بسم الله الرحمن الرحيم
وان يونس لمن المرسلين اذ ابق الي الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين
ذكره في القرآن
ذكر يونس في القرآن باسمه اربع مرات في سورة النساء والانعام ويونس والصافات
وذكر بالوصف حيث لقبه الله بذي النون اي الحوت في سورة الانبياء في قوله تعالي: وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه
وبلفظ صاحب الحوت في سورة القلم في قوله تعالي: فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت
فيكون قد ذكر في القرآن ست مرات اربع مرات بالاسم ومرتين بالوصف
نسبه عليه السلام
لم يذكر المؤرخون نسبا ليونس وانما اتفقوا علي ان اسمه يونس بن متي قالوا ومتي هي امه ولم ينسب الي امه من الرسل سوي عيسي بن مريم ويونس بن متي عليهما السلام ويسمي عند اهل الكتاب يونان بن امتاي وهو من بني اسرائيل ويتصل نسبه ال بنيامين احد اولاد يعقوب عليه السلام وهو اخو يوسف الشقيق
دعوته عليه السلام
ارسله الله نعالي الي اهل نينوي من ارض الموصل بالعراق وكان قد دخلت اليهم الوثنية وانتشرت فيهم عبادة الاصنام ولهم صنم يسمي عشتار فدعاهم فكذبوه ولم يستجيبوا لدعوته فبقي معهم يذكرهم ويدعوهم ويعظهم ولكنه لم يلق منهم الا الصدوآذانا صما وقلوبا غلفا فضاق بهم ذرعا ثم اوعدهم العذاب ان لم يؤمنوا فلما طال عليه الامر بينهم خرج من بينهم قبل ان يامره الله تعالي بالخروج وظن ان الله لن يؤاخذه علي هذا الخروج ولن يضيق عليه بسبب الخروج من القرية وهجره لاهلها قبل ان يؤمر بالخروج وهذا معني قوله: وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه
فهو قد ذهب مغاضبا لقومه لا لربه
قال بن مسعود فلما خرج من بين اظهرهم وتحققوا نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبه والانابه وندموا علي ما كان فيهم علي نبيهم فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا الي الله عز وجل وصرخوا وتضرعوا وبكي الرجال والنساء والبنون والبنات وجأرت الانعام الدواب وكانت ساعة عظيمة هائلة فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب الذي دار علي رؤسهم كقطع الليل المظلم ولهذاقال تعالي: فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الي حين
يونس في جوف الحوت
اما يونس بعد تركه قومه ذهب الي الشاطيء فوجد سفينه علي سفر فطلب من اهلها ان يحملوه معهم فتوسموا في خيرا فاركبوه معهم ولما توسطوا البحر هاج بهم واضطرب فقالوا ان فينا صاحب ذنب فاستهموا فيما بينهم فوقع السهم علي يونس فسألوه عن شأنه وعجبوا من امره وهو التقي الصالح فحدثهم بقصته فأشفقوا ان يلقوه في البحر وارادوا الرجوع به الي الساحل فأآشار عليهم بأن يلقوه في اليم ليسكن عنهم غضب الله فألقوه فالتقمه حوت عظيم بأمر الله وسار به في حفظ الله وتأديبه في الظلمات وتمت المعجزة فقد اوحي الله الي الحوت ان لا يصيب من يونس لحما ولا يهشم له عظما فحمله الحوت العظيم وسار به في عباب البحر حيا يسبح بحمد ربه ويستغفره وينادي في الظلمات
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
فاستجاب الله له ونجاه من الغم ثم اوحي الله الي الحوت ان يقذفه بالعراء علي ساحل البحر فألقي به وهو سقيم وقد مكث في بطن الحوت ثلاثة أياما بلياليها ثم وجد نفسه في العراء سقيما هزيلا فحمد الله علي النجاة وانبت الله عليه شجرة من يقطين فاكل منها واستظل بظلها وعافاه الله من سقمه وتاب عليه وعلم يونس ان ما اصابه تأديب رباني له محفوفا بالمعجزة حصل له بسبب استعجاله وخروجه عن قومه مغاضبا لهم بدون اذن صريح من الله له
ونختم بالقرآن الكريم :
وان يونس لمن المرسلين اذ أبق الي الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الي يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وانبتنا عله شجرة من يقطين وأرسلناه الي مائة الف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم الي حين-.................. الآية
والله تعالي اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/ كريم علي

:اسعدت:
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك
اللهم أمين