موضوع: ذكرى إستشهاد المبدع الكبير غسان كنفانى الخميس 08 يوليو 2010, 14:22
اليوم ذكرى إغتيال المبدع الفلسطيني الكبير غسان كنفاني
ولد الشهيد غسان كنفاني عام 1936 في مدينة عكا بفلسطين..وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..عرفته جماهيرنا صحفياً تقدمياً جريئاً، دخل السجن نتيجة جرأته في الدفاع عن القضايا الوطنية أكثر من مرة.
نشأته وحياته
والده:
خرج أبوه من أسرة عادية من أسر عكا وكان الأكبر لعدد غير قليل من الأشقاء، وبما أن والده لم يكن مقتنعاً بجدوى الدراسات العليا فقد أراد لابنه أن يكون تاجراً أو كاتباً أو متعاطياً لأي مهنة عادية ولكن طموح الابن أبي عليه إلا أن يتابع دراسته العالية فالتحق بمعهد الحقوق بالقدس في ظروف غير عادية.صفر اليدين من النقود وحتى من التشجيع فما كان عليه إلا أن يتكل علي جهده الشخصي لتأمين حياته ودراسته فكان تارة ينسخ المحاضرات لزملائه وتارة يبيع الزيت الذى يرسله له والده ويشترى بدل ذلك بعض الكاز والمأكل، ويشارك بعض الأسر في مسكنها، إلى أن تخرج كمحام.وعاد إلي عكا ليتزوج من أسرة ميسورة ومعروفة ويشد رحاله للعمل في مدينة يافا حيث مجال العمل أرحب وليبني مستقبله هناك.
وكافح هناك وزوجته إلى جانبه تشد أزره وتشاركه فى السراء والضراء ونجح وكان يترافع فى قضايا معظمها وطني خاصة أثناء ثورات فلسطين واعتقل مرارا كانت إحداها بإيعاز من الوكالة اليهودية.
وكان من عادة هذا الشاب تدوين مذكراته يوماً بيوم وكانت هذه هى أعز ما يحتفظ به من متاع الحياة وينقلها معه حيثما حل أو ارتحل، وكثيراً ما كان يعود إليها ليقرأ لنا بعضها ونحن نستمتع بالاستماع الى ذكريات كفاحه، فقد كان فريدا بين أبناء جيله، وكان هذا الرجل العصامي ذو الآراء المتميزة مثلاً لنا يحتذي. هذا هو والد غسان كنفاني الذى كان له بدون شك أثر كبير فى حياة ثالث أبنائه غسان.
غسان الطفل:
هو الوحيد بين أشقائه ولد في عكا، فقد كان من عادة أسرته قضاء فترات الأجازة والأعياد فى عكا، ويروى عن ولادته أن أمه حين جاءها المخاض لم تستطع أن تصل إلى سريرها قبل أن تضع وليدها وكاد الوليد يختنق بسبب ذلك وحدث هذا فى التاسع من نيسان عام 1936.
كان من نصيب غسان الالتحاق بمدرسة ألفريد بيافا وكنا نحسده لأنه يدرس اللغة الفرنسية زيادة عما ندرسه نحن.ولم تستمر دراسته الابتدائية هذه سوى بضع سنوات.فقد كانت أسرته تعيش في حي المنشية بيافا وهو الحي الملاصق لتل أبيب وقد شهد أولى حوادث الاحتكاك بين العرب واليهود التى بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين.لذلك فقد حمل الوالد زوجته وأبناءه وأتي بهم إلي عكا وعاد هو إلى يافا، أقامت العائلة هناك من تشرين عام 47 إلى أن كانت إحدى ليالي أواخر نيسان 1948 حين جري الهجوم الأول على مدينة عكا.بقي المهاجرون خارج عكا على تل الفخار (تل نابليون) وخرج المناضلون يدافعون عن مدينتهم ووقف رجال الأسرة أمام بيت جدنا الواقع في أطراف البلد وكل يحمل ما تيسر له من سلاح وذلك للدفاع عن النساء والأطفال إذا اقتضى الأمر.
ومما يذكر هنا أن بعض ضباط جيش الإنقاذ كانوا يقفون معنا وكنا نقدم لهم القهوة تباعا علما بان فرقتهم بقيادة أديب الشيشكلي كانت ترابط في أطراف بلدتنا.وكانت تتردد على الأفواه قصص مجازر دير ياسين ويافا وحيفا التي لجأ أهلها إلى عكا وكانت الصور ما تزال ماثلة فى الأذهان.فى هذا الجو كان غسان يجلس هادئاً كعادته ليستمع ويراقب ما يجري.
