:?:
شكرا الأخت خديجة على هد الموضوع
التقوى
المتقون اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما اقترض الله عليهم وهو تعريف الحسن البصرى وكدلك تعريف علي رضي الله عنهالتقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل في رأي التعريفان مناسبات لإضهار معنى التقوىأما جزاء المتقين وما أعد الله لهملبد من تطرق الى عدة عناصر لها صلة بهدا الموضوع وهي : أهمية التقوى في دين الله والدعوة .
- للتقوى أهمية كبرى في دين الله عز وجل إذ إنها ركيزة عظمى ترتكز عليها أصول الإسلام ومبادئه ، وأحكامه وشرائعه .
- بالتقوى تقوى الأخوة في القلوب ، وتثبت ركائزها في النفوس ؛ مما له الأثر في سلامة الصف من الفرقة والاختلاف .
- إن القلب الذي أشرب تقوى الله من أشد القلوب تعظيماً لحرمات الله وشعائره وألزمها لحدود الله وشرائعه .
- إن التقوى تعصم صاحبها من كثير من الدنايا والسيئات ، وإذا ما ألمّ بشيء منها ؛ فإنها تحمله على الإقلاع عنها وعدم الإصرار عليها .
- التقوى عدّة في الفتنة ، وزاد يوم المحنة ، فما صبر على الحق وثبت إلا المتقون .
- التقوى نور للدعاة يبصرون به الحق ويميزونه عن الباطل .
- هي الوصية النبوية للدعاة الذين كان يرسلهم صلى الله عليه وسلم دعوته ونشر رسالته .
- صلة تربط القلب بخالقه فيراقبه ويخشاه ، ويجعل عمله في رضاه ، ثم هو بعد هذا صابر في الضراء ، شاكر في السراء ، ذاكر في الصباح والمساء .
- الحديث عن التقوى – في هذه الأزمان التي كثر فيها اقتحام المحرمات ؛ فضلاً عن المكروهات والشبهات من فئام من الدعاة – أصبح ضرورة تذكيراً للناسي وإيقاظاً للغافل ، كما أنه تعليم للمبتدئ لتصحّ بدايته .
2- فضل التقوى ومنزلة المتقين لقد تجاوز عدد الآيات التي ورد فيها ذكر للتقوى والمتقين مائتي آية بين أمر بها وحض عليها وترغيب فيها وبيان منزلتها وفضل أصحابها في الدنيا والآخرة .. وإليك طرفاً من تلك الفضائل الربانية والمنن الإلهية التي رفع بها منزلة التقوى وأعلى شأن أصحابها .
أ- التقيّ هو الأكرم عند الله :
- قال تعالى : {
إن أكرمكم عند الله أتقاكم } .
- وقال عليه الصلاة والسلام : (
يا أيها الناس إن ربكم واحد وأباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ، ولا أسود على أحمر ، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى )
- وسئل صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله من أكرم الناس ؟ قال : ( أتقاهم ) .
ب- المتقون أولياء الله وأحباؤه :
- قال الله تعالى : {
بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين } .
- وقال عز وجل : {
فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين } .
- وقال تعالى : {
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .
ج- معية الله للمتقين :
- قال تعالى : {
واتقوا الله ويعلمكم الله واعلموا أن الله مع المتقين } .
- {
إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }
د- تأييد الله للمتقين بالقوة والمدد :
- التأييد من الله للمتقين تارة بالملائكة : {
بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين } .
- وتارة يكون بإحباط كيد الأعداء وإبطاله : {
وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما تعملون محيط } .
- وتارة يكون بتنحية المتقين من البلاء النازل بغيرهم {
وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون } .
- وتارة تكون بالنصر والغلبة وحسن العاقبة ، قال تعالى : {
والعاقبة للمتقين } .
هـ - تيسير الأمور وسعة الأرزاق :
- قال الله تعالى : {
فأما من أعطى واتقى * وصدّق بالحسنى * فسنيسره لليسرى } .
- وقال عز وجل : {
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب } .
- وقال جلّ في علاه : {
ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } .
و- الفوز بالجنة ونعيم الآخرة :
- قال تعالى : {
ومن يطع الله ورسوله ويخشَ الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } .
- وقال سبحانه : {
زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب } .
- ومن آيات التبشير بما أعده الله لهم من فوز عظيم وأجر كبير قوله تعالى : {
وجنة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين } وقوله تعالى : {
إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعناباً * وكواعب أتراباً } .
ز- هدايته – سبحانه – لهم وتعليمه إياهم :
- أما الهداية فقوله سبحانه : {
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين } .
- وأما العلم فقوله تعالى : {
واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم } .
ح- إصلاح العمل وتكفير السيئات :
- قال تعالى : {
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم } .
- وقوله سبحانه : {
إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم } .
3- من هو التقيّ ؟ أو ما هي صفات المتقين ؟ :- أداء الفرائض واجتناب المحرمات .
