نص القاء الصحفي..

س1- ما آخر ما قدمت من كتابات حديثة في مجال التربية والتربية الإسلامية؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. فإني أشكركم على الجهد المميز الذي تبذلونه في خدمة قريتنا الجميلة والعزيزة، ج 1- آخر كتاب صدر لي موجه للشباب والفتيان والشابات والفتيات وهو يتمحور حول ما يمكن أن نسميه ( التربية الذاتية) وعنوانه ( إلى أبنائي وبناتي: خمسون شمعة لإضاءة دروبكم) وقد لقي بحمد الله قبولاً واسعاً على امتداد الوطن العربي حيث طبع أربع مرات خلال ستة أشهر. س2- ما هو واقع اللغة العربية في هذا الوسط المتعدد الثقافات، وما هي أشكال الهيمنة التي تمارسها اللغات الأجنبية في ظل العوامل السياسية والاقتصادية؟ ج2- واقع اللغة العربية من واقع العرب، والعربية تواجه اليوم هجوماً مزدوجاً من قبل العاميات المحلية واللغات الأجنبية الغازية، الشعر النبطي والشعبي ينتشر والانجليزية تغزو أسواق العمل والمال والإعلام، والعربية تستغيث ولا مغيث ولا بد من القيام بأعمال استثنائية على مستوى التشريع والتعليم وعلى المستوى الشعبي كي نبعث فيها الحيوية من جديد. س3- هل لديك رؤية واضحة ومحددة بمواصفات المعلم الناجح؟ ج 3-كنت قد وضحت رؤيتي للمعلم الناجح في كتاب (بناء الأجيال) ولكن يمكن القول أن المعلم الناجح هو من: 1) يعتقد أن مستقبله في مهنة التعليم وليس في أي مجال آخر. 2) يحاول أن يفهم شخصيات طلابه وخلفياتهم الثقافية ويعامل الفروقات الفردية بينهم باحترام. 3) ينمي ثقافته العامة والتخصصية باستمرار، وتلك التنمية هي مصدر لمعانه وتجدده في عيون طلابه. 4) يعرف زمانه ويعرف التحديات والفرص التي تنتظر طلابه وينمي وعيهم اتجاهها. 5) مستقيم في سلوكه ويقدم لطلابه نموذجاً في الصلاح. 6) جاد وعادل ولطيف وشفاف. س-4- إن معظم النظريات الحديثة تركز على نتيجة مهارات التفكير المدرسي، هل قدمت رؤية واضحة في هذا المجال؟ ج 4- كتبت كتاباً اسمه (حول التربية والتعليم) وكتاباً عنوانه (تأسيس عقلية الطفل) كما كتبت عدداً من الكتب في قضايا التفكير، إن طبيعة عملي تتركز في الكليات والفضاءات والرؤى الاستراتيجية وإن اهتمامي بالتقنيات والآليات محدود. س 5- ما هي برأيك مقومات الإبداع على صعيد الشخص المسلم المعاصر؟ ج 5- يظن كثير من الناس أن الإبداع مرتبط على نحو نهائي وكلي بـ ( الذكاء) وهذا من الأوهام الشائعة. الإبداع مرتبط بالبحث الدؤوب وبالمثابرة والجدية والشغف باكتشاف المجهول أكثر من ارتباطه بتفوق الإمكانات الذهنية. شبابنا اليوم في حاجة إلى الأمل وسعة الأفق وإلى الدراسة في مؤسسات تعليمية جادة ومتفوقة, ولا بد مع كل هذا من التركيز في تخصص أو مجال محدد. إن المستقبل ليس ناتجاً آلياً ومطابقاً للواقع، وإن في عظماء الرجال الكثير ممن كانوا في الشطر الأول من أعمارهم أشخاصاً عاديين. س6- كيف تؤدي وسائل الإعلام في القنوات الفضائية دورها في عرض الثوابت الأساسية للمجتمع الإسلامي؟ ج6- في الفضاء العربي اليوم أكثر من (700) قناة وهي مرشحة لأن تصل خلال عشر سنوات إلى ما يزيد على (6000) قناة ومن المؤسف أن معظمها يقوم بدور سلبي وسلبي جداً، وقد كنا نظن أن الغزو الفضائي سيأتينا من الغرب فإذا به يأتينا من الشرق.! لن يكون من المفيد التحدث عن سلبيات الإعلام لأنه ترجمة حرفية لأخلاق من يمولونه، لكن من المهم أن نسعى إلى إثراء الإعلام الجيد وتدعيمه بكل وسيلة ممكنة. س 7- ما هي نسبة الدراسات الإسلامية التربوية الحديثة في ظل التحديات الثقافية المعاصرة؟ ج 7- العالم العربي والإسلامي فقير على نحو عام في كل أنواع البحث وهذا إلى ضآلة الأموال المرصودة للبحث العلمي مما تترتب عليه ضآلة الباحثين وقلة المراكز البحثية. وفي اعتقادي إن أزمتنا اليوم لا تتمثل في قلة الدراسات التربوية، وإنما في تصميم مناهج وأساليب تربوية تستفيد من المعطيات التربوية الناجزة، والطريق إلى التدريس الجيد والتربية الأسرية الجيدة بات واضحاً إلى حد كبير. س8- ماذا تقدم من نصائح للشخص الذي يريد أن يبدأ منهجاً في التغيير الذاتي؟ ج 8- كتبت كتاباً في هذه المسألة اسمه (اكتشاف الذات) أعتقد أنه مفيد لمن يريد أن يطور شخصيته. ويمكن القول هنا إننا نحتاج حتى نُدخل تغييرات جوهرية على شخصيتنا إلى الآتي: 1) وضع أهداف واضحة ومحددة، نلتزم ببلوغها خلال فترة زمنية محددة، فالخطة هي رقم + زمن. 2) ينبغي أن نوفر لأنفسنا الوقود الروحي الذي يدفعنا للتضحية والعمل، ولا أجد في هذا مثل الصلة بالله تعالى والعمل الحثيث على الفوز برضوانه. 3) إدارة الوقت على نحو جيد حيث إنني لا أعرف عظيماً لا يهتم بالوقت. 4) فهم نقاط القوة والضعف في شخصياتنا والعمل على الاستفادة من نقاط القوة والتعويض عن نقاط الضعف. 5) التخصص والتعلم المستمر والمثابرة في ذلك. س 9- كيف تنظر إلى برامج البرمجة العصبية والدماغية من خلال موقعك التربوي؟ ج 9- علم البرمجة العصبية علم أوهام تم تجميعه على نحو تعسفي من عدد من العلوم، وهو يعد بأمور كثيرة لا يمكن الوصول إليها. إن مجرد حضور دورة في ذلك ـ مهما كان المدرب عظيماً ـ لا يعني أي شيء، إذا لم يملك المرء إرادة صلبة وعزيمة ماضية لعمل ما شعر أن عليه أن يعمله. س10- كيف تنظر إلى واقع المناهج التربوية في مدارس الوطن العربي؟ ج 10- مناهج التعليم لدينا تعاني من خلل بنيوي هو الاعتماد على التلقين وجعل دور الطالب في اكتساب العلم ثانوياً، والمطلوب أن يكون المعلم مرشداً وموجهاً، وأن يقوم الطالب ببذل الجهد الأساسي في التعلم ولا أريد هنا أن أستعرض وجوه القصور في مدارسنا وتعليمنا فهذا حديث طويل وغير مرغوب. س11- هل من كلمة حول مفهوم (الفن) لديك؟ ج 11- الفن ذلك الجهد الأصيل (المباح) والمرموق الذي يدهش العقل، ويحرك أعماق الروح. س12- ماذا تعني (تيرمعلة) بالنسبة لك؟ ج 12- تيرمعلة تلك البقعة المشرقة من الأرض، فيها مراتع صباي ومعاهد طفولتي، سكنتها حيناً من الدهر، وهي اليوم تسكنني، حين يكون المرء صغيراً يصبح الوطن هو أمه! إن البلد الجيد هو الذي يسكنه أناس جيدون، فلنعمل سوياً على أن تظل (تيرمعلة) بلدة جيدة، ننمّـيها، ونعتز بالانتماء إليها. س 13- هل من كلمة أخيرة تقال للشباب الطامح؟ ج 13- لا تلتفتوا إلى أولئك الذين تخصصوا في وضع العصي في العجلات وبالدلالة على الطرق المسدودة، وعلى مقدار ثقتكم بكرم الله تعالى واتساع طموحاتكم تنالون وتكبرون، إن المرء يصبح كبيراً إذا أنجز الأعمال الكبيرة، وإن الإخلاص والنية الحسنة يحولان الأعمال الصغيرة إلى أعمال عملاقة. س14- أخيرا ما رأيك في فكرة إنشاء موقع الكتروني لقرية تيرمعلة؟ ج14- إنشاء موقع الكتروني للبلد يعرف بأخبارها وأوضاعها ويوجد نوعاً من الترابط بين أبنائها يعتبر هذا شيء جيد وإيجابي ونشكر الأخوة القائمين على هذا الموقع وإنشاء الله يتم تطويره بطريقة مستمرة. والله يتولانا وإياكم بلطفه وتوفيقه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته