نور الريحان وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 506 العمر : 49 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 27907 التميّز : 22
| موضوع: أردوغان وسيناريوهات الإمساك بالسلطة حتى 2025 الأربعاء 14 ديسمبر 2011, 23:49 | |
| أردوغان وسيناريوهات الإمساك بالسلطة حتى 2025
القاعدة السياسيّة المعروفة تقول بصعوبة أو استحالة أن يزيد أيّ حزب سياسيّ أصواته وهو في سدّة الحكم، لكنّ حزب «العدالة والتنمية» التركي نجحَ في تحقيق ذلك ثلاث مرّات متتالية بين عامَي 2002 و2011.
حِزبُ رجب طيّب أردوغان في السلطة، ربّما لأنّه نجح في ملء الفراغ السياسيّ والحزبي في البلاد التي كانت تعيش حالة من التخبّط، مع ائتلاف سياسيّ ثلاثي بتوجّهات متضاربة بقيادة بولنت أجاويد يَومَها. لا بل إنّ حزب "العدالة والتنمية" حقّق للشعب التركيّ ولنفسه ما يريد، من خلال قلب المعادلات السياسيّة الداخلية والخارجية، وتمكّن بالتالي من قلب الطاولة وإزالة الخطوط الحمر التي فرضتها القوى العلمانيّة المتشدّدة والمؤسّسة العسكرية لعقود طويلة، تحت شعار "حماية النظام الأتاتوركيّ".
عامل أردوغان وشخصيته المميّزة وقدرته على تجييش الآلاف من المناصرين والمعجبين، هي من دون شكّ بين العوامل التي لم تمكّن حزبه من البقاء في سدّة الحكم حتى اليوم وحسب، بل في طرح خطط وسيناريوهات الاحتفاظ بالسلطة حتى العام 2025 على أقلّ تقدير.
"العدالة والتنمية" التركي الذي يُصرّ البعض على تقديمه وطرحه كنموذج أفضل لدوَل "الربيع العربي"، منهمِك في هذه الآونة بمناقشة سُبل تحصين مواقعه وهيمنته على السلطات الثلاث في تركيا، التي تعدّ نفسها لاستقبال المئويّة الجديدة لولادة الدولة التركيّة الحديثة التي أسّسها أتاتورك عام 1923، وليكون الإسلام المعتدل هو من يقود هذه المرحلة في تاريخ بلد أعلن أنّه علمانيّ عصريّ مُنفتح على الغرب مُلتزم كثيراً من منظّماته وتكتّلاته السياسيّة والعسكريّة.
خطّة أردوغان بإيجاز تقوم على تسلّم مقعد رئاسة الجمهورية من الرئيس الحاليّ عبد الله غول عام 2014، ليكون هو الرئيس الجديد للدولة ضمن خطّة المناوبة التي تعرّف إليها الحزب في السابق، عندما كان أردوغان مسجوناً وحُرم من دخول البرلمان. لكنّ تطبيق هذه الخطّة يتطلّب أيضا مرحلة انتقاليّة تسمح بإجراء انتخابات نيابيّة عامّة موعدها الرسميّ المقرّر هو العام 2015، يكلّف خلالها أحد أهمّ أعوان أردوغان والرجل الثالث في الحزب بولند ارنش بتشكيل حكومة موقّتة تظلّ لعام واحد فقط، ريثما يعود غول الى أخذ مقعده في البرلمان الجديد، حيث إنّ الدستور التركيّ لا يسمح باختيار رئيس للوزراء من خارج مجلس النوّاب. وبذلك يصبح غول الرئيس الجديد لحزب "العدالة والتنمية"، الى جانب توَلّيه مهمّات رئاسة الحكومة.
ويرى كثير من المتابعين أنّ مناقشة مسألة من هذا النوع ليست بين المحرّمات، لكنّ حَسم النقاش في اتّجاه تقديم السيناريو الأخير غير وارد في هذه المرحلة المبكرة جدّا، مع أنّ الجميع يعرفون جيّدا أنّ غول، الدائم الحركة والنشاط، لن يقبل أن تتمّ إحالته على المعاش كما حدث مع كثير من رؤساء الدولة السابقين الذين أنهوا خدمتهم ورجحوا في مقعد التقاعد بكلّ طيبة خاطر.
