ومن رأى أنّ حاكماً أو مسلطاً قطع يمينه وبانت منه فإنّه يحلف بالله عنده بيمين كاذبة وأما اليد اليسرى إذا قطعها حاكم أو غيره وبانت منه فهو موت أخ أو أخت أو انقطاع ما بينه وبينهم.
أو بينه وبين أخ مؤاخ غير ذي رحم.
أو انقطاع شرِيك أو امرأة.
وإذا رأى يده قصرت عما يريد من العمل بها والبطش أو يبست فإن تأويلها في ذات اليد والمقدرة لا ينال ما يريد ويخذله من يستعين به.
ولو رأى في يده فضل قوة وانبساط في بطش فإنَّ تأويله في ذات يده ومقدرته على ما يريد ومعونة من يستعين به وفيها وجه آخر أنَّ طولها وقصرها وقوتها وضعفها هو صنيعة من صنائع صاحبها إلى من تصير إليه اليد ويد من الأيادي الحسنة عنده كقول أبي بكر وسعيد بن المسيب وكانا يأخذان في عبارة الرؤيا بالأسماء ومعانيها ويتأولون على ذلك الرؤيا.
فلو رأى أنّ يده ضعفت أو فتحت أو يبست أو نتنت ريحها: دون غيرها من الجوارح فإنَّ ذلك فساد صنيعة من صنائع صاحبها إلى ما صارت إليه أو ترك إتمامها عنده أو ضعف عن اقتداره عليه.
فإن رأى أنّ يده تحولت يد نبي من الأنبياء أو بعض الصالحين فانظر كيف كان حال ذلك النبي أو ذلك الصالح فيمن هدى الله على أيديهم من الضلالة أو نجا به من الهلكة وكيف كان قدره في قومه وما لقي منهم من الأذى وكيف كان عاقبة أمرهم وأمره فكذلك يهدي الله قوماً على يد صاحب الرؤيا وهي اليد التي وصفت وبها ينجي الله قوماً من ضلالة إلى هدى وما يلقى في ذلك من الأذى شبيه بما لقي ذلك النبي في الله فتكون حاله وصنائعه في عاقبتها كنحو صنائع ذلك النبي وهذه رؤيا شريفة لا يكاد يراها إلا أهل الفضائل والتقى.
ومن رأى مثل هذه الرؤيا بعينها من غير أهل الفضائل والتقى والقدرة وما وصفت منها فهي محال لا تقبلها وأعرض عنها.
وأما الأظافير: فقدرة الإنسان في دنياه.
فمن طالت أظفاره وكان جندياً لبس سلاحه لأمر يعرض له.
وإن كان صانعاً كالنجار والحداد كثر عمله ودانت له صناعته.
وإن كان صاحب بضائع وغلات كثرت أرباحه وفوائده.
وكل ذلك ما لم تطل فإن خرجت عن الحد فرط في أمره وطلبه وكان كل ما يناله ضرراً عليه.
وأما من قص أظفاره فإن كان عليه دين أو زكاة أو كانت عنده وديعة أو عليه نذر وفى وأدّى وقضى ما عليه وعنده.
وإن لم يكن شيء من ذلك تحرى في كسبه وتورع في أخذه وإعطائه.
وقصه من الفطرة والسنة.
وإن كان جندياً أو من دعي إلى حرب ومكره ترك سلاحه وفك يده.
وإن لم يكن في ذلك شيء من تحفظ في وضوئه واستن في عمله وقومه وفي جميع أهل بيته وفي آدابهم وعلمهم أو في صبيانه إن كان مؤدباً مع ما يفيده منهم إذ جميع ذلك أظفاره.
وأما من عادت أظفاره مخالب أو براثن فإنه يظفر في حربه ويعلو على خصمه ويقهره ويقتدر على مطلوبه.
وكل ذلك لا خير فيه في السنة.
وكذلك كل من انتقلت جوارحه إلى جوارح الحيوان إذا كان ذلك الحيوان ظالماً آكلاً للخبيث فلا خير فيه.
وأما الصدر واتساعه: فيدله على العلم والحلم وصلاح الحال.
وسعة القلب والصدر وضيقهما دال على ضد ذلك.
وربما دل صدره على صندوقه وعلبته وكيسه وكل ما يوعى فيه خير متاعه وأنفس ماله لأنّ القلب فيه والقلب محل سر كل عقد وقيل أنّ ضيق الصدر يدل على البخل وسعته تدل على السخاء.
والثديان: البنات.
فما حدث فيها ففي البنات من صلاح أو فساد.
واليمين هو البنين واليسار البنات ولبنهما دال على الولد لأنّه غذاؤه وحياته.
وربما دل على الرزق والخصب لأنّه من علاماته وآياته على قدر كثرته وطيبه.
فإن رضع منه أحد فلا خير فيه للراضع والمرضع لأنّه يدل على الذلة والسجن والحزن لما نال موسى وأمه من قبل التابوت وبعده.
وأما البطن: من ظاهر ومن باطن فمال أو ولد أو قرابة من عشيرته.
فإن رأى بأنّه طاوي البطن ولم ينتقص من خلقه شيء فإنّه يقل ماله أو ولده إذا كان خلاؤه من غير جوع.
وإذا رأى أنّه جائع فإنه يكون حريصاً نهماً ويصيب مالاً بقدر مبلغ الجوع منه وقوته.
والشبع ملالة له والعطش سوء حال في دينه والري صلاح في دينه.
ويدل البطن أيضاً على مخزن الإنسان وموضع غلاته لاجتماع طعامه فيه وتصرفه منه في المصالح والنفقات.
وربما كان بطنه داره أو بيته ودوارته زوجته وكبده ولده وقلبه والده ورئته خادمه وابنته وكرشه كيسه أو حانوته أو مخزنه والحلقوم حياته وعصبه وعصبته.
وربما دل قلبه: على أميره وأستاذه ومدبر أمره.
وربما كان قلبه هو نفسه المدبر على أهله القائم بصلاح بيته.
وربما دل على ولده.
فمن رأى قلبه يخطف من بطنه أو خرج من حلقه أو خرج من دبره فأكلته دابة أو التقفه طائر هلك إن كان مريضاً من يدل القلب عليه وإلا طار قلبه خوفاً ووجلاً من الله تعالى أو من طارق يطرقه.
وقد يذهب عقله أو يفسد دينه لأنّ القلب محل الاعتقادات.
وأما من رأى قلبه مسوداً أو ضيقاً لطيفاً جداً أو مغشى بغشاء أو محجوباً لا يرى أو مربوطاً عليه ثوب فإنَّ صاحبه كافر أو مذنب قد طبع على قلبه وحجب عن طاعة ربه وعمي عما يهتدى به وتراكم الران على قلبه.
وربما كان بطنه سفينة وقلبه رأسها ومصارينه خدمها ورئته قلعها وحلقومه صارتها وكرشه أنكاتها وأضلاعه حيطانها ولحمه ألواحها وجلده مشاقها وقارها.
فمن رأى بطنه متخرقاً متمزقاً وقد سالت أمعاؤه وتفرقت أحشاؤه وتبددت أضلاعه عطبت سفينته.
.
وقد يدل بطن من لا سفينة له على حانوته التي إليها يأتي الربح ومنها تخرج النفقة والخسارة.
