إسلام أون لاين.نت
جانب من احتجاجات المتضامنين
العريش (مصر)- أصيب أكثر من 50 شخصا في اشتباكات بين قوات الأمن المصرية وأفراد قافلة "شريان الحياة 3" التي تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة في ميناء العريش المصري.
واندلعت الاشتباكات مساء الثلاثاء إثر احتجاج أفراد القافلة على قرار السلطات المصرية عدم السماح إلا لـ 139 مركبة فقط في القافلة بالعبور للقطاع عن طريق معبر رفح الذي يبعد 45 كم عن مدينة العريش، وفرض عبور 59 مركبة أخرى عن طريق إسرائيل، بحسب رويترز.
وأضافت رويترز أن أعضاء القافلة الذين ينتمون لنحو 13 جنسية اعترضوا على القرار المصري، واستولوا على الميناء وردد بعضهم هتافات تقول "غزة غزة رمز العزة" و"الله أكبر".
وقال مصدر أمني مصري: إن "الشرطة استخدمت خراطيم المياه والعصي لإجبار الناشطين على مغادرة ميناء العريش، في حين قام أعضاء القافلة بقذفهم بالحجارة".طالع أيضا
شريان الحياة تغادر إلى ميناء العريش المصري ( فيديو )
محامون أمريكيون: لا يحق لمصر أو إسرائيل منع قوافل غزة
كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن 500 من أفراد القافلة قاموا بتحطيم إحدى البوابات في الميناء وتجمهروا للاحتجاج على القرار، ثم قاموا بإغلاق مدخلي الميناء، ومنعوا وصول المئات من رجال الشرطة.
وأفاد شهود عيان بأن 40 من أفراد القافلة البالغ عددهم (520 شخصا)، و15 من أفراد الأمن المصري أصيبوا في الاشتباكات.
وقال جورج جالاوي النائب البريطاني عن حزب "الاحترام"، والذي يقود القافلة لرويترز إن إسرائيل على الأرجح ستمنع وصول هذه المساعدات إلى القطاع، مضيفا: "مما يخالف الضمير تماما أن يذهب 25% من قافلتنا إلى إسرائيل ولا تصل غزة أبدا".
ومن جانبه قال زاهر بيراوي، المتحدث الرسمي باسم القافلة: "إن العشرات من أعضاء القافلة اعتصموا على بوابة ميناء العريش في أعقاب قرار السلطات المصرية رفض إدخال ثلث القافلة إلى قطاع غزة، على الرغم من أنه تم الاتفاق، بوجود الوسطاء الأتراك، على دخول القافلة بأكملها خلال المفاوضات التي تمت في مدينة العقبة الأردنية قبل أيام"، وفق وكالة قدس برس.
وأضاف بيراوي أن أفراد الأمن المصري قاموا بإلقاء الحجارة، التي جلبوها بسيارات الأمن، واستخدموا العصي في ضرب المتضامنين؛ حيث أصيب بعضهم بجروح وكسور مختلفة، إضافة إلى تضرر ما لا يقل عن عشر سيارات من سيارات القافلة بأضرار مختلفة، كما اعتقل الأمن المصري عددا من أعضاء القافلة، على حد قوله.
يذكر أن عددا كبيرا من أفراد القافلة هم من تركيا التي حاولت حكومتها التوسط بين الناشطين والحكومة المصرية لحل الخلافات العديدة التي نشأت أثناء الرحلة بينهما.
مظاهرات في إستانبول
وفي إستانبول تظاهر المئات من المواطنين الأتراك، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أمام القنصلية المصرية، تنديدا بـ"اعتداء" أجهزة الأمن المصرية على أعضاء القافلة.
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وقام بعضهم بإلقاء الحجارة على مبنى القنصلية، مهددين باقتحامها إذا تم التعرض للقافلة، والتي تضم خمسة نواب أتراك إلى جانب العديد من المتضامنين، إضافة إلى عشرات الشاحنات التركية، بحسب قدس برس.
وقال المتظاهرون إنهم سيبقون أمام القنصلية المصرية إلى حين السماح لقافلة "شريان الحياة 3" بدخول قطاع غزة، محذرين من التعرض للنواب الأتراك الخمسة المشاركين في القافلة، مشيرين إلى أن التعرض لهم يعني التعرض للشعب التركي بأكمله، حسب قولهم.
وكانت القافلة التي تتألف من نحو 200 مركبة وتحمل أغذية ومواد إغاثة قد وصلت إلى ميناء العريش الواقع على البحر الأبيض المتوسط يوم الإثنين بعد خلاف مع القاهرة حول الطريق التي يجب أن تسلكه لإيصال المساعدات لغزة.
وهذه هي القافلة الثالثة التي ينظمها جالاوي -المؤيد للقضايا العربية والفلسطينية بشكل خاص- إلى القطاع لرفع الحصار عنه.
ويسعى منظمو قوافل شريان الحياة إلى كسر الحصار عن القطاع الذي تعرض لدمار شديد في الحرب التي شنتها إسرائيل عليه العام الماضي والتي قتل فيها نحو 1400 فلسطيني نصفهم من الأطفال والنساء. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ أكثر من 3 سنوات.