:09:

"أحمد الدان
مقدمة:
شكلت القضية الفلسطينية الصورة الحاضرة والمجسدة لمختلف مشاعر ورؤى الصراع الإسلامي الإسرائيلي الصهيوني،

كما جسدت بوضوح شدة العداوة التي يكنها اليهود للأمة الإسلامية (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ) ولذلك لم يخل فكر وعمل المخلصين من قادة الرأي العام الإسلامي من الانتصار للقضية الفلسطينية ودعمها وحمايتها والدعاية لها وتعبئة الأمة حولها وقد كان الشيخ محفوظ نحناح خالص الحب للقضية الفلسطينية والعمل لها باستمرار ولم يفارقه حتى آخر لحظة في عمره وهو على فراش الموت أوصى بالقضية الفلسطينية خيرا.

1- أسباب ارتباط الشيخ بالقضية الفلسطينية:
1- الارتباط العقيدي حيث هي مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها معراجه إلى السماء وهي ارض الأنبياء عليهم السلام وأولى القبلتين وثالث الحرمين.
2- الواجب الشرعي اتجاه فلسطين من حيث هي أرض الإسلام والدفاع عنها واجب، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة في مسجدها وعمارته.
3- هي الأرض المباركة والرباط فيها واجب ديني وعمل مسنون والارتباط بها ارتباط بالبركة الربانية فيها.
4- هي أرض ظلم أهلها بغير حق ووجب على كل ثائر محب للعدل والحق وحقوق الإنسان أن يدافع عنها ويحميها ويرفع عنها الاستعمار وينصر أهلها نصرة المسلم لأخيه ظالما ومظلوما.
5- هي محور الصراع الإسلامي اليهودي والإسلامي والاستعمار باعتبارها اليوم ثكنة عسكرية غربية كبيرة في قلب الأمة الإسلامية وقادة الأمة منوط بهم تحمل مسؤولياتهم تجاه محاور الصراع الكبرى مثل فلسطين.
6- أنها ارض وقف على الأمة الإسلامية وعلى الإسلام ولا يحق لأحد أن يتصرف فيها ببيع ولا شراء بل للجزائريين فيها مجموعة أوقاف عينية وقد باعها من لا يملكها لمن لا يستحقها كما قال الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله.
7- إن حركة الإصلاح السياسي والنهضوي التي يتبناها الشيخ محفوظ نحناح هي حركة عالمية لها امتدادها الفكري والنضالي في العالم كله والعالم اصبح مسرحا كبيرا لنضال القضية الفلسطينية وخصوصا بعد عمليات التهجير التي طالت الشعب الفلسطيني.
8- إن السياسة الخارجية لبرامج الحركة التي يقودها الشيخ محفوظ نحناح كانت تقوم على دعم حركات التحرر وتقرير المصير وحق الشعوب في أراضيها ليس في فلسطين فحسب بل في كل ارض مستعمرة، فكيف وفلسطين جزء من النظام الإسلامي العالمي الذي يطمح الشيخ محفوظ نحناح إلى تحقيقه وكما كان الشان في دعمه للقضية الأفغانية والجهاد الإسلامي فيها ضد الاستعمار الروسي والهيمنة الشيوعية.
9- إن الصراع السياسي والحضاري بين الإسلام والكفر مرتبط، حسب النصوص التي تتحدث عن المستقبل بفلسطين، ونهر الأردن وبحيرة طبرية وهي نفس الدلائل الواقعية التي تبدوا ملامحها حتى والاستراتيجيات اليهودية ودلائلها في أرض الواقع وتحالفاته الدقيقة.
10- إن الشعوب الإسلامية ارتبطت بفلسطين وبرامج الإصلاح التي تهمل البعد الفلسطيني لن تتلقى الاحتضان الدائم من طرف الشعوب.

2- نظرة الشيخ للقضية الفلسطينية:
1- هي نظرة صراع ترفض الحلول الوسطى والاستسلامية.
2- الصراع الفلسطيني صراع وجود وليس صراع حدود وتاريخ وليس جغرافيا.
3- القضية الفلسطينية قضية إسلامية ولا يمكن حلها تحت راية قومية أو سياسية أخرى.
4- الطريق إلى حل القضية الفلسطينية عبر الإصلاح والتغيير في النظام العربي والنظام الإسلامي نحو العلاقة الإيجابية مع الإسلام ونحو التمثيل الحقيقي للشعوب الإسلامية.
5- الشعب الفلسطيني وقواه الحية هو القاطرة التي تقود الحل الحقيقي وليس بالإمكان صناعة حل للقضية الفلسطينية دون الدور الفعال والريادي لأبناء فلسطين.
6- مسئولية دول الطوق هي مسئولية مباشرة في القضية الفلسطينية من حيث نشأة وتطور مسار القضية ثم من حيث تطورات القضية نحو الحل.
7- الحل التفاوضي لم يكن حلا عادلا ولا حقا ولهذا لن يكتب له النجاح وانعكاساته ستكون خطيرة على الأمة وعلى المنطقة كلها.
8- الانتصار الإسلامي على اليهود حتمية دينية وحضارية ولذلك أن لم ينتصر جيل فعليه فقط إلا أن يعلن الانهزام فالحرب سجال ومن لم ينتصر فعليه ألا ينهي الحرب وهو في حال الضعف والهزيمة.

3-الأدوار العملية للشيخ محفوظ نحناح في نصرة القضية الفلسطينية:
1- تأكيد الدور المبدئي من حيث اقترانها المستمر بالعقيدة والشعائر الإسلامية والجهاد الإسلامي في كل خطاب للشيخ نحناح.
2- تفعيل الدور السياسي باعتبارها جزء من البرامج السياسية لكل أعمال الشيخ وأطروحاته السياسية.
3- تشكيل تنظيمات النصرة لفلسطين من خلال المجتمع المدني واللجان الحزبية المتخصصة في القضية الفلسطينية.
4- توسيع مجال النصرة لفلسطين إلى مختلف الأطياف السياسية والتيارات كل من خلال زاوية النظر للقضية الفلسطينية التي تحمل مجموعة أبعاد دينية، تاريخية، قومية، ديمقراطية، حقوق الإنسان، الحريات، والاستعمار...
5- استمرا الكتابة حول القضية الفلسطينية وتأكيد حضورها الإعلامي في الصحافة والمعارض والمهرجانات الشعرية والإنشادية والخطابية المختلفة.
6- إنشاء صناديق التبرع الأسرية للأسرة والطفل الفلسطيني حيث جمع الشعب الجزائري تبرعات لا تحصى للقضية الفلسطينية.
7- نقل مستوى الدعم من الشعوب إلى الأنظمة حيث لم يلتقي الشيخ بأحد من قادة الأمة الإسلامية والعربية إلا وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في صلب موضوعات اللقاءات الرسمية سواء مع السلطة العربية والإسلامية أو مع السلطة الأجنبية الأوربية والأمريكية والآسيوية والإفريقية، سواء طلبا لدعم سياسي من جهة وتوضيحا لجرائم الاستعمار الصهيوني ونصرة للحريات ورفض الكيل بمكيالين في التعامل مع القضية الفلسطينية وشعبها.