نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 494 العمر : 35 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 27716 الأوســــمة : التميّز : 20
موضوع: طاقة الخشوع السبت 25 سبتمبر 2010, 21:49
ربماتعجب عزيزي القارئ أن الخشوع هو أفضل علاج لكثير من الأمراض، وأن المؤمنعندما يمارس عبادة الخشوع يمتلك طاقة كبيرة في كل المجالات...لنقرأ.........
يقولتعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْلِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَأُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْقُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 16]. هذه آية عظيمةتخاطب كل مؤمن لتذكره بأهمية الخشوع لله تعالى، ولو تأملنا آيات القرآننلاحظ أنه يعطي أهمية كبيرة لهذا الأمر، فما السر في ذلك؟ لنتأمل هذهالحقائق العلمية والقرآنية. هل للخشوع طاقة؟ يظنالمؤمن أحياناً أن الله أمرنا بالخشوع فقط لنتقرب إليه، ولكن الدراساتالعلمية أظهرت شيئاً جديداً حول ما يسميه العلماء "التأمل"، ولكن هذاالتأمل هو مجرد أن يجلس المرء ويحدّق في جبل أو شمعة أو شجرة دون حركةودون تفكير. ووجدوا أن هذا التأمل ذو فائدة كبيرة في معالجة الأمراضوتقوية الذاكرة وزيادة الإبداع والصبر وغير ذلك. ولكنالقرآن لم يقتصر على التأمل المجرد، بل قرنه بالتفكر والتدبر وأخذ العبرةوالتركيز على الهدف، وسماه "الخشوع" وكان الخشوع من أهم العبادات وأصعبهالأنه يحتاج لتركيز كبير، وهكذا فإن كلمة "الخشوع" تدل على أقصى درجاتالتأمل مع التفكير العميق، وهذا الخشوع ليس مجرد عبادة بل له فوائد ماديةفي علاج الأمراض واكتساب قدرات هائلة ومتجددة. الخشوع والقلب أظهرتدراسة جديدة نشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية أن التأمل لفترات طويلةومنتظمة يقي القلب من الاحتشاء أو الاضطراب. ويعمل التأمل على علاج ضغطالدم العالي وبالتالي تخفيف الإجهاد عن القلب. ولذلك قال تعالى مخاطباًالمؤمنين: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْلِذِكْرِ اللَّهِ) [الحديد: 16]. كماأظهرت هذه الدراسة أن للقلب عملاً مهماً وليس مجرد مضخة، وتؤكد الدراساتأهمية التأمل والخشوع في استقرار عمل القلب، ويقول الأطباء اليوم إن أمراضالقلب هي السبب الأول للموت في العالم، وسبب هذه الأمراض هو وجود اضطرابفي نظام عمل القلب، ومن هنا ندرك أهمية الخشوع في استقرار وتنظيم أداءالقلب. إنالدراسات تثبت اليوم أن التأمل يعالج الاكتئاب والقلق والإحباط، وهي أمراضالعصر التي تنتشر بكثافة اليوم. ليس هذا فحسب بل وجدوا أن التأمل المنتظميعطي للإنسان ثقة أكثر بالنفس ويجعله أكثر صبراً وتحملاً لمشاكل وهمومالحياة. يقول تبارك وتعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّقُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّالْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وهكذا إخوتي وأخواتي! إذا أردتم أن تبعدوا عنكماضطرابات القلب فعليكم بالخشوع ولو للحظات كل يوم. الخشوع وعلاقته بالموجات التي يطلقها الدماغ لقدوجد العلماء أن دماغ الإنسان يصدر ترددات كهرطيسية باستمرار، ولكن قيمةالترددات تتغير حسب نشاط الإنسان. ففي حالة التنبه والنشاط والعملوالتركيز