الرواحل : عدد الرسائل : 479 العمر : 76 الموقع : الجزائر المزاج : احمد الله واشكره على كل حال أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 26114 الأوســــمة : التميّز : 14
موضوع: أعظم الذنوب إساءة الظن بالله تعالى السبت 04 مايو 2013, 15:12
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي من محاضرة: الشــرك قديماً وحديثاً (1، 2)
بعد أن تجلت هذه الحقيقة العظيمة، حقيقة الشرك وأنه هو التشبيه، ينتقل ابن القيم رحمه الله ينقلك إلى حقيقة أخرى عظيمة جداً، فيقول: "إذا تبين هذا فهاهنا أصل عظيم يكشف سر المسألة، وهو أن أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به". فليس الرجاء أضعف منازل المريدين كما يقول الهروي أو يقول الصوفية ، لا. بل أعظم الذنوب إساءة الظن بالله سبحانه وتعالى، وهذا باب لموضوع آخر سيأتي فيما بعد، وقد يقال: أليس أعظم الذنوب هو القول على الله تعالى بغير علم كما في الآية؟! فنقول: انتظروا... سيفتح الشيخ باباً إلى باب إلى باب.. حتى تجدوا مدناً من مدن العلم والخير في هذه العبارات الموجزة. يقول: "فإن المسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المقدس، فظن به ما يناقض أسماءه وصفاته". أي أن مسيء الظن بالله ظن به خلاف الكمال الذي تقتضيه هذه الأسماء والصفات التي تثبت له. يقول: "ولهذا توعد الله سبحانه وتعالى الظانين به ظن السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى: عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً [الفتح:6]" انظروا شدة الوعيد نتيجة هذا الظن بالله تبارك وتعالى. "وقال تعالى لمن أنكر صفة من صفاته: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ [فصلت:23]" ما هي الصفة التي أنكرها هؤلاء؟ الصفة التي أنكرها هؤلاء هي صفة العلم، وأن الله لا يعلم كثيراً من أعمالهم. يقول: "وقال تعالى عن خليله إبراهيم - الذي قال له ربه: إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً [البقرة:124]، وقال له: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً [النحل:123] شرف عظيم أن يوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبع ملته، هذا من أعظم الدلالة على إمامته عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- وأنه قال لقومه: مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:85-87]".. الإفك: هو الافتراء لا أصل له ولا حقيقة ثم يعقب على ذلك فيقول: "فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:87].. أي: فما ظنكم أن يجازيكم به إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره؟ وما ظننتم به حتى عبدتم غيره؟ وما ظننتم بأسمائه وصفاته وربوبيته من النقص، حتى أحوجكم ذلك إلى عبودية غيره؟". ماذا ظننتم به حتى عبدتم غيره معه أو من دونه؟! يقول: "فلو ظننتم به ما هو أهله من أنه بكل شيء عليم، وهو على كل شيء قدير، وأنه غني عن كل ما سواه، وكل ما سواه فقير إليه، وأنه قائم بالقسط على خلقه، وأنه المتفرد بتدبير خلقه لا يشركه فيه غيره، والعالم بتفاصيل الأمور، فلا يخفى عليه خافية من خلقه، والكافي لهم وحده -أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36]- فلا يحتاج إلى معين، والرحمن بذاته؛ فلا يحتاج في رحمته إلى من يستعطفه، وهذا بخلاف الملوك وغيرهم من الرؤساء؛ فإنهم يحتاجون إلى من يعرفهم أحوال الرعية وحوائجهم، ويعينهم على قضاء حوائجهم، وإلى من يسترحمهم ويستعطفهم بالشفاعة، فاحتاجوا إلى الوسائط ضرورة لحاجتهم وضعفهم وعجزهم وقصور علملهم". ما أجمل هذه العبارات العظيمة!!