استمرت الاشتباكات منذ المساء حتى الفجر وفي الصباح كانت معظم الأسر تغادر المدينة وكانت أسرة غسان ممن تيسر لهم المغادرة مع عديد من الأسر في سيارة شحن إلى لبنان فوصلوا إلى صيدا وبعد يومين من الانتظار استأجروا بيتاً قديما في بلدة الغازية قرب صيدا في أقصى البلدة علي سفح الجبل، استمرت العائلة في ذلك المنزل أربعين يوما في ظروف قاسية اذ أن والدهم لم يحمل معه إلا النذر اليسير من النقود فقد كان أنفقها فى بناء منزل في عكا وآخر في حي العجمي بيافا وهذا البناء لم يكن قد انتهي العمل فيه حين اضطروا للرحيل.
من الغازية انتقلوا بالقطار مع آخرين إلى حلب ثم إلى الزبداني ثم إلى دمشق حيث استقر بهم المقام في منزل قديم من منازل دمشق وبدأت هناك مرحلة أخرى قاسية من مراحل حياة الأسرة.غسان فى طفولته كان يلفت النظر بهدوئه بين جميع إخوته وأقرانه ولكن كنا نكتشف دائماً أنه مشترك فى مشاكلهم ومهيأ لها دون أن يبدو عليه ذلك.
غسان اليافع:
فى دمشق شارك أسرته حياتها الصعبة، أبوه المحامي عمل أعمالاً بدائية بسيطة، أخته عملت بالتدريس، هو وأخوه صنعوا أكياس الورق، ثم عمالاً، ثم قاموا بكتابة الاستدعاءات أمام أبواب المحاكم وفي نفس الوقت الذي كان يتابع فيه دروسه الابتدائية.بعدها تحسنت أحوال الأسرة وافتتح أبوه مكتباً لممارسة المحاماة فأخذ هو إلى جانب دراسته يعمل في تصحيح البروفات في بعض الصحف وأحياناً التحرير واشترك فى برنامج فلسطين في الإذاعة السورية وبرنامج الطلبة وكان يكتب بعض الشعر والمسرحيات والمقطوعات الوجدانية.
وكانت تشجعه على ذلك وتأخذ بيده شقيقته التى كان لها في هذه الفترة تأثير كبير علي حياته.وأثناء دراسته الثانوية برز تفوقه في الأدب العربي والرسم وعندما أنهى الثانوية عمل في التدريس في مدارس اللاجئين وبالذات فى مدرسة الاليانس بدمشق والتحق بجامعة دمشق لدراسة الأدب العربي وأسند إليه آنذاك تنظيم جناح فلسطين في معرض دمشق الدولي وكان معظم ما عرض فيه من جهد غسان الشخصي.وذلك بالإضافة إلى معارض الرسم الاخري التى أشرف عليها.
وفي هذا الوقت كان قد انخرط في حركة القوميين العرب وأترك الكلام هنا وعن حياته السياسية لرفاقه ولكن ما أذكره انه كان يضطر أحيانا للبقاء لساعات متأخرة من الليل خارج منزله مما كان يسبب له إحراجا مع والده الذي كان يحرص علي إنهائه لدروسه الجامعية وأعرف أنه كان يحاول جهده للتوفيق بين عمله وبين إخلاصه ولرغبة والده.
قي أواخر عام 1955 التحق للتدريس في المعارف الكويتية وكانت شقيقته قد سبقته في ذلك بسنوات وكذلك شقيقه.وفترة إقامته في الكويت كانت المرحلة التى رافقت إقباله الشديد والذي يبدو غير معقول على القراءة وهى التى شحنت حياته الفكرية بدفقة كبيرة فكان يقرأ بنهم لا يصدق.كان يقول انه لا يذكر يوماً نام فيه دون أن ينهي قراءة كتاب كامل أو ما لا يقل عن ستماية صفحة وكان يقرأ ويستوعب بطريقة مدهشة.
وهناك بدأ يحرر في إحدى صحف الكويت ويكتب تعليقا سياسياً بتوقيع "أبو العز" لفت إليه الأنظار بشكل كبير خاصة بعد أن كان زار العراق بعد الثورة العراقية عام 58 على عكس ما نشر بأنه عمل بالعراق.
