زائر زائر
| موضوع: قصة ناشطة السلام الاسرائيلية تالى فحيما الأربعاء 16 يونيو 2010, 09:13 | |
| قصـة ناشطـة سـلام إسرائيليـة 00!
مرة ثانية تطفو قضية- تالي فحيما - على السطح من جديد .
هذه الشابة اليهودية العازبة التي كتبنا عنها في هذه الصفحة من قبل وعن مناصرتها للقضية الفلسطينية العادلة, بعد ان كانت من اشد المتطرفين والاكثر عداءا للفلسطينيين . لكنها عندما تفهمت هذه القضية وعرفت مدى الظلم الذي يلحق بالشعب الفلسطيني, تحولت كغيرها من الشرفاء لتأييد هذا الشعب والعمل على تحقيق اهدافه, الا ان سلطات الاحتلال كعادتها تلفق التهم بحقها وتحتجزها مرة اخرى كما فعلت وتفعل مع غيرها ممن يحاول مساعدة او مناصرة شعب ينشد استرداد حقوقه المغتصبة من المحتل. فالمرأة لم يكن حظها في الثقافة اليهودية افضل من حظها في الثقافات الغربية او الشرقية حتى,أن التاريخ مجد قدراتها مرات عديدة في منعطفات كبيرة منه. شخصية ( فحيما) مختلفة تماما عما يمكن ان يقال في قصة اخرى لها نفس العناصر. فهي شابة يهودية في العشرينيات من عمرها لها افكار يسارية متعاطفة ومؤيدة للفلسطينيين وتؤيد فلسطينياً يعد المطلوب الاول لقوات الاحتلال الاسرائيلي في جنين ما جعل قوات الامن الاسرائيلي توجه لها اتهاما صادرا عن محكمة اسرائيلية في السادس والعشرين من كانون الثاني الماضي, يقضي باحتجازها بتهمة مساعدة العدو . ولدت الشابة تالي فحيما في عام 1974 في منطقة ( ميزراتشي في كريات غات) الواقعة جنوب تل ابيب على بعد 50 كيلو مترا لعائلة يهودية فقيرة من اصل مغربي, ونتيجة لوضع اسرتها الاقتصادي المأساوي , فبالكاد اكملت تعليمها الالزامي ثم التحقت بالخدمة العسكرية الالزامية التي انهتها في عام .1994 في تلك الفترة تأثرت تالي كباقي ابناء جنسها بمعطيات الواقع السياسي الاسرائيلي الذي اعقب اتفاق اوسلو وانشاء سلطة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية, وهي معطيات اعتبرت بالنسبة للاسرائيليين تنازلا كبيرا من جانبهم لدرجة تطرف البعض في رفض ما حدث عندما اقدم احدهم على قتل اسحاق رابين لتوقيعه اتفاق السلام مع الفلسطينيين ورأى فيه البعض الآخر ثمنا يستحقه السلام والامن الذي ينشدونه . كانت تالي بنزعتها اليمينية المتشددة كباقي افراد اسرتها تنشد الامن بعيدا عن الفلسطينيين . ولذا فقد رفضت فكرة التعايش مع الفلسطينيين تماما, بل ورأت , حسب ما تعلمته منذ صغرها, ان الفلسطينيين لا يستحقون الحياة ويجب ان يطردوا بعيدا , خاصة وان المنظمة الصهيونية العالمية صورت لليهود انهم مضطهدون ومكروهون من جميع جيرانهم . انتقلت - فحيما- الى تل ابيب في عام 1997 للعمل وهي لا تزال في الثالثة والعشرين من عمرها. ونجحت في الحصول على وظيفة في مكتب محاماة. وعاشت كباقي بنات جنسها راضية بما حصلت عليه من وضع مادي من وظيفتها وظل وفاؤها لحزب الليكود قائما والذي كانت ورثته عن والدتها - سارة اتشياني . كان اندلاع انتفاضة الاقصى في ايلول عام 2000 سببا في عودة حالة التوتر الامني بعد هدوء نسبي . فخلال عامين فقط من عمر الانتفاضة الثانية شهدت المناطق داخل الخط الاخضر مئة عملية استشهادية . وبطبيعة الحال تأثرت تالي بالصراع الفلسطيني- الاسرائيلي والترسانة الاعلامية