- الحفاظ على حقوق الناس وحسن عشرتهم ( حسن الخلق ) .
- المسارعة إلى التوبة ، وعدم الإصرار على المعصية .
- التوقير للرسول صلى الله عليه وسلم .
- البذل والتضحية والثبات على العهد .
- العدل والإنصاف .
- كف اللسان عن الأذى .
- محاسبة النفس وهضمها .
4- شجرة التقوى :التقوى شجرة متفرعة الأغصان ، متفيئة الظلال ، طيبة الثمار ، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من فروعها الزاكية ومنها :
أ- زاد التقوى :
الزاد نوعان : مادي تقوّى به الأبدان وهو المأكل والمشرب ، وقد أمرنا الله بالطيب فيه فقال : {
يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ، ونوع معنوي تقوى به القلوب والأرواح ولا حياة لها إلا به {
أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } .
إذا أنت لم ترحل بزاد من التُقى *** ولاقيت بعد الموت مَن قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله *** وأنك لم تُرصد كما كان أرصدا
قال أحمد بن حنبل يوصي على بن المزيني ، وهو يودعه : " اجعل التقوى زادك ، وانصب الآخرة أمامك ".
ب- كلمة التقوى :
قال الله تعالى : {
وألزمهم كلمة التقوى } قال غير واحد من المفسرين : " هي كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) إذ هي عماد التقوى ، والتي تجعل صاحبها لا يتحرك إلا أثراً عنها " .
ج- لباس التقوى :
قال الله تعالى : {
يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير } ، فمن نعم الله – عز وجل – علينا أن أنزل علينا لباسين أحدهما يواري سوآت الجسد من العري القبيح الذي هو من صفات البهائم ، والآخر لباس التقوى الذي يستر النفس مما فيها من فجور ودناءة .
د- إلهام التقوى :
قال الله تعالى : {
ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها } .
و- حق التقوى :
قال تعالى : {
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } ، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في حق التقوى : " أن يطاع فلا يُعصى ، وأن يُذكر فلا يُنسى ، وأن يشكر فلا يكفر " .
5- مراتب التقوى :ليس المتقون على درجة واحدة من التقوى ، فهم في مراتب متفاوتة ودرجات متفاضلة ، قال الطيبي : " والتقوى مراتب :
الأولى : التوقي عن العذاب المخلّد بالتبرؤ من الشرك ، قال الله تعالى : {
وألزمهم كلمة التقوى } أي وفقهم لتوحيده وإخلاص العبادة له .
الثانية : تجنّب كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر وهو المتعارف بالتقوى في الشرع والمعني بقوله تعالى : {
ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا } .
الثالثة : التنزه عما يشغل سره عن ربه وهو التقوى الحقيقة المطلوبة بقوله {
اتقو الله حق تقاته } ، والمرتبة الثانية هي المقصودة بالحديث : (
لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس ) . ويجوز تنزيله على الثالثة أيضاً .
6- تقوى السر :المتقي الصادق هو من اتقى الله في سرّه وعلانيته ، وغيبته وشهادته ؛ ذلك لأنه علم أن – عز وجل – قريب منه ، مطلع عليه ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، فمن استحضر رقابة الله عليه في أحواله كلها أوجب له ذلك الكف عن المحرمات والتوقي عن السيئات .
كان الإمام أحمد يُنشد:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** ولا أن ما يخفى عليه يغيب
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : " ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر ، يخلو بمعاصي الله ، فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين " .
وقال أبو سليمان : " الخاسر من أبى للناس صالح عمله ، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد " .
7- كيف نصل إلى منزلة التقوى ؟هناك جملة أمور تعين صاحبها على الوصول إلى منزلة التقوى ، ومن هذه الأمور :
- العلم
- التزام الفرائض والإكثار من النوافل .
- قراءة القرآن بتدبر .
- الدعاء .
- صحبة المتقين .
- القراءة في سير المتقين .
- الجدية في الالتزام .
- عدم الإغراق في المباحات .
- الابتعاد عن الشبهات ومواطن الريب .
- تذكر الموقف بين يدي الحق عز وجل .
8- أحاديث في التقوى والورع :- هل تتعارض التقوى مع الغنى ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
لا بأس بالغنى لمن اتقى ، والصحة لمن اتقى خير من الغنى ، وطيب النفس من النعم ) .
- من اتقى دخل الجنة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
من اتقى الله دخل الجنة ينعم فيها ولا يبأس ، ويحيا فيها ولا يموت ، ولا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ) .
- كرم المرء تقواه :
قال رسول لله صلى الله عليه وسلم : (
كرم المرء تقواه ، ومروءته عقله ، وحسبه خلقه ) .
- اتقوا الدنيا .. اتقوا النساء :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (
إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعلمون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ؛ فإن أول فتنة بين إسرائيل كانت في النساء ) .
- قال صلى الله عليه وسلم : (
الحسب : المال ، والكرم : التقوى ) .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .