الرواحل : عدد الرسائل : 479 العمر : 76 الموقع : الجزائر المزاج : احمد الله واشكره على كل حال أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 26114 الأوســــمة : التميّز : 14
موضوع: شكر النعم السبت 07 أبريل 2012, 15:44
شكر النعم
الحمد لله ولي الصالحين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم على رسوله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: يا من أنعم الله عليك بخَلْق حسن، ووجه جميل، وعين باصرة، وأذن سميعة، يا من أنعم الله عليك برزق وفير، وعيش رغيد، ونوم سعيد، وأمن وأمان، يا من أنعم الله عليك بأجل نعمة، وأسمى مكرمة وأعظم مكانة فشرفك بالإسلام احمد الله على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة. (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ) و (لَا إِلَهَ غَيْرُكَ)[1]. والله لو أصبحت شاكراً وأمسيت ذاكراً ما أديت عشر معشار أصغر نعمة، والله تعالى هو الغني عن الحمد وعن الشكر، وعنك وعن جميع العالمين. عباد الله: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}(20) سورة لقمان، وكثيرة هي نعم الله ما أجلها وما أعظمها، سبحانه لا نحصي ثناء عليه. اعلموا عباد الله أن الشكر الواجب علينا: شكر باللسان، وهو الثناء على المنعم بما هو أهله، وشكر بالجوارح وهو مكافأة النعمة بقدر الاستحقاق لها، وإلا فليعلم كل عبد أنه إن لم يشكر النعمة يوشك أن تنزع منه. أيها المسلمون: إن للشكر منزلة عظيمة في حياة العبد، لا سيما في حق خالقه ورازقه ومدبر أمره، فكما تعلمون ما للذكر من فضيلة عظيمة، فقد قرن الله الشكر بالذكر في أكثر من موضع في كتابه الحكيم، فقال -جل شأنه-: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}(152) سورة البقرة، وقرنه بالإيمان فقال: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} (147) سورة النساء، وقرنه بالعبودية وإرادة الآخرة فقال: {وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}(145) سورة آل عمران، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على علو رتبة الشكر ورفيع منزلته، ولهذا صرح العدو الرسمي لبني البشر إبليس -أعاذنا الله منه- قائلاً: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(16،17) سورة الأعراف، وهذا فيه دلالة واضحة على أن الشكر من صميم العبادة، وأن دفع إبليس لعباد الله عن الصراط المستقيم، ووسوسته إنما هي لتزين للعباد كفران النعمة فلا تجد فيهم شاكراً، ولأجل هذا قال الله: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (13) سورة سبأ. عباد الله: يجب علينا أن نشكر المولى -جل وعلا- على نعمه الظاهرة والباطنة، في كل حال وفي كل حين؛ لأننا إذ نشكره نتصف بوصف من أوصاف الربوبية، ولله المثل الأعلى، {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}(17)سورة التغابن، وقد جعل الله مفتاحَ كلام أهل الجنة شكراً إذ يدخلونها، {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (74) سورة الزمر، {وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ} (43) سورة الأعراف، {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} (34) سورة فاطر، وختام كلامهم شكراً وذلك حين تنعموا فيها ولاقوا ما أعد الله لهم فاطمأنت نفوسهم {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(10) سورة يونس. وهذا من أطيب الخصال وأفضل الأخلاق، أن يكون العبد شاكراً للنعم شاكراً للمنعم، وهل أسوة خير من أنبياء الله ورسله -عليهم الصلاة والسلام-؟ فإبراهيم {كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}(120،121) سورة النحل، ومن قبله نوح {كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}(3) سورة الإسراء، وهذا موسى يأمره ربه أن يكون من الشاكرين{قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة الأعراف، وهذا نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- يأمره ربه بالتوحيد والعبودية والشكر: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ}(66) سورة الزمر، فيتمثل ذلك حين (يَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟)[2]، فهذه أخلاق الأنبياء بل من أسمى أخلاقهم، وقد أثنى الله عليهم بها، لعظمها ورتبتها العالية. فكن أيها العبد: