نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 148 العمر : 33 أقطن في : الجزائر علم بلدي : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 28849 التميّز : 16
موضوع: الشهادتان معناهما ، وما تستلزمه كل منهما الأحد 19 أبريل 2009, 03:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشهادتان
معناهما ، وما تستلزمه كل منهما
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفرد بالكمال المتوحد بصفات الجلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعالى عن الأنداد والأمثال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي فضله ربه لما تميز به من شريف الخصال، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أهل الاتباع والامتثال.
أما بعد : فحيث إن التلفظ بالشهادتين والعمل بمقتضاهما هو الركن الأساسي للدين الإسلامي، وحيث إن جماهير أمة الدعوة يجهلون ما يراد بهما ويعتقدون أن المراد مجرد النطق بهما دون معرفة وعمل، وأن هناك من يفسرهما بما يخالف معناهما، لذا فقد أحببت أن أكتب بحثاً حول ذلك رجاء أن يستفيد منه من له قصد حسن ممن أراد الله به خيراً وذلك يتضمن مباحث .
المبحث الأول
في فضل هاتين الشهادتين
يجد القارئ في كتب الحديث والسنة كثيراً وكثيراً من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم تتضمن فضل هاتين الشاهدتين، والبشارة لمن أتى بهما بالجنة والرضوان، والسعادة والنجاة من عذاب الله وسخطه.
فمن ذلك حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"(متفق عليه) وفي رواية "أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية يشاء"(صحيح البخاري) . وفي صحيح مسلم وغيره عن عثمان رضي الله عنه مرفوعاً "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة"(صحيح مسلم). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة"(رواه مسلم) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار"(صحيح مسلم)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل: "ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار"، وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله". وكل هذه النصوص في الصحيحين أو أحدهما، ودلالتهما ظاهرة على فضل الإتيان بهاتين الكلمتين حيث رتب على ذلك دخول الجنة وفتح أبوابها الثمانية، والتحريم على النار . وورد أيضاً ترتب العتق من النار على ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وأنبياءك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمداً عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار ومن قالها أربعاً أعتقه الله من النار"رواه الترمذي وأبو داود عن أنس رضي الله عنه"، وورد أيضاً في فضل هذه الكلمة أنها ترجح بالسيئات بل بجميع المخلوقات إلا ما شاء الله، فروى ابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال موسى يا رب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به قال يا موسى قل لا إله إلا الله قال: "يا رب كل عبادك يقولون هذا" وفي رواية قال: "لا إله إلا أنت إنما أريد شيئاً تخصني به. قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله". وروى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن نوحاً عليه السلام قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ولا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لفصمتهن لا إله إلا الله" . وروى الترمذي وغيره عن عبدالله ابن عمرو حديث صاحب البطاقة الذي يدعى يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلاً -يعني من السيئات- ثم يخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة. فأنت ترى هذه النصوص الصحيحة قد أفادت النجاة والفوز لأهل هذه الكلمة، ولكن لابد من تحقيقها والعمل بمقتضاها فإن هذه الأدلة المطلقة تحمل على الأخرى التي قيد فيها الإتيان بالشهادتين بالإخلاص والصدق... الخ لتكون بذلك مؤثرة في العمل والسلوك .
