نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 4853 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 36755 الأوســــمة : التميّز : 82
موضوع: القصة القصيرة جداً تطالب بتجنيسها الجمعة 06 مارس 2009, 11:49
القصة القصيرة جداً تطالب بتجنيسها
لا يزال الجدل يدور حول استقلالية القصة القصيرة جداً ، وعدها جنساً أدبياً، يملك مقوماته الخاصة، التي تميزه عن بقية الأجناس الأدبية، في حين نجد بعض الكتّاب يفضلون اعتبارها شكلاً من أشكال القصة، وُجدَ منذ فترات زمنية بعيدة، دون الحاجة لتجنيسها، أو إعطائها هوية مستقلة. والقصة القصيرة جداً فن يحاول نقل حساسية الحياة المعاصرة بكثير من الجرأة، والتكثيف والإمتاع، ولقد اتفق الدارسون على أن القصة القصيرة تتكون من : - حدث ينشأ بالضرورة من موقف معين، ويتطور بالضرورة إلى نقاط معينة يكتمل عندها معنى الحدث. - العقدة .. أو الحبكة، وهي تتابع زمني يربط بينه معنى السببية، أي أن عقدة القصة تجيب على سؤالين: ماذا بعد … ولماذا. - الشخصية .. بأبعادها الجسمية والاجتماعية والنفسية والفكرية. - البداية والنهاية .. أو لحظة التنوير. وهي تبنى على حدث يُعبر عنه باختزال، فهي وعاء صغير لحالة فنية حكائية تستلزم فعل القص، وتعتمد التكثيف اللغوي العالي المستوى، وإلا تحولت إلى حكمة، وستفشل حتماً. ويرى القاص فرحان المطر: " أنها تفترض شرطاً أساسياً، وهو عنصر الدهشة، بحيث تقود المتلقي من خلال كلمات قليلة نحو اتجاه ما، ومن ثم تفاجئة بالخروج من اتجاه آخر لا يتوقعه". في حين يركز القاص نبيل جديد : "على أنها تحمل في مضمونها حدثًا يظهر من خلال حركة وفعل للمشهد المقدم، وهذه الحركة تسير كالنهر الدافئ الذي نجتزئ منه شريحة ونقدمها للقارئ."
اختلاف حول التجنيس وقد اختلف القاصون في اعتبارها مستقلة عن غيرها من الأجناس الأدبية، فنرى القاص مروان المصري يؤكد أن مسألة استقلالية القصة القصيرة جداً عن القصة القصيرة لا تزال موضع جدال، ويرد ذلك إلى أن كلا الجنسين مشترك في أنه (قصة) و(قصيرة)، فيما يُنسب الحجم (القصير جدا) لهذا الجنس القديم ـ الجديد، ويضيف أن " شيوع القصة القصيرة جداً كتابة ونشراً كفيل بتقبل القراء لها، وبالتالي قد ينجح في دفع هذا الفن إلى الأمام، وإن لم ينجح، في فك الارتباط كلياً بين الجنسين. وظهور نصوص جميلة وخارقة ومتعددة وكذلك ازدياد عدد الكتاب لهذا الجنس، سوف يثبت أقدامه" . ويرى القاص فرحان المطر أنها: " بنت شرعية للقصة القصيرة، التي أفرزت عبر تطورها شكلاً جديداً اصطلح على تسميته بالقصة القصيرة جداً، فالتطور الذي حدث في مجمل الحياة شمل الفنون والآداب عموماً، وأصاب القصة القصيرة أيضاً، التي ليست وليدة اللحظة، وإنما وجدت نتيجة إرهاصات قديمة في أدبنا العربي، وفي الأدب العالمي، وبفترات متقاربة فيما بينهما". في حين لم تجد الدكتورة ميّة الرحبي سبباً أو مسوغاً للجدال القائم حول تجنيس القصة القصيرة جداً، مؤكدة أنها وجدت في آداب الشعوب جميعها، كما في الأدب العربي، ومنذ أقدم العصور، كشكل من أشكال القصة، والاختلاف في طول النص فقط، وتقويم العمل الفني أو تجنيسه لايعتمد على الطول فقط، وإنما المقومات الأساسية للقصة لا بد أن تتوافر في كل أشكالها، وفي حال عدم توافرها لا يمكن أن نسميها قصة، والقصة القصيرة جداً يتم التعبير عنها بشكل مختصر، وليست بحاجة إلى أية إضافات أو شروح للموضوع الذي يتناوله الكاتب، في الوقت الذي نجد موضوعات تلح على الكاتب لأن توضع في