في الكويت كتب أيضاً أولي قصصه القصيرة "القميص المسروق" التى نال عليها الجائزة الأولي في مسابقة أدبية. ظهرت عليه بوادر مرض السكري فى الكويت أيضاً وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها وبالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم التى ولدت في كانون الثاني عام 1955.فأخذ غسان يحضر للميس في كل عام مجموعة من أعماله الأدبية والفنية ويهديها لها وكانت هى شغوفة بخالها محبة له تعتز بهديته السنوية تفاخر بها أمام رفيقاتها ولم يتأخر غسان عن ذلك الا فى السنوات الأخيرة بسبب ضغط عمله.
عام 1960 حضر غسان إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية كما هو معروف.
غسان الزوج:
بيروت كانت المجال الأرحب لعمل غسان وفرصته للقاء بالتيارات الأدبيةوالفكرية والسياسية.
بدأ عمله في مجلة الحرية ثم أخذ بالإضافة إلى ذلك يكتب مقالاً أسبوعيا لجريدة "المحرر" البيروتية والتي كانت ما تزال تصدر أسبوعية صباح كل اثنين. لفت نشاطه ومقالاته الأنظار إليه كصحفي ومفكر وعامل جاد ونشيط للقضية الفلسطينية فكان مرجعاً لكثير من المهتمين. عام 1961 كان يعقد فى يوغوسلافيا مؤتمر طلابي اشتركت فيه فلسطين وكذلك كان هناك وفد دانمركي.كان بين أعضاء الوفد الدانمركي فتاة كانت متخصصة في تدريس الأطفال. قابلت هذه الفتاة الوفد الفلسطيني ولأول مرة سمعت عن القضية الفلسطينية.
واهتمت الفتاة اثر ذلك بالقضية ورغبت فى الإطلاع عن كثب على المشكلة فشدت رحالها إلى البلاد العربية مرورا بدمشق ثم إلى بيروت حيث أوفدها أحدهم لمقابلة غسان كنفاني كمرجع للقضية وقام غسان بشرح الموضوع للفتاة وزار وإياها المخيمات وكانت هى شديدة التأثر بحماس غسان للقضية وكذلك بالظلم الواقع على هذا الشعب.ولم تمض على ذلك عشرة أيام إلا وكان غسان يطلب يدها للزواج وقام بتعريفها علي عائلته كما قامت هي بالكتابة إلى أهلها. وقد تم زواجهما بتاريخ 19 أكتوبر 1961ورزقا بفايز في 24/8/1962 وبليلي فى 12/11/1966.
بعد أن تزوج غسان انتظمت حياته وخاصة الصحية اذ كثيراً ما كان مرضه يسبب له مضاعفات عديدة لعدم انتظام مواعيد طعامه.
عندما تزوج غسان كان يسكن في شارع الحمراء ثم انتقل إلى حى المزرعة، ثم إلى مار تقلا أربع سنوات حين طلب منه المالك إخلاء شقته قام صهره بشراء شقته الحالية وقدمها له بإيجار معقول.
وفي بيروت أصيب من مضاعفات السكري بالنقرس وهو مرض بالمفاصل يسبب آلاماً مبرحة تقعد المريض أياماً.ولكن كل ذلك لم يستطع يوماً أن يتحكم في نشاطه أو قدرته على العمل فقد كان طاقة لا توصف وكان يستغل كل لحظة من وقته دون كلل.
وبرغم كل انهماكه في عمله وخاصة في الفترة الأخيرة إلا أن حق بيته وأولاده عليه كان مقدساً.كانت ساعات وجوده بين زوجته وأولاده من أسعد لحظات عمره وكان يقضى أيام عطلته (إذا تسنى له ذلك يعمل فى حديقة منزله ويضفي عليها وعلى منزله من ذوق الفنان ما يلفت النظر رغم تواضع قيمة موجوداته.
غسان القضية:
أدب غسان وإنتاجه الأدبي كان متفاعلا دائما مع حياتهوحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به.
"عائد إلى حيفا"، عمل وصف فيه رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا؛ وقد وعي ذلك، وهو ما يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع. ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية.
"أرض البرتقال الحزين"، تحكى قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية. "موت سرير رقم 12"، استوحاها من مكوثه بالمستشفي بسبب المرض. "رجال في الشمس" من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت واثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء، كانت المعاناة ووصفها هى تلك الصورة الظاهرية للأحداث أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين فى تلك الحقبة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلوا الطريق. فى قصته "ما تبقي لكم"، التي تعتبر مكملة "لرجال في الشمس"، يكتشف البطل طريق القضية، في أرض فلسطين وكان ذلك تبشيراً بالعمل الفدائي.
