تلاميذ يجبرون على الدراسة دون تدفئة وبدون وجبات ساخنة
تخوف الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ من عواقب استمرار العواصف الثلجية والأمطار الغزيرة على قطاع التربية، وأكد أن الاضطرابات الجوية التي تعصف بأكثر من 30 ولاية تسببت في تعطيل تقديم الدروس لأكثر من أسبوع في عدة مؤسسات، فيما يزاول آلاف التلاميذ دراستهم تحت البرد وبدون وجبات ساخنة، ولتدارك الدروس المتأخرة يطالب الاتحاد بتخصيص عطلة الربيع لتعويض ما فات من الدروس.
أكد رئيس الاتحاد، أحمد خالد، في تصريح لـ “الفجر” أن الإضطرابات الجوية بقدر ما هي نعمة على الفلاحين بقدر ما هي نقمة على قطاع التربية بسبب ما تشكله من خطورة كبيرة على الموسم الدراسي 2011/2012، موضحا أن العواصف الثلجية والأمطار أثرت كثيرا على مردود التلاميذ في عدة مؤسسات تربوية بسبب غياب ظروف التدفئة الجيدة ، فرغم توفير الجهات الوصية المواقد إلا أن الأغلبية عاطلة عن العمل بسبب أزمة الوقود التي طالت مختلف الجهات الجنوبية والغربية للوطن والتي مست أيضا حتى الجهات الشرقية، ما جعل التلاميذ يتلقون دروسا تحت درجات أقل من 10، في ظل غياب الوجبات الساخنة في المطاعم المدرسية التي تقدم وفي عز الشتاء وجبات باردة، حسب التقارير التي تلقاها الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، الخاصة بمناطق عديدة من الوطن مست حتى العاصمة والمدن الكبرى. وعاد أحمد خالد للحديث عن أزمة الوقود التي شلت حركة حافلات النقل المدرسي والمواطنين، ما صعب التحاق المتمدرسين بمقرات مؤسساتهم، خصوصا مع تزامن استمرار تهاطل الأمطار الغزيرة والعواصف الثلجية. وتخوف ممثل أولياء التلاميذ مما ينجر عن ذلك على معدلات المتمدرسين في ظل اهتمام معظم الأساتذة بالانتخابات المقبلة، إذ أن قرابة 50 بالمائة منهم منخرطون ضمن أحزاب ويحضرون لحملات انتخابية كمترشحين، ما جعل ذلك يؤثر سلبا على مردودهم وواجبهم تجاه المتمدرسين. وأكد المتحدث أن ما سبق ذكره من عراقيل سيؤثر سلبا على السنة الدراسية الحالية وعلى تقديم الدروس، خصوصا وأن التلاميذ يحضرون لفروض الفصل الثاني، مؤكدا أن الاضطرابات الجوية التي تمس أكثر من 30 ولاية ستزيد الأمور سوءا إذا ما تم جمع المشاكل سالفة الذكر مع توقف الدراسة في عدة ولايات بسبب الثلوج، خاصة في ولايات تيزي وزو التي شلت المدارس منذ أكثر من أربعة أيام وكذا في بجاية وسطيف والبليدة، دون إهمال الأسابيع الضائعة من المقرر الدراسي بسبب إضراب الأسبوع الذي دخل فيه الأساتذة في أكتوبر المنصرم، وكذا عدم التحاق عدد كبير من المتمدرسين بمؤسساتهم بسبب نقص الأساتذة وإشكالية الأساتذة المتعاقدين، وانعدام الكتاب المدرسي، ومشكلة دفع منحة 3 آلاف دينار للفقراء، وكذا قضية تنقل الأساتذة والتلاميذ وقضية المطرودين، دون إهمال إضرابات تلاميذ النهائي، حسب قول أحمد خالد الذي أكد أن هذه المشاكل كلها ستؤثر على نتائج الموسم الدراسي 2011/2012، ودعا الوزارة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لتدارك هذه الأوضاع.
واقترح الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ الاستنجاد بالعطلة الربيعية المقبلة لتعويض الدروس، وكذا تخصيص حصص إضافية ظهيرة كل يوم وذلك بعد التنسيق بين إدارات المؤسسات والأساتذة للتعاون من أجل إنقاذ مستقبل التلاميذ.