قالب يعطي إمكانية تفسير الموضوع أكثر فتكون القصة، في حين هنالك عوالم واسعة يرغب الكاتب الحديث عنها فتكون الرواية، فالمسألة ليست تجنيسا لشكل أدبي جديد بقدر ما هي عمل إبداعي غير مخطط لكتابته بشكل فني معين، وإنما الفكرة تطرح الشكل الذي لا بد أن تقدم ضمنه. ويرفض القاص نبيل جديد جعلها مستقلة عن القصة، ويقول إن البعض يحاول أن يعطيها الاستقلالية، ويدرسها دراسة نقدية، لكن في الواقع هي ليست جنساً أدبياً جديداً أو مستقلاً أبداً، ومحاولة فصلها تبدو بالنسبة لكتابها محاولة لدفعها نحو الأمام، ولترقيتها، إلا أن ذلك يؤدي بها إلى الإيذاء أكثر".
الخط الفاصل وقد تختلف القصة القصيرة جداً من ناحية عن القصة القصيرة لأنها تخرج عن النمط المألوف الذي يشكل عناصر القصة القصيرة، العناصر الكلاسيكية المعروفة من المقدمة والوسط والخاتمة، فهي تختزل الكثير من هذه العناصر من خلال التكثيف في النص الذي يمكن أن يسمى بالومضة، ومن ثم الاستعاضة بهذه الومضة عن باقي العناصر، والحجم يمكن التعويض عنه تماماً بهذا التكثيف لأنه يترك مساحة للمتلقي أن يؤول الكلمات القليلة ويعطيها مدى أوسع، إذ ليس عدم توفر العناصر التقليدية في القصة القصيرة جداً يلغي كونها فناً قائماً بذاته، هي فن قائم بذاته بعد تطوره عن القصة القصيرة الأم، اختزل بعض العناصر القديمة واستفاد من مسألة الإيجاز الشديد. . والاقتراب من القصة القصيرة جداً أو الابتعاد عنها إلى القصة القصيرة، أمر وارد، وهنا قال القاص نبيل جديد :"إنه من الممكن أن نقرأ العشرات من القصص القصيرة جداً دون الشعور أننا أمام قصة قصيرة، ويمكن للكاتب أن يخوض غمار كتابة القصة القصيرة جداً، ويتبين فيما بعد أنها أصبحت قصة قصيرة، أو قد يبدأ بكتابة قصة قصيرة ليجد أنها أخذت شكل القصة القصيرة جداً. ويؤكد القاص فرحان المطر أنه: " حتى هذه اللحظة لاتوجد مقاييس دقيقة للفصل لأنهما يرتبطان عضوياً، ولا يمكن الاعتماد على مقاييس مسطرة أو على عدد الصفحات والأسطر، وإنما الأمر يعتمد على اختلاف نوعية العناصر وتوفرها في النص، فمثلاً عناصر الحدث عنصر الحكاية، الشخصيات، هذه من عناصر القصة القصيرة يمكن الاستغناء عن معظمها في القصة القصيرة جداً، بوجود ما يسمى بالومضة أو التكثيف أو ما أطلقنا عليه عنصر الدهشة، فقد يتوفر عنصر الدهشة في القصة القصيرة، لكنه يكون مرتبطاً حتماً بالعناصر الكلاسيكية المعروفة من مقدمة ووسط ونهاية". ولكن ألا يسيء هذا الاختزال والتكثيف في العناصر المعتادة في القصة القصيرة إلى العملية الإبداعية ؟ يقول مروان المصري إنه " لابد منه لاستقلالية الجنس الجديد، وهو عنصر أولي وأساسي يمنح له اسمه. أما الإساءة فهي قد تنشأ بسبب إمكانية تصدي غير الموهوبين وغير المتعمقين في فهم هذا الفن السهل العسير…إن اختلاط الأمر على بعض كتاب النصوص القصصية بين المثل والنكتة والخاطرة وغيرها وبين القصة القصيرة جداً، بسبب انصراف القراء عنهما مبدئياً، وإن كان القارئ الذكي والحساس يستطيع الفرز وبذكاء، فالقصة القصيرة جداً عالم صعب، يستطيع أن يتحدث عن حدث كبير شيق، كما أن له بداية ووسطا ونهاية، وإن كان يحتاج إلى مفاتيح تختلف نسبياً عن مفاتيح القصة القصيرة لفهمه، وعلى القارئ أن يستخلص ما خفي وما تخفـّى في النص، من مقدمات غير مكتوبة، وهو أمر مهم جداً للدخول في عالم النص، إضافة إلى الاستمرار في استخراج عناصر استطاع الكاتب الموهوب إخفاءها بعناية بين الكلمات في ثناياها، عبوراً إلى قفلتها أو نهايتها".