قصص "أم سعد" وقصصه الاخري كانت كلها مستوحاة من ناس حقيقيين. في فترة من الفترات كان يعد قصة ودراسة عن ثورة 36 في فلسطين فأخذ يجتمع إلى ناس المخيمات ويستمع إلى ذكرياتهم عن تلك الحقبة، والتي سبقتها والتي تلتها، وقد أعد هذه الدراسة لكنها لم تنشر (نشرت في مجلة شؤون فلسطين) أما القصة فلم يكتب لها أن تكتمل بل اكتمل منها فصول نشرت بعض صورها في كتابه "عن الرجال والبنادق".
كانت لغسان عين الفنان النافذة وحسه الشفاف المرهف فقد كانت في ذهنه في الفترة الأخيرة فكرة مكتملة لقصة رائعة استوحاها من مشاهدته لأحد العمال وهو يكسر الصخر فى كاراج البناية التى يسكنها وكان ينوى تسميتها "الرجل والصخر".
غسان الرائد:
تجب وضع دراسة مفصلة عن حياة غسان الأدبية والسياسية والصحفية ولكننا في هذه العجالة نكتفي بإيراد أمثلة عن ريادته بذكر بعض المواقف في حياته وعتها الذاكرة: كان غسان أول من كتب عن حياة أبناء الخليج المتخلفة ووصف حياتهم وصفاً دقيقا مذهلا وذلك في قصته "موت سرير رقم 12"، ولا أستطيع أن أؤكد إذا كان سواه قد كتب عن ذلك من بعده.
فى أوائل ثورة الـ 58 بالعراق أيام حكم عبد الكريم قاسم زار غسان العراق ورأى بحسه الصادق انحراف النظام فعاد وكتب عن ذلك بتوقيع "أبو العز" مهاجما العراق فقامت قيامة الأنظمة المتحررة ضده إلى أن ظهر لهم انحراف الحكم فعلا فكانوا أول من هنأوه على ذلك مسجلين سبقه في كتاب خاص بذلك.
بعد أن استلم رئاسة تحرير جريدة "المحرر" اليومية استحدث صفحة للتعليقات السياسية الجادة وكانت على ما أذكر الصفحة الخامسة وكان يحررها هو وآخرون.ومنذ سنة تقريبا استحدثت إحدى كبريات الصحف اليومية فى بيروت صفحة مماثلة وكتب من كتب وأحدهم أستاذ صحافة فى الجامعة الأميركية كتبوا في تقريظ هذه الصفحة وساءني أن يجهل حتى المختصون بالصحافة أن غسان قام بهذه التجربة منذ سنوات.
لا أحد يجهل أن غسان كنفاني هو أول من كتب عن شعراء المقاومة ونشر لهم وتحدث عن أشعارهم وعن أزجالهم الشعبية فى الفترات الأولى لتعريف العالم العربي على شعر المقاومة، لم تخل مقالة كتبت عنهم من معلومات كتبها غسان وأصبحت محاضرته عنهم ومن ثم كتابه عن "شعراء الأرض المحتلة" مرجعا مقررا فى عدد من الجامعات وكذلك مرجعا للدارسين.
الدراسة الوحيدة الجادة عن الأدب الصهيونى كانت لغسان ونشرتها مؤسسة الأبحاث بعنوان "في الأدب الصهيوني". أشهر الصحافيين العرب يكتب الآن عن حالة اللا سلم واللا حرب ولو عدنا قليلا إلى الأشهر التى تلت حرب حزيران 67 وتابعنا تعليقات غسان السياسية فى تلك الفترة لوجدناه يتحدث عن حالة اللا سلم واللا حرب أى قبل سنوات من الاكتشاف الأخير الذى تحدثت عنه الصحافة العربية والأجنبية.
