ما من عمل هام إلا وله حساب يضبط دخله وخرجه ، وربحه وخسارته .
إلا حياة الإنسان ،فهي وحدها التى تسيرعلى نحو مبهم لا يدرى فيه ارتفاع أوانخفاض.
هل يفكر أكثرنا أو أقلنا ، فى إمساك دفتر يسجل فيه ما يفعل وما يترك من حسن
أوسوء؟ ويعرف منه بين الحين والحين رصيده من الخير والشر؟
وحظوظه من الربح والخسارة؟
لو أننا نخبط في الدنيا خبط عشواء، ونتصرف على ما يحلولنا دون معقب
أوحسيب لجاز على تفريط وحمق أن نبعثر حياتنا كما يبعثر السفيه ماله،
وأن نذهل علي الماضى وما ضمَ من تجارب ، وأن نتقحم المستقل
غير متهيبين خطأ أو خطيئة ...
فكيف و لله حفظة يدونون مثقال الذرة ، ويعدون لنا قوائم بحساب طويل
{ ووضع ا لكتاب ، فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون:
يا ويلتنا، ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ،
ووجدوا ما عملوا حاضرا ولايظلم ربك أحدا}. سورة الكهف آية 49.
أما يجب أن نستكشف نحن هذا الإحصاء الذى يخصنا وحدنا؟
أما ينبغى أن نكون على بصيرة بمقدارما نفعل من خطإ وصواب ؟