يطلق موجات اسمها "بيتا" وهي ذبذبات يتراوح ترددها من 15 إلى 40ذبذبة في الثانية (هرتز)، وفي حالة الاسترخاء والتأمل العادي يطلق الدماغموجات "ألفا" ويتراوح ترددها من 9 إلى 14 ذبذبة في الثانية، أما في حالةالنوم والأحلام والتأمل العميق فيعمل الدماغ على موجات "ثيتا" وهي من 5-8هرتز، وأخيراً وفي حالات النوم العميق بلا أحلام يطلق الدماغ موجات "دلتا"وقيمتها أقل من 4 هرتز. نستطيعأن نستنتج أن الإنسان كلما كان في حالة خشوع فإن الموجات تصبح أقل ذبذبةً،وهذا يريح الدماغ ويقوِّيه ويساعد على إصلاح الخلل الذي أصابه نتيجة مرضأو اضطراب نفسي مثلاً، لذلك يعتقد بعض الباحثين أن الانفعالات ترهق الدماغوبالتالي يقصر العمر، بينما التأمل يريح الدماغ ويطوِّل العمر! إنأهم موجات يبثها الدماغ هي تلك الموجات ذات التردد المنخفض، والتي تعتبروسيلة شفائية للجسد بسبب تأثيرها على خلايا الجسم والنظام المناعي،وبالتالي فإن التأمل وبكلمة أخرى "الخشوع" يعتبر وسيلة فعالة لتوليد هذهالموجات والتي تؤثر إيجابياً على خلايا الدماغ وتعيد برمجته وتصحيح الخللالحاصل في برنامج عمل الدماغ، إن ممارسة الخشوع يعتبر بمثابة تهيئة وتنظيموتقوية لعمل الدماغ. الخشوع يزيد حجم الدماغ قامباحثون من كلية هارفارد الطبية حديثاً بدراسة التأثير المحتمل للتأمل علىالدماغ فوجدوا أن حجم دماغ الإنسان الذي يُكثر من التأمل أكبر من حجم دماغالإنسان العادي الذي لم يعتد التأمل أو الخشوع، ولذلك هناك اعتقاد بأنالتأمل يزيد من حجم الدماغ أي يزيد من قدرات الإنسان على الإبداع والحياةالسليمة والسعادة. فقدوجدوا أن قشرة الدماغ في مناطق محددة تصبح أكثر سمكاً بسبب التأمل، وتتجلىأهمية هذه الظاهرة إذا علمنا أن قشرة الدماغ تتناقص كلما تقدمنا في السن،وبالتالي يمكن القول: إن التأمل يطيل العمر أو يبطئ تقدم الهرم! كما أظهرت هذه الدراسة (William J. Cromie, Harvard University)أنه كلما كانت مدة التأمل أكبر كان التأثير أوضح على الدماغ من حيث الحجمواستقرار عمل الدماغ، أي أن هناك علاقة بين التأمل وحجم وسلامة الدماغ.طبعاً هذا التأثير على الدماغ يحدث بفعل التأمل فقط، ولكن الخشوع يعطينتائج أكبر، ولكن للأسف لا توجد تجارب إسلامية في هذا المجال! الخشوع يخفف الآلام بعدفشل الطب الكيميائي في علاج بعض الأمراض المستعصية، لجأ بعض الباحثين إلىالعلاج بالتأمل بعدما لاحظوا أن التأمل المنتظم يساعد على تخفيف الإحساسبالألم، وكذلك يساعد على تقوية جهاز المناعة. وفيدراسة جديدة تبين أن التأمل يعالج الآلام المزمنة، فقد قام بعض الباحثينبدراسة الدماغ لدى أشخاص طُلب منهم أن يغمسوا أيديهم في الماء الساخنجداً، وقد تم رصد نشاط الدماغ نتيجة الألم الذي شعروا به، وبعد ذلك تمإعادة التجربة مع أناس تعودوا على التأمل المنتظم، فكان الدماغ لا يستجيبللألم، أي أن التأمل سبّب تأثيراً عصبياً منع الألم من إثارة الدماغ. وهكذانستطيع أن نستنتج أن الخشوع يساعد الإنسان على تحمل الألم بل وتخفيفهبدرجة كبيرة. وهو أفضل وسيلة لتعلم الصبر، وعلاج فعال للانفعالات، فإذاكان لديكم مشكلة نفسية مهما كان نوعها، فما عليكم إلا أن تتأملوا كل يومبمعجزة من معجزات القرآن مثلاً، أو تستمعوا لآيات من القرآن بشيء منالتدبر، أي تعيشوا في جو