الاسرائيلية التي صورت الفلسطينيين بالارهابيين والمجرمين الراغبين في الموت وقتل الاخرين. ولكن هذا الامر لم يكن ليقنع تالي فحيما . فقد عرف عنها كما وصفها اصدقاؤها بالفضولية التي تملك رغبة عارمة لمعرفة كل شيء. فحاولت البحث عن الحقيقة من مصدر مختلف . غير معروف تماما متى انقلب توجه وتفكير تالي السياسي من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ومتى بالضبط اصبحت يسارية وناشطة سلام. واذا كانت بعض القراءات قد حسبتها على اليسار الاسرائيلي وحركات السلام هناك, فإن هذا لا يمنع دور الصدفة في انتقال تالي الى النقيض . كان ذلك بعد ان أبحرت تالي في مواقع الشبكة الدولية بحثا عن الوجه الذي لم تعرفه للصراع العربي- الاسرائيلي , كان ابحارها بداية لدخولها على موقع الدردشة التي حاولت فيها التعرف الى توجهات العرب من سوريين وسعوديين ولبنانيين, ورغم اللعنات التي وجدتها في بداية سعيها هذا, الا انها لم تيأس فاستمرت في الدردشة مع من يتجاوب معها من العرب واصبح لها اصدقاء كثر في الدول العربية, وتطور الامر فيما بعد فأصبح التواصل عبر الانترنت كافيا لاشباع رغبتها في معرفة الآخر . كان الاتصال الهاتفي هو الطريقة الوحيدة ل¯ تالي حتى تستمر بالتواصل مع اصدقائها العرب ولان اتصالاتها زادت عن الحد الطبيعي لدرجة انها وجدت بجانب فواتيرها المكلفة ذات يوم استدعاء الى الشرطة لاستجوابها حول مكالماتها غير الطبيعية لعدد من الدول العربية, فقد اثارت شكوك السلطات حولها , مما جعلها تترك فواتيرها الباهظة ودردشاتها الصوتية مع اصدقائها العرب. اصبحت تالي بعد تحول قناعاتها ومفاهيمها حول الفلسطينيين تشارك في مظاهرات السلام الداعية الى التعايش السلمي بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتشارك في انشطة اليسار الاسرائيلي الرافضة لسلوك حكومتهم مع الفلسطينيين. وحتى تلك اللحظة لم تكن تالي فحيما اسما يلفت الانتباه في اسرائيل او حتى داخل تيار اليسار الذي تميل له في توجهاتها , واذ بها تصبح اكثر الشخصيات شهرة في الاعلام الاسرائيلي. فكيف حصلت تالي على شهرة بهذا الحجم?! في حزيران عام 2003 اعلنت السلطة الفلسطينية هدنتها لوقف اطلاق النار. وفي الوقت الذي اعلنت فيه كل من حركتي الجهاد الاسلامي وحماس موافقتهما على الهدنة التي اعلنها رئيس السلطة الفلسطينية السابق عرفات, رفض ذلك قائد الوية شهداء الاقصى - زكريا الزبيدي- على الرغم ان هذه الألوية محسوبة كجناح عسكري على حركة فتح. بدا رفض الهدنة غريبا في وقت كانت الاراضي الفلسطينية تعاني اشد اوقاتها عسرة, وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي تدك المنازل بلا هوادة في جنين بشكل خاص . لقد صدم اليسار الاسرائيلي برفض زكريا الزبيدي للهدنة في حين كانت جنين تدك وبضراوة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. ولذا كان رفض الهدنة صدمة بالنسبة لداعية السلام تالي فحيما. وفي الثامن والعشرين من حزيران عام 2003 وبعد مقابلة مع زكريا الزبيدي قال فيها : اننا لا نلقي اعتبارا لاي هدنة, وكل ما نريده سلاما حقيقيا. بعد ذلك , استطاعت تالي بعد جهد كبير الاتصال ب¯زكريا الزبيدي للمرة الاولى رغبة منها لمحاورته واقناعه بتغيير موقفه