إننا نحتاج إلى وقت طويل قبل أن نستوعب الطاقات والمواهب التى كان يتمتع بها غسان كنفاني. هل نتحدث عن صداقاته ونقول أنه لم يكن له عدو شخصي ولا في أى وقت وأي ظرف أم نتحدث عن تواضعه وهو الرائد الذى لم يكن يهمه سوى الإخلاص لعمله وقضيته أم نتحدث عن تضحيته وعفة يده وهو الذى عرضت عليه الألوف والملايين ورفضها بينما كان يستدين العشرة ليرات من زملائه.ماذا نقول وقد خسرناه ونحن أشد ما نكون فى حاجة إليه، إلى إيمانه وإخلاصه واستمراره على مدى سنوات في الوقت الذى تساقط سواه كأوراق الخريف يأساً وقنوطا وقصر نفس.
كان غسان شعباً في رجل، كان قضية، كان وطناً، ولايمكن أن نستعيده إلا إذا استعدنا الوطن.
عمل فى الصحف والمجلات العربية التالية:
عضو في أسرة تحرير مجلة "الرأى" في دمشق.
عضو في أسرة تحرير مجلة "الحرية" فى بيروت
رئيس تحرير جريدة "المحرر" في بيروت.
رئيس تحرير "فلسطين" في جريدة المحرر.
رئيس تحرير ملحق "الأنوار" في بيروت.
صاحب ورئيس تحرير "الهدف" في بيروت.
كما كان غسان كنفاني فنانا مرهف الحس، صمم العديدمن ملصقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما رسم العديد من اللوحات.
من مؤلفات الشهيد:
قصص ومسرحيات:
موت سرير رقم 12.
أرضالبرتقال الحزين.
رجال في الشمس - قصة فيلم "المخدوعون".
الباب (مسرحية).
عالم ليس لنا.
ما تبقى لكم (قصة فيلم السكين).
عن الرجالوالبنادق.
أم سعد.
عائد إلي حيفا
بحوث أدبية:
أدبالمقاومة في فلسطين المحتلة.
الأدب العربي المقاوم في ظل الاحتلال.
فيالأدب الصهيوني
مؤلفات سياسية:
المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها.
مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات التي تعالج جوانب معينة من تاريخ النضالالفلسطيني وحركة التحرر الوطني العربية (سياسياً وفكرياً وتنظيميا).
إستشهد صباح يوم السبت 8/7/1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة كانت قد وضعت في سيارته تحت منزله مما أدي إلي استشهاده مع إبنة شقيقته لميس حسين نجم (17 سنة).
غسان كنفاني ألمع اسم فلسطيني في الرواية العربية، وإذا كان الموضوع الفلسطيني أسهم في ذلك فإن لموهبة غسان الفضل الأول. مضت عقود على استشهاد غسان ولا تزال رواياته حاضرة، ومن الواضح ان احداها <رجال في الشمس> معدودة ضمن أفضل الأعمال الروائية العربية في القرن الماضي. لم يكن غسان كنفاني أديبا وحسب، وان يكن موفور النتاج مشغوفا بالكتابة، فقد كان أيضا مناضلا وما كان في المستطاع الفصل بين الروائي والمناضل. الأرجح ان غسان كان كثيرا ما يناضل بأدبه، ورواياته في تسلسلها تترسم القضية الفلسطينية في أطوارها، وتتابع الحالة الفلسطينية في مراحلها كلها. إذا كانت <رجال في الشمس> هي رواية الشتات والخجل بالذات والعجز النفسي والروحي، فإن عملا ك<عن الرجال والبنادق> هو رواية المقاومة والانتفاضة. تاريخ <عن الرجال والبنادق> ذو دلالة. فقد وقع غسان كنفاني مدخله الى الرواية في كانون الأول ,1968 أي بعد سنة على هزيمة حزيران المدوية .1967 هذه الهزيمة التي جعلت العالم العربي كله يتيما ووضعته أمام سؤال مصيري، هذه الهزيمة جعلت السياسة والنضال قدرا لا بد منه. غسان كنفاني لم يغب بالطبع عن هذه الدعوة وانخرط في نضال افضى به الى الموت. <عن الرجال والبنادق> هي كاسمها رواية تحريض سياسي. رواية استذكار للماضي الفلسطيني البطولي على طريق ايجاد ذاكرة حية للمقاومة، كما هي رواية الفدائيين الفلسطينيين يومذاك. إذا كانت <عن الرجال والبنادق> رواية تحريض فذلك لا يعني انها روايات هتاف وشعارات وخطابة سياسية. موهبة غسان كنفاني الأكيدة ما كانت لتقبل بتحويل الأدب الى منشور سياسي. إن موهبة كنفاني، سلاسته ولغته الشاعرية والبسيطة في آن، جملته الهمنغوايية، ولعه بالتفاصيل والملاحظات اللماحة، كل هذا يتجلى في <عن الرجال والبنادق>. هكذا نعثر على رواية ماتعة وعلى رسالة سياسية تصل بسلاسة ولطف وبدون تعسف او فرض. <عن الرجال والبنادق> ليست أشهر روايات كنفاني، بل هي الآن شبه منسية، سلسلة <الكتاب للجميع> بإعادة نشرها تسدي خدمة الى الأدب الفلسطيني، والى أدب غسان كنفاني نفسه، إذ تساهم في ترتيب ذاكرة هذا الأدب واحياء تاريخه.
