القذافي يخرج في مسيرة ويستأجر ''مرتزقة أفارقة'' لقمع المتظاهرين
24 قتيلا في الاحتجاجات ضد الزعيم الليبي
المتظاهرون يعدمون أحد المرتزقة
خرج آلاف المتظاهرين أمس، بعدة مدن ليبية أبرزها بنغازي والبيضاء ودرنة، مطالبين بتنحي الزعيم الليبي معمر القذافي. وعرفت الاحتجاجات دخول عامل جديد للساحة تمثل في استئجار النظام الليبي لمرتزقة أفارقة أوكلت لهم مهمة قمع المتظاهرين، خاصة في مدينة البيضاء.
ارتفعت حصيلة القتلى الاحتجاجات في ليبيا إلى 24 قتيلا منذ يوم الثلاثاء الماضيب حسبما ذكرت مصادر طبية وحقوقية، وسقط ضحايا جدد في مدينة البيضاء أمس عقب مسيرة تشييع جنازتي قتيلين سقطوا برصاص الأمن خلال مواجهات مساء الأربعاء الماضي، تم خلالها حرق مقرات حكومية وأمنية بالمدينة. وقالت منظمة هيومن رايت ووتش أن 24 شخصا على الأقل قد لقوا حتفهم على يد قوات الأمن خلال المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ يوم الثلاثاء الماضي. ونزل الآلاف من المحتجين المناهضين لنظام العقيد معمر القذافي إلى شوارع عدة مدن أبرزها بنغازي والبيضاء ودرنة ومصراتة وسبها والزاوية وطبرق وغريان وفزان واجدابيا أمس الجمعة، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر طبي في بنغازي أن سبعة قتلى سقطوا أول أمس بالرصاص في المدينة خلال الاحتجاجات التي انضم إليها محامون وقضاة رفعوا عدة مطالب منها رحيل القذافي ووضع دستور جديد للبلاد.
وبثت قنوات فضائية مشاهد قصيرة للرئيس الليبي معمر القذافي وهو يتوسط جموعا من أنصاره خرجوا في مسيرة تأييد له ليلة الخميس إلى الجمعة بأحد شوارع العاصمة طرابلس، وظهر القذافي شاحب الوجه ولم يتكلم بكلمة في الصور التي تم بثها. وهددت حركة اللجان الثورية، التي تعد معقل الحرس القديم في ليبيا، من جهتها برد ''عنيف وصاعق'' على المتظاهرين ''المغامرين'' في ليبيا، وقالت إن المساس بالخطوط الحمراء ''انتحار ولعب بالنار''.
وتواترت أنباء عن إرسال السلطات الليبية كتائب أمنية تضم في صفوفها عددا كبيرا من ذوي الملامح الأفريقية إلى بنغازي وأجدابيا والبيضاء في محاولة لإخماد الاحتجاجات. وأوردت صحيفة ''ليبيا اليوم'' أن طائرة عمودية هبطت بمزرعة شمال مدينة البيضاء، وأنزلت ذخيرة ثم قامت بالتحليق فوق رؤوس المتظاهرين حتى فرقتهم لمسافات بعيدة خوفا من إطلاق الرصاص عليهم. وأضافت أن الجنود الأفارقة التابعين لكتيبة تسمى ''كتيبة خميس (عسكري) نجل القذافي'' أخذوا الذخيرة التي جاءت بها الطائرة العمودية، ودخلوا في مواجهات عنيفة ودامية مع أهالي شحات والبيضاء أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين. وأكدت مصادر الصحيفة الليبية أن خمسة من كتيبة ''خميس القذافي'' قتلوا في المواجهات، وتم أسر اثنين، وتم أيضا تعليق جثة أحدهم أمام مستشفى المدينة.
وقالت صحيفة ''ليبيا اليوم'' إن أحد خطباء الجمعة في مدينة البيضاء أخبر المصلين بأنه تم القبض على أحد الجنود الأفارقة، واعترف بأن الساعدي نجل معمر القذافي وعدهم بمبلغ 12 ألف دولار عن كل ليبي يقتلونه. وفي مدينة درنة، قال شهود عيان إن مواطنين أعدموا عددا من أعوان نظام القذافي، لأنهم قاموا بقمع المتظاهرين، وهو مشهد غريب عن المجتمع الليبي برأي بمراقبين. ولم يقدم المتحدث تفاصيل عن هوية الذين أعدموا وإذا كان الأمر يتعلق بتصفيات حساب قديم أو لا مع المسؤولين المحليين.