ومعدته كيسه وحشو بضائعه وقد يدل حشو بطنه على أمواله المدفونة ومنه يقال الكنوز أكباد الأرض.
وتدل الأضلاع: على النساء من أهله لاعوجاجهن ولأنَّ حواء خلقت من ضلع آدم اليسرى.
وقد تدل على حجارة بيته وداره ولحمه طينها أو كلسها وجلده ظهرها ودمه الماء المعجون به ترابها وعظمه عقودها.
فمن رأى بيته أو داره مهدومة وهو مريض بالبطن هلك بها.
وإن عاد في المنام إلى بنائها وإصلاحهما وأفاق من علته إن كان قد كملت له في منامه وإلا بقي من أيام مرضه مقدار ما بقي عليه من عمله وبقائه.
لكن الصحة راجعة إلى اسمه والدم جار في عروقه.
وربما دلت أضلاعه على دوابه ولحمه على بضائع وسلع يحملها فوقها وجلده على جلابيبها لمن كان ذلك شأنّه.
فما أصابه في ضلع من أضلاعه من كسر دل ذلك على موت دابة من دوابه.
وإن سلخ شيء من جلده انشق حمله أو رزقه أو فتح سفطه أو قفصه بغير إذنه فتفقد اليقظة وما فيها واقدار الناس وزيادة المنام في ذلك.
والكتف امرأة وما حدث فإن رأى أمعاءه أو شيئاً مما في جوفه: فإنّه يظهر ماله المدخور عنده أو من أهل بيته من يسود ويبلغ أو هو نفسه فإن رأى أنّه يأكل أمعاءه أو شيئاً مما في جوف غيره فهو يصيب من ذلك مالاً مدخوراً ويأكله إن كان ذلك من ولد أو أخ أو غير ذلك من الناس.
فإن رأى أنّه يأكل كبد إنسان أو أصابها.
فهو يصيب مالاً مدفوناً يأكله.
فإن كانت أكباداً كثيرة مطبوخة أو مشوية أو نيئة فهي كنوز تفتح له ويصيبها.
وأما الدماغ: فدال على مال صاحبه المكنوز المجنون فإن كان فقيراً فدماغه دال على حياته.
فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو حادثة عاد على ما يدل عليه وقد يدل على الدين واعتقاد القلب وعلى السر المكنون.
فإن رأى في بطنه دوداً يأكل من بطنه فإنّهم عياله يأكلون من ماله.
والقمل عيال الرجل فإن رأى أنّه يتناثر من جسده أو من بعض أعضائه القمل أو الدود ورأى أنهما كثيراً على جسده أو ثيابه أو أحدهما فإنَّ صاحب ذلك يصيب مالاً وحشماً وعيالاً.
والصلب: والوتين قوته ومهجة نفسه ووقار لموضع ولده فإن رأى أنّه آدر وهو القليط فإنّه يصيب مالاً لا يؤمن عليه أعداؤه.
والباقلا والعدس والحمص والجزر والبصل والثوم والقثاء والشلحم والخردل واللفت كل ذلك هم وحزن لمن أكله أو أصابه.
وكذلك من أكل فلفلاً أو زنجبيلاً أو دار صيني أو شيئاً حريفاً فإنّه يغتاظ.
وبصر الإنسان: يدل على بصيرته ودينه وعلمه وحكومته.
فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو فساد أو عمى عاد ذلك على بصيرته.
ويدل العمى على الجهل والعمى عن الحجة.
وقد يدل على الحصار والسجن فيحجب بصره عما ينظر إليه من الدنيا وما فيها.
وأما العين: في ذاتها فدالة على كل ما تقر به عينه من مال عين أو ولد أو أخ أو والد أو أمير أو قائد فما نزل بها في جسمها أو فقدت من مكانها أو رميت به من السهام والطوارق فإنّها حوادث تنزل بمن تدل عليه ممن وصفناه فاليمنى تدل على الذكر الكبير والأشراف واليسرى على الأدنى وكذلك كل ما كان في ناحية اليمين والشمال من الجوارح لفضل اليمين على الشمال.
والحاجبان: يدلان على حفظ من تدل عليه اليمين كالحاجب والولي والصبي والوالد والزوج وصاحب المال.
وأما الأنف: فيدل على عز صاحبه أو ذله وعلى جميع من يتجمل به ويتباهى لأنّ الكبر مضاف إليه فيقال شمخ بأنفه ويقال في الذلة رغم أنفه.
وربما دل على الولد والوالد وعلى ذكر من تدل الرأس عليه وفرجه لأنّه يمتد بالمخاط من الناس وهي كالنطفة وبه شبه في المثل فيقال مخطة أبيه إذا أشبهه وأصل ذلك أنّ نوحاً عليه السلام استكثر الفأر فعطس الأسد فسقط من منخره سنوران أي قطان فالذكر من اليمين والأنثى من الشمال.
فمن قطع أنفه نظرت في حاله فإن كان مريضاً مات وإلا هلك من يدل الأنف عليه من أهله إن كان مريضاً وإن لم يكن مريضاً نزلت به نازلة يكون فيها مثله وفضيحة إما فقر أو تعب أو هجر أو حلق لحية أو عانة.
وأما الشفتان: فيدلان على الحافظين لكل ما يدل الفم عليه كأبويه وفردتي بابه وطاقات كيسه وحافتي البئر وشفري القبر والفرج.
وأما الخضاب: فدال على إخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن عيون الناس.
وربما دل على التصنع والرياء إذا خضب بخلاف خضاب المسلمين فإن علق الخضاب ستر عليه وإن لم يعلق انكشف حاله.
وما ذكرنا في خضاب اللحية.
وأما خضاب اليدين والرجلين فإنّه يزِين بنيه وعبيده وأمواله بما لا يليق به كلبس الحرير والذهب للولدين.
وإن كان فقيراً فلعله ممن يعطل وضوءه ويترك صلاته وهو للنساء سروراً ولباس حسن وفرح لأنّه من زينتهن في الأفراح.
وأما عظام الإنسان: فدالة على أمواله التي بها قوامه وعليها عماده كالدواب والعبيد والبقر والإبل والغنم والرباع والشجر وكل ما يشتغل به.
ومخ العظم ماله المخزون ورقبة العبد والدابة والدار.
وربما دل المخ على المال المدفون وربما دل على الولد وولد الولد.
وقد تدل العظام لمن ليس له مال على الدين والفرائض التي بها قوامه وعليها عماده وهي أعظم أموره عنده خطراً وصحة أعماله في السر.
فمن قويت عظامه وزاد صحة حسن عنده ما يدل ذلك عليه على قدره وزيادة منامه.
وأما لحم الإنسان: فدال على المال المستفاد كالربح والغلة لأنّه بالقوت يكثر ويقل.
والعظام رأس المال فمن زاد لحمه كثرت غلاته وأرباحه وفوائده ونفقت صنعته وكثر خصبه.
ومن قل لحمه فعلى ضد ذلك.
ولحم عمال الله تعالى.
وأهل الزهد قوافلهم وتطوعاتهم فمن رأى لحمه منهم كثر زاد عمله وامتلأت صحيفته ومن قل لحمه منهم نقص دينه وقل عمله إلا أن يكون مع زيادته شاهد آخر يؤذن بالميل إلى الدنيا ومع الهزال دليل على التخلي عنها والانقطاع فذلك هو الأولى بها.
وعظام أهل الآخرة فروضهم.
