السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن كثرة الأكل على رأس أسباب التثاقل عن صلاة القيام

وقد قال صلى الله عليه وسلم

" ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه "

وهناك أسباب أخرى للتثاقل الكل يعرفها

أخي المسلم إن للصلاة أسرار

تحفظ خشوعها وتجعلها محبوبة إلى النفوس

إن القراءة البسيطة في حال السلف مع قيام الليل أيام رمضان

تجعلنا نسلم أن هناك أسبابا تؤثر في الحصول على لذة القيام

وعدم استثقال الصلاة غير الأكل والنوم والمكان والزمان

وباقي الأسباب التي نتفق عليها ونؤكد عليها في محاضراتنا

وخطبنا ومجالسنا ومقالاتنا

هناك من يقيم الليل كله إلا قليلا

وهناك من يصوم النهار ويقوم الليل

وهناك من يقف عند آية واحدة ليلته كاملة

وهناك من يصلي ولا يدري ما حوله

وهناك من إذا دخل في الصلاة فلأهله أن يفعلوا ما شاءوا

فهو في حياة أخرى لا يدري بهم

قال تعالى (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ))

ألا يدل هذا وغيره على أن في المسألة سر غير الأكل والشرب والنوم

وغيرها من الأسباب الظاهرة ،

فهل يتأتى الخشوع وتحصل لذة للعبادة إذا ما قللنا ألأكل والشرب

وأخذنا قسطا من الراحة في النهار

وقمنا بالأسباب المادية التي تعين على القيام؛

إنها ولا شك ستحدث نشاطا وخفة

لكن يبقى السؤال

هل تحصل لذة للعبادة ؟

إن التلذذ بالعبادة شيء آخر

وهو من يجعلها سهلة بل راحة وانشراح.

هو من يطرد النوم من العين ، والكسل من البدن .

والتلذذ يأتي من ذات الشخص

التلذذ يأتي من حضور القلب في الصلاة ،

أحبتي إن عدم حضور القلب في الصلاة هو السبب الرئيس في استثقالها

ولو قرأ الإمام نصف صفحة

ولوكان من أعذب الناس صوتا ؛

فحضور القلب في الصلاة ينقل المصلي من حديقة إلى أخرى

ومن متعة إلى أخرى

ومن مشهد لآخر

فتمر عليه آيات الجنة وقلبه حاضر فيرفرف آملا في بلوغها

وتمر عليه آيات العذاب فيكاد ينخلع من مكانه خوفا من أن يكون من أهلها

وتأتيه محطات الاستغفار والرحمة فيسعى لتلمسها

ويمر بالقصص فيعيشها في لحظته كأنه من أهلها

كل ذلك وغيره إذا كان قلبه حاضرا في صلاته

===============================

اللهم اجعلنا من الخاشعين

موضوع جيد ابنتى الغالية شكرا لك

اللهم تقبل صلاتنا وصيامنا وقيامنا بمزيد من الأجر والمغفرة والثواب .