حجز حماري مكانه في مائدة الرحمة ·· أو مائدة الفقراء كما يحلو للبعض تسميتها·· وكانت مثل كل الموائد·· مملوءة (كثر خير الدولة)!
وبعدها عاد إلى البيت وكرشه منتفخ على الآخر··
قلت له·· إن شاء الله تكون شبعت؟
نهق عاليا وقال··
الحمد الله·· كثر خير ''السي بركات'' تول الحالة
قلت له ضاحكا·· أعلاش خلص من جيبو؟
قال·· لا ولكن الإشراف يعود إليه·· ولكن لا أفهمك لماذا لم ترد الذهاب معي للإفطار هناك؟
قلت له ساخرا·· داري تستر عاري أيها الحمار
ولست مثلك على كرشو يخلي عرشو
صاح في وجهي··
يبدو أنك لم تفطر بعد يا صديقي·· لماذا كل هذا الغضب؟
قلت·· لأنك تستفزني بطريقة عجيبة·· قلت لك أني أكتفي بما لدي؟؟
قال·· ولكن الخير كثير والأكل كثير وحرام يروح هكذاك؟
قلت له·· يا حمار أنا لم أتعود على الصدقة··
قال·· ولكن هذا مالك ومالي·· ومال كل الشعب
قلت·· ومن أجل هذا أريد أن آخذ مالي بطريقة محترمة وتليق بي كمواطن·· وليس صدقة كما تقول أنت·
نهق من جديد وقال·· واش راحلك المهم تأخذه وكفى؟
قلت له·· هاذيك بكري·· اليوم راني فقت·
صمت، وبقي يحك كرشه المنتفخ، ولكني استطردت كلامي وقلت··
لا أريد أن أبقى طول حياتي مغفلا·· يكفي·· يكفي··
سميرة فبلي