المبحث الثاني القتال على الشهادتين ووجوب الإتيان بهما
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقهما وحسابه على الله عز وجل". وفي رواية لمسلم: "حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به"(البخاري ومسلم). وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله"(صحيح البخاري). وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس. يعني المشركين - حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وأكلوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها"(صحيح البخاري). والأحاديث في هذا كثيرة، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتقبل كل فرد أسلم بعد أن يتكلم بالشهادتين فقد ذكر المؤرخون في قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: السلام عليك يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. قال فرأيت الاستبشار في وجهه. وذكروا عن خالد بن الوليد أنه قدم المدينة للإسلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فسلمت عليه وقلت: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال: "الحمد لله الذي هداك" . وكذا قصة إسلام خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إلام تدعو؟ قال: "أدعوك إلى الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يضر ولا ينفع، ولا يدري من عَبَدَهُ ممن لا يعبده" قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فهذه القصص ونحوها تفيد أن النطق بالشهادتين شرط لقبول الإسلام، فمن أتى بهما دخل في هذا الدين، وعصم بذلك دمه وماله وحرم قتله، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة لما قتل من تلفظ بهذه الكلمة، ففي صحيح مسلم وغيره عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية قال: فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أقال لا إله إلا الله وقتلته؟" قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح. قال: "أفلا شققت عن قلبه"(صحيح مسلم) . وفي حديث جندب البجلي في الصحيح أن أسامة قال: يا رسول الله أوجع في المسلمين وقتل فلاناً وفلاناً، وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله، قال: "فكيف تصنع بلا إله إلا اله إذا جاءت يوم القيامة"(صحيح مسلم) . وفي حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: "فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله"(متفق عليه) . وفي المعنى أحاديث كثيرة تفيد أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يكتفي من أهل زمانه بهاتين الشهادتين، وأن من أتى بهما وعمل لمدلولهما، والتزم بما تستلزمه كل منهما من الطاعة لله ورسوله وجميع أنواع العبادة، فيوحد الله عز وجل، ويتخلى عن العادات الشركية، ويأخذ ذلك من معنى قوله لا إله إلا الله، كما يلتزم طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعه بمجرد قوله: محمد رسول الله وما ذاك إلا أن القوم إذ ذاك كانوا عرباً فصحاء يعرفون ويفهمون معنى الشهادة، ومعنى "الأدلة" وما في هذه الكلمة من النفي والإثبات، فلا جرم اقتصر على تلقينهم هذه الكلمة، وذلك أن من شرط نجاة من تلفظ بهذه الشهادة أن يكون عالماً بمعناها عاملاً بمقتضاها ظاهراً وباطناً، قال الله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إلَهَ إِلاَّ الهُ)(محمد:19) وقال عز وجل: (إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(الزخرف:86) ونحو ذلك من الآيات التي تبين أنه يشترط العلم بمعناها . وعلى هذا فيجب الكف عن من أتى بالشهادتين ظاهراً من المشركين، ويحقن بذلك دمه حتى يختبر وينظر في أمره بعد ذلك، فإن استقام على الدين والتزم بالتوحيد، وعمل بتعاليم الإسلام، فهو مسلم له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، وإن خالف مقتضى ما شهد به أو ترك بعض ما كلف به جحداً وإنكاراً، أو استباح المحرمات المعلوم بالضرورة تحريمها، لم تعصمه هذه الكلمة، وهذا هو الواقع في الكثير من أهل هذا الزمان من علماء وعامة جهلة أو مقلدة، حيث إن الكثير من العوام في هذه القرون المتأخرة قد فسدت عقائدهم، ونشؤوا على جهالة بالدين وبمدلول الشهادتين، بل معاني اللغة العربية كلها، فلا جرم أصبح الجمهور منهم لا يفهمون معنى الشهادتين، ويقعون في ما يناقضهما صريحاً، ويكتفون بمجرد التلفظ بهما معتقدين أن الأجر والحسنات وعصمة الدم والمال تحصل بترديد هذه الأحرف الجوفاء، دون معرفة لمعانيها ولا عمل بمقتضاها، لذلك نحن بحاجة إلى الكلام على معاني هاتين الشهادتين لإقامة الحجة على من خالف ذلك معنى ، واكتفى بالتلفظ بهما وزعم أنه بذلك مسلم كامل التوحيد .
