- مصرُّون أن تبقى مصر راعية الحوار فهي الأكبر والأقدر على ذلك
- أطالب الدول العربية بأن تقف على مساحة متساوية بين الفصائل
- أوضحت لعدد من الوزراء العرب موقفنا من المصالحة وهم أيدوني
- أبو مازن أساء لشخصي وللقضية الفلسطينية وسوف أخاصمه أمام الله
- الفلسطينيون ليسوا بحاجة إلى دولة في الهواء وكفانا 20 عامًا في الوهم
- لدينا وثائق خطيرة عن التدخل الأمريكي ضد قضيتنا وأخرى نعف عن نشرها
دمشق- عبد الجليل الشرنوبي:
أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس أن الحركة لم تنسحب من حوار القاهرة، قائلاً: لقد كنا في مباحثات متواصلة مع الراعي المصري، وعندما وجدنا أن مستلزمات هذا الحوار لم تتحقق أبلغناه بالاعتذار.
وفي سؤال لـ(إخوان أون لاين) عن تأخر الحركة في الإعلان عن تفاصيل الاعتذار قال مشعل: "ليس كل حوار داخلي لا بد أن نستبق الإعلان فيه؛ لتوفير المناخ اللازم للحوار، لكن عندما أصبحت الأمور لا بد من التعبير عنها عبَّرنا، ولو شرحنا موقفنا مبكرًا لاتُّهِمَت حماس أنها شوَّشت الأجواء".
وفي سؤال آخر عن موقف حماس من التصعيد الإعلامي لبعض الأقلام المصرية واتهامها حماس بأنها تمثِّل خطورةً على الأمن القومي المصري؛ قال مشعل: "سامحهم الله.. فستبقى مصر كبيرةً لدينا نحن في حماس، ولدى كل الشعب الفلسطيني.. مصر بشعبها وتاريخها وتضحياتها من أجل فلسطين، لكن أن يريد البعض أن يستسهل اتهام حماس فسامحهم الله، ويكفينا أن الشعب المصري لن تنطلي عليه هذه الاتهامات المكشوفة، ولقد عرضنا على الإخوة في مصر أن تكون لنا علاقةٌ إستراتيجيةٌ؛ لأن مصر هي الدولة الكبرى ولها تاريخ عظيم وأصيل في الصراع العربي الصهيوني والانتصار للقضية الفلسطينية، والشعب المصري ضحَّى بالكثير من أبنائه على أرض فلسطين في حروب عديدة، وهذا نقدِّره جيدًا، والعرب بدون مصر يبقون ناقصين وضعفاء، ونريد لمصر أن ينمو دورُها العربي الإسلامي والإقليمي والدولي، وأن تتعامل مع شعبنا ومقاومتنا وكل أطراف القوة في المنطقة، ونحن مصرُّون على التعامل مع مصر، ونتمنَّى على الإخوة في مصر أن يتفهَّموا ذلك، وأن يتعاملوا مع حماس باعتبارها قوةً لصالح العرب وقوةً شرعيةً بشرعية النظام وبشرعية الانتخابات، وحماس لا تُضمر سوءًا للأمن القومي العربي، وقلتها مرارًا: لا يُعقَل أن نغفر لمن نقل المعركة من داخل فلسطين إلى خارجها لسنوات عديدة، وتدخل في بعض الساحات في الأوطان العربية، وفعل الكثير والكثير لمجرد رضا أمريكا عنه، أما الحركة التي حصرت معركتها في فلسطين ولم تنقلها للخارج وليس في سجلِّها أو تاريخها نقطة سوداء تؤثِّر على الأمن العربي أو القومي لأي دولة لا يُغفَر ذنبها؛ لأن أمريكا ساخطة عليها هذا حرام وليتقوا الله فينا؛ فقلوبنا مفتوحة لكل إخواننا العرب وعلى رأسهم إخواننا في مصر ولا يوجد في علاقتنا مع مصر ما يعطل أي حوار.
ورفض مشعل ما يثار حول تعرضه للتهديد من قِبَل الطرف المصري للتوقيع على التصالح، مؤكدًا أن حماس لا تفعل شيئًا حتى يهدِّدها أو أن تهدد أحدًا ولا تقبل أن تهدِّد أحدًا أو أن يهددها أحد، وعلاقتنا مع مصر ليست قائمةً على منطق التهديد.
وكان مشعل قد عقد مؤتمرًا صحفيًّا ظهر اليوم الإثنين 24 نوفمبر 2008م بالعاصمة السورية دمشق ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لحق العودة؛ كشف فيه النقاب عن تفاصيل عديدة متعلقة بالحالة الفلسطينية منذ أحداث غزة في شهر يونيو 2006م وحتى حوار القاهرة الأخير؛ حيث أشار إلى اتصال أجراه مع رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان يوم 14/6/2007م؛ أي بعد الانقسام بيوم واحد، أكد خلاله أن غزة لن تكون إطارًا بعيدًا أو كيانًا مستقلاًّ عن الضفة، وأن ما حدث حالة اضطرارية، وطالبه بعقد مصالحة في القاهرة، مشيرًا إلى أن الوزير سليمان أقرّه على ذلك، وطلب منه أن يدعه يبحث الموقف الآخر، وبعد عدة أيام قال له إن الطرف الآخر لا يريد واللحظة المواتية لم تأتِ بعد.