وأما العصب: فإنّه مؤلف أمره في دينه ودنياه وهو دال على الورع والإشهاد في البياعات والعقود والعهود وأسباب الرزق والعصبة من أهل البيت.
فما دخل على شيء من ذلك من نقص أو زيادة عاد تأويله على من يدل عليه بزيادة الرؤيا وشاهد اليقظة.
وأما جلد الإنسان: فدال على كل من يتوقى به ويتحصن به من الأسواء كالسلطان والوالد والزوج والسيد والعالم والدين والثوب والدرع والدار والبيت والمال ونعمة الله وستره فمن أصيب فيه بشيء عاد ذلك على من يدل عليه.
وجلود سائر الحيوان سوى الإنسان أموال وترك لأنّها تبقى من بعد صاحبها.
وأما الذكر: فدال على جميع ما يذكر به الإنسان من علم أو سلطان من خير أو شر فإن لم يلق ذلك به كانت امرأته عليلة أو ناشزاً فكيف إن كانت هي التي رأت ذلك لزوجها فإنّه يفارقها بموت أو حياة إلا أن تكون ممن تعذر الولد عليها وهو يطلب ذلك منها فإنّه لا يراه منها أبداً.
فإن لم يكن هناك زوجة وكان صاحب عيون وسواق وسقي انقطع عنه المجرى وانكسرت ساقيته أو انقطع دلوه أو سقط في البئر.
فكيف إن كان في المنام ينكح امرأة فانقطع ذكره في فرجها.
إلا أن تكون زوجته المنكوحة في المنام وليس له ساقية ولا جنان وكانت زوجته فإن كان في بطنها جنين هلك أو خرج ميتاً أو حملت بما لا يحيا.
فإن كانت ممن لا حمل بها وكان للرجل مال في سفر أو تجارة ذهب أو خسر فيه.
وإن كان فقيراً ذهب جاهه في السؤال وابتغاء المعاش وإلا سقط دلوه في البئر أو جرته أو سقط له فيها ولد أو هرة أو فرخ أو جرو أو شيء من متاعه أو نقص على قدر حيوانه حاله وزيادة منامه وتوفيق عابره.
وجميع ما يخرج من الذكر دال على المال والولد وعلى النكاح ويستدل على البول بالمكان الذي بال فيه.
فإن بال في بحر خرج منه مال إلى سلطان أو جاب أو عاشر أو ماكس والنورة تجري مجرى البول في هذا الباب وكذلك المني والمذي والودي.
وإن بال في حمام تزوج إن كان عزباً وإلا قضى مالاً لامرأة أو جاد به عليها.
وإن بال في جرة أو قربة أو إناء من الأواني فإنّه ينكح إن كان عزباً أو تحمل زوجته إن كان متزوجاً أو يدفع إليها مالاً إن كانت تطلبه.
والمني يشترك مع البول في هذا الباب.
وقد يستدل على فساد ما يدلان عليه من وطء في دم أو دبر أو بعد حنث أو في زنا أو نحو ذلك بالأماكن التي يبول فيها النائم وبصفات البول وتغيره كالذي يبول دماً أو يبول في يده أو في طعام ونحو ذلك.
وأما النعل: فهي ضروب فأما نعال السفر فمن لبسها سافر أو سافر من يشركه في الرؤيا أو سافر له مال وذلك إذا مشى فيها في المنام.
وأما إن لبسها وكان قد أمل سفراً فقد يتم وقد لا يتم إذا لم يمش فيها فإذا انقطع شراكها أو خلعها أقام عن سفره وعقل عن طريقه.
وإن كانت من نعال الماء فإنّها زوجة أو أمة يستفيدها أو يطؤها.
وأما نعال الطائف أو ما يتصرف به التجار في الأسواق فدالة على الأموال والاكتساب والمعاش.
وقد تدل على الزوجة أيضاً إذا مشى بها في خلال الدور أو اشتراها أو أهديت إليه.
فإن كانت جديدة فبكر أو حرة أو جارية وإن كانت قديمة ملبوسة فثيب.
فإن انقطع شسعها تعطلت معيشته أو كسدت صناعته أو عاقه دونها عائق وإن كانت زوجته نشزت عليه وظهرت خيانتها له.
وإن انقطع خلخالها وكانت مريضة هلكت أو ناشزاً طلقت إلا أن يعالج في المنام إصلاحه أو يوعد بذلك أو يستقر ذلك في نفسه فإنّها تبرأ بعد إياس ويراجعها بعد طلاق.
فإن رأى أنّه لبس نعلاً محذوة فمشى فيها في طريق قاصد فإنّه يسافر سفراً.
فإن لبسِ نعلاً ولم يمش فيها فإنّه يصيب امرأة يطؤها أو جارية.
وكذلك لو رأى أنّه أعطي نعلاً في يده فأخذها أو ملكها أو أحرزها عنده في بيت أو وعاء فإنّه يحوز امرأة على ما وصفت.
فإن كانت النعل غير محذوة فإنّه يصيب امرأة أو جارية عذراء وكذلك لو كانت محذوة ولم تلبس.
فإن كانت النعل من جلود البقر كانت المرأة أعجمية الأصل.
وإن كانت من جلود الخيل كانت من العرب أو من موالي العرب.
وكذلك لو كانت من جلود الإبل.
فإن رأى أنّه مشى في نعلين انخلعت إحداهما عن رجله ومضى بالأخرى فإنَّ ذلك فراق أخ له أخت أو شريك عن ظهر سفر لأنّه حين مشى فيها صار في التأويل سفراً حين انخلعت إحداهما فارق أخاه على ظهر سفر.
وإن لم يكن أخ ولا نظير ورأى نعله ضاعت أو وقعت في بئر أو غلبه أحد عليها كان ذلك حدثاً في امرأته.
فإن أصاب النعل بعد ذلك صحيحة فإنَّ امرأته تمرض ثم تصح أو تكون المرأة قد هجرته أو اعتزلته أو ما يعرض للنساء من نحو ذلك ثم ولو رأى أنّ النعل سرقت منه ولبسها غيره ثم ردت عليه بذلك أو لم يعلم فإنَّ ذلك لا خير فيه لصاحبه لأنّه يغتال في امرأته أو جاريته التي يطؤها.
فإن رأى أنّ النعل انتزعت انتزاعاً أو احترقت حتى لم يبق منها عنده شيء أو ما يشبه ذلك فإنّها موت امرأته أو جاريته.
فإن رأى أنّه رقع نعله فإنّه يدبر حال امرأته أو يجامعها.
فإن رقعها غيره فلا خير فيه في عورات النساء.
وإن كانت من النعال التي تنسب إلى السفر فإنَّ ذلك السفر لا يتم.
فإن رأى نعله من غير جلود النعال مما يستبشع مثلها أو ينسب في التأويل إلى غير ما هو للنعل بأهل فتنسب المرأة التي يطؤها إلى جوهر تلك النعل من صلاح أو فساد.
وإن كانت من النعال التي تنسب إلى سفر فأنسب ذلك السفر إلى جوهر تلك النعل إن خيراً وإن شراً كما وصفت.
ولو رأى شراكها التي يمسكها بالياً أو متقطعاً ضعيفاً.
فإنَّ حالة صاحبها في سفره ذلك أو في امرأة يطؤها على قدر جوهر الشراك وجماله وقوته وهيئته.
