وتبعا لذلك طلب القس الفرنسي من أتباعه عدم ذبح الأضاحي يوم العيد، وأمرهم بالمقابل بتعليق صور لكباش على جدران الكنائس المنتشرة في الولاية، وذلك للتعبير عن رفض "سنة" الأضحية.

وقال "حسان زين" وهو شاهد عيان لـ" العربية. نت" "إنه شاهد فعلا صور الكباش معلقة على جدران كنيسة بتيزي وزو"، لكنه أردف قائلا "أعتقد أن هؤلاء المبشرين اختاروا أسلوبا خاطئا لنشر أفكارهم، وهم ينسون أن منطقة القبائل تضم أكبر عدد من المساجد".

من جهته، كشف هيثم رباني، إعلامي جزائري وعضو هيئة محاربة التنصير بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في تصريح لـ"العربية. نت" أنه قام رفقة وفد هام من جمعية العلماء المسلمين بتنشيط محاضرة حول حقيقة أضحية العيد، وذلك بالمركز الثقافي الإسلامي بـ"إحدادن" بولاية بجاية، قدم فيه لسكان المنطقة وهم من القبائل الصغرى، الدليل التاريخي من التوراة بنسخها الثلاثة (العبرية، السامرية واليونانية)، والإنجيل والقرآن على حقيقة أضحية العيد، مستعرضا ما جاء في الإصحاحات 16 و17 و 18 و 19 و 20 و 21 و 22 من التوراة، لتوضيح التأصيل التاريخي للأضحية والتضارب الحاصل بشأنه.

وعقب ذلك، يقول المتحدث "إنه انتقل إلى كنيسة "تافاث" بولاية تيزي وزو (القبائل الكبرى)، وبحث عن القس سامي موزار، وعندما وجده قد غادر التراب الوطني ترك شريطا صوتيا عن محاضرة "أضحية العيد" ببجاية، وأوصى إليه عبر المشرف على الكنيسة بتحديد تاريخ للقيام بمناظرة أمام الملأ حول الموضوع نفسه، وقال رباني لـ" العربية. نت" "إنه ينتظر موافقة القس على دعوته متى شاء".

على صعيد آخر، علمت "العربية. نت" من مصادر موثوقة بمنطقة القبائل رفضت الكشف عن هويتها، أن أشخاصا مجهولين تم ضبطهم وهو يوزعون كتبا تعليمية تحمل مضامين تبشيرية باللغتين العربية والأمازيغية، على أبواب مدارس الطور الأول، وقالت مصادر موثوقة لـ"العربية. نت" إن هؤلاء "المتطوعين" يقبضون مبالغ مالية لا تتجاوز 60 دولارا فقط مقابل "الإيقاع" بالأولاد الصغار، وتقول اعترافات أحد هؤلاء "المتطوعين" أنه كان يستفسر الأولاد الصغار عن مضمون ما يدرسونه في مادة التربية الإسلامية، وأنه كان يتولى مهمة إقناعهم بحقيقة أن" الأمازيغ مسيحيون في الأصل وتم إجبارهم على الإسلام".

وتتقاطع هذه المعلومات مع ما نشرته صحيفة "الشروق اليومي" قبل أسبوع حول قيام أشخاص مجهولين بالترويج لشريط فيديو يصور في عشر دقائق مجموعة "المسيحيين الجدد" في إحدى كنائس ولاية تيزي وزو، ويظهر في الشريط الذي اطلعت عليه "العربية. نت"، حوالي 20 مواطنا من أبناء الولاية وهو يتماوجون مع أصوات بالأمازيغية يرددها "زعيم".

وبحثا عن توضيحات لما يجري في منطقة القبائل من تنصير باسم الكنيسة، اتصلت "العربية. نت" بالأب هنري تيسييه أسقف الجزائر، وفي رده على سؤال حول حقيقة ما يقوم به القس موزار وآخرين باسم الكنيسة، أجاب تيسييه "أنه يعالج هذه الأيام بعض الأمور الخطيرة ولا يستطيع التعليق على قصة القس موزار في الوقت الجاري"، ورفض تيسييه التعليق عما إذا كانت الأمور الخطيرة التي تحدث عنها تتعلق بهذه الحادثة أم لا.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الجزائرية أصدرت تشريعا قانونيا ينظم نشاط غير المسلمين بالجزائر، وقد لقي هذا القانون معارضة ضمنية من بعض الدوائر الدبلوماسية المعتمدة في الجزائر، واستقبلت وزارة الشؤون الدينية زيارات عديدة لدبلوماسيين غربيين يطلبون تفسيرات عن كيفية تطبيق بنود هذا القانون، الذي أصدرته السلطات للحد من النشاط التبشيري في منطقة القبائل وفي عمق الصحراء الجزائرية.