يختلف الناس باختلاف مستوياتهم فى القدرات العقليه ، وسلوكياتهم الاخلاقيه ، الا أننا نلاحظ فى مقام الاخلاق المحموده تلك التصرفات النابعه من نفس صافيه سمحه ، والشخصيه السمحه هذه تتصف بالمرونه ولين الجانب والاستبشار والإقبال على الحياه بوجه عام فهى تتقبل مايجرى به القضاء والقدر من خير أو شر بالرضا والتسليم
وتحاول هذه الشخصيه أن تضع لكل أمر من الأمور ما يبرره من حكمة وموعظة بنفس راضيه وتتمثل دائما بقوله تعالى :
" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون "
أصحاب النفس السمحه بهذا الشعور الجميل يستقبلون كل ما يأتيهم بصدر رجب منشرح ويتلمسون جوانب الجمال فى كل ماتجرى به المقادير ، ويكون جزاؤهم رضوان الله تعالى عليهم لانهم لا يبتغون بسماحتهم سوى رضوان الله عز وجل
والشخصيه التى لا تتمتع بسماحة النفس تحرم نفسها من كل الفوائد التى ينعم بها صاحب النفس السمحه ، فنجد هذه الشخصيه غير السمحه متذمره دائما تعانى من الاحباط ، وتتسم تصرفاتها بالقلق وتوقع الاذى من الاخرين ، الى جانب أن هذه الشخصيه لاتعرف الهدوء ، سيئة المعاشره مكروهه بين الناس ، تنفر منها القلوب وتتحاشاها الأبصار والأسماع ، ولا يتعامل معها إلا كل مضطر
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للسمحاء أن يرحمهم الله .. فقد روى البخارى عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" رحم الله عبدا سمحا إذا باع واذا اشترى واذا اقتضى "
وكان المصطفى صلوات الله عليه وسلم أسوه حسنة فى سماحة النفس ولين الطبع وسهولة المعامله وكمال الأخلاق ورقة