وكذلك التكة في السراويل: إذا كانت جديدة قوية كان سبب ما ينسب السراويل إليه في التأويل وثيقاً محكماً.
وإن كانت التكة بالية متقطعة كان ذلك السبب ضعيفاً موهناً.
وكذلك لبنة القميص: إذا كانت صحيحة جديده بأزرارها كان صاحبها لذلك مجتمع الشأن حسن الحال.
وإن كانت اللبنة بالية متقطعة أو رأى أنّها سقطت عن قميصه فإنِّه يتفرق على صاحب القميص شأنّه وأمره لأنّ جيب القميص شأنّه وأمره.
وأما الخف: إذا رآه في رجله فإن كان معه شيء من السلاح أو موفى به مكروهاً مما يطأ عليه من دواب الأرض أو الهرم أو وحل أو شوك أو ما يشبه ذلك من المكاره فإنَّ الخف حينئذٍ من السلاح وقاية لصاحبه.
وكن من المكاره.
فإن لم يكن مع الخف شيء من السلاح ولا من المكاره فإنَّ الخف هم يصيب صاحبه.
وما طال منه وضاق في رجله فهو أشد وأقوى في الهم.
ومن رأى عليه ثياباً جدداً فهو صلاح حاله.
واللؤلؤ المنظوم: كلام البر والعلم والقرآن.
وإذا كان منثوراً فإنّه ولد غلام أو أنثى أو وصيف أو وصيفة حتى يصير كاللؤلؤة المكنونة كما قال الله تعالى وهي المخزونة ويكون في الرؤيا ما يدل على امرأة أو جارية جميلة إذا كان اللؤلؤ قدراً لا يستبشع وإذا جاوز القدر حتى يكال أو يحمل بالأوقار فهو كنوز وأموال كثيرة.
فإن رأى أنّه أعطي ياقوتة حمراء أو خضراء فإنّه يصيب امرأة أو جارية حسناء.
وإن كانت امرأة حبلى ولدت جارية حسناء.
وإن كانت الياقوتة مسروقة أو فيها خيانة فإنَّ تلك المرأة أو الجارية تحرم عليه.
وإن كانت عارية عنده فإنَّ المرأة التي يصيبها لا تلبت أن تموت قبله.
وما كثر من الياقوت: حتى يجاوز الحد فهو أموال مكروهة في الدين لجوهر اسم حجر الياقوت.
والخرز: خدم أو مال.
ومن رأى أنّه أعطي خاتماً فتختم به فإنّه يملك شيئاً لم يكن يملكه وقد يكون ما يملك من ذلك سلطاناً أو مملوكاً أو دابة أو أرضاً أو مالاً أو نحو ذلك.
ومن أصاب خاتماً وهو في مسجد أو في صلاة أو في سبيل من سبل اللهّ ورأى مع ذلك شيئاً يدل على الأموال فإنّه يصيب مالاً حلالاً وينفقه في صلاح دينه.
وإن كان مع ذلك ما يدل على السلطان والملك والحرب فإنّه يصيب سلطاناً وملكاً وحرباً.
وإن رأى أنّ خاتمه انتزع فإنّه يذهب عنه ما يملك.
فإن رأى أنّ فص خاتمه ذهب منه فإنَّ الفص وجه من ينسب إليه الخاتم فإن رأى أنّه وهب خاتمه بطيب من نفسه فإنّه يخرج منه بعض ما يملك بطيبة نفس.
والكتاب خير وختمه تحقيق الخبر.
ولبس الذهب والفضة: للنساء صلاح على كل حال.
وإذا رأى الرجل أنّه أصاب ذهباً فإنّه يصيبه غرم أو يذهب له مال بقدر ما رأى ومع ذلك يغضب عليه ذو سلطان.
وما كان من الذهب معمولاً شبه إناء أو حلى أو نحوهما فهو أضعف في التأويل وأهون.
وما كان صفيحة أو سبائك فهو أقوى وأبلغ في الشر.
فإن رأى أنّه أصاب دنانير مجهولة: أو عدداً مجهولاً أو تكون الدنانير فوق أربعة فإنّه يصيب أمراً يكرهه ويسمع ما يكره كل ذلك بقدر كثرة الدنانير وإنّما ضعفت الدنانير في المكاره عن الذهب في التأويل لما فيها من الكتاب الذي فيه توحيد الله واسمه على الوجهين جميعاً.
وما كان من الدنانير قدر عدد صلاة من الصلوات الخمس فإنّه إن نال منها على هيئة أعمال البر يعمله على قدر ما نال من الدنانير.
فإن رأى أنّه ضيع منها شيئاً فإنه يضيع صلاة من الصلوات الخمس وعملاً من أعمال البر وربما كان جماعة الدنانير المعروفة العدد علم من علم البر نحو مائة دينار أو ألف دينار بعد أن يكون عدداً شفعاً ليس بوتر زوجاً ليس بفرد ويكون معه في رؤياه كلام يدل على أعمال البر.
فإن رأى أنّه أصاب من تلك الدنانير فإنّه يصيب من ذلك العلم.
وقيل أنّ الدينار الواحد إذا كان قدر الدينار المعروف أو أصغر منه فإنّه ولد صغير يصيبه من أصاب ذلك الدينار.
وأما الدراهم: فإنَّ طبائع الإنسان فيها مختلفة منهم من يرى أنّه أصابها فيصيبها فيِ اليقظة كهيئتها أو مثل عددها ومنهم من يجد البيض من الدراهم في طبيعته كلاماً حسناً وذلك النقش الذي يوجد فيه توحيد الله عزّ وجلّ واسمه عليه.
ويجد السود من الدراهم صخباً وخصومة.
وكلاهما كلام إلا أنّ البيض كلام البر والسود كلام خصومة ومنهم من لا يوافقه شيء منها على حال ويجري كل ذلك إذا كانت الدراهم ظاهرة بارزة تتحول.
فإن رأى أنّه أعطي الدراهم في كيس أو صرة أو جراب فإنّه يستودع سراً فيحفظه لصاحبه بقدر ما حفظ من ذلك فاستحفظ منه.
وكذلك لو رأى أنّه دفعها إلى غيره فإنّه يستودعه سرا يحفظه لصاحبه.
والدراهم على كل حال خير من الدنانير الكثيرة وأهون في السر.
وكذلك الدرهم الواحد الصغير ولد صغير سيما إذا كان ناقصاً وزن مبلغه فما حدث بالدرهم حدث بالولد.
فإن رأى أنّه انتزع منه أو ذهب ذهاباً لا رجوع فيه مات الولد.
وأما الفلوس: فإنّها كلام رديء.
وأما الفضة: فما كان منها معمولاً من نحو إناء أو حلي أو شبهها مكسراً أو صحيحاً فرأى أنّه أعطي من ذلك شيئاً فإنّه يستودع مالاً أو متاعاً.
وكذلك لو كانت مرآة من فضة ما لم ينظر فيها إلى وجهه.
فإن نظر فيها إلى وجهه فإنّه يناله ما يكرهه في جاهه في الناس.
ولا خير في النظر في مرآة الفضة.
والفضة النقرة إذا لم تكن معمولة هي جوهر النساء امرأة أو جارية.
فإن أصاب النقرة من معدنها أو بلادها فإنه يصيب امرأة من مسقط رأسها.
