قصة أخرى يندى لها الجبين، رواها لن السيد "سعيد. ر" 33 سنة، من جسر قسنطين،ة حاولت أمه (61) الانتحار، ونجت من موت محقق لولا تدخل الجيران في اللحظات الأخيرة.
عد سن اليأس لا يمكن للمرأة إلا أن تحتمي بزوجها وأبنائها بعدما قضت زهرة شبابها في تربية أطفالها وخدمة شريك حياتها، علها تجد فيهم الأنس والرأفة عند هرمها، هذا الحلم والأمل تحول إلى كابوس مرعب لأمهات تعرضن لأبشع قضايا الطلاق والطرد من بيوتهن في أرذل العمر، ليبدأن حياة جديدة بدايتها الشارع ودور العجزة، ونهايتها مصحة المجانين أو الانتحار.
زياني نصيرة، 55 سنة، قصدت الشروق اليومي مثقلة بمشاكل وهموم تنوء عن حملها الجبال، بعدما أفنت شبابها في مساعدة زوجها في بناء "الفيلا" في بن طلحة، مقدمة له كل ما تملك من أموال وجواهر، وأنجبت منه ثلاثة أطفال سهرت كثيرا في تربيتهم وتعليمهم، وجدت نفسها بعد 25 سنة من الزواج والتضحية مرمية في الشارع لا تجد حتى كوخا أو حفرة تأويها، وبعد تعبها الشديد وما تعرضت له من ضغوط نفسية وجدت في الجريدة ملجأها الأخير لمساعدتها على تأمين سرير في إحدى ديار العجزة تقضي فيه أيامها المتبقية، فهي لم تتعود في حياتها على طلب المساعدة من أحد، خاصة إذا تعلق الأمر بالمبيت، والغريب في الأمر أن أهلها لم يعلموا بعد بأمر طلاقها، وحتى إن علموا فهي لا تنتظر منهم أي التفاتة.
السيدة نصيرة تحكي عن قصتها "أنا لا أصدق ما ذا يحدث لي، أفكر كل صباح في الانتحار بعدما تعرضت لأبشع أنواع الخيانة من طرف زوجي الذي امتصني واستغل شبابي ورماني للشارع عند كبري دون رحمة ولا شفقة، حتى أصبحت قصة على لسان سكان الحي الذي أقطن فيه، وحتى ابنتي التي تبلغ 19 سنة من عمرها سمحت في، وما يقطع قلبي ويقتلني أنها فرحت لطلاقي وطردي من البيت، ولم تكلف نفسها حتى عناء الاتصال بي والسؤال عني، هل أنا حية أو ميتة، فأبوها حرمني من النفقة والإيجار واستعمل معارفه من اجل طردي بحكم قضائي تعسفي، وأنا اليوم لا أجد مكانا أبيت فيه، مما يجعلني أفكر مليا في الانتحار قبل أن أتعرض للجنون، خاصة وأن ابنتي سببت لي وأنا متشردة الكثير من المشاكل مع عائلتي، مما دفعني إلى الابتعاد عنهم، وأنا اليوم أتمنى أن اقضي بقية حياتي في مكان يأويني ويحميني من نظرات الناس القاتلة ."
بعدما سمعنا لقصة السيدة نصيرة زياني، تأثرنا كثيرا لحالتها وشرعنا في الاتصال بوزارة التضامن الوطني للبحث لها عن مكان في إحدى ديار الشيخوخة تقضي فيه ما تبقى من حياتها بعدما فقدت الثقة في أقرب الناس إليها وهم زوجها وأبناؤها.
يطلقها في الستين ليتزوج غيرها فقررت الانتحار والهروب
قصة أخرى يندى لها الجبين، رواها لن السيد "سعيد. ر" 33 سنة، من جسر قسنطين،ة حاولت أمه (61) الانتحار، ونجت من موت محقق لولا تدخل الجيران في اللحظات الأخيرة.
