إعادة التأطير تعني تغيير معنى التجربة أو الحدث بوضع اطار آخر حولها، و هي من الأمور التي تتم عادة على المستوى اللفظي.
أحيانا قد تقتصر إعادة التأطير على كلمة واحدة فقط، فعلى سبيل المثال: في أوقات التغيير قد يكون كل ما تحتاج الى طرحه هو سؤال واحد فقط:" هل هذا التغيير يعد مشكلة أو فرصة؟" يمكن لأن يحدث ذلك أيضا عندما يحدث موقف يلقي ضوءا جديدا على شيء ما:
ترك أحد المتدربين المدرسة و هو في السادسة عشرة من عمره، و كان يشعر بالدونية؛ لأنه برغم ما حققه من نجاح لم يلتحق بالجامعة مثل باقي زملائه. و لكنه كان يحظى بحياة زوجية سعيدة.
عندما سألناه عن الكيفية التي قابل زوجته أخبرنا لأنها كانت أخت شخص كان يشاركه أحد الأعمال البسيطة التي كان يقوم بها بعد تركه المدرسة بعام، ثم.. توقف، و فجأة قال : "أحمد الله أنني لم ألتحق بالجامعة؛ فلولا ذلك لم أكن لألتقي بزوجتي هذه أبدا. انها أجمل ما وقع لي في حياتي".
ما الذي تفعله إعادة التأطير؟إن إعادة التاطير سوف تمكنك من رؤية الأشياء بطريقة مختلفة؛ انها تفسير جديد سوف يقودك الى نتيجة مختلفة أو تقييم مختلف أو مشاعر مختلفة.
يمكنك أن تعيد تأطير وصياغة التجربة أو الكلمات المنفردة، أو حتى تعيد صياغة عصر بأكمله.
فعلى سبيل المثال:يمكنك أن تفكر في عصر الثورة الصناعية على أنه نهاية عصر المجتمع "الطبيعي" و العلاقات الاجتماعية، ثم يمكنك ثانية أن تنظر اليه على أنه عصر تحرر المهارة و الموهبة من قيود الطبقية.
ان كلا التفسيرين ليس "صحيحا" تماما، و لكنك داخل كل اطار منهما سوف تجد أن طريقة تفكيرك و مشاعرك قد اختلفت اختلافا بينا حيال نفس الأحداث و نفس النتائج تبعا للرؤية أو المنظور الجديد.
أمثلة يومية لإعادة التأطير:- ادراكك لأن هذه المشكلة تخلق لك بالفعل فرصة جديدة.
- مقولة "لقد أخفق في الاختبار" مقارنة بمقولة: " لم ينجح هذه المرة".
- مقولة "لقد فشل زواجها" مقارنة بمقولة "لقد أصبحت أكثر نضجا منه".
فكر في إعادة التاطير• عندما تواجه – أنت أو غيرك – شيئا غير محبب أو تهديدا أو صعوبة ما.
هل يمكن أن تكون هناك طريقة أخرى للنظر الى الأشياء؟ على سبيل المثال: هل يمكن أن يمنحك ذلك فرصة لتعلم شيء جديد أو تنمية مهاراتك بشكل أو بآخر؟
• عندما تكون بحاجة للنظر الى الأشياء من خلال رؤية مختلفة.
فحينئذ يمكنك أن تضعها في موضع آخر، و تنظر اليها لتتبين شكلها الجديد.
• عندما يبدو لك شيء و كأنه جيد على نحو يفوق التصديق.
قد تكون فكرة جيدة أحيانا أن تختبر مدى فاعليتها بالنظر اليها من زاوية أخرى.
كيفية استخدام إعادة التأطير
درب نفسك على اكتشاف طرق مختلفة للتفكير في نفس الظاهرة، أو نفس المجموعة من الأحداث.
هل الاصابة بنوبة برد يعتبر صدمة مروعة بالنسبة لبرنامج عملك؟ أم أنه شيء مختلف تماما؟
درب نفسك على ملاحظة الفروق الدقيقة بين الكلمات و الاطار الذي تشكل به الكلمات الأشياء على نحو مختلف مما يقود الى تأثيرات مختلفة.
فعلى سبيل المثال: هناك ألفاظ مثل :" جديد، حديث، مبتكر، غريب،جذري" مقابل :"قديم، تقليدي، عتيق، بالي، مجرب، مختبر"
لاحظ كيف يصيغ الآخرون الأطر للأشياء، و كيف تصيغها وسائل الاعلام.
هل هناك طرق أخرى للتفكير في نفس الحدث؟ و كيف سيبدو الأمر مختلفا ان لجأت الى ذلك؟ فكلما كانت اعادة التأطير قادرة على منحك المزيد من القدرة و الاستطاعة أو التحرر، يجب أن تستخدمها!