عندما كنت في السجن زارتني أمي وهي تحمل الفواكه والقهوة . ولا أنسى حزنها عندما صادر السجان إبريق القهوة وسكبه على الأرض , ولا أنسى دموعها . لذلك كتبت لها اعترافا شخصيا في زنزانتي , على علبة سجائر , أقول فيه : أحنُ إلى خبز أمي .. وقهوة
أمي .. ولمسة أمي .. وتكبر فيَ الطفولة .. يوما على صدر أمي .. وأعشق عمري لأني .. إذا مت .. أخجل من دمع أمي . وكنت أظن أن هذا اعتذار شخصي من طفل إلى أمه , ولم
أعرف أن هذا الكلام سيتحول إلى أغنية يغنيها ملايين الأطفال العرب .
(( محمود درويش ))
في أثناء استقبال إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني عام 1898م في دمشق , لاحظت الإمبراطورة حمارا أبيض , فاستلفت نظرها وطلبت إلى الوالي أن يأتيها به , لكي تأخذه معها ذكرى , فراح الوالي يبحث عن صاحبه . فعلم أنه يخص أبا الخير أغا . وكان الأغا
من وجوه بلدته , ويفاخر دائما بأن له حبيبين : الحمار وحفيده حسني ! . استدعى الوالي أبا الخير , وطلب إليه إهداء الحمار إلى الإمبراطورة , فاعتذر . فعرض عليه شراءه منه , فأصر على الرفض , ولما اشتد الوالي في الإلحاح , أجابه أبو الخير : يا
أفندينا , إن لدي ستة رؤوس من الخيل الجياد , إن شئت قدمتها كلها للإمبراطورة هدية مني , أما الحمار فلا ! . استغرب الوالي هذا الجواب , وسأله : لماذا ؟ قال : سيدي
إذا أخذوا الحمار إلى بلادهم ستكتب جرايد الدنيا عنه , ويصبح الحمار الشامي موضع نكتة وربما السخرية , فيقول الناس , إن إمبراطورة ألمانيا لم تجد في دمشق ما يعجبها
غير الحمار , ولذلك لن أقدمه إ ليها , ولن أبيعه !. ونقل الوالي الخبر إلى
الإمبراطور وزوجته , فضحكا كثيرا , وأعجبا بالجواب , وأصدر الإمبراطور أمره بمنح أبي الخير وساما , فسمَاه ( وسام الحمار ) .
.......... (( مذكرات البارودي ))
سألت عجوز مصرية وهي ترى مصر كلها تخرج للقاء القاضي ابن تيمية : من يكون صاحب كل هذا الهناء ؟ فقالوا لها ضبي لسانك يا ولية , هذا ابن تيميه الذي ألف عشرة كتب
للبرهان على وجود الله . فقالت : يقطعه , لو لم يكن إيمانه ضعيفا لما ألف الكتب في
مسألة واضحة مثل الشمس. ...
(( حسيب كيالي ))
انظر حولك يا رجل , إلى الدنيا , انظر إلى الشارع مثلا ببوتيكاته الملونة المزخرفة وأسعاره الفاحشة , تحسب نفسك في باريس . وانظر إلى هذا الغبار الصاعد من حفر الطريق , تظن أنك في صحراء النفوذ . وادخل إلى هذه الاستهلاكية الكبيرة , تخال نفسك في موسكو . واطلب سيجارة من زميلك , تحسب أنه من كاليفورنيا . وجادل آخر بالسياسة والثورة . يخيل إليك أنه لينين بعث من قبره . تأمل هذه المحجبة العابرة تخال نفسك في مكة المكرمة . ولكن اذهب أبعد من ذلك بعض الشيء إلى مسبح أو فندق فخم , تحسب أنك في هاييتي أو جزر الكناري . اقرأ الصحف العربية بإمعان , تقل عائدون إلى فلسطين بعد أربع وعشرين ساعة . ثم فكر كيف توزع الفلسطينيون على جوانب الأرض الأربعة , تقل في نفسك : راحت ((علينا ..... (( شوقي البغدادي
تحياتي اختكم ,,,,نور الريحان ,,,,