عام 2012 سيحمل الإجابات المبكرة عن كلّ هذه الأسئلة، عندما تلتقي مؤسّسات "العدالة والتنمية" لمناقشة طرح موضوع اختيار رئيس البلاد عبر الاستفتاء الشعبيّ، أو إبقاء الأمور على ما هي عليه اليوم، وترك القضيّة بين يدي المجلس النيابي ليقرّر هو اسم الرئيس الجديد، وعندها أيضا ستحسم تماما مسألة مدّة ولاية الرئيس الحاليّ غول في مقعد الحكم، بعد التعديلات الدستوريّة التي أُقِرّت عام 2007، وتضمّنت مادّة انتخاب رئيس الدولة لخمس سنوات قابلة للتجديد لمرّة واحدة. غول الذي يمضي الآن عامه الرابع على كرسيّ الرئاسة، هل سيبقى 3 سنوات أخرى ويسلّم مقعده لـ أردوغان انسجاماً مع السيناريو المقترح، أم أنّه سيرحل باكراً متسبّبا بقلب معادلات رئيس الحكومة رأساً على عقب ؟
طبعاً، الحديث عن مشروع من هذا النوع لا يمكن أن يُقبَل أو يمرّ من دون ضجيج واعتراضات في صفوف تيّارات حزب العدالة والتنمية وكوادره، حتى ولو لم يتمّ التوقّف طويلاً عند فرَص المعارضة وحظوظها في قطع الطريق على مثل هذه السيناريوهات بمفاجآت غير محسوبة. فهناك من يتحدّث عن تباعُد تدريجيّ في خيارات غول وأردوغان وأولويّاتهما، وإنّ التباعد بين الرجلين سيصِل الى القطيعة في النهاية، وإنّ أولى بوادره كانت انفجار موضوع مشروع قانون تغيير مدّة العقوبات الجزائيّة في جرائم الرشاوى والاحتيال والتزوير، التي قيل إنّها تهدف الى تخفيف العقوبات ضدّ عشرات المعتقلين الذين يحاكمون بتهمة إفساد بطولات العام المنصرم في لعبة كرة القدم وبينهم رؤساء فرق وإداريّون ولاعبون، وهو قانون توحّدت الحكومة والمعارضة لإقراره، فيما اعترض غول عليه، والمنازلة مستمرّة بين الجانبين...
سيناريو آخر دخل على خطّ النقاش في هذه الأيّام، هو أن يتمّ إقناع غول بالتخلّي عن فكرة تسَلّم منصب رئاسة الوزراء لمصلحة اقتراح ترشيحه لمنصب الأمين العام للأمم المتّحدة في الحقبة الجديدة، ويفسح ربّما بذلك في المجال أمام أحمد داود أوغلو وزير الخارجيّة الحاليّ ليكون هو من يترأس الحكومة بعد أردوغان، طالما انّه قرّر الالتحاق بالسياسة الداخليّة والخارجيّة من خلال دخوله البرلمان التركيّ الجديد، وهو يتمرّس يوما بعد يوم في الشؤون الداخليّة بعد تجربة وخبرة واسعة كسبها في مجال السياسة الخارجيّة، جعلت منه "الخوجا" الأوّل في هذا المضمار | |
|
magda
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 81 العمر : 56 الموقع : kuala lumpur/ Malaysia المزاج : الحمد لله على كل شيء أقطن في : الجزائر علم بلدي : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 23979 التميّز : 5
| موضوع: قراءة في سياسة اردوغان والدور الصاعد لتركيا الخميس 15 ديسمبر 2011, 10:12 | |
| قراءة في سياسة اردوغان والدور الصاعد لتركيا
حققت الشعوب العربية أجمل وأهم ثورة سلمية على مستوى شعوب العالم، وهذا هو الجزء الأول المتمثل بإسقاط الأنظمة الفاسدة المستبدة، لتأتي المرحلة الأهم في تحقيق النقيض لما كان سائدا في عهد أنظمة القمع والفشل، فالثورة تعني الهدم والبناء، هدم القديم وتشييد الجديد.
