وصف أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الوثائق السرية التي كشفت عنها فضائية "الجزيرة" حول محادث السلام بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" بأنها تعد "فضيحة مدوية للسلطة وكارثة وطنية بكل المقاييس"، بعد أن كشفت خصوصًا عن تنازلات عن مساحات شاسعة بالقدس المحتلة لصالح "إسرائيل".
مع ذلك اعتبر في بيان نقلته وكالة "معًا" الفسطينية، أن "الوثائق بما حملته من معلومات لم تكن مفاجئة على الإطلاق، بالنظر إلى التسريبات المتكررة غير الرسمية التي تواترت إبان مسيرة المفاوضات "العبثية" بين السلطة والاحتلال، والتي تحدثت عن تنازلات خطيرة وغير مسبوقة في تاريخ الصراع".
ورأى أن "قيمة هذه المعلومات تكمن في صبغتها الرسمية الصادرة على شكل وثائق تشتمل على جزء كبير من محاضر اجتماعات المفاوضات والتنسيق الأمني والعلاقة القائمة مع الاحتلال والمحيط الإقليمي والدولي، والتي لا يستطيع أحد أن يشكك في صحتها ومصداقيتها"، على حد قوله.
وكشفت الوثائق أن السلطة الفلسطينية أبدت استعدادًا للتنازل لـ "إسرائيل" عن مساحات شاسعة من القدس الشرقية المحتلة في عام 1967، وأنها عرضت تقديم تنازلات غير مسبوقة في الحرم الشريف، ليحل الخلاف بشأنه عبر ما وصف بـ "طرق خلاقة".
وأظهرت الوثائق التي بدأت "الجزيرة" بثها مساء الأحد، أن السلطة تنازلت عن المطالب بإزالة كل المستوطنات "الإسرائيلية" بالقدس الشرقية، باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم أو "هارحوما" بحسب التسمية "الإسرائيلية"، وأبدت استعدادها لتقديم تنازلات غير مسبوقة بالحرم الشريف وحييْ الأرمن والشيخ جراح.
فقد أظهرت محاضر جلسات المحادثات المتعلقة بما بات يعرف بـقضايا الوضع النهائي في المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية" أن مفاوضي السلطة قبلوا بأن تضم "إسرائيل" كل المستوطنات في القدس الشرقية باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم، كما كشفت أن السلطة الفلسطينية أبدت استعدادها لتقديم تنازلات غير مسبوقة في الحرم القدسي الشريف.
واتهم بحر السلطة بـ "الفشل في إدارة المشروع الوطني وعدم ائتمانها بالمطلق للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني"، ورأى أن "التنازلات الخطيرة التي تتعلق بقضيتي القدس واللاجئين، اللتين تشكلان لب وجوهر القضية الفلسطينية، والجرائم المتمخضة عن التنسيق الأمني و"التواطؤ" في الحرب على غزة، تضع السلطة في مواجهة أكيدة مع الشعب الفلسطيني".
ودعا نائب رئيس المجلس التشريعي الشعب الفلسطيني إلى نبذ كل من "سولت" له نفسه الاصطفاف مع الاحتلال.