نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 4853 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 36740 الأوســــمة : التميّز : 82
موضوع: هكذا علمنا النبي الاستقامة والبعد عن التزمت السبت 18 أبريل 2009, 22:05
علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نكون جادين في حياتنا وكيف نلتزم بالاستقامة في كل حياتنا وان نربي أنفسنا ونربي صغارنا على حياة العفة والفضيلة وتحري الحلال، والبعد عن الحرام، وتجنب كل ما ينتهي بنا إلى حياة الميوعة والتحلل والتسيب، فهذا هو النهج الذي جاء به الإسلام لتكوين الإنسان الصالح والأسرة المستقيمة على منهج الله.
وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الاستقامة على منهج الله هي التي تجسد الإيمان الحقيقي، ولذلك قال لمن سأله من الصحابة: قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك: قال له: “قل آمنت بالله ثم استقم”.
وقد اقتبس النبي صلى الله عليه وسلم هذا الجواب من القرآن حيث يقول سبحانه وتعالى: “نَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ”.
اتقاء الشبهات
وهذا الصراط المستقيم والمنهج القويم الذي ينبغي أن يسير عليه المسلم في حياته قد رسمه القرآن ووضع أسسه وقواعده وبينته السنة وفصلته فلم يعد لأحد حجة أن يدعي أنه يجهله، فقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فالحلال بين، والحرام بين، وما كان بينهما من مشتبهات يمكن أن يسأل عنها أهل العلم ليبينوها، وما بقي مشتبها على صاحبه، فالأفضل للمسلم تركه، ومن اتقى الشبهات كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام.
والمسلم الحق كما يؤكد المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة هو الذي يسير علي منهج الله ويمتلك إرادة قوية وعزيمة لا تلين، فهو يستمتع بطيبات الحياة دون أن يكون أسيرا لنداء الشهوات ويستعلي على نداء الغرائز، وبمقدار انتصاره على هوى نفسه وتحكمه في غرائزه الشهوانية تكون حقيقة إيمانه، فالإيمان هو الذي يقوي إرادة المؤمن أمام وساوس الشيطان، ودواعي الهوى، فيجعله يرفض الحرام، وهو متاح له، لا يحول عنه حائل إلا خشية الله عز وجل.
يقول الدكتور حسين شحاتة أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر: لقد رسم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المنهج الصحيح للحياة الآمنة المستقرة في حياتنا الدنيا لننعم بالاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي وطريق هذا الاستقرار هو الإيمان الذي يقودنا إلى رفض كل ما هو حرام والحرص على كل ما هو حلال، فقد تتاح للإنسان أن يكسب الملايين من وراء تجارة محرمة أو أغذية فاسدة أو رشاوى باسم العمولات والهدايا، لكن المؤمن الحريص على دينه، الخائف من عقاب لا هروب منه لا يقبل أن يدخل جيبه درهم واحد من حرام، أو يدخل في جوفه أو جوف احد ممن يعوله لقمة واحدة من حرام، فكل جسد نبت من حرام فالنار أولى به.
إن الحياة الطيبة التي ينشدها كل عاقل يدرك حقيقة الحياة وواجب الإنسان ورسالته فيها لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الحرص على الحلال وحياة الاستقامة التي تفرض عليه أن يؤدي واجباته الدينية كما ينبغي وواجباته الدنيوية على الوجه الأكمل ليحظى برضا الله ويحقق لنفسه ولأسرته ولكل المحيطين به السعادة والطمأنينة والحياة الطيبة.
الترفيه الهادف
لكن، رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أننا بشر ولنا حاجات البشر ومطالب البشر، ولابد أن نلبي هذه المطالب فنعطي للجسد حقه من الراحة والاستجمام ونعطي للنفس حقها من الترفيه الهادف المهذب الذي يريح الأعصاب ويدخل على النفس السعادة ويحدد نشاط الإنسان في الحياة دون ارتكاب مخالفات أو تجاوزات شرعية.
يقول الداعية والفقيه الدكتور يوسف القرضاوي: لقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نحقق المعادلة الصعبة في حياتنا فنلتزم بالأوامر والنواهي ونؤدي الواجبات الدينية والدنيوية ولا نحرم أجسادنا وأنفسنا من كل ما يحقق لها الراحة والسعادة، فالإنسان بشر يتعب ويمل ومن حقه أن يستريح إذا تعب وأن يروح عن نفسه إذا مل، وان ينوع حياته بين الجد واللهو حتى يستطيع أن يواصل السير، ولا ينقطع من الإعياء والجهد، فيتوقف في منتصف الطريق، فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
ومن هنا فإن منهج الحياة المتوازن الذي علمنا إياه رسولنا الكريم يفرض على المسلم أن يروح عن نفسه وأهله بكل ما هو طيب ومباح فالاستمتاع بالغناء الذي لا يؤدي إلى ارتكاب معصية أو يحض على رذيلة مباح، ومشاهدة الأعمال الفنية والدرامية الهادفة التي تعالج مشكلات الحياة وتقدم حلولا واقعية ملتزمة بقيم الإسلام وأخلاقياته مطلوبة، والسياحة في الأرض والسفر للتعرف على أماكن جديدة واكتساب معارف وخبرات مطلوب ومرغوب، وممارسة كل الرياضات التي لا تؤدي إلى تهلكة النفس أو الإضرار بالجسد مباحة، بل أحيانا ما تكون مرغوبة من الناحية الشرعية فقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على السباحة والرماية وركوب الخيل، والمسابقة بينها، ونحو ذلك من العاب الفروسية.
