ان المتتبع للأحداث التي تمر بها البلاد والطريقة التي يتبعها المسؤولون في بلادنا و تعاملهم مع الاوضاع المعاشة يكاد يندهش لما يراه فعلا...فالمسؤولون تجدهم وبكل اريحية يراوغون الجميع وكأنهم في مبارات كرة القدم بتصريحاتهم وتقاريرهم ويؤكدون على أن الوضع بخير أو انهم يبذلون ما في وسعهم لجعله كذلك...لكن المصيبة هي في الطريقة التي تنتهج في ذلك...اسلوب مفضوح بكل ما فيه ورغم ذلك لا يجد المسؤولون اي حرج في ذلك وكانهم يرون في أن افراد المجتمع سذج لا يعرفون حقوقهم يقادون من آذانهم ويسيرون كما يشاؤون هم , ويمررون عليهم أي خدعة من أخاديعهم المفضوحة ...
فذاك يفتخر بنسبة النجاح في البكالوريا المرتفعة والكل يعلم انها مصطنعة من المسؤولين لانجاح الاصلاحات...وذاك يزور من نسبة التضخم التي بلغت في الواقع 15بالمئة ويقول انها في حدود 5بالمئة...والآخر من هناك يقول ان الفساد منتشر والدولة تحارب فيه بكل ما أوتيت في حين ان الواقع يقول ان الفساد يزداد والدولة تزيد منه وتشجعه بدل محاربته...ذاك يقول ان موسم الحج كان ناجحا في حين ان الواقع يقول ان الحجاج عاشوا الجحيم بدل ان يعيشوا الايمان ويذوقوا حلاوته...
لماذا الوضع هكذا؟ لماذا هذا الاسلوب الذي من المفروض انه مخجل؟ على الاقل ان كان المسؤولون يحاولون المراوغة وايهام الراي العام بان الوضع بخير فليكن ذلك باسلوب يمر علينا ونتقبله ولو بضيق..لا بأسلوب ساذج يزيدنا مرارة فوق مرارة الوضع المأساوي المعاش ويجعلنا نظهر كأننا أغبياء نسير من آذاننا كما يشاء الآخرون............