تُعد رحلة الإسراء والمعراج مُعجزة سماوية وآية من آيات المولى عزوجل، وهي مُعجزة من مُعجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنها كانت رحلة للنبي ليرى فيها عظّم القدرة الإلهية، وفي ذكرى الإسراء والمعراج 2012 نستشعر أهم العظات والدروس المُستفادة من هذه المعجزة الإلهية العظيمة.
إن رحلة "الإسراء والمعراج" التي أرى اللهُ فيها النبيَّ عجائب آياته الكبرى، ومنحه فيها عطاءً رُوحيًّا عظيمًا؛ وذلك تثبيتًا لفؤاده، ليتمكَّن من إتمام مسيرته في دعوة الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولتكون تمحيصاً من الله للمؤمنين، وتمييزاً للصادقين منهم، فيكونوا خَلِيقين بصحبة رسوله الأعظم إلى دار الهجرة، وجديرين بما يحتمله من أعباء وتكاليف.
وبالنظر في هذه الآية الكريمة:" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" نستشعر عظم هذه المعجزة فكما تُشير الآية الكريمة أن هناك قدرة إلهية فائقة كانت سبباً في إنتقال النبي صلِ الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في سرعة خارقة، تتجاوز الخيال وبشكلٍ غير مألوفاً على البشر.
ففي رحلة الإسراء والمعراج جاء سيدنا جبريل عليه السلام بالبراق، وهي دابّة عجيبة تضع حافرها عند منتهى بصرها، فركبه النبي - صلى الله عليه وسلم – وانطلقا معاً، إلى بيت المقدس، وفي هذه المدينة المباركة كان للنبي - صلى الله عليه وسلم – موعدٌ للقاء بإخوانه من الأنبياء عليهم السلام، فقد اصطحبه جبريل عليه السلام إلى المسجد الأقصى، وعند الباب ربط جبريل البراق بالحلقة التي يربط بها الأنبياء جميعاً، ثم دخلا إلى المسجد، فصلّى النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأنبياء إماماً، وكانت صلاته تلك دليلاً على مدى الارتباط بين دعوة الأنبياء جميعاً من جهة، وأفضليّته عليهم من جهةٍ أخرى .
أهم الدروس الُمستفادة من رحلة الإسراء والمعراج كما أوضحها الدكتور أحمد حموده:
• أن الرحلة بدأت من المسجد الحرام بمكة؛ لبيان أهمية هذا المسجد في الإسلام، فهو أول بيتٍ وُضِعَ للناس.
• إتضاح وحدة الأنبياء في دعوتهم فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله عز وجل، فجيمع الأنبياء إخوة ودينهم واحد، " وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون.
• شُرب النبي صلى الله عليه وسلم اللبن بدلاً من الماء والخمر، إشارةً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار الفطرة، وهي التي يولد الناس عليها.
• إمامة النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء والمرسلين السابقين في بيت المقدس، إشارةً إلى مكانة النبي عند ربه؛ حيث جعله إماماً لجميع الأنبياء والمرسلين، وإشارة إلى وحدة الرسالات السابقة في المصدر والهدف والغاية، فمصدرها جميعاً من الله.
• فرٌضت الصلاة في السماء في رحلة المعراج، إشارةً إلى أهمية الصلاة في الإسلام؛ حيث هي أحد الأركان الخمسة.
واليوم ومع ذكرى الإسراء والمعراج 2012 علينا أن نتعلم هذه العظات والدروس العظيمة، ولنُحافظ على الصلاة التي فُرضت في هذه الرحلة السماوية التي كانت إختباراً هاماً للمسلمين، وبالنظر لعظم هذه الرحلة القصيرة يجب أن يتكون لدينا يقين بأن الله قادرٌ على أكثر من ذلك وأعظم، فهو القادر على كل شيء.