جفاف الكاتب والحقيقة الظاهرة أن كتاب القصة القصيرة جداً تتكاثر إصداراتهم، وتنشر لهم النصوص على مختلف مستوياتها عبر الصفحات الثقافية، التي تفرد لها المساحات الواسعة، لكن هل انتشارها هذا ناتج عن جفاف الينابيع المتفجرة داخل الكاتب؟ لا توافق د. ميّة الرحبي على هذا الطرح، وتقول إنها تكتب الرواية ولديها في مجموعتها الأخيرة التي تحمل عنوان "شوق" قصة طويلة وقصص قصيرة وقصص قصيرة جداً، فالأمر ليس مسألة عجز عند الكاتب عن الإبداع، ويذهب فرحان المطر إلى أن الكاتب الذي ينتج نصاً قصيراً جداً يمكنه أن يخلق منه رواية، مؤكداً على أن الفكرة تفرض نفسها بشكل لاشعوري على الكاتب لتأخذ هذا الشكل الحكائي أو ذاك. ويضيف القاص مروان المصري أن الكاتب المبدع، هو مبدع سواء في هذا الجنس أم ذاك، ولاسيما أن انحيازه إلى الجنس الجديد، يعبر بالتأكيد عن توقد الحالة التجريبية الإبداعية، أما عديمي المواهب الذين يرغبون في تقليد الموجة…هؤلاء لا نعرفهم، ويضيف أن " الحكم على الكاتب من خلال كمية ما ينشر وحجمه فيه الكثير من المحاذير لقاء مستواه الإبداعي، فهي مسألة مرتبطة بعدد من المشكلات، منها عدم رغبته في النشر خلال ظرف معيّن، وضعف دور النشر، وتهالك منابر النشر وعدم الثقة بها …". ولكن هل تكون القصة القصيرة جداً انعكاسًا للسرعة التي تميز عصرنا، والتكثيف الذي يلف أحداث العالم المعاصر ؟ إن كانت كذلك فلا شك أنها تحتاج إلى كاتب مثقف ومتمكن من أدواته الإبداعية يواكب تكثيف الواقع الذي يعيش فيه ليقدم فناً جيدا
حور العين مشرف
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 1414 العمر : 39 المزاج : في نعمة ورحمة من الله أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 30317 الأوســــمة : التميّز : 41
موضوع: رد: القصة القصيرة جداً تطالب بتجنيسها الأربعاء 24 يونيو 2009, 23:50
بارك الله وعلى مجهوداتك عزالدن اخي :جزاك الله خيرا :03: :مشاركة:
عزالدين وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 4853 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 36755 الأوســــمة : التميّز : 82
موضوع: رد: القصة القصيرة جداً تطالب بتجنيسها الخميس 22 سبتمبر 2016, 20:28
شكرا
المشتاق إلى الجنة وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 809 العمر : 36 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 31009 التميّز : 9
موضوع: رد: القصة القصيرة جداً تطالب بتجنيسها الجمعة 23 سبتمبر 2016, 20:30