هناك شعور شعبي عارم لدى العرب ، طبيعته البحث عن قدوة .. عن زعيم استثنائي وبطل يحقق نجاحات في واقعهم المعيشي المتردي، فلقد أصابهم القنوط جراء خمسة عقود من الزعامات الورقية التي أشبعتهم فشلا وهزائم.
في شخصية الزعيم التركي طيب رجب أردوغان بصيص أمل لدى الشعوب العربية, ويتطلع الجميع ان تفرز الثورات المنتصرة في الوطن العربي شخصية قيادية تصنع المعجزات للشعب العربي المطحون والمتأخر عن ركب الحضارة.
تتطلع الشعوب إلى شخصية نموذجية قريبة من الزعيم التركي طيب رجب أردوغان الذي استطاع أن يحقق لشعبه الكثير من الانجازات في حياته المعيشية والمواقف الإنسانية في القضايا العادلة وما يلعبه اليوم من دور رئيسي في الإقليم والعالم.
حين كانت الشعوب العربية والإسلامية تملا الشوارع , غضباً على حكامها, ونصرة لقضية الأمة – قضية فلسطين – كانت ترفع فوق الرؤوس صور لقادة وزعماء وقفوا موقف الشجاعة من أحداث غزة, ولم يتباطئوا في إدانة الظالم , ويدعوا إلى نصرة المظلوم, وكان من بين هؤلاء الزعماء والقادة, زعيم حز ب العدالة والتنمية ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان , هذا الرجل العظيم له التقدير والاحترام من أبناء الأمتين العربية والإسلامية .. فهو رجل يوازي كل حكام العرب الذين لم يحرك الـ6000 شهيد وجريح ولا ذرة من نخوة العرب أو أخوة الإسلام أو حتى الإنسانية التي يجب أن تكون اقل ما يتحرك في نفس الإنسان لغزة هذا الرجل يستحقُ تحية كبيرة من كل عربيّ حُرّ على موقفه الرجوليّ الذي يفيضُ إنسانيةً وعِزة.. ليس من أجل أنقرة أو اسطنبول غَضِبَ الرجُل، ولكن من أجل "غزّة" الفلسطينية العربية المسلمة.. غزة التي باعها الكثيرون بثمنٍ بخسٍ وربما بلا ثمن.
موقفه في التعامل مع العلمانية التركية:
منذ البداية أراد أردوغان أن يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار الصلة الأيديولوجية مع أربكان وتياره الإسلامي الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عدة، فأعلن أن العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية وقال "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا". بدا أن أردوغان حاول إمساك العصا من الوسط مقدما شكلا جديدا من الوسطية التي ستكون سببا في فوز حزبه بالأغلبية في انتخابات عام 2002 الأمر الذي جعله يشكل الحكومة منفردا برئاسة عبد الله غل بدلا من أردوغان الذي كان لا يزال خاضعا للمنع القانوني. بعد شهور تم تعديل الدستور للسماح بتولي زعيم الحزب أردوغان منصب رئاسة الوزارة الذي حاول خلال ولايته التأكيد على نهجه الوسطي، فكان يصرح بأن حزبه "ليس حزبا دينيا بل حزب أوروبي محافظ" كما أنه دأب على انتقاد ما قال إنه (استغلال الدين وتوظيفه في السياسة)، وأكد أنه لا ينوي الدخول في مواجهة مع العلمانيين المتشددين وحتى استفزازهم. في الوقت ذاته ألقى أردوغان بثقله باتجاه قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي، لم يكن ذلك فقط لإقناع العلمانيين أنه ليس نسخة من أربكان، لكنه أدرك أيضا أن مثل هذه العضوية ستضع تركيا في فلك الديمقراطية الأوروبية التي ترفض أي دور للعسكر وتمنح الناس حرية التدين أو عدمه وهما أمران يمثلان ضربة قوية لجوهر النظام العلماني التركي الذي يمنح الجيش صلاحيات واسعة ويسيطر على التدين وأشكاله. وعلى الرغم من أن أردوغان تحاشى أي استفزاز للقوى العلمانية -حتى أنه أرسل ابنته المحجبة إلى أميركا لتدرس هناك بسبب رفض الجامعات التركية قبول طالبات محجبات- فإن ذلك لم يحل دون حديث العلمانيين عن وجود (خطر رجعي) قال قائد الجيش التركي إنه "وصل إلى مستويات قلقة".
