اختطف
المنتخب الوطني اليوم بملعب "شيازي" بكابيندا الأنغولية ورقة التأهل إلى
دور نصف نهائي لكأس أمم إفريقيا بأنغولا 2010 على حساب أحد أكبر المرشحين
لحمل التاج الإفريقي "فيلة كوت ديفوار" في مباراة كانت قمة في الإثارة
والتنافس في انتظار ما ستسفر عنه مباراة اليوم بين مصر وأسود الكاميرون.
بداية
الشوط الأول كانت حذرة من الجانبين في محاولة لجس النبض وامتصاص حرارة
اللاعبين، حيث تمركزت الكورة كثيرا في وسط الميدان، مع سيطرة طفيفة
للايفواريين الذين عرفوا كيف يدخلون بقوة في أجواء المباراة، وتمكنوا من
هز شباك الحارس «فوزي شاوشي» في الدقيقة الرابعة عن طريق الظهير الأيمن
«كالو»، وبعدها تواصل ضغط الايفواريين بقيادة المهاجم «ديدي دروغبا» الذي
كان السم الناقع لدفاع الخضر، وكاد يسجل في العديد من المناسبات وسط
اختلال وهشاشة الدفاع الجزائري، الذي لم يدخل في أجواء المباراة، ففي
الدقيقة 12 «يايا توري» يخترق الدفاع ويقذف بقوة لكن «شاوشي» كان في
المكان المناسب هذه المرة.
وتواصلت هجومات الايفواريين الواحدة تلوى
الأخرى، حيث سجلنا محاولة «دروغبا» في د 14 حين توغل وسط الدفاع، وكاد أن
يمضي الهدف الثاني لولا تدخل «رفيق حليش»، الهدف المبكر للايفواريين أدخل
الشك في نفوس الخضر، حيث سجلنا العديد من الأخطاء المرتكبة في الخط الخلفي
كادت أن تكلف الخضر المزيد من الأهداف، بينما كانت الخطوط الايفوارية
الثلاثة أكثر تنظيما، وبدءا من الدقيقة الـ 20 حاول رفقاء «كريم زياني»
تنظيم الخطوط الثلاث والعودة في النتيجة، حيث تكللت استفاقة الخضر بتجسيد
العديد من الفرص أبرزها محاولة «نذير بلحاج» في الدقيقة 23 إثر مجهود فردي
بعد أن حول الكرة إلى غزال، لكن هذا الأخير لم يستغل الفرصة، وجاءت
المحاولة الثانية من نفس اللاعب الذي كان الأخطر في الخط الهجومي للخضر في
الدقيقة 31، وفي الربع الساعة الأخير من الشوط الأول لاحظنا عودة الخضر في
اللعب المنظم من خلال السيطرة جزئيا على وسط الميدان، وكللت محاولات رفقاء
«مجيد بوقرة» بتعديل النتيجة عن طريق «كريم مطمور» في الدقيقة الـ 39، ولم
يكتف الخضر بعدها بالدفاع بل سجلنا ضغطا رهيبا على الدفاع الايفواري.
أشبال المدرب «رابح سعدان» تحكموا في مجريات الشوط الأول أمام لاعبين
افواريين ظهر عليهم نوع من التعب.
وفي بداية الشوط الثاني الخضر دخلوا
في المباراة دون مقدمات،ففي الدقيقة 58كاد وفي هجمة مرتدة كاد مطمور يضيف
الهدف الثاني،وردا على هذه المحاولة كاد الفيلة تعميق الفارق عن عمل هجومي
منظم من البارع«دروغبا» الذي تحصل على ركنية في د59.
عموما فقد شهدت
العشرين دقيقة ضغط جزائري رهيب على الدفاع الايفواري زرعت الشك والخوف في
قلوب الفيلة.وتكلل هذا الضغط الرهيب بخلق فرصة كانت الأخطر للخضر في د69
حين وجد كريم مطمور نفسه وجها لوجه أمام الحارس الإيفواري لكنه لم يتمكن
من دكها في الشباك.وفي محاولة له إعطاء نفس جديد أحدث المدرب الإيفواري
تغييرا بإدخاله اللاعب «فايي» لتعزيز وسط الدفاع،بديلا لـ«تيوتي».