المبحث الثالث في معنى كلمة لا إله إلا الله
لقد عني أئمة الدعوة رحمهم الله ببيان معنى كلمة التوحيد فأفردها الشيخ محمد بن عبدالوهاب برسالة في جواب سؤال، وتكلم عليها في كشف الشبهات وغيره، وتعرض لها شراح كتاب التوحيد وغيرهم، وإليك ما ذكره الشيخ سليمان ابن عبدالله في تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد صـ53 حيث يقول: ومعنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا إله واحد، وهو الله وحده لا شريك له كما قال تعالى: (وَمَاً أَرْسَلْنَا مِن قًبلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِيَ إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهً إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ)(الأنبياء:25). مع قوله تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)(النحل:36). فصح أن معنى الإله هو المعبود، ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكفار قريش "قولوا لا إله إلا الله" قالوا: (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب)(ص:5). وقال قوم هود: (أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد ءاباؤنا)(الأعراف:70). وهو إنما دعاهم إلى لا إله إلا الله، فهذا هو معنى لا إله إلا الله، وهو عبادة الله وترك عبادة ما سواه، وهو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، فتضمنت هذه الكلمة العظيمة أن ما سوى الله ليس بإله، وأن إلهية ما سواه من أبطل الباطل وإثباتها أظلم الظلم، فلا يستحق العبادة سواه، كما لا تصلح الإلهية لغيره، فتضمنت نفي الإلهية عما سواه، وإثباتها له وحده لا شريك له، وذلك يستلزم الأمر باتخاذه إلهاً وحده والنهي عن اتخاذ غيره معه إلهاً، وهذا يفهمه المخاطب من هذا النفي والإثبات، كما إذا رأيت رجلاً يستفتي أو يستشهد من ليس أهلاً لذلك، ويدع من هو أهل له، فتقول هذا ليس بمفت ولا شاهد، المفتي فلان والشاهد فلان، فإن هذا أمر منه ونهي، وقد دخل في الإلهية جميع أنواع العبادة الصادرة عن تأله القلب لله بالحب والخضوع، والانقياد له وحده لا شريك له، فيجب إفراد الله تعالى بها كالدعاء والخوف والمحبة، والتوكل والإنابة والتوبة والذبح والنذر والسجود، وجميع أنواع العبادة، فيجب صرف جميع ذلك لله وحده لا شريك له، فمن صرف شيئاً مما لا يصلح إلا لله من العبادات لغير الله فهو مشرك ولو نطق بـ لا إله إلا الله، إذ لم يعمل بما تقتضيه من التوحيد والإخلاص. ذكر نصوص العلماء في معنى الإله: قال ابن عباس رضي الله عنه: "الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، وقال الوزير أبو المظفر في الإفصاح" قوله: شهادة أن لا إله إلا الله، يقتضي أن يكون الشاهد عالماً بأن: لا إله إلا الله، كما قال الله عز وجل:(فاعلم أنه لا إله إلا الله)(محمد:19) . وينبغي أن يكون الناطق بها شاهداً فيها، فقد قال الله عز وجل ما أوضح به أن الشاهد بالحق إذا لم يكن عالماً بما شهد به، فإنه غير بالغ من الصدق به مع من شهد من ذلك بما يعلمه في قوله تعالى: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)(الزخرف:86) . قال: واسم الله تعالى مرتفع بعد (إلا) من حيث أنه الواجب له الإلهية، فلا يستحقها غيره سبحانه، قال: واقتضى الإقرار بها أن تعلم أن كل ما فيه أمارة للحدث، فإنه لا يكون إلهاً، فإذا قلت لا إله إلا الله، فقد اشتمل نطقك هذا على أن ما سوى الله ليس بإله، فيلزمك إفراده سبحانه بذلك وحده. قال: وجملة الفائدة في ذلك أن تعلم أن هذه الكلمة هي مشتملة على الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، فإنك لما نفيت الإلهية وأثبت الإيجاب لله سبحانه، كنت ممن كفر بالطاغوت وآمن بالله. وقال أبو عبدالله القرطبي في التفسير: لا إله إلا الله، هو، أي: لا معبود إلا هو. وقال الزمخشري: الإله من أسماء الأجناس -كالرجل والفرس- واسم يقع على كل معبود بحق أو بباطل، ثم غلب على المعبود بحق. وقال شيخ الإسلام: الإله هو المعبود المطاع: وقال أيضاً: في لا إله إلا الله إثبات انفراده بالإلهية، والإلهية تتضمن كمال علمه وقدرته ورحمته وحكمته، ففيها إثبات إحسانه إلى العباد، فإن الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع. وقال ابن القيم رحمه الله: الإله هو الذي تألهه القلوب محبة وإجلالاً، وإنابة وإكراماً وتعظيماً وذلاً وخضوعاً، وخوفاً ورجاءً وتوكلاً عليه، وسؤالاً منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل، فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحاً في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله، ونقصاً في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، وهذا كله من فروع الشرك. وقال البقاعي: لا إله إلا الله، أي انتفى انتفاءً عظيماً أن يكون معبود بحق غير الملك الأعظم، فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة، وإنما يكون علماً إذا كان نافعاً، وإنما يكون نافعاً إذا كان الإذعان والعمل بما تقتضيه، وإلا فهو جهل صرف.
يتبع....
العائدة إلى الله وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 1717 العمر : 44 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 31690 الأوســــمة : التميّز : 43
موضوع: رد: الشهادتان معناهما ، وما تستلزمه كل منهما الجمعة 19 يونيو 2009, 22:59