الزوجان اللذان ينعمان بالمودة والرحمة الربانية , واللذان يعبّران في هذه الحياة عن المشاركة والتفاهم , واللذان يعيشان الوجدان الواحد والألم الواحد والأمل الواحد , ينظران إلى كل زوجين في غزة اليوم , وقد وحدهما هدف واحد , هو : ( الفرار من الموت ) , سواء كان لهما , أو لأسرتهما من الأطفال والشباب , ومن باب الجسد الواحد الذي لا يفهمه غير الزوجين , يأتي دور كل من الزوجين , نحو غزة وأهلنا في غزة , في الواجبات التالية : أولاً : اليقظة الشعورية : كيف تنام العين ؟ ويطمئن القلب ؟ وتهدأ النفس ؟ ولا مشاهد في غزة غير مشاهد الوداع ! ليس الوداع إلى سفر ثم إياب , وإنما سفر إلى الموت , في كل لحظة , حيث لا رجوع . ولذلك فواجب كل زوجين : أن يعيشا المأساة والكارثة , فيتابعان الأخبار أولاً بأول , ويكتبان ويعبّران عن مشاعرهما , في مداخلات الفضائيات , ويشاركان معاً في الاعتصامات والوقفات والمظاهرات , المؤيدة لغزة , والمنددة بالمذبحة والتخاذل الدولي .
ثانياً : الروحية العالية : الارتقاء بحياتنا الزوحية , لا يتحقق إلا بالروحية العالية , التي تعصم من الخلل , وتواجه المشكلات , بالمشاركة في الصلوات , والدعاء والمناجاة معاً , وبالتوبة الدائمة والاستغفار , والاتفاق معاً على التواصل الروحي مع الله تعالى , فالنصر حليف الإلحاح بالدعاء في تأييد الله لأهلنا في غزة , والإخلاص في طلب النصر من الله لهم .
ثالثاً : الصفحة الجديدة : وذلك بإنهاء الخلافات , واحتواء المشكلات , وتأجيل القضايا العالقة , والعمل من الآن على فتح صفحة جديدة , فيها الحب والتفاهم والحوار , فغزة أوْلى اليوم بكل طاقاتنا , وبذلك يُوجه الزوجان كل حياتهما نحو قضية واحدة , ربما يتعلمان منها كيف يواجهان معارك الحياة , فإن انتصرا في معركة غزة الحقيقية , كانا أقدر على الانتصار على الخلاف الزوجي , وعواصف الزمن .
رابعاً : ميزانية البيت : مشكلة المشكلات هي ميزانية البيت , وقد حانت الفرصة في جهاد حقيقي , ليزداد فيها المال وينمو , وتحل فيه البركات من الله , بالتبرع والتصدق لأهلنا في غزة , وعدم التعلل بضيق اليد , فإن البركة تزيد من المال , حينما نوجهه بصدق إلى الله , فالتقليل من النفقة واجب كل زوجين اليوم نحو غزة , وهو تدريب في نفس الوقت على مواجهة الأزمات والطوارئ .
خامساً : الواجب الإعلامي : أخطر من الإعلام المرئي , الإعلام المتحرك , الذي يتحرك به الإنسان , ولذلك فواجبات الزوجين : في زيارة الأقارب والأصدقاء والجيران و زملاء العمل , وأهل العمارة والحي والشارع والقرية , كل ذلك يأتي في الدور الأول والمهم , لإزالة الشبهات , وتوضيح الحقائق , والدعوة العملية نحو الايجابية : في إرسال إميلات للمسئولين , والتبرع بالدم إن أمكن , أو التبرع المالي والإغاثي , والمساعدة الميدانية بتوصيل المساعدات والمتبرعين إلى لجان الإغاثة المتخصصة .
سادساً : الوعي بالقضية : فرصة لكل زوجين في التعرف على جذور القضية الفلسطينية , والصراع مع الصهاينة , ونضال الشعب الفلسطيني , ودور حماس والمقاومة , ونقل هذا الوعى إلى الآخرين , بالمشاركة في كل وسائل الإعلام المتاحة , أو أثناء التحرك بالواجب الإعلامي .
سابعاً : تحريك الأسرة : الزوجان كقدوة لأبنائهم من الأطفال والشباب والفتيات , عليهما واجبات جسام وعظيمة , خاصة نحو أشلاء الأبناء في غزة , والأطفال الذين يعيشون في رعب , أو الذين قد تجمدت دماؤهم من مشاهد المذبحة , أو الأم التي فقدت في لحظة , خمس بنات فانقطع صوتهن إلى الأبد وهن يرددن : ( ماما ) , حتي الصرخة المكتومة لم تخرج من الطفل الصغير , وهو يرى أشلاء أمه وأبيه , حين عاجلته الرصاصة في صدره ! . ولذا فواجب الزوجين أن يربيا أبناءهما على عدم التخلي عن إخوانهم من الأطفال والشباب , فيجعلوها قضيتهم , ولا ينقطعون عن الحديث فيها , ودعمها , وأن يعودوا إلى الالتزام , فلا يليق بهم أن يعيشوا حياة هزلية , فيها هجر المساجد والقرآن , أو قضاء أوقات في غير ما يرفع همتهم . > وأخيراً : إن كانت المساجد في غزة قد قصفت , وإن كانت المآذن في غزة قد دمرت , فلن ينقطع التكبير , ولن تتوقف جباه الساجدين , مادام في بيوتنا , هذا الشعار العملي : ( الله حي في ضمائرنا ) .
جاءني من شباب غزة : يا غزة قلبي مشتعل ويفور الدم بشرياني عهد للنصرة من قلبي بوشيجة عهد الإيمان بعزم يشرق كالشمس لمحو ظلام الطغيان تركوك وحدك يا غزة يذبحك أعوان الشيطان الكل تآمر يا غزة لتباعي بأقل الأثمان ياغزة عذراً بصراخِ لم يلمس نخوة شجعان
وإن كان يقول أهلنا اليوم في غزة : ( في السماء اللون الأسود من دخان الدمار والهدم , وفي الأرض اللون الأحمر , من دماء الشهداء ) , فإن النصر قادم , ويومها يلوّن كل زوجين الحياة بكل ألوان الزينات , وتفرح بيوتنا بنصر الله , مادمنا ننصره في قلوبنا وأعمالنا , ونؤدي واجباتنا نحو غزة .
|