التحديات التي تواجه حزب العدالة والتنمية:
تواجه الدبلوماسية التركية منذ استلام العدالة والتنمية للسلطة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 تحديات جدية وأحيانا خطيرة تارة بسبب الصراعات الإقليمية القومية والمذهبية (إيران الشيعية والعرب السنة) وتارة أخرى بسبب التناقضات العربية وأكثر من ذلك الفلسطينية. وبدأت هذه التحديات باختيار رئيس الوزراء عبد الله غول دمشق محطة أولى لجولته الشرق أوسطية بداية عام 2003 لمنع الحرب على العراق. وهو ما أزعج القاهرة آنذاك بحجة أنها زعيمة الأمة العربية ومقر جامعتها. وجاء التحدي الثاني بتهرب أنقرة من الدخول في تحالفات سنية ضد إيران. وتحدي آخر عندما رفض أردوغان استضافة شارون في أنقرة وتلا ذلك اتهامه لإسرائيل بالدولة الإرهابية لاغتيالها الشيخ أحمد ياسين في مارس/ آذار 2004. , وتحدي رابع عندما رفضت الخارجية التركية طلباً للكيان الصهيوني بزيارة ليفنيى إلى أنقرة لاطلاع المسئولين الأتراك على أسباب العدوان الأخير على غزة.
.كان الموقف و الصوت التركي, شعبا وحكومة معا , الرافض والمستنكر والغاضب, قولا و عملا, لما يجري في قطاع غزة , كان صوت الإسلام العائد بقوة إلى تركيا , الذي استطاع أن يحصل على الأغلبية البرلمانية التي مكنته من رئاسة الدولة والحكومة معا . هذه العودة تشكل بداية النهاية للمشروع العلماني الذي ابتكره كمال اتاتورك , لعزل تركيا عن تاريخها وتراثها وماضيها المرتبط بالشعوب التي كانت معها ومنها العرب ,ضمن منظومة (الخلافة الإسلامية العثمانية).
| |
|
عزالدين وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 4853 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 36740 الأوســــمة : التميّز : 82
| موضوع: رد: أردوغان وسيناريوهات الإمساك بالسلطة حتى 2025 الخميس 15 ديسمبر 2011, 16:13 | |
| الشيخ رجب .. و بيع البطيخ
ولد في 26 فبراير من عام 1954 م في حي قاسم باشا أفقر أحياء اسطنبول ،
لأسرة فقيرة من أصول قوقازية تلقى رجب تعليمه الابتدائي في مدرسة حيه الشعبي مع أبناء حارته ،
ويحكى أن مدرس التربية الدينية سأل الطلاب عمن يستطيع أداء الصلاة في الفصل ليتسنى للطلاب أن يتعلموا منه ، رفع رجب يده ولما قام ناوله المدرس صحيفة ليصلي عليها ، فما كان من رجب إلا أن رفض أن يصلي عليها لما فيها من صور لنساء سافرات ! ..
دهش المعلم وأطلق عليه لقب ” الشيخ رجب ” .
أمضى حياته خارج المدرسة يبيع البطيخ أو كيك السمسم الذي يسميه الأتراك السمسم ، حتى يسد رمقه ورمق عائلته الفقيرة ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة ال إمام خطيب الدينية حتى تخرج من الثانوية بتفوق . ألتحق بعد ذلك بكلية الاقتصاد في جامعة مرمره بالرغم من اهتماماته المبكرة بالسياسة إلا أن كرة القدم كانت تجري في دمه أيضا ، يكفي بأن أقول أنه أمضى 10 سنوات لاعبا في عدة أندية !
فصل من الجيش من أجل شاربه
بعد إلتحاقه بالجيش أمره أحد الضباط حلق شاربه ( الشارب يعتبر ضد القوانين الكمالية ) فلما رفض كان قرار فصله طبيعياً !
