شهر الصيام موسم للبر والتقوى ،قال تعالى:
( ياأيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
إخوة الإيمان سيحل الضيف الكريم المنتظر ، ومتع الله من شاء من عباده حتى بلغ
شهر الصيام ، ومن أدركه هذا العام وإذا كانت تلك جزءا من أقدار الله وتدبيره
فى العبيد فالمغبون حقا من يدخل عليه الشهر ويخرج ولم يستفد شيئا،
ألا وكلنا ذاك المخطئ الذي يرجو مغفرة ربه وتكفير سيئاته ، ورمضان فرصة
لتكفير السيئات ، ويجد المرء فيه من العون مالا يجده في الأشهر الأخرى ،
ففرص الطاعة تتوفر ، وأبواب الجنة تفتح ، ودواعي الشر تضيق ، وأبواب
النار تغلق ، به تنشرح صدور المؤمنين ، وبه تصفد مردة الشياطين ،
فلا يخلصون إلى ما كانوالايخلصون إليه في غيره من الشهور ،
وهذه وتلك تعين المرء على تكفير سيئاته وتدفعه إلى عمل الصالحات التى بها
يكفر الله السيئات ، قال تعالى :( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكري للذاكرين).
ومحروم من أدركه رمضان فلم يغفر له ،فأي خسارة أعظم من أن يدخل المرء
فيمن عناهم المصطفى
بحديثه على منبره في مساءلة بينه وبين
جبريل عليه السلام ، وقد جاء فيها :"من أدرك شهررمضان فلم يغفرله فدخل النار
فأبعده الله ، قل آمين . فقلت : آمين"
إذا كان الله يدعو عباده إلى التوبة النصوح الصادقة في كل زمان ، ويقول جل
ذكره:( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) ويقول تعالي :
( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ).
فإن التوبة في رمضان أحرى وأولى ، فهو شهر تكسب فيه العبرات، وتقال
فيه العثرات ، ويحصل به العتق من النار .
إن مضان فرصة لمحاسبة النفس ، وينبغي أن يكون رمضان مذكرا لنا بما اقترفنا
طيلة العام فما وجدنا من خير حمدنا الله وازددنا ، وما وجدنا عملنا فيه من سوء
تبنا إلى الله واستغفرنا وتصدقنا .
فإذا حافظنا على ذلك وحافظنا قبله على الصلوات الخمس ، والجمعة والجماعة،
كنا ممن فقه قول المصطفى
".الصلوات الخمس والجمعة
إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"
اللهم بلغنا رمضان وساعدنا على الصيام والقيام امين