تحدى المتظاهرون في مصر تحذيرات وزارة الداخلية وتجمعوا اليوم تلبية
للدعوة لمواصلة الاحتجاجات عقب "يوم الغضب" الذي شارك فيه الآلاف في
القاهرة وعدد من المحافظات، لكن أجهزة الأمن اعتقلت المئات من المشاركين
فيها.
ورغم التواجد الأمني المكثف في القاهرة والمدن التي شهدت مظاهرات احتجاجية
أمس تجمع المئات في القاهرة والإسكندرية والسويس وشبين الكوم استعدادا
للتظاهر.
وفي القاهرة تجددت الاشتباكات بين قوات الشرطة المصرية ومتظاهرين مع إعلان
"حركة 6 أبريل" تواصل المظاهرات لليوم الثاني.
ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام دار القضاء العالي وسط
القاهرة أثناء محاولة عدد من النشطاء استئناف المظاهرات، عقب قيام منظمات
حقوقية وشخصيات عامة بتقديم بلاغ للنائب العام ضد وزير الداخلية للمطالبة
بالتحقيق في مقتل ثلاثة متظاهرين في مدينة السويس (140 كلم شرق القاهرة)
على يد قوات الأمن في مظاهرات أمس.
وقال نشطاء حقوقيون إن الشرطة "اعتقلت عددا غير معروف من النشطاء أثناء
محاولتهم تنظيم مسيرة من أمام دار القضاء العالي، ونجح نحو 200 متظاهر في
تجاوز الحصار الأمني ونظموا مسيرة في شارع رمسيس، في محاولة للوصول إلى
ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة".
وتقدمت "جبهة الدفاع عن متظاهري مصر" التي تضم نحو 30 منظمة حقوقية ببلاغ
للنائب العام وقع عليه عدد من الشخصيات العامة اتهموا فيه كلا من اللواء
حبيب العادلي وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة وجهاز مباحث أمن الدولة،
باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين أمس واحتجاز أعداد كبيرة منهم دون
وجه حق وقتل ثلاثة مواطنين في مدينة السويس.
واتهم البلاغ وزارة الصحة بتسليم المتظاهرين المصابين إلى أقسام الشرطة،
ووجه البلاغ اتهامات إلى شركات المحمول الثلاث العاملة في مصر، بقطع الخدمة
عن المتظاهرين بمنطقة ميدان التحرير والمناطق المجاورة لها أثناء مظاهرات
أمس.
حشد
وفي مدينة السويس التي تقع إلى الشرق من القاهرة تجمع مئات المحتجين أمام
مشرحة بالمدينة توجد بها جثة محتج رابع يدعى غريب عبد العزيز عبد اللطيف
(45 عاما) قتل أمس برصاص الشرطة، ورددوا هتافات مناوئة لقوات الأمن.
وذكرت مصادر أمنية وسكان أن محتجين آخرين قتلا أمس الثلاثاء -جراء
إصابتهما برصاص مطاطي- ودفنا في الليل تحت حراسة الشرطة وبمشاركة أفراد من
أسرتيهما.
وفي الإسكندرية حاصرت قوات الأمن المركزي الكليات وميادين المنشية ومحطة
مصر وميدان سموحة على بعد أمتار من مديرية الأمن وفرضت كردونات أمنية مشددة
على الكنائس والقنصليات والبنوك والمصالح الحكومية.
كما شددت الإجراءات الأمنية وانتشر رجال الشرطة السريون في الأماكن التي
أعلن المتظاهرون التجمع فيها سواء بميدان المنشية أو سيدي جابر أو
العصافرة.
تحذيرات
وتوعدت الحكومة المصرية بمواجهة أي مظاهرات، وجاء في بيان لوزارة الداخلية
أنه لن يسمح بأي تحرك إثاري أو تجمع احتجاجي أو تنظيم مسيرات أو تظاهرات،
وسوف تتخذ الإجراءات القانونية فورا ويتم تقديم المشاركين إلى جهات
التحقيق.
وألقت الوزارة باللوم على جماعة الإخوان المسلمين في ما أسمته بأعمال شغب
اندلعت، رغم أن الجماعة لم تقم بالدور الرئيسي في الاحتجاجات، بل إن
الجماعة أثارت استياء أعضائها الشبان الذين يقولون إنها لم تكن إيجابية
بالشكل الكافي، حسب مصادر من داخل الجماعة.
وكان أمس عطلة رسمية بمناسبة عيد الشرطة وكانت الوزارات مغلقة، وقال مصدر
بالحكومة ان الوزراء طلب منهم أن يتأكدوا من عودة الموظفين للعمل اليوم
وعدم انضمامهم للمحتجين.
ومزق متظاهرون صورا للرئيس المصري ونجله جمال الذي يقول كثير من المصريين
إنه يجري إعداده لخلافه والده في الرئاسة. وتعد هذه التظاهرات الكبرى التي
تشهدها مصر منذ انتفاضة الخبز في يناير/كانون الثاني 1977.