زواجه من المناضلة
يقول الكاتب التركي جالموق في كتابه الذي ألفه عن أردوغان : بدأت قصة زوجه من رؤيا رأتها أمينة المناضلة الإسلامية في حزب السلامة الوطني ، رأت فارس أحلامها يقف خطيبا أمام الناس – وهي لم تره بعد – وبعد يوم واحد ذهبت بصحبة الكاتبة الإسلامية الأخرى شعلة يوكسلشلنر إلى اجتماع حزب السلامة وإذا بها ترى الرجل الذي رأته في منامها .. رأت أوردغان .. وتزوجوا بعد ذلك واستمرت الحياة بينهما حتى وصوله لسدة الحكم مشكلين ثنائيا إسلاميا جميل .. لهما اليوم عدد من الأولاد .. أحد الأولاد الذكور سُمي ” نجم الدين ” على اسم استاذه نجم الدين أربكان من فرط اعجابه وإحترامه لإستاذه ، وإحدى بناته تدرس في أمريكا لعدم السماح لها بالدراس ة في الجامعة بحجابها !
أردوغان في السياسة
بدأ اهتمامه السياسي منذ العام 1969 وهو ذو 15 عاما ، إلا أن بدايته الفعلية كانت من خلال قيادته الجناح الشبابي المحلي لحزب ” السلامة أو الخلاص الوطني ” الذي أسسه نجم الدين أربكان ، ثم أغلق الحزب وكل الأحزاب في تركيا عام 1980 جراء انقلاب عسكري ، بعد عودت الحياة الحزبية انضم إلى حزب الرفاه عام 1984 كرئيس لفرع الحزب الجديد ببلدة بايوغلو مسقط رأسه وهي أحدى البلدات الفقيرة في الجزء الأوربي في اسطنبول ، وما لبث أن سطع نجمه في الحزب حتى أصبح رئيس فرع الحزب في اسطنبول عام 1985 وبعدها بعام فقط أصبح عضوا في اللجنة المركزية في الحزب .
رئيس بلدية اسطنبول
لا يمكن أن أصف ما قام به إلا بأنه انتشل بلدية اسطنبول من ديونها التي لغت ملياري دولار إلى أرباح واستثمارات وبنمو بلغ 7% ، بفضل عبقريته ويده النظيفة وبقربه من الناس لاسيما العمال ورفع أجورهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا ، وقد شهد له خصومه قبل أعدائه بنزاهته وأمانته ورفضه الصارم لكل المغريات المادية من الشركات الغربية التي كانت تأتيه على شكل عمولات كحال سابقيه ! بعد توليه مقاليد البلدية خطب في الجموع وكان مما قال : ” لا يمكن أبدا أن تكونَ علمانياً ومسلماً في آنٍ واحد. إنهم دائما يحذرون ويقولون إن العلمانية في خطر.. وأنا أقول: نعم إنها في خطر. إذا أرادتْ هذه الأمة معاداة العلمانية فلن يستطيع أحدٌ منعها. إن أمة الإسلام تنتظر بزوغ الأمة التركية الإسلامية.. وذاك سيتحقق! إن التمردَ ضد العلمانية سيبدأ ” ولقد سؤال عن سر هذا النجاح الباهر والسريع فقال
” لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه إنه الإيمان ، لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام ” .