فإن رأى أنّه دخل في غار من معدن فأصاب تلك النقرة هناك فإنَّ امرأته تمكر به في أمرها أو أمر غيرها فيها.
ومن رأى ميتاً معروفاً: مات ثانية كان لموته بكاء من غير نوح أو صراخ فإنّه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس وإلا مات من عقبه إنسان.
وكذلك إذا كان لموته صراخ أو نوح أو رنة مما يكرهه أصله في التأويل.
ومن رأى أنّه مات وحمل على سرير على أعناق الرجال فإنّه يصيب سلطاناً ويفسد دينه ويقهر الرجال ويركب أعناقهم وتكون أتباعه في سلطانه بقدر من تبع جنازته ويرجى له صلاح دينه ما لم يدفن.
ومن رأى أنّه حمل ميتاً على غير هيئة الجنائز فإنّه يتبع ذا سلطان وينال منه براً ومن رأى أنّه نبش عن قبر ميت معروف فإنّه يطلب طريقة ذلك الميت في الدنيا إن كان علماً أو مالا فينال منه بقدر ذلك.
فإن رأى أنّه وصل إلى الميت في قبره حتى نبش عنه وهو حي في القبر فإنّ ذلك المطلب بر وحكمة ومن المال حلال.
وإن وجده ميتاً فلا خير فيه ولا في المطلب.
ومن رأى أنّ إمام المسلمين ولاه أمره: حاضرة عقده فهو يصيب شرفاً وذكراً عاجلاً في الدنيا والدين.
فإن ولاه من أقاصي ثغور المسلمين نائباً عنه فهو كذلك شرف وعز وسلطان فيه تأخير وبطء بقدر بعد ذلك الموضع عن الأمان.
ومن رأى أنّه دخل دار الإمام واستقر فيها واطمأن فهو يداخله في خواص أمره فإن رأى أنِّ الإمام أعطاه شيئاً فهو يصيب فخراً ورفعة وسلطاناً بقدر ما تنسب تلك العطية إليه في التأويل وجوهره.
فإن رأى أنّه يخاصم الإمام أو سلطاناً دونه بكلام حكمة وبر فهو يظفر بحاجة لديه.
فإن رأى أنّه يختلف إلى باب الإمام: أو باب نائب من نوابه فإنَّ أعداءه لا يقدرون على مضرة له.
فإن رأى أنّه في لحاف مع الإمام في فراشه ليس بينهما سترة فهو فرج من سلبه إليه ويصير ماله وما يملك في العاقبة للإمام تركة منه في حياته أو مماته.
فإن رأى أنّ الإمام مريض: فهو مرض الدين له ولرعيته لمكانه.
فإن مات فهو فساد في الدين.
ودخول الإمام العدل مكاناً تزول البركة والعدل فيه.
فإن كان إماماً جائراً فهو فساد ومصائب.
وإن كان معتاداً للدخول إلى ذلك فلا يضره.
ومن أكل مع الإمام العدل على مائدته فإنّه
يصيب شرفاً وخيراً في دينه ودنياه بقدر ما نال من الطعام وكذلك الملك والسلطان مثل الإمام.
ومن رأى أنّ القيامة قامت: فإنَّ عدل الله يبسط على الموضع الذي رآها قامت فيه.
فإن كان أهل ذلك الموضع ظالمين انتقل منهم.
وإن كانوا مظلومين نصروا وانصرم الأمر بينهم لأنّ يوم القيامة يوم الفصل والعدل.
فإن رأى أنّه موقوف بين يدي الله عزّ وجلّ: في ذلك اليوم فهو كذلك وأشد الأمر وأقواه.
وكذلك لو رأى من أعلام القيامة شيئاً من نحو نشر من القبور أو بعث لأهلها أو طلوع الشمس من مغربها حتى يصير إلى فصل القضاء والثواب والعقاب.
فإن رأى أنّه دخل الجنة: فهو يدخلها إن شاء الله تعالى وذلك بشارة له بها لما قدم لنفسه أو يقدمه من خير.
فإن رأى أنّه أصاب من ثمارها أو أكلها أو أعطاه غيره فإنّ ثمار الجنة أعمال البر والخير فهو ينال من البر والخير بقدر ذلك.
فإن أصابها ولم يأكل منها شيئاً أو لم يصل لمأكلها فهو يصيب العلم والخير في دينه ولا ينتفع به.
وإن أعطاها غيره انتفع بعلمه غيره.
وأما رياضها وبناؤها فهي بعينها كهيئتها.
وأما نساؤها فهن أمور من أعمال البر على قدر جمالهن.
فإن رأى أنّه كان في الجنة مقيماً فيها لا يدري متى دخلها لا يزال منعماً مفضلاً عزيزاً مصنوعاً له في أموره مدفوعاً عنه المكاره حتى يخرج منها إلى خير إن شاء اللهّ.
وإن رأى أنّه دخل جهنم: ثم خرج منها في يومه ذلك فإنّ ذلك براءة أصحاب المعاصي والكبائر وذلك نذير ينذره ليتوب ويرجع.
فإن رآها ولم يصبه مكروه منها فإنَّ ذلك من غموم الدنيا وبلاياها يصيبه من ذلك على قدر ما يناله منها أو رآه.
فإن رأى أنّه لم يزل فيها لم يدر متى دخلها فذلك لا يزال مضيقاً عليه متفرقاً أمره مخذولاً ذليلاً حتى يخرج منها.
فإن رأى أنّه يأكل من طعامها أو شرابها أو ناله من حرها أو أذى من خزانها.
فإنّ كل ذلك أعمال المعاصي منه.
وقال القيرواني: أما من أدخل جهنم فإن كان كافراً مريضاً مات وإن كان مؤمناً تقياً مرض واحتم لأنّ الحمى من فيح جهنم وافتقر وسجن.
وإن كان سوقياً أتى كبيرة أو داخل الكفرة والفجرة في دورهم أو خالطهم في أعمالهم وأسواقهم.
وقال إنَّ دخول الجنة للحاج يتم حجه ويصل إلى الكعبة بيت الله المؤدية إلى الجنة.
وإن كان كافراً أو مذنباً رأى ذلك في غيره أسلم من كفره وتاب.
وإن كان مريضاً مات المؤمن من مرضه وأفاق الكافر من علته لأنّ الجنة آخرة للمؤمنين والدنيا جنة الكافرين.
وإن كان عزبَاً تزوج امرأة لأنّ الجنة دار الزواج والإنكاح.
وإن كان فقيراً استغنى وقد يرث ميراثاً.
ويدل دخولها على السعي إلى الجماعة أو إلى دار علم وحلق ذكر وجهاد ورباط وإلى كل مكان يؤدي إليها.
وأما النفخ في الصور: فإنَّ النفخة الأولى دالة على الطاعون أو على نداء السلطان في البعوث أو قيامة قائمة أو سفر عام في الجميع.
وكذلك من وعد في المنام بالقيامة وقربها فإن كان مريضاً مات.
ويدل الوعيد بالقيامة غلى حادثة عظيمة من السلطان.
وأما النفخة الثانية فإن كانت في الوباء ارتفع لأنّ الخلق يحيون بها.
وربما دلت على نداء السلطان في الناس وجمعهم إلى أمر عظيم أراده ودبره.
ومن مر على الصراط سليماً من الشدائد والفتن والبلاء فإن كان في الحجاز قطعه ونجا منه وكانت الجنة التي بعده هي الكعبة.