الشوط الثاني كان "مهبولا"
وتحول اللقاء إلى مباراة مجنونة
وبدخول
الربع ساعة الأخير للمباراة تواصلت الحملات الهجومية للخضر بقيادة كريم
مطمور الذي كاد يضيف الهدف الثاني في الدقيقة الـ 74، وفي الدقيقة 82 أمام
العقم الهجومي للايفواريين أحدث مدرب الفيلة تغيرا ثانيا بإدخاله «عبد
القادر كايتا» وإخراجه مسجل الهدف «كالو» محاولة منه لإنهاء المباراة قبل
الوقت الإضافي، وفي الدقيقة الـ 84 ضيع رفقاء «دروغبا» فرصة سانحة للتسجيل
عن طريق «جيرفينيو» بسبب التسرع، وواصلت التشكيلة الايفوارية ضغطها على
الدفاع الجزائري حتى الدقيقة 89، أين تمكن البديل «كايتا» من تسجيل الهدف
الثاني.وبينما كان الجميع ينتظر إعلان صافرة النهاية ،عاد الخضر من بعيد
عن طريق الماجيك «مجيد بوقرة» الذي استطاع بطريقة أكثر من رائعة تسجيل هدف
التعادل وإعادة الأمور إلى نصابها،جاء هذا الهدف المجنون في الوقت القاتل
وأعاد الروح لأنصار الخضر الذين شاهدوا سيناريو مجنون لمباراة استثنائية.
أحفاد نوفمبر يعودون بقوة ويسجلون الهدف الثالث
وفي
الشوط الأول من الوقت الإضافي دخل «أشبال سعدان» مباشرة في صلب الموضوع
وتمكن البديل «بوعزة» الذي دخل مكان «مغني» من هز شباك الحارس الإيفواري
معلنا الهدف الثالث في د 2 من الشوط الإضافي الأول،في د96 دخل «ديدان»
مكان «زكورا».
«شاوشي» قلب من حديد
«شاوشي»
رغم الإصابة التي عاودته على مستوى الظهر، إلا أنه أبى الخروج من المباراة
وتغييره بالحارس الثالث «محمد أمين زماموش» فكان السد المنيع وصمام الأمام
للخضر، أمام الحملات الهجومية للايفواريين بقيادة نجم تشلسي «ديدي
دروغبا».
سيناريو الشوط الثاني من الوقت الإضافي كان مشابها لبداية
لشوط الأول، حيث فرض رفقاء كريم «زياني» ضغطا رهيبا تكلل بخلق العديد من
الفرص والتي كادت أن تعمق الفارق، «سعدان» لإعطاء حيوية أكثر لخط الهجوم
وتعزيز خط الوسط، حيث أدخل «جمال عبدون» مكان كريم زياني الذي ظهر علية
نوع من التعب.
دروس في كرة القدم على المباشر
لا يمكن أن
نصف الشوط الإضافي الثاني مهما حاولت فلقد تجاوزتنا المباراة ولم نعد
نستطع نقل اللقطات الخطيرة ، بعد أن أصبحت كل الثواني خطيرة وأمتعنا
المنتخب الوطني الجزائري بلقطات حارة جدا لم نفهم معها ما يجري،لقد كان
الخضر يمطرون الفيلة الإيفوارية بهجمات نارية ،وأعطوهم بكل ثقة في النفس
،بكل شجاعة ،وبكل عزيمة دروسا في كرة القدم وعلى المباشر.
التعب نال من الجميع والحكم أضاف 4 دقائق أخرى...
تعبنا
حقيقة في نقل هذه المباراة ،ولم يمر الوقت... الجميع على أعصابهم ،الكل
ينتظر ،الأبطال قاب قوسين ولكم أن تكملوا صور الفرحة التي اهتزت بها
الجزائر بعد صافرة النهاية..ألفألف مبروك للأبطال ،محاربو الصحراء