يتبع ...
المشتاق إلى الجنة وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 809 العمر : 36 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 30994 التميّز : 9
موضوع: رد: ذكرى إستشهاد المبدع الكبير غسان كنفانى الخميس 08 يوليو 2010, 18:05
رحمه الله تعالى
زائر زائر
موضوع: رد: ذكرى إستشهاد المبدع الكبير غسان كنفانى الخميس 08 يوليو 2010, 20:50
في ذكرى استشهاد رفيقي غسان كنفاني/ الحاج لطفي الياسيني * * * تحية [مُعبقة] بحب الوطن لم يمت الأديب والفنان والرسام والصحفي والمناضل الشهيد غسان كنفاني ,, تمر هذه الذكرى مرور الكرام فقد كانت صورة غسان كنفاني مرتسمه على جُدران الوطن وأزقة الطرقات ومغموسه في أعماق أبناء الوطن ,, غسان الانسان ورث لنا وللقضيه الكثير وعلمنا الكثير ..من أن القضيه هي الانسان ولا تمت قبل ان تكون نداً الى أن المقاومه لا تكون بالبندقيه فقط بل بالريشه والقلم ،، لن ننساك يا غسان فكل شرفاء الوطن يرتشفون فكرك وأنفاس حروفك رحمك الله ورحم الله لميس تلك الطفله البريئه التي لم تتذوق من طفولتها الا مرارة الموت المفاجئ ,, ألف تحية ووردة وبندقيه لكل شهدائنا الابرار رحمهم الله جميعاً وكل الشكر لكم جميعاً *
لم يرحل ابدا كنفاني مازال يعيش بوجداني يتحدى زمرة زعران ما زال بذات الايمان منتصب القامة عدناني ذكراك اليوم تعاودني عادت تتربع اغصاني وانا اشتاق لاطياني حيفا والمرج الكنعاني تسري بدمي في شرياني قد عدت اجدد اعلاني ساعود لارضي وكياني وطني منقوش بجناني من قبل العهد الروماني حيفا ميلادي.. كوشاني من قبل الغزو الشيطان فانا اتحدى.... سجاني ان يطأ حذائي سنداني فانا... قبطان الشطان يعرفني عود الريحان والند... يعطر قفطاني من قبل علوج استيطان باق ببلادي.. عنواني يعرفني.. كل السكان فانا قروي.. ايماني يتوسد.. تربة اوطاني ----------------------
في يوم رحيلك يا غسان ليس لنا ألا نتذكرك فنعاهدك على الاستمرار في مسيرة العطاء والوفاء لدماء الشهداء وللأرض التي سوف تلفظ الصهاينة كما لفظ بحر صيدا و غزة الغزاة...!
في يوم رحيلك نجدد قراءة أعمالك ونعيد مطالعة كتاباتك كي نتأكد من أننا لازلنا نحفظ أحلامك أحلامنا ولا زلنا نبني المواقف على أسس سليمة وبرؤى واضحة وتفكير دقيق يميز ما بين العدو والصديق..!
