أخطر ما تصنعه للطفل..
أخطر على نفسية الطفل من الخوف أن تبث فيه الإحساس بالذنب عن طريق تحقيره أو حمله على الخجل من نفسه...فالفكرة التي تغرسها في الطفل أن به نقصا لن يفلح في علاجه مهما يحاول ..وأنه لهذا يستحق العقاب, هو أسوأ ما يمكن أن يغرس في نفس الطفل, وأن يحيق الضر بكيانه العاطفي.
ومع ذلك, فإن الأشياء التي يحقر الآباء أبناءهم بسببها, وربما عانوا من أجلها مرارة الإحساس بالذنب في صباهم على أيدي آبائهم...مثال على ذلك أن الأطفال مجبولون على مداعبة أعضائهم الجنسية, مدفوعين على ذلك باللذة التي يجنونها دون أن يدركوا لهذا سببا....
وبرغم أن الآباء أنفسهم قد مروا بتلك المرحلة نفسها إلا أنهم يتخذونها مادة يصبون عليها التحقير, ويبثون في نفس الطفل بسببها الإحساس بالذنب والعار...وخير لنفسية طفلك ولا شك..أن تدرك أن ما يفعله إنما هو شيء طبيعي بحت..أو هو على الأقل طبيعي ما لم يتماد فيه الطفل. وعليك أن تجد الدافع الذي دفع طفلك إلى ذلك. فعسى أن يكون الدافع نوعا من الحرمان العاطفي يعوض عنه باجتلاب اللذة.
وأفضل علاج لهذا ليس التعنيف والتحقير, بل أن تعمل جاهدا على أن تحل شيئا آخر محله يجني منه الطفل متعة وسرورا, أما التعنيف فلا يعقب سوى انطواء الطفل على نقيصته