المتحدث أكد أن خلافا حادا نشب بين والديه بسبب ميراث الأم من والدها، والذي رفضت الاستفادة منه تاركة إياه لإخوتها الخمسة، مما خلف غيضا كبيرا لدى زوجها الذي حاول بشدة إرغامها على أخذ حصتها من الميراث، خاصة وان ابنهما "المتحدث" كان على وشك الزواج، وهو بحاجة إلى مسكن ينفرد به، ومع رفض الأم وحتى الابن "الذي فضل العيش مع والديه" لهذه الفكرة قرر الأب هجر البيت ورفع دعوى طلاق على زوجته العجوز، وبعدها بشهرين طردها وابنها من البيت بحكم قضائي، وهذا ما دفع بمحدثنا وأمه العجوز إلى استئجار بيت من غرفة واحدة ليستر أمه ويؤجل فكرة الزواج إلى وقت غير معلوم، وبعد ثلاثة أشهر سمع بخبر زواج أبيه (65 سنة) بامرأة في الأربعين من عمرها، كتب باسمها بيته انتقاما من زوجته الأولى وابنه، وهذا ما خاف أزمة نفسية حادة لوالدة المتحدث الذي أكد أنها حاولت الانتحار ثلاث مرات بشرب كميات إضافية من الدواء "ضغط الدم" ولولا تدخل الجيران في اللحظة الأخيرة لكانت أمه في خبر كان.
محدثنا قصد الشروق وهو مثقل بالهموم، خاصة بعد تأجيل زواجه، وهو اليوم حائر في إيجاد طريقة لإنقاذ أمه من المحاولات المتكررة للانتحار، خاصة في الفترة الأخيرة حيث لازمتها عادة الهروب من البيت والمكوث في الشارع بعد إصابتها بضغوط عقلية خطيرة جدا، وهذا ما دفع بالابن إلى طلب المساعدة للحصول على بيت يأوي فيه أمه لأن إيجار بيت لسنة أخرى صعب جدا عليه خاصة وأنه يتقاضى أجرة لا تزيد عن 30 ألف دينار.
استغاثة ياسمين وأمها لا زالت مستمرة بعد التشرد
لا زالت ياسمين، صاحبة العشرين ربيعا، تستغيث بمن ينقذها وأمها من التشرد، فبعد لجوئها إلى الشروق اليومي قبل شهر ونصف لطلب المساعدة من القراء والدموع لم تفارق عينيها، وتلقيها الكثير من المكالمات بعد صدور قضيتها، لا زالت تعاني وأمها التشرد بعدما ذاقت بها السبل وتقطعت بها الأوصال لإيجاد مكان يأويها رفقة أمها المريضة بعدما تحول الشارع الذي يبيتان فيه إلى مكان للمساومات والمضايقات وحتى الاعتداءات.
ياسمين عادت مرة أخرى منذ أسبوع بعدما أصيبت بأمراض نفسية وعضوية جديدة لا حصرت لها بسبب المساومات والضغوط التي تعرضت لها من طرف أصحاب البيوت التي كانت تشتغل فيها، مؤكدة أنها تريد التفاتة ثانية من طرف الشروق بعدما تعرضت أمها للطلاق، وهي تجهل المكان الذي ستقضي فيه لياليها بعدما انقطعت بها السبل في الوصول إلى من يسترها ويؤويها رفقة أمها ولو لليلة واحدة.
وفي هذا الإطار، تكرر ياسمين استغاثتها "أنا اليوم ألتمس وأستغيث كل مسؤول يملك الغيرة والحمية على بنات بلده أن يسترني رفقة أمي في بيت ولو من غرفة واحدة قبل أن يفترسنا الشارع المملوء بالذئاب البشرية التي لا ترحم، أمي بلغ سنها 65 سنة وهي مصابة بأكثر من 10 أمراض خطيرة، وأنا أصبت بمرض في عيني تسبب لي في ضعف الرؤيا، وهذا بسبب الدموع التي لا تفارق عيني ولو لثانية واحدة، لقد تعبت، أنا أحس بإرهاق شديد، أفكر أحيانا في الانتحار، وأحيانا بالهروب، لكن لا أدري إلى أين، أنا استغيث من خلال الشروق كل من له قلب حي أن يساعدني وأمي، وأنا أملك كل الوثائق التي تثبت صدق ما أقول.