رثاء الشاعر سميح القاسم للشهيد غسان كنفاني:
لن تصبر الأرض إلاّ خلال شرايينك
:"عن الفلسطيني التائه الذي ما زال اسمه غسان كنفاني"
تطاردني في الليل أوجه اخوتي
وتسقط في وجهي، من الريح، جثتي
فأصرخ مرعوباً ويهلع قاتلي
وتحترق أشجار المقابر صرختي
هنا الموت، يا تفاحة الموت أمطري
ثمارك في أرض جحيم وجنة
يطاردني القتلى. فأية عيشة
أعيد إلى القتلى. بأية ميتة
وبين نساء الدوالي وبين كنوز الرمال وبين الهجير وريح الشمال
تعاطيت حبك وحدك أنت
وأذكر حتى أدق التفاصيل، رائحة المطبخ،
الساحة، النبعة، الكتب المدرسية
واذكر (لا أتصور ) صرخة رعبك والطعنة البربرية
ويا مشجباً لجلود القرابين والخوذ الأجنبية
سلاماً على وجهك الطيب الحلو،
أذكر يوم صحوت على الانهيار
وبددني الموت، بددني في جميع الأمم
جريحاً، يدثرني في زاويا المحطات ثوبي المميز، ثوبي الكفن
أبكي وأقرع باب الشعوب وباب الزمن
لأنك أمي حملت العذاب قرنفلة،
صادروا معطفي فغرزت قرنفلتي في مسامي،
وبعد فصول بلا مطر، أبرقت، أرعدت أمطرت
(لم يكن فجأة)
وأنتشي جسدي بأريج التراب المبلل، والدم،
صرت قرنفلة للعذاب!
ويوم قتلت اكتشفت حدودي ومستقبلي وصرا طي
ويوم قتلت عرفت إلى أي حد أحبك
لا بأس يا امرأة الدم والياسمين
سينبجس النبع رغم ركام الأكاذيب،
رغم هواة التواقيع،
رغم ازدحام الحكومات حول ضريحي لتوقيع أسمائها في
وداعه،
(كما يقضي الإتيكيت)
إذن، جثتي دفتر لهواة التواقيع؟
هذا ضميرك يا عالم الموت، تعترف الآن أو تنكر الآن،
موتي سحابة صيف تقشع عما قريب
وتفشي الطحالب أسرار نبعي الذي ردمته
الأساطير التكنولوجيا..
ولا بأس يا امرأة الدم والياسمين
يميناً (وأنت اليمين)
لأنك أمي التي هي من نسل صلبي
سأكرر باسمك، في كل بيت وفي كل مقهى، وفي كل ساحة
لأنك وجهي وتفاحتي وكتابي وشعبي
سأحفر جسمك في الشمس،
لن تصبر الأرض إلاّ خلال شرايينك النازفة
ووجهي عبادة الشمس. يا شمس عيني
ويا شمس روحي وعقلي وقلبي
و أمي التي هي من نسل صلبي
ووجهي. وتفاحاتي. وكتابي. وشعبي
أبشر قاتلي بالموت قتلاً
وأنقض جسمه ليلاً فليلاً
أنا الحكم الذي لا بد منه
أجوب رحاب وادي الموت عدلاً
إذا نهب اللصوص حليّ أمي
فقد نهبوا البريق المضمحلاً
سأجدل جثتي حبل المنايا
لأملأ سلتي عنباً ودفلى..!
واليكم ما قاله محمود درويش في غسان:
كان الفلسطيني الوحيد الذي أعطى الجواب القاطع الساطع، وكانت الشهادة شهادة، وكأنه أحد النادرين الذين أعطوا الحبر زخم الدم، وفي وسعنا أن نقول أن غسان قد نقل الحبر إلى مرتبة الشرف وأعطاه قيمة الدم، كان غسان كنفاني يعرف لماذا يكتب ولمن يكتب ولكنه كان يعرف أيضا أن قيمة هاتين المسألتين مشروطة لإنتاج الفن بإتقان تطبيق المسألة الأخرى كيف يكتب..!
يتبع ...
زائر زائر
موضوع: رد: ذكرى إستشهاد المبدع الكبير غسان كنفانى الخميس 08 يوليو 2010, 21:53
من أقوال الشهيد غسان:
لا تمت قبل أن تكون ندا..!
إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت..إنها قضية الباقين..!
إن الموت السلبي للمقهورين و المظلومين مجرد انتحار و هروب و خيبة و فشل...!
الثورة وحدها هي المؤهلة لاستقطاب الموت..الثورة وحدها هي التي توجه الموت..و تستخدمه لتشق سبل الحياة...!
لنزرعهم شهدائنا في رحم هذا التراب المثخن بالنزيف..فدائما يوجد في الأرض متسعا لشهيد آخر..!
إن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق و تافه لغياب السلاح..و إنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه..!
لك شيء في هذا العالم..فقم..!
أنا أحكي عن الحرية التي لا مقابل لها..الحرية التي هي نفسها المقابل...!
لا أرتد حتى أزرع في الأرض جنتي..أو أقتلع من السماء جنتها..أو أموت أو نموت معا...!
هذا العالم يسحق العدل بحقارة كل يوم...!
إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية
إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية..فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغير القضية...!
الغزلان تحب أن تموت عند أهلها..الصقور لا يهمها أين تموت..!
جاعوا, وأخذت السماء تزخ, حيث يسقى فولاذ الرشاشات تضحى
له رائحة الخبز..!
ليس المهم أن يموت أحدنا..المهم أن تستمروا...!
هذه المرأة تلد الأولاد فيصيروا فدائيين..هي تخلف و فلسطين تأخذ..!
في صفاء رؤيا الجماهير تكون الثورة جزءا لا ينفصم عن الخبز و الماء و أكف الكدح و نبض القلب...!
إن ضرب السجين هو تعبير مغرور عن الخوف..!
إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة..؟
سيظل مغروسا هنا ينبض وحده في العراء..إلى أن يموت واقفا..!
و أورثني يقيني بوحدتي المطلقة مزيدا من رغبتي في الدفاع عن حياتي دفاعا وحشيا
أيمكن أن يكون القدر مرتبا على هذه الصورة الرهيبة..يا إلهي..أيمكن؟
إن حياتي و موتك يلتحمان بصورة لا تستطيع أنت و لا أستطيع أنا فكهما..ورغم ذلك فلا يعرف أحد كيف يجري الحساب ها هنا..!
لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟
لم أعد أشك في أن الله الذي عرفناه في فلسطين قد خرج منها هو الآخر..و أنه لاجئ في حيث لا أدري..؟
فإذا بالجميع يصرخوا دفعة واحدة" أية حياة هذه..الموت أفضل منها" و لأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيرا..فلابد أن يفكروا بأمر آخر..!
إن الانتصار هو أن تتوقع كل شيء..و ألا تجعل عدوك يتوقع..!
إنها الثورة! هكذا يقولون جميعا..و أنت لا تستطيع أن تعرف معنى ذلك إلا إذا كنت تعلق على كتفك بندقية تستطيع أن تطلق..فإلى متى تنتظر؟
بالدم نكتب لفلسطين...!
فعلا,لقد كان غسان شعبا في رجل,كان قضية,كان وطنا,ولا يمكن ان نستعيده الا اذا استعدنا الوطن..!
بعض من لوحات فنية بريشة غسان
******
وهذه لوحة نادرة رسمها الشهيد غسان كنفاني
على بطاقة معايدة لابن أخيه في العام 1962 *
عن مؤسسة فلسطين للثقافة
...
كلها جميلة ومعبرة واجملها في ناظري وقلبي وروحي
فلسطين
اسما وصورة رسما وواقعا وحلما ويقينا جرحا وفرحا
شهيدا وعابدا وشيخا جليلا وعروسا بحزامها الناسف خنسائية الفداء وطفلا بيمينه حجر رجما للشياطين الغزاة وعلى كتفه حقيبة مدرسته وكراس يرسم عليه وطنا في المنفى وهو يسير على أرضه ويتنفس شذاه
. .
تلك فلسطين تنجب الجمال والفداء والادب والفكر الذي يعيش رغم كل الموت وينتشر رغم كل الحصار والقمع والعدوان يصطادون طيورها على ألوانها وأطيافها واحجامها المختلفة العازفة النازفة العاصفة كتابا وقصيدة واغنية في كل مدينة وان في المهاجر واقبية الملاجيء ويعودون كعصافير مهاجرة مع مواسم الربيع وينبتون كسنابل في مروج وبيادر الاجداد كشجر زيتون / برتقال كزعتر بري واقحوان وبنفسج وياسمين يسيج حدائق الروح ويتلو القرآن على شاهد قبر كل صباح وحين ينسكب المساء هدوءا وظلاما يحرسه بدر يبزغ من بعيد يحمل اسم الشهيد
الى الذي لن نستعيده, الا اذا استعدنا الوطن..الى غسان كنفاني..! الى الرفيق فى الفكر والسلاح والأدب وفى القضية والهدف إعذرنى أيها الرفيق فمهما قلنا عنك وكتبنا لن نصل الى نبلك ولن نستطيع بمكان أن نوصف مدى عبقريتك وسموك وفنك وجمال أدبك وفكرك وروحك أيها المناضل والفنان الأديب والمفكر المقاوم والشهيد
ستبقى روحك العبقة فينا ما حيينا وستبقى معنا لأنك لم تمت فينا
إذا وقف الإنسان والزمان ضدي فأنا فلسطيني أعشق التحدي