شاكراً لله -سبحانه وتعالى- على جميع النعم التي أسداها إليك ومنَّ بها عليك، واعترف بقلبك أنك لو أنفقت جميع عمرك في قيام الليل وصيام النهار ولم يزل لسانك رطبا بذكر الله لم تؤد شكر نعمه، بل ولا نعمة واحدة من نعمه، كيف والتوفيق للشكر نعمة أخرى تحتاج إلى شكر آخر وهلم جراً[3]. عباد الله: لنتذكر أولاً أن الإنسان ضعيف خلق من عدم فهو إما شاكر وإما كافر، كما قال الخالق -جل وعلا-: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}(3)سورة الإنسان، ولنتذكر أننا الفقراء إلى الله في كل حال، ولا غنى لنا عن نعم الله ولهذا فإننا نفتقر إلى المزيد منها، والشكر مفتاح باب المزيد ألم تروا إلى قوله -جل وعلا-: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(7) سورة إبراهيم. فإذا كان الله قد قرن بين الشكر والكفر، فإننا نفهم أن الشكر هو العبادة التي أوجدنا الله لأجلها، بل قد جعلها الله هي الغاية من الخلق والأمر فقال سبحانه: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(78) سورة النحل، وهي التي صدنا إبليس عنها حين {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(16،17) سورة الأعراف، فبالله عليكم يكون إبليس أعلم بها منا، حتى يعلم من أين يأتينا وكيف يأتينا فلا نشعر إلا وهو يجرجرنا في حباله؟ أيها المسلمون: إن الله -عز وجل- قد شرط علينا شرطاً إن كنا فعلاً نعبده فليظهر منا الشكر، كما قال جل في علاه: {وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}(172) سورة البقرة، اشكروه على نعمة الخلق ونعمة الهداية ونعمة الرزق وجميع نعم الله {وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}(114) سورة النحل، بل كان أول وصية وصانا بها بعد الخلق والإيجاد أن نشكر له ولمن كان سببا في وجودنا من أب وأم، فقال سبحانه: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}(14) سورة لقمان، ولم لا نشكر وإلى الله المصير، فمن يشكر رضي الله له شكره ومن يكفر فإن الله لا يرضى لعباده الكفر، {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(7) سورة الزمر، وقد بين الله تعالى التضاد بين الشكر والشرك في قوله تعالى: {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ}(63، 64)سورة الأنعام، ومعناه أنه لم يكن جزاء النجاة الشكر لله، فكان شركاً لغيره به جل في علاه، وهذه معاني القرآن يؤيد بعضها بعضاً، ويوضح بعضها بعضا، تضافرت جميعها على وجوب الشكر لله تعالى، وبينت أن نقيضه الكفر والعياذ بالله. نسأل الله أن يديم علينا نعمه، وأن يرزقنا شكرها وبرها والعمل بها وفق رضاه، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ... ا (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)[4]. هكذا صرح الصادق المصدوق - عليه الصلاة والسلام-. أيها المسلمون: إن الشكر منة عظيمة من منن الله، وقد تبين لكم كيف كان الأنبياء شاكرين لله بعبادتهم وذكرهم ودعائهم وسائر حياتهم، ولنأخذ منهم أسوة وقدوة كيف كانوا يشكرون الله -عز وجل-، فلنشكره في السراء والضراء وحين البأس، وفي كل حال وفي كل آن، ولنعلم أن للشكر مواضع، أهمها: - شكر الله تعالى على نعمة الخلق والإيجاد، ومن نعمته أن اصطفانا من بين ملايين الحيوانات المنوية واختارنا نحن للحياة. - نشكره تعالى على أن خلقنا في أحسن تقويم، وسوانا فأحسن تسويتنا وجملنا وزيننا فكما قال عن نفسه مخاطباً لك أيها الإنسان أنه هو: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ} (7،8) سورة الانفطار. - نشكره -جل وعلا- على أن هدانا للإسلام وجعلنا مسلمين، فكثير هم الضُلَّال، وكثير من الأمم لم توفق لدين الله وصراطه المستقيم، فلنكثر من قول: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ}(43) سورة الأعراف. - نشكر الله على نعم الرزق والطعام والشراب والصحة التي وهبنا الله إياها، ولو أن الله أوكل أمرنا لأنفسنا ما امتلكنا قطرة من شراب ولا ذرة من طعام، ولا نفساً في صحة فالحمد لله رب العالمين. - نشكر الله تعالى على السراء والفرح والسرور حين يغمر بيوتنا، ويعم أهلنا وذوينا. - نشكر الله تعالى على الضراء حين تحل علينا، ونذكر أنها بقضاء الله وقدره، ولو شاء الله لأهلكنا، فما كان فبلطف الله وحفظه، وشكره هنا يكون بالصبر على ما جرت بنا مقاديره. - نشكر الله تعالى على الملبس والستر والعافية فالنبي الكريم كان يشكر الله على كل نعمة، حتى إنه كان يسمي ما يلبسه حين يحمد الله عليه، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ، إِمَّا قَمِيصًا أَوْ عِمَامَةً، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ)[5]. وهكذا نشكر الله -عز وجل- على جزيل نعمه الظاهرة والباطنة، فكل حياتنا أنفاسنا وأمننا ومعيشتنا وديننا ودنيانا وأخرانا نعمة من الله سبحانه. عباد الله: بم نشكر الله، وكيف نشكره؟ هل قولنا الحمد لله والشكر لله هو الشكر وكفى؟ أم أن الشكر الواجب علينا آخر؟. إن الشكر يتنوع على العبد فشكر باللسان وهو الثناء على المنعم وتمجيده وتوحيده، وشكر بالقلب وهو تصور النعمة واستشعارها، واستشعار عظمة المنعم، وشكر بالجوارح وهو العمل بوفق ما يرضي المنعم ويستوجب الإنعام. أيها المسلمون: إن على العبد أن يشكر الله -عز وجل- بالعبادة المستمرة وتوحيده وقصده ودعائه واستغفاره وتمجيده والثناء عليه، وصرف النعمة في رضا المنعم، وتصريفها كما أرشد سبحانه، وأيضاً بالصبر على البلاء، وحسن الاصطبار عند المصيبة، والصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، وحسن أداء العبادة والائتمار بأمره والانتهاء بنهيه كل هذا من الشكر المطلوب من العبد أن يؤديه لربه الكريم. ولنعلم جميعنا أننا لو وقفنا شاكرين لله ذاكرين خاضعين متذللين ما بلغنا مثقال ذرة من حق نعمة من نعمه، وما زاد ذلك في ملك الله شيئاً، وإنما هو لنا تكرمٌ من المولى الجليل، يغدق علينا عطاياه، وينعم علينا بما هو أهله، فهو غني عن العالمين، لا يريد منا رزقاً ولا عطاء جل في علاه، قال -عز وجل-: {مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ}(57) سورة الذاريات. وللشكر فوائد عظيمة، منها أنه رتبة علية من رتب الكمال الإيمان، إذا تحلى بها المؤمن كان راقيا في درجات الكمال البشري. ومنها أنه اعتراف بالمنعم ونعمته وإقرار وخضوع له بالذل والتسليم. ومنها أنه سبب من أسباب حفظ النعمة بل والمزيد منها. ومنها أيضاً أنه تحبب إلى الرب -جل وعلا- وقرب منه، ومن كان قريباً من الله ماذا يرجو بعد ذلك[6]. اللهم أسبغ علينا نعمك وارزقنا شكرها، وأنعم علينا بما أنت أهله لا بما نحن أهله، وارزقنا الإيمان والتقوى، وأكرمنا بالعلم وزينا بالحلم. والحمد لله رب العالمين.
[1] صحيح البخاري: (1053). [2] صحيح البخاري: (1062)، وصحيح مسلم: (5044). [3] غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب للسفاريني: (3/244). [4] صحيح مسلم: (5318). [5] سنن أبي داود: (3504) وسنن الترمذي: (1689) وصححه الألباني. ]
عزالدين وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 4853 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 36740 الأوســــمة : التميّز : 82
احمدك واشكرك ؟ بس ؟ لا يكفي أني احبك واعبدك لا خوفا من نارك ولا حبا بجنتك فقط
بل لأنك منحتني فرصة الوجود في هذه الحياة
الشعور بأني طفل وشاب ورجل وكهل
شعور بالمسؤلية جعلتني رب عائلة جعلتني اعيش واشعر بأحاسيس = بالأبوة الحقة بكل معانيها و
بفرصة تربية مخلوق وهبتني اياه ارعاه وأخاف عليه واستفذ كل
طاقتي له ولتنشئته واريتني احفادا و عاصرت طفولتهم وشبابهم ورزقتني حبهم و أذقتني لذة وجودهم -- الحمد لك اشكرك يا ألهي على نعمك كلها الملموسة والمادية المحسوسة واشكرك على منحنا تلك المشاعر التي تنبع من حيث لا ندري مجانا الحب مجانا والكره مكلف ينبع ويفيض حبنا من حبك لنا ورحمتك بنا و تسخيرك لنا كل شيء من غير حول لنا ولا قوة اوجدتنا لنعبدك انت وحدك وانت وحدك نحن نعبد بحب و برصا و بأمل لقائك وانت عنا راضي ألهي
اسألك
ان تعفوا عنا وعن المسلمين جميعا وعن كل فاعل خير محسن مؤمن يتلطف بالناس رؤوف معين
وان تهدي ضالنا وتشفي مرضانا وتجمع بين المعانين من الفراق
وترزق بغير حساب كل انسان يصرف ماله في تقواك وفي سبيل
عائلته و تجمع الأحبة وتحنن كل قلب قاسي وتهدي العاصي
وتحفظ ازواجنا وزوجاتنا واولادنا وبناتنا وأحفادنا و تبارك لنا فيما رزقتنا
ولا تجعل للشيطان الينا سبيلا وان ترزقنا حلالا يغنينا عن العالمين وتحرّم علينا الحرام و تمنعه عنا
اللهم خفف عنا وطئة قبض الروح واجعلها يسرة غير عسرة
والهمنا قول الشهادة بلا زفرات ولا سكرات وارنا مقعدنا من الجنة