لكنها فوجئت بما سمعته منه حول مفهوم الفلسطينين للسلام العادل والشامل. كانت ثلاثة اشهر كافية لفهم امور عديدة حول القضية الفلسطينية قلبت حياتها رأسا على عقب. تالى أثناء لقائها مع قائد كتائب شهداء الأقصى فى جنين زكريا الزبيدى وقالت في احد لقاءاتها التي تنوعت ما بين الاذاعة والتلفزيون والصحافة , انها ادركت ان المؤسسة الاعلامية الاسرائيلية كانت مضللة الى حد كبير, بل واصبحت على قناعة تامة ان الاحتلال هو سبب المشكلة وجوهر القضية . شاهدت تالي بأم عينيها ما فعلته قوات الاحتلال بمنزل ام زكريا الزبيدي في جنين حيث قتلت والدته في الطابق العلوي اثناء القصف له عام ,2002 رغم توجهها السلمي. وكانت والدة الزبيدي تسعى لانشاء مسرح سلام في منزلها في جنين مع - آرنامير- وعلى الرغم من قسم زكريا بعد هذه الحادثة ومقتل شقيقته في الضربة الاسرائيلية لمنزلها بأنه لن يمد يده لاسرائيلي. لكنه قابل تالي لقناعته ان هذه الشابة تفهمت الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي وعرفت زيف وادعاءات واباطيل وسائل الاعلام الاسرائيلية المرئية والمسموعة والمقروءة.
زكريا الزبيدى متحدثا للجماهير أثناء مسيرة للمقاومةبدأ اسم تالي فحيما يخترق وسائل الاعلام الاسرائيلية منذ قيامها بأول زيارة لمخيم جنين الفلسطيني . وبدأت المشكلات تنهال على رأس الناشطة. واعتقلتها سلطات الاحتلال عام 2004 وحاول مستجوبوها كثيرا تهديدها لابعادها عن مناصرة الفلسطينيين او تجنيدها كجاسوسة على النشطاء الفلسطينيين . لكن رفض تالي المستمر واصرارها على الخروج لوسائل الاعلام المحلية والعالمية للحديث عن الفلسطينيين وحلمهم العادل بإقامة دولة على ارضهم وظلم الاحتلال تسبب في تخوف السلطات الامنية هناك من تزايد المتعاطفين وجناح اليسار في اسرائيل مع الشعب الفلسطيني . وقد عمدت السلطات التي اعتقلتها مرارا دون دليل الى تلفيق تهم لها. لذلك بقيت تالي محتجزة لدى الشاباك - جهاز الامن العام الاسرائيلي منذ العاشر من آب عام 2004 ودون محاكمة بحجة التحقيق ولم يفرج عنها وتم تمديد احتجازها لخمس فترات متتالية دون محام.وفي تلك الفترة لم تتردد سلطات الاحتلال في استخدام اشنع السبل التي تستخدم مع المحتجزين الفلسطينيين من تعذيب جسدي ونفسي ضدها . واستعرضت صحيفة - يديعوت احرونوت- مراحل التحقيق المختلفة التي مرت بها فحيما. فقد تعرضت لمعاملة سيئة ولتذكير بطفولتها الصعبة وتعذيب وعدم اتصال مع العالم الخارجي. وقد منعها المحققون من مشاهدة او التحدث مع احد خلال فترة التحقيق.وتعرضت فحيما -واشتمل التقرير على اقتباسات من التحقيق معها- الى ضغوطات لانتزاع اعترافات كاذبة منها, وقد لاحقها المحققون على اتفه الاسباب واستنتجوا استنتاجات غريبة .ولا تخفي يديعوت احرونوت بين السطور ان قضية فحيما هي قضية معقدة ومن الصعب ان تقود محققى ( الشاباك) الى الخيار الذي يبتغونه والتوصل الى ادلة قاطعة يستطيعون من خلالها تأكيد التهم بالبراهين الحقيقية ضدها.
عدل سابقا من قبل ابنة القدس والرام في الأربعاء 16 يونيو 2010, 10:34 عدل 1 مرات |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: قصة ناشطة السلام الاسرائيلية تالى فحيما الأربعاء 16 يونيو 2010, 10:26 | |
| |
|