الآيات، عندما تسمعون آية عذاب تتخيلون نار جهنموحرّها، وعندما تستمعون لآية نعيم تتخيلون الجنة وما فيها من نعيم، وهكذاكانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام للقرآن. يحويدماغ الإنسان أكثر من عشرة آلاف تريليون وصلة عصبية، وهذه الوصلات تصلأكثر من تريليون خلية بعضها ببعض، وتعمل كأعقد جهاز على وجه الأرض. ويقولالعلماء إن خلايا الدماغ تحتاج للتأمل والتفكر دائماً لتستعيد نشاطها بللتصبح أكثر فاعلية، وإن الأشخاص الذين تعودوا على التفكر العميق في الكونمثلاً هو الأكثر إبداعاً!! وهنا ندرك أهمية قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍلِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًاوَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًاسُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191]. الخشوع والعاطفة لاحظ بعض العلماء عندما أجروا مسحاً للدماغ بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRIأن الإنسان الذي يتعود على التأمل، يكون أكثر قدرة على التحكم بعواطفه،وأكثر قدرة على التحكم بانفعالاته، وبالنتيجة أكثر قدرة على السعادة منغيره! بلبيَّنت التجارب أن التأمل يساعد على التحكم بالغريزة الجنسية لدى الجنسين،كذلك فإن التأمل يؤدي إلى تنظيم عاطفة الإنسان وعدم الإسراف أو التهور فيقراراته، لأن التأمل ينشط المناطق الحساسة في الدماغ تنشيطاً إيجابياًبحيث يزيل التراكمات السلبية والخلل الذي أصاب هذه الأجزاء نتيجة الأحداثالتي مر بها الإنسان. الخشوع لعلاج الأمراض المستعصية هناكمراكز خاصة في الغرب تعالج المرضى بالتأمل، ويقولون إن التأمل يشفي من بعضالأمراض التي عجز الطب عنها، ولذلك تجد اليوم إقبالاً كبيراً. وكلما قرأتُعن مثل هذه المراكز أقول سبحان الله! ألسنا نحن أولى منهم بهذا العلاج،لأن القرآن جعل الخشوع والتأمل والتفكر في خلق الله عبادة عظيمة، وانظروامعي كيف مدح الله عبادة المتقين فقال: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِيالْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًاوَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَاعَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191]. ولذلكيا إخوتي إذا كان لدى أحدكم مرضاً مستعصياً أو مزمناً، فما عليه إلا أنيجلس كل يوم لمدة ساعة مع معجزة من معجزات القرآن في الفلك أو الطب أوالجبال والبحار وغير ذلك ويحاول أن يتعمق في خلق الله وفي عظمة هذاالقرآن، وهذه الطريقة أعالج بها نفسي من بعض الأمراض وكذلك من أي مشكلةنفسية، ولذلك أنصح كل مؤمن أن يلجأ إلى هذه الطريقة في العلاج. الخشوع والناصية وجدالعلماء أن ناصية الإنسان أي الجزء الأمامي من الدماغ تنشط بشكل كبيرأثناء التأمل والتفكير العميق والإبداعي، هذه المنطقة من الدماغ هي مركزالقيادة أيضاً لدى الإنسان ومركز اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية. ولهذاالجزء من الدماغ أثر كبير على سلوكنا وعواطفنا واستمرار حياتنا. ولذلكنجد أن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام ركَّز على هذا الجزء في دعائهلربه فكان يقول: (ناصيتي بيدك) أي يا رب لقد أسلمتك ناصيتي وهي مركزالقيادة والقرارات والسلوك، وأنت توجهها كيف