وقد يكون الصراط له عقبة فما أصابه نزل به وإلا كان الصراط دينه فما عاقه دخل عليه مثله في الدين وفي الصراط المستقيم.
وأما الآيات التي هي أشراط القيامة فإنّه خوف وحادثة قال الله تعالى: " ومَا نُرْسِلُ بِالآيَات إلا تَخويفَاً " .
وربما دل خروج الدابة على فتنة تظهر فيهلك فيها قوم وينجو آخرون.
وأما خروج الدجال فدال على مفتون متبوع يدعو إلى بدعة تظهر وتقوم.
وأما نزول عيسى عليه السلام فدليل على عدل يكون في الأرض.
فإن قتل الدجال هلك كافر أو مبتدع وقد يقوم عليه قائم أو يقدم عليه إمام عادل.
وأما الطاعون: إذا رؤي في مدينة فإنّه عذاب من السلطان وربما دل سفر عال في الناس أو على مغرم يجري من السلطان.
وأما إلباس الجبة: لمن لبسها أو اشتراها أو خاطها وبطنها فإن كان فقيراً استغنى لأنّها تدفع البرد الدال على الفقر وإن لاقى به السلطان ناله وكان وجيهاً وله بطانة وداخله أموال قارة وهي القطن الداخل فيها كالكنز والمال في بيت المال والخيوط عهده ومواثيقه وبيعته.
وإن كان عزباً تزوج وكان وجهها نفسه وبطانتها زوجه والقطن مهرها والخيوط عهوداً وعصمة فإن خاطها ولم يلبسها زوج ابنه أو ابنته أو عقد نكاحاً لغيره أو جمع بين زوجين مفترقين سيما إن كانت قديمة قد طواها.
وكل ذلك ما كان في أيام الشتاء في أبان لبسها.
وأما لبسها في الصيف فعمة من زوجة أو دين أو مرض أو حبس أو ضيق أو كرب من أجل المرأة
.
فإن كان من أهل الحرب لبس لامته وتلقى عدوه في سعير الحرب.
وأما العمامة: إذا تعمم بها الرجل أو رآها على رأسه ولم يذكر غيرها فإنّك تنظر في حاله فإن كان السلطان به أولى ولي ولاية وإلا نال رياسة على قدر كبرها وجمالها ولا خير فيها إذا خرجت عن حدها ولا يضر سوادها ولا صفرتها لأن ذلك من زي أشراف العرب والعمائم تيجانهم.
وهي للعزب داله على النكاح ولمن عنده حمل دالة على الولد الذكر.
وتدل أيضاً للإنسان على أبيه وعلى سلطانه وسيده وأستاذه ومؤدبه.
فإن أدارها على رأسه أو لواها على يده سافر سفراً أو سافر له مال أو شريك أو قريب.
والإزار: امرأة.
والملحفة: امرأة.
والطيلسان: ولد الرجل أو جاهه أو أعز من عنده.
والرداء دين الرجل الذي هو مرتديه.
ومن رأى أنّه يسقي الناس الماء: فإنّه يعمل من خيرِ أعمال البر بعد أن لا يكون منه فيما يسقي طول على أحد ولا يبغي ولا يأخذ ثمناً فإن رأى أنّه يشرب ماء لذيذاً عذباً فإنّه يصيب حياة طيبة.
ومن رأى أنّ لحيته ورأسه حلقا جميعاً: وكان مع ذلك كلام يدل على الخير فإنّه إن كان مكروباً فرج عنه ونجا وقضى دينه.
وما نقص من الشعر فعلى مجرى النقصان منه يكون خيراً إذا كان طوله هماً.
وكذلك اللحية إذا كان سقوطها ونقصانها لا يشين الوجه ولا يشنعه.
وربما وأما من زكى: في المنام من أهل الأموال فإنّه يثمر ماله ويكثر يساره إلا أن يكون عليه دين أو عنده وديعة فإنّه يقضي ذلك ويدفعه إلى مستحقه.
وإن كان المزكي ميتاً أو رجلاً صالحاً فقد أفلح عند الله وارتفع ذكره وزكا عمله فكيف إن صلى بأثر ذلك أو ذكر اللهّ فإن أذن عند ذلك في غير إبان الحج فلعله يشهد شهادة ويزكى فيها.
فإن كان ذلك في شهور الحج فإنّه يحج إن شاء اللهّ.
وإن رأى ذلك فقير فإن يحلق رأسه أو يقص شاربه أو ينتف إبطه أو يقلم ظفره أو يحلق عانته إلا أن يكون مجرداً من الثياب أو مغتسلاً بالماء أو يفعل ذلك في مسجد أو يصلي بعد ذلك فإنّه يخرج من حاله ويتوب من آثامه ويرتفع في شأنه ويفلح بصلاة ظاهر أو بشهادة مشهودة.
وأما صدقة التطوع: فإن كان فقيراً فهو عمل يعمله ببدنه إما نافلة أو زيادة أو عبادة أو طوفاً على القبور بالتسبيح والتهليل والتقديس.
وإن كان ذا مال فهو عمل صالح يعمله في الناس إما
أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو نصيحة أو تعليم علم قرآن أو صلاة بالناس وذلك ما كانت الصدقة مجهولة أو كانت حنطة أو خبزاً وإن كانت دراهم أو دنانير فإنّه يؤجر في الناس أو مع الذين يتصدقون عليهم بذلك إن عرفهم بأمر غمه وثوابه له وعزمه وهمه وآثامه عليهم لأنّ الصدقة أوساخ المتصدق.
واليد العليا خير من اليد السفلى فهي سيئات يكسبونها من أجله وأما من رأىِ نفسه ذاهباً إلى الحج: أو رؤي ذلك له فإن كان مريضاً مات وذهب إلى الله راكباً في نعشه بدلاً من محمله وإلا توجه إلى السلطان أو إلى رئيس العلم في حاجة إلا أن يكون مدياناً فإنّه يبتدئ في قضائه أو يكون تاركاً للصلاة فإنّه يرجع إلى القبلة إلا أن يكون تزوج امرأة ولم يدخل بها فيحمل هودجه ويتوجه به إليها ليدخل بها ويطوف بها مع أصحابه.
وأما من رأى نفسه محرماً: فإن كان مريضاً مات وأجاب الداعي ولبى المنادي وانتقل من ثياب الدنيا إلى ثياب الآخرة.
وإن كان مذنباً تاب وتعرى مما كان فيه استجابة لله بالطاعة والعمل.
وإن كان عليه نذر من صوم أو صلاة أخذ في القضاء ما عليه.
وإن رأى ذلك من له زوجة مريضة أو امرأة لها بعل مريض مات العليل منها وفارقه صاحبها.
وقد يدل على الطلاق إذا اجتمعا في المنام في الإحرام حتى يحرم بعضها على بعض أو كان في اليقظة ما يؤيد ذلك إلا أن يكون إحرامه في الحرير والمعصفر فإنّه يتجرد إلى خدمة السلطان أو يتزوج حراماً أو يأتيه ويسارع إليه.
فإن لبى غير الله أو كان في تجرده أعمى البصر أو أسي الوجه أو على غب المحجة فإنه يخلع ربقة الإسلام من عنقه في عمل يقصده أو سلطان يؤمه لأن الحج القصد في اللغة.