وأضاف مشعل: ولم تأتِ اللحظة المواتية إلا بعد سنة وثلاثة أشهر.. لماذا؟ أعتقد أن الجميع يعرف الإجابة لأن حماس لم تنكسر ولأن التسوية وصلت لطريق مسدود ولأن الاستحقاق الرئاسي أصبح على الأبواب".
وفيما يتعلق بالدور السوري في الأزمة الأخيرة؛ قال مشعل: "سوريا بحكم رئاستها للقمة العربية حاولت أن تتصل بالسلطة، وأن تخطو خطوةً مع فتح، لكن الرئاسة رفضت، وسوريا لم تشأ أن تزاحم أحدًا أو تتدخل في شأن أحد، وهنا تجدر الإشارة إلى ما تطرحه رام الله وبعض العواصم العربية حول تأثير إقليمي في مسار القضية الفلسطيني، وهو طرح يخلو من اتهام سوريا بشكل مباشر لحساباتهم معها، وإن كانت سوريا مضمرةً في الاتهام؛ فيستسهلون إيران، رافعين شعار (رمتني بدائها وانسلّت)، وعمومًا لا الإيرانيون ولا السوريون يتدخلون في هذا، لكن أعتقد أننا لا نحتاج إلى دليل على التدخل الصهيوني والأمريكي لدى الأطراف الأخرى!".
أمريكا وشاليط
وحول قضية الجندي شاليط أكد مشعل أنه لا جديد في ملفه؛ لأن العدو تراجع عن التزامه الأول الذي أبلغهم به الطرف المصري منذ شهور طويلة، وهنا توقفت المفاوضات غير المباشرة مع الفريق المصري، مضيفًا أن أولمرت وفريقه يتحمَّلون مسئولية تعطيل الإفراج عنه وعن أسرانا في سجون العدو، ولقد أتى الرئيس ساركوزي أثناء زيارته للقمة الرباعية في دمشق برسالة من عائلة شاليط واستلمتُها من الإخوة القطريين وأرسلتُها للإخوة في الداخل، وقاموا هم بارسالها لشاليط.
وبالنسبة للدور الأمريكي قال مشعل: الإدارة الأمريكية الراهنة منحازة للعدو الصهيوني، ومعتدية علينا وعلى أمتنا في العراق وأفغانستان، لكن هذا لا يعني أننا نرفع البندقية في وجه الأمريكيين؛ فنحن لنا عدوٌّ محدَّد، وعندما ذكرنا أننا مستعدُّون للتعامل مع إدارة أوباما؛ اشترطنا احترام حقوق شعبنا وثوابته، ومستعدون للتعامل مع العالم كله بشرط احترام حقوقنا والإصرار عليها واحترامنا لأنفسنا، لا أن نرمي أنفسنا في أحضان الآخرين، والحمد لله.. فإن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس لم ترسل لنا رسالةً ولم تُشِدْ بنا فهذا لم يحدث على الإطلاق.
وأعلن مشعل عن رؤية حماس الرسمية فيما يخص المصالحة الوطنية، قائلاً: أقدم لكم رؤية حماس في المصالحة الوطنية، وحماس مسئولة عن كل كلمة أقولها؛ لأن هذا موقف رسمي ومدروس في مؤسسات الحركة، ومضمونه ضرورة المصالحة الفلسطينية الحقيقية التي تعالج كل الملفات الوطنية الفلسطينية التي تمس الشأن الداخلي للوصول بعد ذلك إلى البرنامج السياسي، وهذا موقف مبدئي، وليس مؤقتًا ولا تكتيكيًّا، ولقد سألني السيد عمرو موسى عن ذلك فقلت له: نحن مصرُّون على المصالحة بكل استحقاقاتها الوطنية، وإن الانقسام لم يكن خيارًا؛ بل كان نتيجةً لمن حاول الانقلاب على نتائج انتخابات 2006م مدعومًا بالصهاينة والأمريكان، والدليل على ذلك متوفر.
رؤيتنا للحوار الفلسطيني
وشرح مشعل رؤية حماس للمصالحة؛ التي تنطلق من رزمة متكاملة تطبقها كافة الأطراف الفلسطينية، وتعتمد على الآتي حسبما قال:
1- حكومة وفاق وطني تتفق عليها الفصائل، وخاصةً حماس وفتح، وهذا لا يعني أننا نرفض الكفاءات في الوزارة بل نضع فيها من الكفاءات ما يناسب المرحلة.
2- بناء الأجهزة الأمنية في غزة والضفة على حدٍّ سواء (الأجهزة الأمنية في غزة آبقة، ويجب إعادتها لبيت الطاعة، وهذا إخضاع، وما نريده هو بناؤها جميعًا على أسس وطنية).
3- بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يتم إرجاؤه إلا بجدولة زمنية محددة.
4- نريد مصالحات على الأرض لمعالجة الجراح التي في النفوس في غزة والضفة.
5- إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بموعد زمني محدد وبضوابط.
وأضاف مشعل أنه في هذه الحالة فإن المصالحة تكون ناتجةً من حوار حقيقي (الاتفاق قبل التوقيع)، وعلى أي راعٍ أن يعطي وقتًا كافيًا للمصالحة؛ فمثلاً السعودية جمعت الفرقاء اللبنانيين في الطائف شهرًا وخرجوا باتفاق دام واستمر، ونحن نريد أسبوعًا واحدًا.. أليس هذا هو المنطق الحقيقي؟!