تشاء. كذلك فإن أحد أساليبالعلاج بالقرآن أن تضع يدك على منطقة الناصية ثم تقرأ آيات من القرآنبخشوع فيكون لها تأثير أكبر. شكليبين المنطقة المسؤولة عن الكذب والخطأ في الدماغ وهي المنطقة المشارإليها باللون الأحمر وهي في مقدمة الدماغ أو (الناصية) وهي مسؤولة عناتخاذ القرارات الهامة ومسؤولة عن التوجه والسلوك، وهذه المنطقة هي ذاتهاالمسؤولة عن الإبداع والخشوع عند الإنسان، وبالتالي يمكن القول إن المؤمنعندما يمارس الخشوع في عباداته وفي عمله وفي تفكره وتدبره لكتاب ربه، وحتىفي علاقاته الاجتماعية، فإن هذه المنطقة أي الناصية تتنشط وتصبح أكثر قدرةعلى الإبداع وعلى توجيه الجسد وعلى اتخاذ القرارات الصحيحة، وبالتالي علىدرء الكذب، إذن الخشوع يساعد على الصدق!! وهذا ما أشار إليه القرآن فيآياته، مثلاً دعاء سيدنا هود عليه السلام: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَىاللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌبِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56]. الخشوع والوساوس وجد الدكتور Newbergبعد إجراء العديد من التجارب على رهبان بوذيين يتأملون كل يوم لمدة ساعة،أن المنطقة الأمامية من دماغهم تتنشط أثناء التأمل، أما المناطق الخلفيةمن الدماغ فلا تقوم بأي نشاط يُذكر. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقةالمسؤولة عن الوساوس موجودة في الجانب الخلفي للدماغ، وبالتالي يمكنالاستنتاج بأن التأمل والخشوع يعالج الوسواس. كذلكفإن الإحساس بالتوجه المكاني ينخفض عند الذي يمارس التأمل، وهذا يقودناللاستنتاج بأن الخشوع يؤدي إلى تخفيف الشعور بالبيئة المحيطة وبالتالي فإنأي خلل نفسي سببه البيئة (مثل الأصدقاء أو الأهل أو المجتمع) سوف يزولبتكرار التأمل. كما تبين من بعض الدراسات الحديثة أن التأمل يزيد الذاكرةويقوي الانتباه عند الإنسان، ولذلك فقد يكون هذا الأسلوب مفيداً لأولئكالذين يعانون من ضعف الذاكرة. الخشوع والفصام عندما درس بعض الباحثين أدمغة لأناس أصيبوا بالفصام (schizophrenia)وجدوا أن الفص الأمامي للدماغ يكون أصغر من الشخص السوي، واستنتجوا الأثرالكبير للنشاط الذي يتم في هذه المنطقة الحساسة من الدماغ أي منطقةالناصية على مثل هذا المرض. ولذلكيمكننا القول إن الخشوع يعالج الانفصام في الشخصية بشكل أكثر فعالية من أيدواء كيميائي، لأن الخشوع والتفكر ينشط هذا الجزء بشكل كبير ويعدل الخللالحاصل فيه. إذن انفصام في الشخصية يمكن أن يسبب خسارة في خلايا الدماغتصل إلى 10 % من حجمه، ويمكن تعويض هذه الخسارة بقليل من الخشوع كل يوم! الخشوع والصلاة يؤكدالقرآن على الدور الكبير للخشوع في المحافظة على الصلاة، لأن كثيراً منالمسلمين لا يلتزمون بالصلاة على الرغم من محاولاتهم المتكررة إلا أنهميفشلون في المحافظة عليها لأنهم فقدوا الخشوع. ولذلك يقول تعالى:(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّاعَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45]. وهكذا يتبين الدور الكبير للخشوع فيالصلاة، ولذلك ربط القرآن بين الصلاة والخشوع. والعجيب أن القرآن في هذهالآية ربط بين الصبر والخشوع، وقد وجد العلماء بالفعل أن التأمل يزيد قدرةالإنسان على التحمل والصبر ومواجهة الظروف الصعبة!
