عزالدين وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 4853 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 36760 الأوســــمة : التميّز : 82
| موضوع: أم المؤمنين حفصة السبت 11 أبريل 2009, 01:10 | |
| انا سأتحدث عن السيدة حفصة
هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزي بن رباح بن عبدالله بن قرط بن كعب بن قريش, وكان عمر ـ رضي الله عنه ـ يكني بأبي حفص, وهو ثاني الخلفاء الراشدين.
وقد مدحه النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ مدحا عظيما, ومن ذلك قوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ: ابن الخطاب والذي نفسي بيده مالقيك الشيطان سالكا فجا ـ أي: طريقا ـ قط إلا وسلك فجا غير فجك. وقوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ: إن الله جعل الحق علي لسان عمر وقلبه.
أم حفصة: هي السيدة زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح..
وكانت ولادة السيدة حفصة ـ رضي الله عنها ـ في السنة الخامسة قبل بعثة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وقيل في السنة السابعة وعندما أسلم سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ تبعه في إسلامه أهل بيته ومن بينهم حفصة.. وكان لإسلام عمر ـ رضي الله عنه ـ أثر طيب في نفوس من أسلموا قبله, لدرجة أن بعض المسلمين الذين هاجروا إلي الحبشة فرارا بدينهم من أذي المشركين, عندما بلغهم الخبر عادوا من الحبشة إلي مكة.
تزوجت السيدة حفصة ـ رضي الله عنها ـ بصحابي جليل كان من السابقين إلي الإسلام, وكان من أصحاب الهجرتين إلي الحبشة, وهو: خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي السهيمي القرشي..
عاشت السيدة حفصة مع زوجها الذي كانت تحبه ويحبها, إلا أن زوجها ـ رضي الله عنه ـ توفي بعد غزوة بدر بعد أن شارك فيها, وقبيل وفاته بعد غزوة أحد إثر إصابته بجراحة فيها, وكان عمر حفصة عند وفاة زوجها خنيس ثمانية عشر عاما.
تأثرت السيدة حفصة لوفاة زوجها تأثرا شديدا, ورأي والدها عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن يخفف من آلامها, ففاتح سيدنا أبابكر ـ رضي الله عنه ـ في الزواج بها, إلا أن أبابكر لم يعط لعمر كلمة قاطعة في هذا الأمر..
ثم فاتح عمر ـ رضي الله عنه ـ عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ في الزواج بحفصة, بعد أن توفيت زوجه رقية في أعقاب غزوة بدر, إلا أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ قال لعمر: سأنظر في أمري, ثم عاد إليه بعد أيام فقال قد بدا الي ألا أتزوج في يومي هذا.
قص عمر ـ رضي الله عنه ـ ماقاله لأبي بكر وعثمان في شأن ابنته حفصة علي النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال له ـ صلي الله عليه وسلم ـ: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان, ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة كان ـ صلي الله عليه وسلم ـ يقصد بقوله هذا أنه ـ صلي الله عليه وسلم ـ هو الذي سيتزوج بحفصة, وأن عثمان سيتزوج بأم كلثوم ابنته ـ صلي الله عليه وسلم ـ بعد وفاة شقيقتها رقية التي كانت زوجة لعثمان ـ رضي الله عنه ـ.
التقي بعد ذلك أبوبكر بعمر ـ رضي الله عنهما ـ فقال له معتذرا: ياعمر لعلك وجدت علي ـ أي: ظننت, ما أحزنك ـ حيث عرضت علي الزواج بابنتك حفصة, فلم أرد عليك بـ لا أو بـ نعم, فاعذرني فإني قد علمت أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قد ذكر ابنتك حفصة, ولم أكن لأفشي لرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ سرا, ولو تركها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لتزوجتها.
تزوج الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ بالسيدة ـ حفصة بنت عمر في شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة ـ علي الأرجح ـ أصدقها ـ صلي الله عليه وسلم ـ بأربعمائة درهم.
عاشت السيدة حفصة في بيت النبوة, وكانت ذكية عاقلة, تعلمت القراءة والكتابة علي يد صحابية جليلة هي السيدة الشفاء بنت عبدالله وقد شجعها الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي ذلك..
دخلت السيدة حفصة بيت النبوة, وكانت قد سبقتها إليه السيدة سودة بنت زمعة, والسيدة عائشة بنت ابي بكر ـ رضي الله عنهما ـ وتقارب فكر حفصة مع فكر عائشة ـ رضي الله عنهما ـ.
كان عمر بن الخطاب, وهو صاحب الفراسة الثاقبة, والإلهامات السديدة, يلتقي بابنته حفصة, فيزودها بتوجيهاته الحكيمة, ويحذرها من أن تقول قولا, أو تفعل فعلا يخالف مايحبه الرسول ـ صلي الله عليه وسلم.
بلغه يوما أن ابنته حفصة راجعت النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ فغضب وذهب إليها وقال لها بحدة: يا حفصة, تعلمين أنني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله....
إلا أن السيدة حفصة ـ رضي الله عنها ـ وهي ابنة عمر ـ كانت تعتز بشخصيتها, وتحب أن تترك نفسها علي سجيتها دون تكلف, وأن تسأل عما تريد السؤال عنه دون تردد.
وفي الحديث الصحيح الذي ذكره الإمام مسلم عن جابر بن عبدالله عن أم مبشر الأنصارية, أنها سمعت رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب, وهو يذكر بالخير أصحابه الذين بايعوه بيعة الرضوان تحت الشجرة في صلح الحديبية في شهر ذي القعدة من السنة السادسة, فقال في شأنهم: لا يدخل النار ـ ان شاء الله ـ من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها...
قالت حفصة: بلي يارسول الله, وتلت الآية الكريمة وإن منكم إلا واردها كان علي ربك حتما مقضيا.
فاكملها ـ صلي الله عليه وسلم ـ: قد قال الله ـ عز وجل ـ بعد هذه الآية:[ ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا] سورة مريم: الآيتان71 و72.
| |
|
بنت الإسلام وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 733 العمر : 33 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 30877 الأوســــمة : التميّز : 12
| |