رجب طيب أردوغان في السجن
للنجاح أعداء ، وللجرأة ضريبة ، وبدأ الخصوم يزرعون الشوك في طريقة ، حتى رفع ضده المدعي عام دعوى تقول بأنه أجج التفرقة الدينية في تركيا وقامت الدعوى بعد إلقاءه شعرا في خطاب جماهيري- وهو مميز في الإلقاء – من ديوان الشاعر التركي الإسلامي ضياء كوكالب الأبيات هي : مساجدنا ثكناتنا قبابنا خوذاتنا مآذننا حرابنا والمصلون جنودنا هذا الجيش المقدس يحرس ديننا فأصدرت المحكمة بسجنه 4 أشهر .. وفي الطريق إلى السجن حكاية أخرى
وفي اليوم الحزين توافدت الحشود إلى بيته المتواضع من اجل توديعه وأداء صلاة الجمعة معه في مسجد الفاتح ، وبعد الصلاة توجه إلى السجن برفقة 500 سيارة من الأنصار ! .. وفي تلك الأثناء وهو يهم بدخول السجن خطب خطبته الشهيرة التي حق لها أن تخلد . ألتفت إلى الجماهير قائلا : ” وداعاً أيها الأحباب تهاني القلبية لأهالي اسطنبول وللشعب التركي و للعالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك ، سأقضي وقتي خلال هذه الشهور في دراسة المشاريع التي توصل بلدي إلى أعوام الألفية الثالثة والتي ستكون إن شاء الله أعواماً جميلة ، سأعمل بجد داخل السجن وأنتم اعملوا خارج السجن كل ما تستطيعونه ، ابذلوا جهودكم لتكونوا معماريين جيدين وأطباء جيدين وحقوقيين متميزين ، أنا ذاهب لتأدية واجبي واذهبوا أنتم أيضاً لتأدوا واجبكم ، أستودعكم الله وأرجو أن تسامحوني وتدعوا لي بالصبر والثبات كما أرجو أن لا يصدر منكم أي احتجاج أمام مراكز الأحزاب الأخرى وأن تمروا عليها بوقار وهدوء وبدل أصوات الاحتجاج وصيحات الاستنكار المعبرة عن ألمكم أظهروا رغبتكم في صناديق الاقتراع القادمة “
أيضا في تلك الأثناء كانت كوسوفا تعاني ، وبطبيعة الحال لم يكن لينسى ذلك رجب الذي كان قلبه ينبض بروح الإسلام على الدوام، فقال ” أتمنى لهم العودة إلى مساكنهم مطمئنين في جو من السلام، وأن يقضوا عيدهم في سلام، كما أتمنى للطيارين الأتراك الشباب الذين يشاركون في القصف ضد الظلم الصربي أن يعودوا سالمين إلى وطنهم “
حزب التنمية والعدالة
بعد خروجه من السجن بأشهر قليلة قامت المحكمة الدستورية عام 1999بحل حزب الفضيلة الذي قام بديلا عن حزب الرفاه فانقسم الحزب إلى قسمين ، قسم المحافظين وقسم الشباب المجددين بقيادة رجب الطيب أردوجان وعبد الله جول وأسسوا حزب التنمية والعدالة عام 2001 . خاض الحزب الانتخابات التشريعية عام 2002 وفاز بـ 363 نائبا مشكلا بذلك أغلبية ساحقة ومحيلا أحزابا عريقة إلى المعاش ! لم يستطع أردوغان من ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه وقام بتلك المهمة صديقه عبد الله جول الذي قام بالمهمة خير قيام ، تمكن في مارس من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه . وابتدأت المسيرة المضيئة ..
أردوغان يصلح ما أفسده العلمانيون
بعد توليه رئاسة الحكومة .. مد يد السلام ، ونشر الحب في كل اتجاه ، تصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي ، وكذلك فعل مع أذربيجان ، وأرسى تعاونا مع العراق وسوريا .. ، ولم ينسى أبناء شعبه من الأكراد ، فأعاد لمدنهم وقراهم أسمائها الكردية بعدما كان ذلك محظورا ! ، وسمح رسميا بالخطبة باللغة الكردية ، و أفتتح تلفزيون رسمي ناطق بالكردية ! .. كل هذا وأكثر ..
مواقفه من إسرائيل
العلاقة بين تركيا وإسرائيل مستمرة في التدهور منذ تولي أردوغان رئاس الحكومة التركية ، فمثلا إلغاء مناورات “ نسور الأناضول ” التي كان مقررا إقامتها مع إسرائيل و إقامة المناورة مع سوريا ! ، التي علق عليها أردوغان : ” بأن قرار الإلغاء احتراما لمشاعر شعبه ! ” إ، أيضا ما حصل من ملاسنة في دافوس بينه وبين شمعون بيريز بسبب حرب غزة ، خرج بعدها من القاعة محتجا بعد أن ألقى كلمة حق في وجه ” قاتل الأطفال ” ، دم أردوغان المسلم يغلي حتى في صقيع دافوس ! ، واُستقبل في المطار عند عودته ألاف الأتراك بالورود والتصفيق والدعوات !
اليوم اليوم .. أعلن عن فوز هذا البطل بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام .. ألا سحقا لنوبل !
| |
|