هناكبعض العلماء الأمريكيين أجروا تجارب على أناس يصلّون (على طريقتهم طبعاً)فوجدوا أن الصلاة لها أثر كبير على علاج اضطرابات القلب، وعلى استقرار عملالدماغ. ولذلك نجد أن القرآن جمع لنا كلا الشفاءين "الصلاة والخشوع" فقال:(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْخَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2]. كيف نمارس الخشوع في حياتنا اليومية؟ إنهالقرآن! هو الوسيلة الرائعة لممارسة الخشوع لله تعالى، وهنا ينبغي أن نصححالفكرة السائدة أن الخشوع يكون في الصلاة فقط أو في قراءة القرآن، والصوابأن الخشوع هو منهج يعيشه المؤمن كل لحظة كما كان أنبياء الله يفعلون، فإذاتأملنا حياة الأنبياء عليهم السلام نلاحظ أنها مليئة بالخشوع، بل كانوا فيحالة خشوع دائم، وهذا ما أعانهم على التحمل والصبر على الأذى والاستهزاءوكان هذا الخشوع سبباً في استجابة دعائهم، ولذلك قال تعالى عنهم:(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًاوَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. وتأملوا معي عبارة(وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) فهي توحي بأن هؤلاء الأنبياء الكرام كانوافي حالة خشوع دائم، ولذلك لابد أن نقتدي بهم في حياتنا، ولكن كيف ذلك؟ فالمؤمنالحقيقي يكون في حالة خشوع في صلاته وعندما يتصدق تجده يتفكر في هذهالصدقة وعندما يزور مريضاً يفكر في أهمية هذه الزيارة فيطلب من الله أنيبعد عنه الأمراض. وعندما يتعامل مع الناس في بيع وشراء وتجارة يحس بأنالله يراقبه ويراه فلا يغش ولا يكذب ويكون صدوقاً ليُحشر يوم القيامة معالصديقين. عندمايتعرض الشاب المؤمن لفتنة أو يكون على وشك أن ينظر إلى ما حرم الله، يتذكرعلى الفور أن الله يراه ولا يرضى عن ذلك، فيبتعد عن هذه المعصية ابتغاءوجه الله، ويحس وقتها بنوع من لذة وحلاوة الإيمان. عندمايرى المؤمن شيئاً يكرهه من زوجته أو العكس ويدرك أن الله يأمره أن يعاشرهابالمعروف ولا يؤذيها وأن النبي أمره أن يستوصي بها خيراً، عند ذلك يبتعدعن إيذائها ويكون أكثر صبراً عليها، فهذا هو الخشوع. عندمايتعرض المؤمن لمرض أو لظروف صعبة، أول شيء يقوم به هو الدعاء واللجوء إلىالله تعالى. ويدرك أن الله تعالى هو الذي ينفع ويضر وهو الذي بيده الخيرهو الذي يشفي وهو الذي يرزق هو الذي بيده مفاتيح الخير كلها، هذا هوالخشوع الحقيقي... ولذلكفإن الخشوع هو نتيجة العمل الصالح والدعاء والمسارعة في الخيرات، فإذاأردت أن يرزقك الله نعمة الخشوع وأن تكون مستجاب الدعوة كما استجاب اللهلأنبيائه وهم في أصعب الظروف، فعليك أن تبحث عن الخيرات وتسارع فيها، لاتنتظر حتى يأتي إليك من يحتاج المال لتعطيه، بل اذهب أنت وسارع للإنفاق،وهكذا. وأن تتذكر هذه الآية وتحفظها مثل اسمك لترددها كل يوم، بل في كلموقف: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَارَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. ولذلك يا أحبتي وأخيراً ربمابعد هذه الحقائق نعلم لماذا ألهم الله نبيه وحبيبه محمداً صلى الله عليهوسلم قبل البعثة الشريفة أن يذهب إلى غار حراء ويخلو بنفسه، ليتأمل في خلقهذا الكون ويتفكر في عظمة الخالق تبارك وتعالى، لأن هذه المرحلة ضروريةجداً لتعطيه القدرة على الصبر والتحمل ليحمل أعباء أعظم رسالة على وجهالأرض. وربماندرك أيضاً لماذا كانت عبادة الحج تطهر الإنسان فيرجع كيوم ولدته أمهنقياً، لأن عبادة الحج قائمة أساساً على التأمل والخشوع والتفكر في خلقالله وبخاصة الوقوف بعرفة وهو الركن الأساسي لعبادة الحج. لأن رحلة الحجهي فترة للنقاهة والعلاج بالنسبة للمؤمن إذا عرف كيف يستثمر كل لحظة فيطاعة الله تعالى. وربماندرك لماذا كان الأنبياء أكثر الناس صبراً، لأنهم كانوا يمارسون عبادةالخشوع في كل شيء، طبعاً هذا في الدنيا ولكن في الآخرة هناك من الأجر مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يقول تعالى:(وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ...) ماذا أعد الله لهم؟ يقول تعالى:(أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
المنتصر بالله وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 1397 العمر : 49 الموقع : f.farid37@yahoo.fr العمل/الترفيه : موظف المزاج : الحمد لله أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 29541 الأوســــمة : التميّز : 32
موضوع: رد: طاقة الخشوع الأحد 26 سبتمبر 2010, 10:08
السلام عليكم (اللهم اجعلنا من الخاشعين العابدين الطائعين) امييييييييييييييين