إدخال الوسائط بين الله وخلقه إساءة ظن به سبحانه قال: "فأما القادر على كل شيء، الغني بذاته عن كل شيء" كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر:15] وكما في حديث أبي ذر القدسي المشهور في خطاب الله تبارك وتعالى لعباده. "العالم بكل شيء، الرحمن الرحيم، الذي وسعت رحمته كل شيء فإدخال الوسائط بينه وبين خلقه نقص بحق ربوبيته وإلهيته وتوحيده، وظن به ظن السوء" هذا الظن أسوأ الظن بالله. "وهذا يستحيل أن يشرعه لعباده، ويمتنع في العقول والفطر جوازه، وقبحه مستقر في العقول السليمة فوق كل قبيح" أي فليس من المعقول أن يشرع الله سبحانه وتعالى للناس أن يتخذوا بينه وبينهم وسائط، وهو العليم بكل شيء، القادر على كل شيء، الغني عن كل أحد، المتصرف في كل أمر، الذي رحمته وسعت كل شيء.. أفيحتاج ربنا عز وجل لمن يدخل بينه وبين خلقه فلا يعبد إلا من طريقه، فيدعى هذا من دونه بزعم أنه يوصل العبادة إلى الله؟! تعالى الله عما يشركون! يقول: "يوضح هذا أن العابد معظم لمعبوده، متألِّه له، خاضع ذليل له، والرب تعالى وحده هو الذي يستحق كمال التعظيم والإجلال والتأله والخضوع والذل". وفي كلمة: لا إله إلا الله -كلمة التوحيد العظيمة- كلمة (إله)، وإذا عُرف معنى (إله) عرف معنى كلمة: لا إله إلا الله، فما معنى الإله؟ أوجز وأفضل تعريف لهذه الكلمة أن الإله هو الذي تألهه القلوب... والوله: غاية الحب ونهاية الحب، فالإله هو الذي تألهه القلوب محبة وإجلالاً وخضوعاً وذلاً وتعظيماً وانقياداً ورغبة ورهبة ورجاءً. إذاً: فغاية الحب مع غاية الذل كمال العبودية التي لا تصلح إلا لله تبارك وتعالى.
عزالدين وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 4853 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 36740 الأوســــمة : التميّز : 82
موضوع: رد: أعظم الذنوب إساءة الظن بالله تعالى السبت 04 مايو 2013, 21:50
آمال نور عضو مبدع
الرواحل : عدد الرسائل : 479 العمر : 76 الموقع : الجزائر المزاج : احمد الله واشكره على كل حال أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 26114 الأوســــمة : التميّز : 14
موضوع: رد: أعظم الذنوب إساءة الظن بالله تعالى الثلاثاء 07 مايو 2013, 22:55
شكرا لك بنى الغالى لمرورك
واعانك الله لما تسعى اليه
المتفائلة عضو مبدع
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 252 العمر : 35 أقطن في : الجزائر علم بلدي : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 30350 التميّز : 1
موضوع: رد: أعظم الذنوب إساءة الظن بالله تعالى الجمعة 10 مايو 2013, 21:10
بنت الإسلام وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 733 العمر : 33 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 30857 الأوســــمة : التميّز : 12
موضوع: رد: أعظم الذنوب إساءة الظن بالله تعالى الأربعاء 29 مايو 2013, 21:24
آمال نور عضو مبدع
الرواحل : عدد الرسائل : 479 العمر : 76 الموقع : الجزائر المزاج : احمد الله واشكره على كل حال أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 26114 الأوســــمة : التميّز : 14
موضوع: رد: أعظم الذنوب إساءة الظن بالله تعالى الثلاثاء 04 يونيو 2013, 01:30
فالنحذر الاساء بالله تعالى وبالناس جزاكم الله كل خير امين
مريم البتول عضو مشارك
نوع المتصفح: : عدد الرسائل : 166 العمر : 33 أقطن في : الجزائر نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 29339 التميّز : 0
موضوع: رد: أعظم الذنوب إساءة الظن بالله تعالى الأربعاء 05 يونيو 2013, 22:25