك استمرار قصف المقاومة الفلسطينية للمستوطنات الإسرائيلية رداً على الخروقات الإسرائيلية للتهدئة وسقوط أكثر من خمسة عشر شهيداً خلال الأسبوعيين الماضيين.
كما طالت كارثة نقص الغذاء والوقود الدجاج، حيث أُعدمت الآلاف من أفراخ الدجاج عمرها يوم واحد في مدينة غزة بسبب نقص العلف اللازم لتغذيتها والغاز الطبيعي الضروري لتدفئة المفارخ.
وقال أحد العاملين في مجال تربية الدواجن أن الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة أدى الى نفاد أعلاف الدجاج والوقود. وأضاف أن الخيار الوحيد في هذه الظروف هو إعدام الأفراخ حتى لا تنفق جوعا أو من البرد.
وقال "الحصار المفروض على قطاع غزة مع بداية هذا الشهر أدى الى نفاد تماما مخزون الأعلاف وكميات الغاز الوسيلة الوحيدة لتدفئة المزارع اللي هو الغاز. نفاد الغاز تماما ونفاذ الأعلاف من غزة بالنسبة للاعلاف اللاحم والبياض وجميع انواع الاعلاف والحبوب نفاذ المخزون تماما. فطبعا لا يوجد بديل غير إعدام هذه الطيور."
في غضون ذلك، تراجعت سلطات الاحتلال عن قراراها بفتح معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة لإدخال شاحنات محمله بمساعدات غذائية بحجة سقوط صواريخ محلية الصنع على المستوطنات المحاذية للقطاع.
وقال المهندس رائد فتوح رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع لقطاع غزة ان إسرائيل تراجعت عن قرارها فتح معبر كرم أبو سالم اليوم الخميس لإدخال 35 شاحنة مساعدات غذائية لقطاع غزة تتكون من 20 شاحنة مساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا" و15 شاحنة للقطاع الخاص محملة بالدقيق والألبان, وذلك بحجة سقوط صواريخ فلسطينية على المستوطنات المحيطة بقطاع غزة ".
مسيرات بالأردن تطالب بفك الحصار
|
| |
| مسيرة شعبية في الأردن تطالب بفك الحصار | | |
من ناحية اخرى، نظمت في العاصمة الأردرنية عمان أمس مسيرة شعبية تضامنية مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة شارك فيها نحو ألف مواطن الى جانب قيادات حزبية وشخصيات وطنية ونقابية.
وانطلقت المسيرة من أمام مقر حزب جبهة العمل الاسلامي وصولا الى مقر مجلس النواب حمل خلالها المشاركون يافطات تطالب مصر بفك حصارها عن غزة ورفض الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وفتح المعابر.
ورفع المشاركون يافطات طالبت بانهاء الحصار عن غزة باعتباره واجبا شرعيا وضرورة انسانية.
ووجه أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد في كلمة القاها عقب انتهاء المسيرة أمام مجلس النواب دعوة للمشاركة في الحملة الاردنية لفك الحصار في قافلة بحرية تنطلق بعد أيام من ميناء العقبة الى غزة للمساهمة في اول رحلة بحرية عربية لكسر الحصار عن غزة.
هجوم مصري على حماس
على الصعيد السياسي، حذر أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري كل من يتعدى على حدود أو معابر مصر بالقوة، مؤكدا أنه سيتم مواجهة كل من تسول له نفسه اقتحام المعابر أي كان ولأي جهة ينتمي بشكل حازم.
وقال أبوالغيط - فى تصريحات خاصة لقناة العربية الاخبارية يوم أمس الأربعاء انه "اذا ما حدث اقتحام للمعابر بالقوة فسوف يلقى من يخترق الحدود المصرية ما لا يرضيه".
وردا على سؤال حول موقف الحكومة المصرية من عدم حضور حماس لحوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، قال وزير الخارجية انه ليس ببعيد أيضا أن بعض الأطراف من خارج المنطقة نصحت الأخوة في حماس أن يصلوا إلى هذه النتيجة.
وأوضح أبو الغيط أن بعض الأطراف نصحت حركة حماس بأن الأصلح لها فى هذه المرحلة أن لا تأتى الى مصر.
وأضاف أبوالغيط أنه "لعل الأيام القادمة ستكشف صحة هذا القرار من خطأه..هذا جانب لكن الجانب الآخر سوف نداوم على السعى لاقناع حماس بالحضور".