وأما الوقوف بعرفة: فربما دل على الصوم لأنّ المطلوب بها واقف بمراقبة مغيب الشمس وطلوع الفجر يدفع منها إذا غابت الشمس.
ومن طلع عليها الفجر ولم يقف بها فاته الحج كالصائم يرى بفطره غيبوبة الشمس.
وإذا غابت حل له الأكل والشرب.
والأكل سبب الحياة والحركة التي يدفع بها الواقف بعرفة.
وربما دل الوقوف بعرفة على الاجتماع بالحبيب المفارق والألف المجانب.
لأنّ آدم عليه السلام التقى بحواء بعد الافتراق بعرفة وبذاك سميت عرفة لأنّهما به تعارفا.
فمن وقف بها في إقبال الليل إلى طلوع الفجر من طالبي الحاجات عند الملوك وغيرهم أدرك مطلوبه.
وقضيت حاجته.
ومن أتاها في إقبال النهار فإنّه لا ينال ما يرجو ويحرم ما يطلب سيما أنَّ لفظ الفرات في اسم عرفات.
وربما دلت عرفة على موسم سوق وميعاد بيع.
فإن وقف بها في إقبال الليل ربح واستفاد في بيعه وشرائه.
وإن وقف بها في إقبال النهار خسر في ذلك.
وقد يدل يوم عرفة على يوم الجمعة لاتفاقهما في الفضل واجتماع الخلق وإلزام الفرض.
وقد يدل على يوم حرب فاصل.
وقد يدل موقف الحشر في المقلوب عليها والله أعلم.
وأما الطواف بالبيت: فإن كان ممن يخدم السلطان ويطوف به تقرب منه وحظي عنده.
وإن كان ممن يخدم عالماً ويطوف في حوائجه أو كان عبداً يطيع سيده ويخدمه بالنصيحة أو رحل إليه والدته يكثر برها ويطوف بالبر عليها أو زوجته ليسعى عليها ويجاهد عنها بصلاحها ومحبته فيها كان عنده شيء من ذلك.
فطوافه بشارة بالتواب عما به في اليقظة من هذه الأعمال ونحوها كخدمة المسجد أو الجامع وكثرة الطواف والرباط في الثغور والجموع وبين الصفين.
وأما السعي بين الصفا والمروة: فهو العمل بالمشي أو بالمقام.
وقد قال الله تعالى: " ثَمّ أدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنَادىَ " .
وإنما بعث في المدائن حاشرين ولم يبرح من مكانه فربما كان ذلك سعياً بين حصنين وثغرين أو بين صفين أو عالمين أو رجلين صالحين أو زوجتين أو ابنتين أو بين سوقين بالنداء والسمسرة أو بين صناعتين بالفائدة والربح.
وأما السكر المطبوخ والفانيد ونحوهما: فإنّه كلام حلو حسن أقبل من حبيب وولد أو زوجة وقيل دنانير ودراهم.
وأما ما يعمد من العسل والحلو فإن كان هو الذي عقدها جمع مالاً من كده وسعته طيباً.
فإن أفادها ولم يدر من عقدها نال ذلك ممن عمل غيره كالغنائم والموارث والغلات.
وأما الزبد: فدال على الخصب والرطوبة والكسب والفائدة وعلى الفقه وعلى سهولة ما يطلبه أو يعالجه في يقظته.
وأما السمن فدال على العلم والفقه والقرآن لأهله وعلى الدواء لنفعه وشفائه وحسن استخراجه وبقائه وعلى المال والغلات والأرباح والفوائد لطلاب المال وعلى الخصب والرخاء لمن هو في شدة وعلى الصحة لمن هو في سقم إن أكله لما في الخبر من أنَّ سمن البقر دواء لحمه داء.
وأما الجبن: فدال على ما انعقد لصاحبه من العلم والفقه والمال والكسب وقد يدل من المال على الريع والعبيد والدواب وكل ما هو عقدة من المال المحروز.
وربما دلت الجبنة على الزوجة
لجمالها ولذتها وربما دلت على المال لكل إنسان على قدر ما يضمه إلى جنبه كالرمان والخبز والعسل واللبن والزيت.
وأما حامضه ومالحه فدال على المال المكروه وعلى الهم والحزن والفزع.
فإن كان من عمل الروم دل على الروم وربما دل جبنهم على رقيقهم وسبيهم وما يجيء من عندهم من عقد المال والمتاع أو من عند غيرهم من الأعداء.
ومن رأى أنّه أصاب سمكة طرية أو سمكتين: فإنّه يصيب امرأة أو امرأتين.
فإن رأى أنّه أصاب في بطن السمكة لؤلؤة أو لؤلؤتين فإنّه يصيب منها ولداً غلاماً أو غلامين.
فإن أصاب في بطنها شحماً.
فإنه يصيب منها مالاً وخيراً.
وكذلك لحم السمكة.
وإذا كثر السمك كان أموالاً.
فإن رأى أنّه أصاب سمكاً مالحاً يأكله بعد أن يصير في يده ويملكه فإنّه يصيبه هم من قبل مملوك أو خادم أو سبب مملوك ويغتم له بقدر ما نال من السمك المالح أو أكله أو أصابه.
وكذلك صغار السمك المالح وكباره لا خيره فيه.
وربما خالفت طبيعة الإنسان في السمك المالح إذا رآه في منامه أصاب مالاً وخيراً إذا كان السمك كباراً.
وقد كان السمك الذي قال فيه موسى عليه السلام لفتاه: آتنا غداءنا مالحاً كبيراً فدخل على موسى من الهم ما دخل.
فإن رأى سمكة حية تتقلب في موضع مجهول فإن كانت السمكة من جوهر النساء أو الخدم فلعل خادماً أو مثلها تنقلب في منكر من أمرها من دنياها أودينها.
ولو رأى سمكة خرجت من إحليله فإنّه يولد له جارية ولو رأى أنّ السمكة خرجت من فمه فإنّه يتكلم بكلام يحار في أمره.
وأما أكل السمك الطري فإنّه غنيمة وخير لأنّه من الصيد.
وأما التمساح: فإنّه عدو مكابر لص لا يأمنه عدو ولا صديق بمنزلة السبع وكذلك كل ذي ناب.
فإن رأى أنّ التمساح جره إلى الماء وقضى عليه بالموت في الماء فإنَّ موته يكون على يدي إنسان عدو ولعله يكون شهيداً.
ولو أصاب من لحم التمساح أو من دمه أو من جلده أو بعض أعضائه فإنّه يصيب من مال ذلك العدو.
ومن رأى أنّه يركب حمار وحش: يصرفه حيث شاء ويطيعه فإنَّ ذلك راكب معصية وهو مفارق لرأي جماعة المسلمين في دينه وفي رأيه وهواه.
فإن لم يكن الحمار ذلولاً ورأى أنَّه صرعه أو كسره أو جمح به أو ما أشبه ذلك فإنه يصيبه شدة في أمره وخوف شديد.
فإن رأى أنّه أدخله بيته على هذا الضمير أو اتخذه للبقاء في منزله فإنّه يداخله رجل كذلك في رأيه ولا خير فيه.
فإن رأى أنّه أدخل بيته شيئاً من ذلك وذكور الوحش في التأويل رجال.
وإناثهم نساء.
وألبان الوحش أموال نزرة قليلة لمن أصابها إلا لبن حمارة الوحش فإنّه من يشرب من ألبانها يصيب نسكاً في دينه وصلاحه فيه.