والأمر في شريعة الإسلام لا يتوقف عند كل ما هو معروف ومتوارث من وسائل الترفيه، بل أعطانا الإسلام حق اختراع الألعاب وممارسة الهوايات التي تشغل الفراغ فيما يفيد بشرط عدم الإسراف في ذلك، فالإسراف في المباحات ممنوع، كما قال الحق سبحانه: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، بل الإسراف في العبادة ممنوع أيضا، لأنه لا يتم إلا على حساب حقوق أخرى.
تزمت مرفوض
وانطلاقا من هذا المنهج الإسلامي القويم الذي علمنا إياه رسولنا الكريم يدين الدكتور مبروك عطية الداعية الإسلامي المعروف والأستاذ بجامعة الأزهر سلوك هؤلاء المتدينين المتشددين الذين يحرمون على أنفسهم وأهلهم كل وسائل الترفيه عن النفس ويفرضون على كل المحيطين بهم حياة جافة كئيبة لا يقرها دين، ولا يمكن أن تتحملها نفس بشرية لها رغباتها وغرائزها.
ويقول: لا ينبغي أن يعتقد هؤلاء أنهم بهذا التشدد والتزمت يرضون الله عز وجل، فالإسلام دين وسطية واعتدال في كل شيء، وكما أدان الإسلام سلوك المستهترين الذين يفرطون في الواجبات وينصرفون عن الطاعات، ولا يقيمون للفضائل الدينية وزنا في حياتهم، أدان سلوك هؤلاء المتشددين والمتنطعين في الدين الذين فهموا تعاليم الإسلام فهما خاطئا وحرموا أنفسهم وأهلهم من المباحات التي أرادها الله عز وجل لمواجهة الملل والإجهاد النفسي والبدني الذي يتعرض له كل إنسان.
ويضيف: إن الالتزام الديني لا يعني أن تتحول حياة الإنسان إلى مأتم، فلا يسمح لقلبه أن يفرح، ولا للسانه أن يروي فكاهة أو دعابة أو يقول نكتة، بل الالتزام الديني يعني أن يعيش الإنسان حياة متوازنة يؤدي الواجبات ولا يهمل الحقوق، يعيش الحياة كلها بجلوها ومرها، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المثل الأعلى والقدوة في حياة المسلمين يضحك ويمرح ويداعب، وكان من أفكه الناس، وقد رويت عنه ممازحات شتى لرجال ونساء من أصحابه كما أقر سلوك الصحابة الذين كانوا يمرحون ويشتهرون بالفكاهة فعلى كل المتدينين أن يتأسوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ليتخلصوا من حياة الكآبة والعبوس التي يفرضونها على أنفسهم وعلى كل المحيطين بهم.
ويحذر الدكتور مبروك عطية شباب المسلمين اليوم من التشدد والتزمت ويؤكد أن هذا الشباب يعيش حياة صعبة كئيبة تنفر الآخرين من الاقتراب من الإسلام، وتكون النتيجة انصراف النسبة الأكبر من الشباب عن هداية الإسلام، ويقول: عندما يجسد المتدينون الإسلام على انه دين جامد وجاف ويحرم الإنسان من كثير من متع الحياة، فلن يجد هذا النمط من التدين قبولا لدى الآخرين الذين يقفون في منتصف الطريق، بل سيدفع البعض إلى الاتجاه الآخر، وهو التحلل من القيم والأخلاقيات وممارسة كل وسائل اللهو والعبث الذي يحيط بشبابنا الآن من كل جانب.
Rania1991 عضو فعال
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 148 العمر : 33 أقطن في : الجزائر علم بلدي : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 28844 التميّز : 16
موضوع: رد: هكذا علمنا النبي الاستقامة والبعد عن التزمت الأحد 19 أبريل 2009, 00:06
:جزاك الله خيرا :جزاك الله خيرا :جزاك الله خيرا
عزالدين وسام العطاء
نوع المتصفح: : الرواحل : عدد الرسائل : 4853 أقطن في : الجزائر علم بلدي : الترقية : نقاط التميز في الرواحل الإسلامية الشاملة : 36740 الأوســــمة : التميّز : 82
موضوع: رد: هكذا علمنا النبي الاستقامة والبعد عن التزمت الأحد 19 أبريل 2009, 11:53