ومن تحول حمار وحش فإنّه يفارق رأي جماعة المسلمين ويعتزلهم.
وكذلك لو تحول شيئاً من الوحش إلا أن يرى أنّه تحول ظبياً فإنّه يصيب لذاذة من النساء.
ومن أصاب ظبياً: أصاب جارية حسناء فإن ذبح ظبياً افتض جارية عذراء.
ولو أصاب من جلودها أو شعرها فإنّه مال من قبل النساء.
فإن رأى قتل ظبياً ومات في يده فإنّه يصيبه هم وحزن من قبل النساء.
فإن رأى أنّه رمى ظبياً أو بقرة لغير الصيد فإنّه يقذف امرأة كذلك.
فإن رماه للصيد فإنّه يصيب غنيمة وإن فاته الصيد فإنّه يطلب غنيمة وتفوته كذلك.
فإن رأى أنّه أصاب خشفاً: فإنّه يصيب ولداً من جارية حسناء.
وكذلك لو أصاب عجلاً من بقر الوحش مجهولاً فإنّه يصيب ولداً وربما كان غلاماً.
والتيس: رجل ضخم في دينه عظيم الشأن فوق الكبش وغيره.
ومن رأى أنّه أكل لحم ماعز فإنّه يشتكي يسيراً ثم يبرأ.
ومن رأى أنّه ذبح جدياً لغير اللحم فإنّه يموت له أو لأهله ولد.
فإن كان ذبحه ليأكل من لحمه فإنه يصيب مالاً بسبب الولد أو يصيب مالاً قليلاً نزراً.
وكذلك لحوم صغار المعز والضأن في التأويل خير قليل إلا أن يرى ذلك اللحم سميناً فإنَّ الخير يكون كثير.
ومن رأى أنّه يأكل لحم جدي أصاب خيراً قليلاً من صبي وليس يجري صغار المعز والضأن مجرى كبارها.
فإن رأى أنّه يأكل رأس شاة فإنّه تطول حياته ويصيب ما لم يكن يرجوه فوق التمني.
وكذلك لو رأى أنّه يأكل رأس بقرة أو ثور أو إنسان أو غير ذلك إلا ما يتفاضل بعضها على بعض.
ورأس الإنسان أفضل في عرض الدنيا.
فإن رأى أنّه تحول شاة: فإنّه يصيب في تلك السنة خيراً.
فإن رأى أنّه يأكل أكارع الشاة فإنّه يصيب مالاً وخيراً بقدر ذلك.
وسمن الغنم: مال وخصب لمن يصيبه وفيه نصب بقدر ما نالت النار منه.
وشحم الغنم مال كثير لمن يصيبه والشحم خير من السمن.
وكبد الشاة: مال مدفون يصيبه من أصاب منها شيئاً أو أكلها نيئاً أو مشوياً أو مطبوخاً.
وكذلك الأكباد من كل الحيوان مال مدفون إلا أن أفضلها وأكثرها كبد الإنسان.
وكذلك القلب: من كل شيء مال مدخور لمن يصيبه أو يملكه.
وأما المصران من كل الحيوان
إذا كانت مع البطون فهي تجري مجراها في التأويل.
فإذا انفردت المصران عن البطون فإنّها لمن يصيبها أو يملكها أو يأكلها أن ينال من ذي قراباته خير ومنفعة.
ومن رأى أنّه جمل لحم بعير: أو ناقة فإنّه يصيبه مرض.
فإن رأى أنّه أصاب من لحومها من غير أن يأكله فإنّه يصيب مالاً من سبب ما تنسب تلك الإبل إليه في التأويل.
ومن رأى أنّه ملك جمالاً أو حميراً: أو أدخلها إلى منزله وارتبطها أو اتخذها فإنَّ الله عزّ وجلّ يسوق إليه خيراً وينجو منِ هم.
فإن كانت الحمر موقرة كان الخير أكثر وأفضل كل ذلك إذا كان الحمار ذلولاً مطواعاً.
والحمارة: تجري مجرى الحمار.
فإن رأى أنّه ذبح حمارة ليأكل لحمها فإنّه يجد مالاً وسعة وكذلك لو رأى أنّه أكله فإن لم ينو عند ذبحه إياه أنّه يأكله فإنّه يفسد على نفسه معيشته.
ولو رأى أنّه صرع حماره فإنه يفتقر.
فإن كان الحمار الذي صرع عنه لغيره فإنّه ينقطع ما بينه وبين صاحب الحمار أو نظيره أو سميه.
فإن رأى أنّه نزل عنه نزولاً لا يضمر العود إليه فإنّه ينفق ماله حتى يأتي على آخره.
فإن كان نزوله لحاجة ويضمر العود إليه فإنَّ الأمر الذي هو طالبه لا يتم.
فإن رأى أنّه يشرب من لبن أتان فإنّه يمرض مرضاً شديداً ثم يبرأ.
والبغلة: امرأة عاقر إذا كان عليها سرج أو أكاف أو برذعة أو شيء من مراكب النساء.
والبغل العري الذي لا يعرف له رب ولا هو ذلول فهو رجل صعب خبيث الحسب والطبيعة.
وركوب البغال فوق أثقالها لا بأس به إذا كان البغل ذلولاً وراكبه متمكناً.
ولحم البغال وجلودها مال.
وإن رأى أنّه يشرب لبن بغله فإنّه يصيبه هول وعسر بقدر ما شرب منه.
فإن رأى أنّ بغلته نتوجاً فإن رجاءه في زيادة ماله من قبل امرأته.
فإن وضعت البغلة فهو تصديق لذلك الرجاء وكذلك الفحل إن حمل ووضع.
فإن رأى أنّه ركب إهابه مقلوباً أو لبس ثوباً مقلوباً فإنّه يأتي أمراً من غير أن يعلم.
فإن رأى أنّه رديف رجل على فرس فإنّه يتوصل بذلك الرجل إلى الأمر الذي يصل إليه تأويل رؤيا الفرس في دين أو دنيا ويكون تأويل الرديف لذلك الرجل تبعاً أو خليفة.
وربما كان ذلك يسعى بجد صاحبه الذي يتقدمه.
ومن رأى أنّه أجج ناراً ليطبخ قدراً: بها طعام فإنّه يثير أمراً يصيب به منفعة من قيم أهل بيت.
فإن لم يكن في القدر طعام فإنّه يهيج رجلاً هو قيم أهل بيت بكلام ويحمله على أمر مكروه.
فإن رأى أنّ النار أحرقت بعض أعضائه فإنه يصيبه ضر بقدر الحرق إذا ما احترق بعض الأعضاء.
فإن كان جميع الثوب أو جميع جسده فإنّه يصيبه مصيبة فيما ينسب إليه في التأويل أو في بعض نفسه أو فيمن يعز عليه.
فإن كانت النار لهب أو لسان فإنَّ الضر الذي يصيبه على يدي سلطان أو في حرب.
فإن لم يكن لها لهب فإنَّ ذلك يكون أمراض وطاعون وبرسام.
ولو رأى أنّه أصاب ناراً في وعاء أو أحرزها: فإنّه مال حرام كأن رأى بيده شعلة نار فإنه يصيب شعبه من سلطان.
فإن كان لها لهب أو دخان كان في سلطانه ذلك حرب وهول والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب.
55